مسيحيو سوريا بين خطف وذبح داعش وقلة حيلة النظام السوري

الخميس 26/فبراير/2015 - 09:41 م
طباعة مسيحيو سوريا بين
 
معاناة المسيحيين
معاناة المسيحيين الاشوريين مستمرة
لا تزال أزمة المسيحيين السوريين تتفاقم، وسط صمت دولى، ومحاولات خطف مزيد من المسيحيين في القري التي سيطر عليها عناصر تنظيم داعش، في معارك كبيرة مع النظام السورى من جانب، والمجموعات المسلحة التابعة للمجلس الوطنى السريانى.
يأتى ذلك في الوقت الذى نزح فيه خمسة آلاف مسيحي اشوري من مناطق سكنهم في محافظة الحسكة السورية بعدما اختطف تنظيم داعش العشرات من ابناء هذه العائلات اثر هجوم استهدف قراهم في عملية غير مسبوقة .
نزوح المسيحيين من
نزوح المسيحيين من كنائسهم
وقال مدير شبكة حقوق الانسان الاشورية التي تتخذ اسوج مقراً لها اسامة ادوارد ان 800 عائلة غادرت الحسكة فيما غادرت ايضا نحو 150 عائلة القامشلي، في عملية نزوح تشمل نحو خمسة آلاف شخص، واقتحم مسلحي "داعش" منازل قريتي تل شاميرام وتل هرمز في محيط بلدة تل تمر، ثم تقدموا نحو العشرات من القرى المجاورة لهاتين القريتين الاشوريتين، مشيرا إلى أن المقاتلين الجهاديين الذين يسيطرون على مناطق واسعة من سوريا والعراق يسعون الى فرض سيطرتهم على بلدة تل تمر القريبة من جسر بني فوق نهر خابور يسمح لهم بالتوجه الى الحدود العراقية انطلاقا من محافظة حلب.
ويرى مراقبون أن هناك مخاوف من أن عدد أبناء المسيحيين الآشوريين في سوريا الذين خطفوا على أيدي مسلحي "داعش" أكثر مما كان يعتقد أول الأمر، في ظل تقارير تشير إلى خطف 200 مدني، معظمهم من النساء، والأطفال وكبار السن، بينما قال المجلس السرياني الوطني السوري إن عدد المخطوفين يصل إلى  150 فردا.
ونقلت وكالة "ابفي" الإسبانية عن إحدى أقارب الأسرى "الأشوريين" من عائلات مسيحية المختطفين في سوريا ان تنظيم داعش الإرهابي في سوريا قام بتنفيذ عملية الإعدام لبعض الأسرى والذين يبلغ عددهم 150 أسير اختطفتهم مؤخرا في محافظة الحسكة شمال سوريا، وقال "عبدال" أحد اللاجئين السوريين في لبنان  أن داعش قتلت اثنين منهم بالرصاص في تل هرمز منهم ابن عمه 65 عام، وأنه ما يزال على صلة بأقاربه المسيحيين في الحسكة عبر الإنترنت والمحادثات الهاتفية، كذلك فجرت عناصر لـ"داعش" كنيسة بتل هرمز القابعة في موقع استراتيجي أعلى التل.
السلاح فى وجه المصلين
السلاح فى وجه المصلين
أضاف أن القوات الأشورية هاجمت داعش منذ شهر تقريبا وأسرت 6 منهم، مشيرا إلى أنه ربما يكون قتل داعش للأسرى هو رد فعل على ذلك ، موضحا أن عدد سكان الأشوريين قبل الأزمة السورية مارس 2011 كان يبلغ 200 ألف شخص، بينما هو الأن 15 و20 ألف فقط لهجرة العديد منهم
من جانبه اتهم مطران السريان الكاثوليك جاك بهنان هندو تركيا بمنع المسيحيين في منطقة الحسكة من الهرب عبر حدودها، مع انها تسمح في المقابل للجهاديين بعبورها، مشيرا بقوله " تسمح تركيا بمرور الشاحنات وقوات داعش والنفط المسروق من سوريا والقمح والقطن، كل ذلك يمكن ان يمر عبر الحدود ولكن لا يمكن أي شخص مسيحي العبور.
من جانبه أكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج الفظاعات التي يرتكبها إرهابيو تنظيم داعش بحق المسيحيين هناك وسط صمت دولي وعربي وإسلامي يدل على وجود مخطط لإفراغ المنطقة من مسيحييها وتهجيرهم إلى خارج بلدانهم، وبالتالي استحالة عودتهم إلى الأرض التي حضنتهم منذ آلاف السنين، معربا عن استغرابه كيف أن التحالف الدولي لمحاربة داعش لم يتدخل بعد بقواته الجوية للدفاع عن القرى المسيحية هناك كما جرى مع مدينة كوباني الكردية، تاركا المسيحيين لمصيرهم المحتوم.
طالب فريج اللبنانيين، ولا سيما المسلمين والأحزاب والتيارات المسيحية إلى أوسع تضامن مع مسيحيي الحسكة والتحرك باتجاه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية والدول الكبرى، ومطالبتهم بتحرك موحد لردع الإرهابيين المعتدين والحفاظ على البقية الباقية من المسيحيين كوجه حضاري يمتاز به الشرق.
الوزير السابق وديع
الوزير السابق وديع الخازن
وفي هذا السياق قال رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، إن استهداف المسيحيين في أرضهم وتاريخهم المتجذر منذ مئات السنين في العراق وليبيا وغيرها، والحسكة السورية، والأخطر هو الصمت الدولي عن هذا الاغتصاب الماثل للعيان، وكأنه تناغم مقصود لتفريغ المنطقة من مقوّماتها الأساسية في العيش بوئام وسلام، موضحا بقوله " العار بعينه يلطخ جبين الإنسانية على مرأى ومسمع شعوبها وكأن لا شيء يعنيها مِما يجري".
أوضح بقوله " إن أقل ما تفعله الحكومات العربية ومنظمة الأمم المتحدة، الدعوة إلى قمة عاجلة لتدارك سوء المصير المحدق بشعوب المنطقة وأديانها وحضاراتها، مسيحية أو مسلمة، وهي تتعرّض لأسوأ إعصار عرفته في ذاكرة حروبها على أيدي التتار الجدد، داعش والنصرة، التي تحرّك النعرات الدينية البائدة بين المسلمين ويذهب المسيحيون ضحية صراعاتها المسلّحة، وصحيح أن لبنان ليس بمنأى عن هذه التداعيات، إلاّ أن مسيحييه ومسلميه على قلب واحد في صدّ هذه الهجمات البربرية  التي تتهدّد صيغة عيشه".
من جانبها دعت فرنسا إلى إطلاق سراح عشرات المسيحيين تم اختطافهم في محافظة الحسكة، كذلك دعا سفير الفاتيكان بدمشق، ودعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى إطلاق فوري لسراح هؤلاء المختطفين، معلنة تضامنها مع المجتمع المسيحي الذي يجب أن يعيش بسلام في سوريا.
سفير الفاتيكان في
سفير الفاتيكان في دمشق
وفي هذا الاطار دعا سفير الفاتيكان في دمشق، المطران ماريو زيناري، إلى توخي الحذر في التعاطي مع المعلومات المتعلقة بأعداد القتلى والمخطوفين ونشرها، لأنه من الصعب الحصول على معطيات دقيقة بهذا الشأن خلال هذه المرحلة من الصراع المسلح، مؤكدا أن المعلومات المتوفرة من مصادر محلية في الحسكة تفيد بأن مقاتلي داعش هاجموا قريتين، والمنطقة التي تعرضت للهجوم تضم حوالي إحدى عشرة قرية ينتمي معظم سكانها إلى المسيحية".
وحتى الآن تشهد قرى محافظة الحسكة مواجهات بين قوات "حماية الشعب" و"داعش" تمكنت خلالها القوات الكردية من استعاده 3 قرى كان يسيطر عليها مسلحو "داعش"، ولا تزال الأزمة مستمرة، وتدفع الأقليات الدينية في الشرق الأوسط وخاصة المسيحيين نتيجة ما يحدث من اعتداءات للتنظيم الارهابي من جانب، وعدم قدرة النظام السوري في السيطرة على الموقف.

شارك