تضارب المصالح الإقليمية يُهدد مساعي مصر لإنشاء قوات عربية مشتركة

الأحد 01/مارس/2015 - 03:57 م
طباعة تضارب المصالح الإقليمية
 
كثفت القاهرة جهودها أخيراً في محاولة لتشكيل قوات عسكرية تستطيع مواجهة خطر الإرهاب المنتشر في المنطقة العربية حالياً، وتمكن من السيطرة على عدد من تلك الدول، حيث يجري الرئيس السيسي مباحثات اليوم (الأحد) مع ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز، يعرض فيها فكرة إنشاء تلك القوة العسكرية، وتفاصيل إنشائها، كما سيكون الملف على رأس أجـندة جـولة عربية يبدأها الأمين العام للجامعة العـربية نبيل العربي الأسبوع الجـاري في الكويت. 
اللافت للنظر أن مصر تريد تأسيس تلك القوة تحت مظلة الجامعة العربية؛ لإضفاء المزيد من الشرعية عليها، فيما قال قائد قوات حرب الخليج، اللواء محمد علي بلال: إن الدعوة إلى تشكيل تحالف عسكري عربي، تستهدف حماية المنطقة من قوى الإرهاب، موضحاً أن مؤتمر القمة العربية المقبل، والمقرر له مارس الجاري سيحسم العديد من مصير القضايا الإقليمية، فيما قال مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية، هاني خلاف: زيارة السيسي للرياض تستهدف حشداً خليجياً لتشكيل قوة عسكرية لحماية المنطقة وبلورة رؤية موحدة لمواجهة الإرهاب.
فكرة إنشاء القوة العربية المشتركة، لا شك أنها يواجها العديد من العراقيل، حيث قال مراقبون: إن الفكرة غير مهيئة لتشكيل مثل تلك القوات، نظراً لكثرة التباينات عربية في المواقف، كما يستدعي حسم الخلافات في شأن تعريف الإرهاب وأماكن انتشاره وكيفية التدخل لمواجهته.
الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الأوربية لا شك أنهم يعارضون بقوة مثل هذه الفكرة، بدلالة عرقلتها المساعي المصرية، في استصدار قرار بشأن رفع حظر تسليح الجيش الوطني الليبي، وفرض حصار بحري وجوي للحيلولة دون الاستمرار في تسليح الميليشيا المسلحة.
تضارب المصالح الإقليمية
كان السكرتير الصحفي للبنتاجون جون كيربي قال إن بلاده لا تعلم تفاصيل تلك المحادثات ولم يقدم أي تفاصيل، فيما قال مسئولون مصريون: إن هناك نية لدى بعض الدول الحصول على موافقة الولايات المتحدة، رغم إشارتهم إلى أن المناقشات تعكس قلقًا من عدم جاهزية واشنطن لمحاربة الإسلاميين غير "داعش".
وكالة "أسوشيتيد برس" قالت: إن التحالف سيمثل استعراضًا للقوة لمواجهة المنافس التقليدي للسعودية: إيران، ونقلت الوكالة عن مسئولين مصريين كبار أن التحالف الجديد سيعمل في عدد من المناطق المحتملة منها ليبيا حيث تدعم مصر والسعودية والإمارات قوات اللواء خليفة حفتر، كما قال المسئولون المصريون: إن اليمن قد تكون مسرحًا محتملاً لتدخل التحالف المزمع تأسيسه.
وقالت الوكالة: إن التحالف الجديد سيكون امتدادًا للتحالف الأمريكي العربي الذي تم تأسيسه لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، لكن المسئولين المصريين الثلاثة الذين تحدثوا لأسوشيتد برس قالوا: إن العراق وسوريا لن يكونا من بين أهداف التحالف الجديد، وأكد مسئول عسكري مصري رابع تلك التصريحات.
وصرح مسئول خليجي آخر رفض ذكر اسمه بأن المحادثات التي بدأت للتنسيق حول ما يمكن لتلك الدول عمله في ليبيا ضد الإسلاميين هناك، تطورت "لتناقش شكلاً أوسع من أشكال التعاون حول كيفية التعامل مع المتطرفين في المنطقة"، لكن المحادثات لا تزال سرية.
المصريون قالوا: إن المحادثات وصلت لمرحلة متقدمة، لكن هناك خلافات بشأن حجم القوة التي ستشارك بها كل دولة، والمقر الرئيسي لذلك التحالف، وعما إذا كان سيحصل على غطائه من الأمم المتحدة أو من جامعة الدول العربية، لكن حتى لو تم الاتفاق على تلك التفاصيل، فإن التحالف سيكون بهدف التدخل السريع، ولن يكون من مهامه إرسال حملات عسكرية طويلة الأمد.
تضارب المصالح الإقليمية
كان الرئيس السيسي قال في مقابلة مع قناة "العربية": إن دول الأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت أبدوا موافقتهم على الفكرة، وانه جاري إقناع بقية الدول المشاركة في تشكيل تلك القوات. 
جدل آخر تجدد حول قوام تلك القوات وأماكن تمركزها، هل ستكون تلك القوات العربية المشتركة بناء على اتفاقية الدفاع العربي المشترك، بحيث تعتمد في قوامها على القوات العسكرية المصرية، مع مشاركة رمزية من القوات عربية أخرى؟ وماذا عن أماكن تمركز تلك القوات؟ وهل ستكون لها تشكيلات تعتمد بالأساس على القوات الخاصة والتدخل السريع؟ وهل ستكون لها قيادة مشتركة بما يشبه المجلس العسكري العربي؟
خبراء عسكريون، قالوا: إن المجلس ستوكل إليه بلورة خطة للتدريبات على مواجهة الأخطار، سيتم تلقينها لتلك القوات، لتكون جاهزة للتدخل في البؤر الملتهبة حين تحتاجها الظروف، وسيتم توزيع الأدوار على الدول العربية المشاركة، في تلك القوات، بحيث تعتمد على مشاركة عسكرية من الدول التي تمتلك جيوشاً ومعدات فيما ستتلقى دعماً لوجيستياً من الدول الأخرى.
تضارب المصالح الإقليمية
من جانبه قال الخبير الاستراتيجي، اللواء المتقاعد سامح سيف اليزل: إن القوة المشتركة ستضم قوات خاصة من الدول العربية مدعومة بقوة جوية من المقاتلات، تكون لها قيادات موحدة تحت مظلة الجامعة العربية حتى تكون لها شرعية، وتتلقى تدريبات مشتركة كل ثلاثة أشهر وتتواجد هذه القوات كل في بلدها، على أن يتم تجمعها في التدريبات على خطط سيتم وضعها لمواجهة التهديدات.
ولفت في تصريحات صحافية له، إلى أن الهدف من تشكيل تلك القوات مكافحة الإرهاب في الدول (المشاركة) والتدخل لحماية هذه الدول إذا ما تعرضت إلى أخطار خارجية أو داخلية، ويمكن تشكيل قوة لحفظ السلام منها إذا ما اقتضى الأمر، لكن سيف اليزل استبعد تدخل تلك القوات في الدول التي تعاني قضايا سياسية متشابكة، لإعطاء الشعوب الفرصة لاتخاذ قرارها.
وأقر اليزل بصعوبة تمرير القرار تحت مظلة الجامعة العربية، وقال إذا ما وجدت صعوبة في العمل تحت مظلة الدول العربية، فإن الدول المشاركة تشكل الشرعية، مثلما حدث في الائتلاف الدولي لمواجهة "داعش".
في السياق، قال المتحدث باسم القوات المسحلة، العميد محمد سمير: إن قوات الأمن قتلت، خلال شهر فبراير الماضي، أكثر من 173 من "العناصر الإرهابية" وألقت القبض على آخرين من جماعة "أنصار بيت المقدس" خلال عمليات متفرقة في شمال سيناء.
تضارب المصالح الإقليمية
وأوضح المتحدث محمد سمير، في بيان نشر على صفحته على "فيسبوك"، أن 12 "إرهابيا" قتلوا في مدينة العريش أثناء قصف جوي قامت به طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش، كما قتل 4 آخرون خلال حملة مداهمات في المدينة، وقتل آخر في هجوم على إحدى الكمائن.
وأضاف أن القوات أحبطت محاولة "لعناصر إرهابية" للهجوم على أحد الكمائن، وتم القبض على 13 آخرين، من بينهم 2 من جماعة "أنصار بين المقدس".
وتابع المتحدث أن قوات الأمن في مدينة الشيخ زويد، قتلت أكثر من 123 من "العناصر الإرهابية" بعد استهداف مقرين لعناصر "جماعة أنصار بيت المقدس"، وخلال قصف جوي وعمليتي مداهمات بالمدينة.
وأضاف المتحدث: إن قوات الأمن تصدت لـ"هجوم إرهابي بقذائف الهاون والنيران" على أحد الكمائن الأمنية، "حيث تم التعامل مع الإرهابيين وقتل أحد عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي دون حدوث خسائر مادية أو بشرية في صفوف القوات".
وقال إنه تم إلقاء القبض على 10 وتدمير عدد من المقرات والدراجات البخارية المملوكة لتلك العناصر "كانت تستخدمها في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية".
وذكر البيان أن 21 "إرهابيا" قتلوا في مدينة رفح إثر استهداف قوات الأمن لمقر لجماعة "أنصار بيت المقدس"، كما قتل 3 آخرون خلال تصدي قوات الأمن لهجوم على كمين، ما قتل 5 آخرون في حملة مداهمات بالمدينة.

شارك