مخاوف من صفقة لإنجاز ملف طهران النووي مقابل المساعدة في حرب "داعش"
الجمعة 06/مارس/2015 - 07:37 م
طباعة


المباحثات (الأمريكية – الإيرانية)
تسبب التقدم في المباحثات (الأمريكية – الإيرانية) حول الملف النووي، في حالة من التخوفات في المنطقة بشكل عام، خاصة فيما يتعلق بدول الخليج العربي، من جهة، ودولة إسرائيل من جهة أخرى، خاصة أن تلك البلدان أعربت كثيرًا عن تخوفها من مساعي طهران امتلاك القنبلة النووية.
ورجح الكثير من خبراء السياسة الدولية، أن يكون السبب في إحداث تقدم وتوافق على كثير من بنود الملف النووي الإيراني، هو رغبة الإدارة الأمريكية حسم العديد من القضايا الإقليمية، في العراق وسوريا، إلى جانب تزايد نفوذ تنظيم الدولة المعروف بـ(داعش).

كيري وسعود الفيصل
عقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في العاصمة السعودية الرياض الخميس سلسلة اجتماعات مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي، تناولت قضايا المنطقة الملحة، وأبرزها الصراع في سورية، والحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش، الأزمة في اليمن، والبرنامج النووي الإيراني.
وقال الوزير الأمريكي متحدثا عن الصراع الدائر في سورية خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي سعود الفيصل، إن الرئيس السوري بشار الأسد فقد الشرعية، متهما إياه بتسميم أبناء شعبه بالغازات وتعذيب الآلاف من السجناء.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية تعطي في المرحلة الراهنة أولوية لمحاربة ودحر داعش، لكنه قال إن تحقيق انتقال سياسي في سورية قد يستدعي ممارسة ضغط عسكري على حكومة الأسد.

الوزير كيري والوزير محمد جواد ظريف
وفيما يخص المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، أكد الوزير كيري أنه أحرز تقدما في محادثاته مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بهدف التوصل إلى اتفاق نووي مبدئي بحلول نهاية الشهر الجاري.
وشدد كيري على أن المجموعة الدولية ستتخذ إجراءات إن لم تتخذ الجمهورية الإسلامية موقفا إيجابيا في هذا الصدد، وأكد على أن بلاده لن تغض الطرف عن أنشطة إيران في سورية ولبنان والعراق واليمن.
وفيما يتعلق بالأزمة في اليمن، قال وزير الخارجية الأمريكي إن حلا سياسيا وتوافقيا في هذا البلد يكمن في إشراك الحوثيين في الحوار على أساس مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني.
كان وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، قال إن بلاده تؤيد موقف مجموعة (5+1) في وضع نظام يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، فيما عقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اجتماعا مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض اليوم الخميس، وأطلعهم على سير المفاوضات بين الدول الست الكبرى وإيران، بشأن برنامجها النووي.
ووصل الوزير الأمريكي إلى الرياض مساء الأربعاء قادما من سويسرا، حيث عقد سلسلة مباحثات استمرت ثلاثة أيام مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
وطمأن كيري وزراء خارجية مجلس التعاون بشأن الاتفاق الذي تسعى مجموعة 5+1 إلى التوصل إليه مع إيران، وأكد لهم أن أي اتفاق مع الجمهورية الإسلامية لن ينعكس على مصالح الدول الخليجية ولن يؤثر على الاستقرار في المنطقة.

ومن المقرر أن يلتقي كيري، مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف الذي يشغل أيضا منصب وزير الداخلية، لبحث عدة ملفات إقليمية، أبرزها الأزمة في اليمن والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية داعش في العراق وسورية، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني.
في السياق، كان وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، حذر من أن أي اتفاق بين الدول الغربية وإيران، بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، من شأنه أن "يشكل خطراً جماً على السلام العالمي، ويهدد أمن إسرائيل."

وقال يعالون، تزامناً مع استئناف المفاوضات بين إيران والقوى الدولية حول برنامجها النووي، إن "طهران تشكل العامل الرئيسي وراء عدم الاستقرار في الشرق الاوسط، وأنها تمد أذرعها الإرهابية إلى كافة أنحاء العالم بغية المس بالمصالح الإسرائيلية والغربية."
وتابع في بيان أوردته الإذاعة الإسرائيلية الاثنين الماضي: "أي اتفاق قد يتم التوصل إليه بين الغرب وبين النظام المتطرف في طهران، سيمس بشكل بالغ في المصالح الغربية والإسرائيلية، ويتيح لإيران أن تبقى على عتبة الحصول على أسلحة نووية، وأن تواصل ممارسة الإرهاب."
وشدد الوزير الإسرائيلي على أن بلاده لن تتنازل عن سلامة وأمن مواطنيها، وأنها ستحذر من هذا الاتفاق عبر كل الوسائل المتاحة لها، فيما قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في تصريحات صحافية، إن مفاوضات "مونترو" قربت الطرفين من اتخاذ قرار سياسي بشأن الاتفاق النووي، مضيفا أن هناك قضايا سياسية وفنية لاتزال عالقة.

كانت طهران والقوى الدولية دخلت خلال الأيام الماضية، في مباحثات حول برنامجها النووي، ولا تزال طهران تسعى نحو اتفاق يحفظ حقوقها النووية، تصر على رفع كل العقوبات عنها، دفعة واحدة، في المقابل تصر الولايات المتحدة على رفع العقوبات عن إيران خطوة مقابل خطوة.
وفي القضايا الفنية، يدعو الغرب إلى تقليص عدد أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من 20 ألف إلى بضعة آلاف، كما تمثل مدة الاتفاق، خلافا آخرا، حيث ترفض طهران طلب واشنطن تفاهما يقيد النووي الإيراني لـ 10 سنوات، لكن الخلافات لا تخفي خلفها حاجة الطرفين إلى اتفاق بمصالح مشتركة.
كانت إيران عرضت أخيراً، المشاركة في التحالف الدولي لقتال "داعش"، في مقابل الوصول إلى تفاهمات معينة في ملفها النووي، إلا أن أمريكا رفضت ذلك العرض، فيما قالت وسائل إعلام مختلفة إن إيران وجهت ضربات جوية لمواكز تمركز داعش، ورغم أن مسؤول إيراني، طلب عدم كشف اسمه في تصريحات لـ(رويترز) نفى أن تكون بلاده وجهت ضربات جوية ضد أهداف داعش في العراق، مؤكداً أن أي تعاون بشأن هذه الغارات مع أميركا مستبعد تماما بالنسبة لإيران.