داعش يخوض معركته الأخيرة في تكريت ويستبيح التراث وسط صمت دولي
السبت 07/مارس/2015 - 07:51 م
طباعة

لا تزال المعارك مستمرة بين قوات الجيش العراقي من جانب، وتنظيم داعش الارهابي من جانب آخر، مع تنفيذ مزيد من الغارات لقوات التحالف الدولى لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة، ويتزامن مع هذه المعارك قيام أنصار داعش بهدم أطلال مدينة الحضر الأثرية في شمال العراق، بعد أيام من تدمير متحف الموصل بما يحتويه من كنوز حضارية وثقافية لا تقدر بثمن.
ويستعد الجيش العراقي ومسلحو الحشد الشعبي للهجوم على بلدة العلم شمالي مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين لاستعادتها من مسلحي تنظيم داعش، غداة سيطرة الجيش على قضاء الدور جنوبي تكريت.
ويري مراقبون أن عمليات تكريت تعد أكبر هجوم بري للقوات العراقية ضد مسلحي داعش في العراق، ونقطة انطلاق باتجاه معركة الموصل، بعد أن تمكنت القوات العراقية من طرد مسلحي داعش من مدينة البغدادي، واستعادت السيطرة على مركز للشرطة وثلاثة جسور فوق نهر الفرات.

وأعلن الجيش الأميركي إن القوات الأمنية العراقية، ومقاتلي عشائر من محافظة الأنبار، طهروا مدينة البغدادي بدعم الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، بعد أن سبق واستولى مسلحو داعش على الجسور حول البغدادي في سبتمبر الماضي، واحتدم القتال حول الناحية في الأسابيع القليلة الماضية.
وأعلنا لجيش اليوم إن الولايات المتحدة وقوات التحالف شنت ست غارات جوية على مقاتلي تنظيم داعش في سوريا و11 غارة اخرى في العراق في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وأن الغارات الست في سوريا استهدفت ثلاث وحدات تكتيكية قرب كوباني مما أدى إلى تدمير موقعين قتاليين وإلحاق أضرار بأحد مواقع المدفعية الثقيلة، كما أن الغارات في العراق وقعت قرب الموصل وتلعفر والفلوجة وكركوك واستهدفت وحدات تكتيكية ومباني ونقاط تفتيش بالإضافة إلى مركبات ومخزن أسلحة.

من جانبه أكد الناطق باسم عشائر العبيد جهوزية العشائر، بزعامة الشيخ وصفي العاصي، إلى جانب القوات المشتركة والحشد الشعبي، لاستعادة منطقة الحويجة والقرى المحيطة بها من المتطرفين التي تشهد تجمعات للتنظيم، وتمثل مركزاً لإمداد المعارك بالعناصر والأسلحة، ويتمركز خطر المتطرفين وفقاً للمعارك الجارية في صلاح الدين في مناطق شمال تكريت الممتدة إلى الحويجة وكركوك على طول 100 كيلو متر، نشر فيه التنظيم نقاط تفتيش ومراكز لشن الهجمات، بالإضافة إلى أنها تمثل ملاذاً للهاربين من عناصرهم من المعارك الجارية في محيط تكريت.
ويشهد سير المعارك في مناطق محيط تكريت تقدماً متواصلاً للقوات المشتركة والحشد الشعبي ضد عناصر التنظيم حيث استعادوا قضاء الدور بعد معارك عنيفة، ويحاصرون المجمع السكني للقضاء الذي يقع بين الدور وسامراء، فيما تدك قذائف مدفعية الجيش العراقي مواقع "داعش" في ناحية العلم، وفق رئيس لجنة الأمن والدفاع الشيخ جاسم جبارة.

وتأتى هذه التطورات بعد أن أعرب وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي عن أمله في استعادة مناطق شرق ناحية الكرمة في مدينة الفلوجة من يد مسلحي داعش، خلال تفقده العمليات العسكرية التي تشنها القوات العراقية لاستعادة تلك المناطق من تنظيم داعش.
من ناحية آخري اعترفت وزارة السياحة والآثار بالعراق إن أنصار داعش دمروا أطلال مدينة الحضر الأثرية في شمال العراق، وقال مسؤول بالوزارة انها تلقت تقارير من موظفيها في مدينة الموصل الشمالية، الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة، تفيد بأن موقع الحضر دمر، وهى المدنية التى شيدت قبل أكثر من ألفي عام، وتعتبرها منظمة اليونسكو من مواقع التراث العالمي.
وينضم هذا التخريب إلى سلسلة من الأعمال التخريبية التى يقوم بها التنظيم في مختلف المناطق العراقية ضد المتاحف والأماكن التاريخية، بعد أن سبق وتم تدمير آثار مدينة النمرود الآشورية في محافظة نينوى أيضا.
ويعتمد تنظيم داعش الذى يسيطر على مساحات واسعة من أراضي سوريا والعراق، إن التماثيل والمزارات "أصنام" ينبغي تدميرها والتخلص منها.

ويري خبراء أن الاعتداء "الداعشي" على "نمرود" اعتداء على التاريخ الإنساني وعلى آثار تهمّ البشرية، وعدّته الأمم المتحدة بمثابة "جريمة حرب".
و قال وكيل وزارة السياحة والآثار، قيس حسين : "إننا لا نملك معلومات كافية عن حجم التجريف الذي قامت به عناصر داعش الارهابية ولا مقدار مساحته، لأن نمرود مدينة كبيرة تمتدّ على مساحة بحدود 3 ونصف كم مربع، والارهابيون موجودون فيها يفعلون ما يشاؤون، يجرفون ويسرقون وينسفون على راحتهم".، مشيرا بقوله " الدعوة لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لا نعول عليها كثيرا، والمطلوب إيجاد حلول عاجلة لتدارك الكارثة، لأن سكوت المجتمع العالمي على هذه الجريمة سيشجع الظلاميين على ارتكاب الأكثر، والأمر لم ينته بعد، فتحت سيطرتهم الحضر وخسروباد وكل عواصم الآشوريين العظيمة".
أدان حسين ما أسماه "تواطئ" قوات التحالف الدولي، مؤكّدا أن الطائرات ترصد حتى البريد الداخل والخارج من نينوى، فهل يعقل أنها لا ترى الجرافات العالية التي تتجه إلى مدينة نمرود وتمعن تخريبا في آثارها العملاقة؟".