دير شبيجل: القبض على داعشي ألماني في مطار دوسيلدورف / صحيفة الإندبندنت: بغداد تفتقد الرؤية لما بعد التحرر من "داعش"

الخميس 05/مارس/2015 - 02:04 م
طباعة دير شبيجل: القبض
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يوما بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها

دير شبيجل: القبض على داعشي ألماني في مطار دوسيلدورف

دير شبيجل: القبض
اعتقلت السلطات الألمانية في مطار دوسلدورف شابا ألمانيا يشتبه في انضمامه لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا. المشتبه به واحد من مئات الألمان الذين انضموا إلى القتال في سوريا، وتشكل عودتهم مشكلة للسلطات الألمانية.
وطبقا لتصريحات النائب العام الألماني: "إن الشرطة اعتقلت شابا (22 عاما) للاشتباه في انضمامه لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش" والقتال مع المتشددين في سوريا". وجرى اعتقال الرجل ويدعى "كريم مارك ب" في مطار دوسلدورف. ويشتبه في أنه تدرب على استخدام السلاح مع تنظيم "الدولة الإسلامية" والتخطيط لهجمات بعد السفر إلى سوريا عبر تركيا في مارس 2013، وانضمامه للتنظيم بحلول أكتوبر.
وعاد "كريم مارك ب" إلى ألمانيا في بداية عام 2014 لكنه سافر مرة أخرى إلى سوريا في يوليو من نفس العام. وذكرت وسائل إعلام أنه سعى للعلاج في ألمانيا لإزالة شظايا قنبلة يدوية استقرت في جسده لكنه تراجع عن ذلك وعاد إلى الشرق الأوسط. وسيمثل المعتقل أمام قاضي التحقيق التابع للمحكمة الاتحادية يوم الخميس.
وقال النائب العام الألماني: "إن نظام العدالة الألماني يواجه صعوبات في التعامل مع عدد الجهاديين العائدين من سوريا ومع التحقيقات والمحاكمات الناجمة عن ذلك". وذكر مسئولون ألمان أن نحو 600 مواطن ألماني انضموا إلى القتال في سوريا، وأن نحو 70 لاقوا حتفهم هناك، فيما يعتقد أن 200 عادوا إلى البلاد. وأعدت برلين في وقت سابق هذا العام خططا جديدة لاحتجاز بطاقات الهوية الشخصية لمن يحتمل أن ينضموا للجهاديين. 

صحيفة الإندبندنت: بغداد تفتقد الرؤية لما بعد التحرر من "داعش"

تنقل الصحيفة عن محافظ كركوك بالعراق قائلاً: "على بعد نحو 60 ميلا من مكتبه في كركوك الغنية بالنفط، تشتعل المعارك للسيطرة على تكريت. وقد يبدو أمرا مبشرا أن بغداد تحاول أخيرا استعادة مدينة رئيسة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية". ولكن نجم الدين كريم محافظ كركوك لا يبدو متفائلا بشأن النتائج على المدى الطويل.
ولا تقلق كريم النتائج العسكرية للقتال، بل تشغل باله العواقب السياسية. ويتساءل كوبرن موجها سؤاله لكريم: ماذا أنتم فاعلون بعد تحرير هذه المناطق؟ هل سيتمكن من فروا من هذه المناطق من العودة إلى ديارهم؟ هل أصبحت الحرب طائفية بالدرجة التي لا يقبل فيها السنة سلطة الحكومة المركزية الشيعة؟
وتقول الصحيفة إنه "قبل سيطرة تنظيم الدولة على تكريت في 11 يونيو الماضي، كان تعداد سكان المدينة 26 ألفا أغلبيتهم العظمى من السنة، والهجمات التي تشن لطرد تنظيم الدولة من المدينة تكاد تكون أمرا شيعيا بحتا، حيث يشارك فيها 30 ألف جندي، نصفهم من الجيش العراقي النظامي والنصف الآخر من الميليشيات الشيعية".
وقال كريم لكاتب المقال إنه لا يوجد بديل أمام الحكومة العراقية سوى الاستعانة بالميليشيات الشيعية. وأضاف أن "الجيش غير قادر على شن عمليات كبيرة والميليشيات الشيعية أكثر قوة وأفضل تسليحا".
وأشار إلى أن الجيش الذي تفكك العام الماضي عندما خسر شمال العراق لـ "تنظيم الدولة "ليس جيشا حقيقيا بل "مجموعة فاسدة من الرجال تفتقر إلى التدريب تشرف على نقاط تفتيش".
ويضيف أن "من الأمور اللافتة أن القتال لاستعادة تكريت يتم بدعم إيران ومن دون دعم الغطاء الجوي الأمريكي". ويرى نائب المقال أن تنظيم الدولة الإسلامية قد يكون عدوا مشتركا لكل من الولايات المتحدة وإيران، ولكن الدولتين تخوضان حربين مختلفتين تماما داخل العراق.

آشوريو سوريا يروون لدويتشه فيله تفاصيل مأساتهم مع "داعش"

آشوريو سوريا يروون
معارك تنظيم "الدولة الإسلامية" امتدت إلى المنطقة التي تقطنها الأقلية الآشورية في شمال شرق سوريا، ليضاف فصل جديد إلى مآسي المنطقة. دويتشه فيله ترصد قصصا وشهادات حية لحال السكان الآشوريين الذي أمسوا بين مخطوف ومشرد. 
 لم يعلم مصون (42 عاما) أن رسالة هاتفية من زوجته ستغير وجهة سفره وتجبره على البقاء في مدينة الحسكة، إذ كان يهم للعودة إلى قريته (تل شميرام) جنوب نهر الخابور التابعة لبدة تل تمر (والتي تبعد نحّو 33 كلم شمال غرب محافظة الحسكة). "اختطفونا عناصر تنظيم الدولة ونحن في ضيعة أم المسامير، والآن يحققون معنا. إذا كان هناك أحد تابع للقوات الكردية أو على صلة معهم". هذا هو نص الرسالة الهاتفية من الزوجة.
مصون عاد أدراجه وفضل البقاء في منزل أحد أقربائه في مدينة الحسكة (شمال شرق سوريا)، ريثما تهدأ المعارك ويكشف عن مصير زوجته وأقربائه.
حالة الاختطاف تلك لزوجة مصون ومعها عشرات آخرون، جاءت بعد أن شن تنظيم "الدولة الإسلامية" (المعروف إعلاميا بداعش)، فجر يوم الاثنين الماضي، هجوماً على القرى المسيحية الآشورية التابعة لبلدة تل تمر. التنظيم مهتم بتلك المنطقة من سوريا؛ لأنها متاخمة لأراضٍ يسيطر عليها في شمال شرق البلاد.

مصير مجهول

مصير مجهول
هيلانا (50 عاما) وهي من مدينة تل تمر- والتي وصلت للتو لأحد المنازل المسيحية في مدينة الحسكة، بعد بقائها ثلاثة أيام في مطرانية الروم الأرثوذكس بحي تل حجر- تروي بعضا من تفاصيل ما حدث: "فجر يوم الاثنين بدأت أصوات الاشتباكات والقصف وكان الرصاص مثل زخ المطر. هرعنا من الخوف وجاءت حافلات نقل من شركتي الرافدين وايزلا ونقلونا إلى مدينة الحسكة"، وأضافت لدويتشه فيله عربية بالقول: إنّ أغلب الفارين كانوا من النساء والأطفال والشيوخ، وفضل الشباب والرجال البقاء للدفاع عن المدينة وقراها.
هيلانا تساءلت، والحيرة ارتسمت على وجهها: "إلى أين سنذهب؟ مصيرنا مجهول. هربنا لخوفنا من عناصر داعش؛ لأنهم يخطفون النساء خشية أن ينتهي بنا الأمر إلى السبي".
 واحتجز عناصر التنظيم تسعين سريانياً آشورياً في مدرسة بعد الهجوم على قريتي تل شميرام وتل هرمز، الواقعتين في محيط بلدة تل تمر. ثم تابع "داعش" هجومه على قرى أخرى قريبة منها؛ ما سمح له بالتقدم واختطاف المزيد من المسيحيين الآشوريين.

بشرى (24 سنة)- تسكن مع زوجها في العاصمة السورية دمشق- وهي من مواليد قرية تل هرمز، بادرت عند سماعها النبأ للاتصال على الفور مع منزل والدها لتطمئن على أسرتها، ولكن "مفاجأة مرعبة" كانت بانتظارها، وقالت لدويتشه فيله عربية "ردّ عليّ عنصر من داعش بلغة عربية فصحى، وقال لي أن الدكتور وعائلته غادروا المنزل"، ولم تتمالك نفسها وبدأت بالبكاء، لتتابع كلامها: "عندما سألته منْ أنتْ وأين أهلي، أجابني: نحن الدولة الإسلامية"، مضيفة: "في البداية سمعنا أنهم محتجزون في مدرسة القرية، بعدها اقتادوهم إلى قرية أم المسامير في جبل عبد العزيز، وفي اليوم التالي تأكدنا أنهم نقلوا إلى مدينة الشدادي".
بشرى لا تعلم مصير أسرتها، وقالت بمشاعر مشوشة: "مصيرهم مجهول إلى الآن، لا نعلم أي شيء عنهم، بابا وماما وإخوتي الاثنين وهم أطفال أعمارهم ثمان سنين وستة عشر سنة".
"قرابة ثلاثمائة مخطوف"
اكلنتينا (36 سنة) المقيمة في السويد وعند سماعها الخبر سارعت للاتصال مع أهلها في قرية تل شميرام، إلا أن الخطوط كانت رديئة، بعدها اتصلت مع أقربائها في مدينة القامشلي ليؤكدوا لها أن معظم أقربائها خطفوا، وأعربت عن حزنها قائلة: "أول شيء خطر ببالي الأطفال والنساء والشيوخ". ووصفت حالتها: "شعور مأساوي.. إلى الآن لا أقدر على النوم. ولا أقدر أن أتخيل حالة الرعب التي يعيشيها أهلي، وبالأخص الأطفال. أنا مصدومة جدا". وكشفت أن 35 عائلة من قريتها تم خطفهم، جلهم من أقربائها. بينهم 53 رجلاً مسناً، و38 امرأة، و30 طفلاً.
 بدوره، أكد أسامة إدوارد مدير الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان، في لقائه مع دويتشه فيله عربية، ورداً على سؤال عن مصير المختطفين، قال: "لم يتسنَّ لنا التأكد من معرفة مكان احتجازهم، علمنا من مصادر مطلعة أنهم بدايةً نقلوا إلى قرية أم المسامير. وفي اليوم التالي تم اقتيادهم إلى منطقة الشدادي التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش"، مؤكداً: "يقدر عدد المختطفين بحوالي ثلاثمائة شخص".
وإجمالا يقدر عدد السريان الآشوريين في سوريا، حوالي ثلاثين ألفاً من بين 1.2 مليون مسيحي، يسكن معظمهم القرى المحيطة بنهر الخابور في الحسكة، ومدينة القامشلي (أقصى شمال شرق).
وبحسب الشبكة الآشورية، قام مسلحو التنظيم بحرق كنائس خلال مواجهاتهم مع القوات الكردية والسريانية وحرس الخابور المدافعين عن البلدة. وإثر المعارك الدائرة في المدينة، نزح المدنيون عنها متوجهين إلى مدينتي الحسكة والقامشلي.
وأشار أسامة إدوارد إلى أن "مسلحي داعش اقتحموا المنازل عند حوالي الساعة الرابعة من فجر الاثنين، ثم تقدموا نحو العشرات من القرى المجاورة لهاتين القريتين الآشوريتين". وأضاف "نحو 800 عائلة غادرت الحسكة فجر الاثنين، فيما غادرت نفس اليوم نحو 150 عائلة إلى القامشلي. ويقدر عدد النازحين حالياً بحوالي خمسة آلاف شخص".
وذكر نشطاء آشوريون أن وضع النازحين في المدن التي لجئوا إليها مقبول. وتم إيواء جميع النازحين من قبل الأهالي بمعونة الهيئات والمنظمات الأهلية والمدنية وتدخل الكنيسة في مدينتي الحسكة والقامشلي.
 وطالب النشطاء بأن لا تقتصر قضية الآشوريين على النواحي الإنسانية، أي توفير كيس سكر أو رز أو طحين فحسب؛ لأن الأقلية السريانية المسيحية باتت مهددة، فيما لو تركت مناطق تواجدها بدون حماية.
شرق أوسط بدون أقليات؟
العم جورج (62 سنة)، والذي فرَ رفقةً عائلته من قرية تل كوران وتوجه إلى مدينة القامشلي، تساءل في بداية حديثه مع دويتشه فيله عربية، وقال: "هل من الممكن أن تتعايش المكونات في سوريا مع بعضها البعض من جديد؟ هل ستبقى علاقات الجيرة والمحبة بين الآشوريين والعرب والكرد كما كانت عليه من قبل؟". وبرأيه "كل شيء تغير والصورة باتت قاتمة".
ولم يستغرب العم جورج ما آلت إليه أحوال الأقلية السريانية الآشورية في سوريا، وعلّل موقفه: "كنا نخشى أن يتكرر معنا المشهد ذاته الذي تعرض له أبناء شعبنا في العراق، وخاصةً مسيحي سهل نينوي. حالياً وقع المحظور وكنا نتوقع ذلك. سنكون عرضة للقتل والذبح على يد الإرهابيين والجماعات المتطرفة".
من جانبه، وصف الكاتب والباحث في شئون الأقليات، سليمان اليوسف، المشهد بأنه "أليم وقاتم جداً". ويرى أن الآشوريين والأقليات عموماً "وقعوا ضحية صراعات وحروب الآخرين على السلطة وعلى من يحكم المنطقة، خاصة الصراع (السني- الشيعي) في سوريا والعراق والتدخلات الإقليمية والدولية في هذه الصراعات"، منوهاً إلى أن تنامي دور التنظيمات الإسلامية المتطرفة والإرهابية في هذه الصراعات، مثل داعش والنصرة والقاعدة، زاد الوضع تعقيداً وبات هناك خطر كبير على مستقبل ووجود المسيحيين والإيزيديين والأقليات في المنطقة، "ما لم تستقر هذه الدول وتنتقل لتصبح دولا مدنية ديمقراطية تحقق الأمن والاستقرار والعدالة لمواطنيها. وهذا مستبعد حصوله في ضوء الأوضاع الراهنة".

شارك