مقتل قادة «جبهة النصرة».. أمريكا تمهد لمعادلة جديدة في سوريا
الجمعة 06/مارس/2015 - 01:03 م
طباعة

في سيناريو يذكر بالعملية الغامضة التي أودت بحياة العشرات من قادة «حركة أحرار الشام» في رام حمدان بريف إدلب قبل أشهر، تكرر المشهد مساء أمس الخميس 5 مارس الجاري، مع «جبهة النصرة»، حيث أدّى استهداف مقر كان يضم اجتماعًا لقيادات من الصف الأول، إلى مقتل ما 18 من هذه القيادات.
أبرز القيادات

وادت العملية إلى مقتل عدد من قيادات الصف الأول، عرف من بينهم القائد العسكري العام أبو همام السوري، واسمه الحقيقي سمير حجازي، وأبو عمر الكردي وهو من المؤسسين الأوائل في «جبهة النصرة»، وأبو مصعب الفلسطيني، وأبو البراء الأنصاري. وسرت شائعات حول مقتل زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني جراء هذا الاستهداف، لكن مصادر إعلامية مقربة من الجبهة نفت صحة هذه الشائعات، لكنها لم تَنْفِ أن يكون الجولاني موجودًا في مقر الاجتماع أو أن يكون أصيب جراء العملية. تضارب حول الفاعل
التضارب جاء حول من قام بقتل القادة ال18 والتي دجاءت علي طريقة قتل الصف العسكري الاول لتنظيم احرار الشام منذ اشهر، فقد تبني التحالف الدولي ضد الدولة الاسلامية "داعش" الغارات التي استهدفت قادة جبهة النصرة فيما تبني وسائل اعلام سورية رسمية واخري مقربة من حكومة الرئيس السوري بشار الاسد غارات التي اودت بمقتل قادة الجبهة السورية.
هذا التضارب يكشف عن ان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ودعم تركي قطري يهدف الي تصفية الوجود المتشدد في سوريا لصالح المعارضة، فيما يهدف تبني الجيش السوري الغارات الي رفع معنويات مقاتلية وجنوده والتأكيد علي سطرته علي زمام الأمور في سوريا.
الهدف الأمريكي

العديد من وسائل الاعلام العربية والاجنبية تبنت رواية مصادر تشير الي ان مقاتلات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية استهدفت اجتماعاً لمجموعة من قادة جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في سوريا) في محافظة إدلب السورية ، ما أدى لمقتل 18في الجبهة وجرح آخرين. وأبرز المقتلوين إثر الغارة أبو همام السوري القائد العسكري العام في جبهة النصرة، والذي يعتبر من أبرز الشخصيات القيادية في الجبهة، والذي تنقل بين عدة جبهات.
وقال أبو أنس الشامي الناطق الرسمي باسم المكتب الإعلامي لجبهة النصرة ان مقتل أبو همام الشامي القائد العسكري البارز في صفوف جبهة النصرة بقصف جوي من قبل طائرات التحالف قرب قرية سلقين بريف ادلب، حيث قضى مع ثلاثة أشخاص أخرين بينهم اثنين من مرافقيه الشخصيين.

الرواية التي تشير الي تبني التحالف الدولي ، تؤكد علي أن ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما تسعي الي خلق واقع جديد وتصفية الوجود الاسلاميين المتشددين في جبهات القتال السورية، امام ما تصفه بالمعارضة المعتدلة لقتال الظام السوري والتي بدأ وزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون»، بالتعاون مع تركيا والسعودية في تدريب هذه المعارضة المعتدلة وتسويقها أمام الراي العام العالمي.
ويأتي الاستهداف الجماعي لقيادات «جبهة النصرة» بعد أقل من أسبوع على مقتل عدد من قادتها في جنوب سوريا، كان أبرزهم أبو عمر الأردني، أو كما كان يعرف بلقب مختار الأردني، والذي كان يشغل منصب القائد العسكري في الجنوب السوري، كما يأتي في ظل حملة كبيرة تعرضت لها «جبهة النصرة» خلال الأسابيع الماضية شاركت فيها أطراف داخلية وخارجية للضغط عليها بهدف دفعها إلى فك ارتباطها مع تنظيم «القاعدة».

كما يتزامن مع ما ذكرته مصادر وقادة في جبهة النصرة في سوريا لوكالة (رويترز) الامريكية، أن الجبهة -التي انشقت سابقاً عن «داعش»- تدرس قطع علاقاتها مع تنظيم القاعدة لتشكيل كيان جديد بدعم من بعض دول الخليج في محاولة للاطاحة بالرئيس بشار الأسد.
مصادر داخل وعلى مقربة من قيادة النصرة قالت أن قطر، التي تتمتع بعلاقات جيدة مع جبهة النصرة تشجع على المضي قدما في هذه الخطوة، التي من شأنها أن تعطي دفعة لتمويل النصرة .
ويضيف التقرير أن الجهود الاستخبارية تسعى لتحويل النصرة من مجموعة ضعيفة إلى قوة قادرة على مواجهة «داعش» في وقت تكون فيه تنظيم الدولة الإسلامية تحت ضغط الغارات الجوية التي تقوم بها دول التحالف إضافة إلى ما تقوم به القوات العسكرية الكردية والعراقية!!.
وقالت المصادر أن مسؤولون من استخبارات دول الخليج بما فيها قطر اجتمعوا مع زعيم جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، عدة مرات في الأشهر القليلة الماضية لتشجيعه على التخلي عن تنظيم القاعدة ومناقشة الدعم الذي يمكن أن تقدمه له.

كما يأتي ذلك مع تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الخميس، الذي قال فيه «انه قد يكون هناك حاجة لممارسة ضغط عسكري لإخراج الرئيس بشار الأسد من السلطة».
وقال كيري للصحافيين «لقد فقد كل ما يمت الى الشرعية بصلة لكن لا أولوية لدينا اهم من ضرب داعش ودحرها».
وتابع «في نهاية المطاف سنحتاج إلى مزيج من الدبلوماسية والضغط لتحقيق انتقال سياسي»، قبل ان يضيف ان «الامر قد يحتاج الى ضغط عسكري».
الرواية السورية

فيما تأتي الرواية الاعلام السوري والمقربة من الحكومة السورية بتبني مقتل قادة جبهة النصرة ليؤكد علي رفع المعنويات للجنود وضباط الجيش السوري في ظل العمليات الناجحة علي الجبهة الجنوبية، والتأكيد علي فرض السيادة السورية علي مناطق الصراع.
كما ياتي تبني الحكومة السورية لمقتل قادة جبهة النصرة لتؤكد علي صورتها المحاربة لجماعات الارهابية، وليس لثوار كما تدعي حكومات ووسائل اعلام اقليمية ودولية، وان الجيش والدولة السورية تحارب الارهاب فيما هناك دول تدعم هذه الجماعات الارهابية.
جبهة النصرة

وسط تبني اطراف مختلفة قتل قادة جبهة النصرة، والتي أعادت إلى التداول قضيّة مقتل القادة السابقين لـ«حركة أحرار الشام الإسلاميّة»، حيثُ اعتبر كثيرون الحادثتين متشابهتين في الظروف والأهداف، وربّما النتائج.
وربط آخرون الحدث بالترويج المتزايد خلال الأيام الماضية لاعتزام «النصرة» فكّ ارتباطها بتنظيم «القاعدة» الأم، ووجود خلافات في الرأي داخل «الجبهة» حول هذا التوجه.
الاحداث والروايات الاعلامية تقول ان هناك نسعي من عدة اطراف فاعلة في الجبهة السورية من أجل القضاء علي تنظيم جبهة النصرة، لصالح جماعات اخري سواء تعمل بدعم امريكي واتي تريد تغير المعادلة في سوريا لصالح الجماعات المعتدلة.
كما القضاء علي تنظيم عسكري عقائدي في ثقل جبهة النصرة وان تتلاشي كما تلاشت «حركة أحرار الشام الإسلاميّة» يعتبر مكسب كبير للجيش السوري مما يمهد له الطريق في القضاء علي الجماعات المسلحة في صراع امتد لأكثر من أربع سنوات ومرشح لاستمرار لسنوات اخري.. فهل انتهي دور تنظيم القاعدة في سوريا؟