"تكريت".. وإمكانية كسر طموح "داعش"
الأربعاء 04/مارس/2015 - 09:45 م
طباعة


تشكل مدينة صلاح الدين الأيوبي" تكريت" التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش "أهمية خاصة ورمزية للدولة العراقية فالمدينة التي تقع على مسافة 160 كم شمال غرب بغداد على نهر دجلة، يمثل الاستيلاء عليها الضربة الناجحة التي ستكسر نفوذ التنظيم الدموي على مناطقه بالإضافة إلى أن رمزية المدينة التى يبلغ عدد سكانها 370 الف نسمة وتعد مركز محافظة صلاح الدين المتمثل في انها اخر المدن العراقية التي سقطت في قبضة القوات الامريكية عقب غزو العراق في عام 2003م و بعد احتلال بغداد يجعل الجيش العراقي وقوات الحشد الشيعية تشعر انها قد استعادت مدينة ذات أهمية روحية للسنة في العراق.
الجيش العراقي ومدينة صدام

ويعود أستيلاء "داعش على المدينة التي تعد مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ويعيش فيها العديد من أبناء عشيرته البو ناصر الى يونيو 2014م وهو ما دفع القوات العراقية في 1 مارس 2015 إلى البدء في حملة عسكرية موسعة لاستعادة المدينة بمشاركة عشائر سنية وقوات الحشد الشعبي.
وأكدت مصادر أمنية أن الجيش والشرطة والحشد الشعبي وأبناء العشائر يحاصرون تكريت من ثلاثة محاور: الأول من الجنوب قرب المستشفى، والثاني من الغرب وهو الشارع الرئيسي، والثالث من الشمال ويبدأ من تحرير حي الطين وحي القادسية وكلية التربية كما دارت معارك على مشارف المدينة من الجهتين الجنوبية والغربية القريبة من حي الزهور الراقي، فيما جرت معارك أخرى شمالها من جهة مباني الجامعة وحي القادسية ووقعت اشتباكات عنيفة بين قوات مشتركة من الجيش والشرطة المدعومة من الحشد الشعبي وعناصر من داعش في ناحية حمرين، شرق قضاء الدور، وقرية البورياش باتجاه ناحية العلم، ما أسفر عن قتل ثلاثة من مسلحي التنظيم وإصابة خمسة جنود.
وكشفت عن أن القوات تمكنت من تحرير ناحية العلم، ورد التنظيم بشنّ هجوم آخر بعربة همر وصهريج مفخخين يقودهما انتحاريان إلا أن القوات المتمركزة في الناحية تمكنت من تفجيرهما قبل وصولهما إلى الهدف وقام الجيش العراقي بالدفع ب 27الف مقاتل ، هم مزيجٌ من الحشد الشعبي والقوات الأمنية وأبناء العشائر في صلاح الدين، ويهدف من خلال هذه العملية العسكرية الموسعة التي تمتد على مساحة 9 آلاف كيلومتر مربع على ثلاثة محاور هي:
الأول عبر شمال سامراء بقيادة الحشد الشعبي
الثاني عبر قضاء العوجة بقيادة قوات مكافحة الإرهاب
الثالث عبر قاعدة سبايكر جنوب تكريت بقيادة قوات مشتركة من الجيش والقوات الأمنية.
1- تطهير نحو 90% من محافظة صلاح الدين من "داعش"
2- حصر حضور التنظيم في محافظتي نينوي والأنبار.
3- تأمين الخط الواصل بينها وبين مدينة سامراء وبغداد
4- الاستفادة من الأهميةٌ الاستراتيجيةٌ للمدينة باعتبارها حلقة و وصل مع نينوى شمالا حيث الموصل ومع الانبار غربا ومحافظة كركوك شرقا..
5-تأمين الخط الممتد من بغداد مرورا بسامراء وتكريت وصولا إلى مدينة بيجي التي تحوي أكبر مصفاة نفط عراقية.
6-السيطرة على شبكة الطرق الاستراتيجية في محافظة صلاح الدين وخاصة الخط الممتد على ضفاف نهر دجلة.
العمليات ومقاومة "داعش"

تعتبر داعش أن سقوط المدينة في يد الجيش العراقي ستشكل خسارة كبيرة في مناطق نفوذها القريبة من العاصمة بغداد، بالإضافة الى شبكة الإمدادات النفطية لها ولذلك فقد قامت بعدد من الخطوات لمنع تقدم القوات العراقية من خلال ما يلي:
1- استهداف الأمن العراقي والحشد الشعبي في مناطق سور شناس والجسر الرصاصي بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون وذلك لمنع تقدمهما.
2- محاولة وقف تقدم القوات العراقية في قضاء الدور وناحية العلم ومنع اقتحام أجزاء من تكريت
3- محاولة منع اقتحام وسط المدينة من قبل القوات العراقية من خلال زرع الألغام وعمليات القنص.
ولكن الجيش العراقي استطاع تحقيق تقدم ملحوظ تمثل فيما يلي:
1-السيطرة على منطقة خسر سور شناس بعد هجمة مضادة عليه
2- التوغل في المناطق التي يتمركز فيها مسلحو التنظيم في محيط تكريت ولكنه واجه مقاومة عنيفة خلال محاولته السيطرة على بلدتي الدور جنوب شرقي تكريت والعلم.
3- السيطرة على عقد استراتيجية الى شمال شرقي سامراء، في صحراء الجلام، وبلدة حمرين التي تربط تكريت بمناطق تمركز «داعش»، وشمال ديالى وغرب كركوك
4- السيطرت على محور هام في غرب المدينة وشمال غربها، ويشكل عقدة الربط بين محافظة الأنبار من جهة ومدينتي سامراء وبيجي من جهة أخرى.
5- اقتحام الحدود الجنوبية في جنوب تكريت، والتوغل فيها
6- تأجيل الدخول الى قلب تكريت والتركيز على السيطرة على محيط المدينة، والبلدات التي ترتبط بها.
7- منع حصول داعش على إمدادات عسكرية من منطقة الحويجة شمالاً، وعبر خطوط ما زالت مفتوحة شرق دجلة. وتعد الحويجة، إحدى أقضية محافظة كركوك، نقطة تمركز استراتيجية للتنظيم، وقاعدة لتزويد المناطق الاخرى أسلحة، وترتبط بشبكات معقدة من الطرق بالموصل شمالاً، وصلاح الدين وديالى جنوباً، والأنبار غرباً.
8- الضغط على التنظيم في تكريت والبلدات المحيطة بها سيدفعه الى الانسحاب منها حال يقينه بأن المهاجمين يتفوقون عليه.
9- تحرير أربع مناطق شرق تكريت حيث تمكنت قوة تابعة لقيادة عمليات دجلة وقوة أخرى تابعة لفوج الشهيدة أمية جبارة من تحرير مناطق البو طلحة، والبو رياش، والحتمية، وتل كصيبة المحاذية لقضاء طوزخورماتو.
الدعم الخارجي للعمليات:

إيران:
تتلقى هذه العملية دعمًا كبيرًا من إيران التي وفرت كميات من الأسلحة للجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي الشيعية لتحرير تكريت ومحافظة صلاح الدين بالكامل وتشارك فصائل ايرانية بقيادة اللواء قاسم سليماني من القوات الخاصة التابعة لحرس الثورة الإسلامية، وهو ما اعترف به حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي بأن ايران ساعدت القوات العراقية في وقف تقدم مسلحي "الدولة الإسلامية" نحو بغداد في الخريف الماضي.
وكشف تيودور كاراسيك الخبير في الشئون العراقية عن أنه نتيجة لتزايد فرار العسكريين من صفوف القوات العراقية النظامية، فإن المليشيات الشيعية وخاصة "لواء بدر" اصبحت الواجهة الأمامية للقوات العراقية ، حيث يبلغ تعدادها ضعف عدد افراد القوات النظامية وأن ذلك بفضل التمويل المستمر، من طهران في العراق وتوسع الامر بعد تعيين العبادي رئيسا للوزراء، حيث تم إنشاء شركات ووكالات عديدة لدعم الميليشيات وأن ايران بذلك تأمل في فرض سيطرتها الكاملة على العراق، لذلك فإن محاربتها لـ "داعش " مهمة جدا وهو في النهاية يصب لصالح المفاوضات بشأن البرنامج النووي الايراني".

الولايات المتحدة:
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يتلقوا طلبا من العراق لشن غارات دعما للقوات الحكومية التي تنفذ عملية واسعة لاستعادة مدينة تكريت من أيدي تنظيم "داعش".
وقال المتحدث باسم "البنتاغون"، ستيفن وارين، للصحافيين "نحن لا نشن غارات دعما للعملية في محيط تكريت و أن العراق دولة تحظى بسيادة، ويعود الى حكومة بغداد أن تقرر ما إذا كانت تريد مساعدة عسكرية من مقاتلات التحالف الدولي ونحن على علم بالعملية قبل بدئها، لكنني لن أخوض في التفاصيل حول مدى التعاون الذي قمنا به قبل ذلك"، مضيفا "نحن نراقبها عن كثب".
وقال معلقا على الدور الإيرانى "نحن مدركون لوجود اهتمام إيراني كبير في القتال العراقي ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

الحكومة العراقية:
الحكومة العراقية تدعم عملية تحرير تكريت بقوة، حيث دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال استقباله وفداً من عشائر الأنبار إلى "ثورة عشائرية في كل المحافظات لدعم القوات المحررة والاستعداد لاستئناف عملها في المناطق المحررة، وأن مقاتليها سيتولون الأرض بعد انتهاء العمليات العسكرية، وعلى الوزارات الاستعداد لاستئناف عملها في المناطق المحررة خلال العمليات العسكرية الحالية.
هذا الحشد يشير إلى أن تحرير "تكريت" من تنظيم داعش سيكون البداية الاولى لكسر التنظيم داخل المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسيدفع الى المزيد من نزيف الأراضي التي قد تشكل بداية النهاية لما يسمى دولة الخلافة.