"داعش" ما بين ضربات الخارج واستنزاف الداخل

الأحد 08/مارس/2015 - 04:00 م
طباعة داعش ما بين ضربات
 
على الرغم من محاولات الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" بالتظاهر بالصمود أمام ضربات التحالف الدولي الجوية وبداية الهجوم البري عليها من قبل القوات العراقية- إلا أن الواقع على الأرض يؤكد أن الضربات الجوية والبرية قد أثرت عليها بشكل كبير، بل وبدأت تتلقى ضربات داخليا من جماعات مناوئة لها. 

داعش تتلقى ضربات خارجية مؤثرة

 داعش تتلقى ضربات
 تواجه داعش ضربات خارجية قوية ومؤثرة فقد أعلن البنتاجون، أن قوات التحالف ألقت نحو 5 آلاف قنبلة منذ بدء الضربات الجوية على تنظيم داعش، واستهدفت أكثر من 3000 آلاف هدف بنحو 15 ألفا و465 طلعة جوية. بما يقارب 2000 غارة مختلفة، وتركزت على 58 دبابة، وأكثر من 900 آلية بينها 184 سيارة رباعية الدفع من طراز هامفيز و26 عربة مصفحة و52 موقعا محصنا تحت الأرض و673 موقعا قتاليا ونحو 1000 مبنى مختلف، واستطاعت من خلال هذه الضربات القوات الكردية السيطرة على حوالي 56 ألف كيلومتر مربع، وسيطرت القوات العراقية على 77 ألف كيلومتر مربع وقدر الجيش الأمريكي عدد القتلى في صفوف داعش بنحو 8 آلاف. 
جون كيربي المتحدث
جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون
 وقال جون كيربي المتحدث باسم البنتاجون: "إن ما خسره التنظيم من أراض يعد "نسبة ضئيلة"، لكنه تدارك أن هذه الكيلومترات المربعة التي استعادت غالبيتها القوات الكردية في شمال العراق تشكل "مناطق مهمة بالنسبة إلى تنظيم داعش، مدنا ومناطق مأهولة، وأن التنظيم المتطرف بات غالبا في موقع الدفاع، ولم نعد نراه يحاول السيطرة على مزيد من الأراضي، بل يحاول حماية طرق التواصل"، التابعة له، وأن التنظيم يجند أطفالا للقتال أو يشن هجمات انتحارية، مما قد يعني أنهم يعانون مشاكل حيث إنه خسر ملايين الدولارات من عائدات النفط جراء ضربات التحالف ويعاني مشاكل لتعويض احتياطه من الآليات، ورغم مؤشرات التقدم هذه، لا نزال ندرك أن تنظيم الدولة يبقى قويا في العراق وسوريا والحرب ضد التنظيم ستكون مسارا طويلا.
 وقامت قوات التحالف بضربات جوية على تنظيم داعش بالعراق وسوريا منذ بداية صيف 2014، تمثلت فيما يلي:
1- رحلات استطلاع باستعمال طائرات بدون طيار وإف/إيه-18 هورنت.
2- قامت طائرات إف/إيه-18 هورنت أمريكية بقصف مستودع أسلحة تابع لداعش .
3- قامت أربع طائرات قتال أمريكية بضرب 8 مواقع قرب أربيل.
4- طائرات أمريكية مقاتلة وطائرات بدون طيار تقصف ناقلة جنود قرب مدينة سانجين في شمال العراق.
5- شن 5 سلاسل هجومية على سيارات قتال تابعة لداعش. 
6- سيطرت القوات الكردية على منطقتي مهمور وغوير قرب الموصل اللتين كانتا تحت سيطرت داعش. 
7- ضربات جوية عراقية على مدينة سنجار ثم سيطرة من القوات الكردية عليها. 
8- ضربات صاروخية من إم كيو-1 بريداتور وإف/إيه-18 هورنت. 
9- طائرات إيه إتش-64 الأباتشي الأمريكية. 
10- طائرات رافال فرنسية شاركت في قصف الموصل.
11- قوات خاصة فرنسية وصلت كردستان العراق لتدريب القوات الكردستانية على استعمال السلاح الذي أرسلته فرنسا كدعم للقوات الموجودة على الأرض.
12- الطائرات الفرنسية تقوم بتدمير كامل لمستودع تسليح ومعسكر تدريبي وقتل 22 من داعش. 
13- دمرت الرافال 4 حضائر قرب الفلوجة. 
14- طائرتي رافال فرنسية تدمر قافلتين تابعتين لداعش بعد ضربهم بـ3 قنابل موجهة بالليزر جي بي يو-12. 
15- بالتعاون مع القوات العراقية، دمرت الطائرات الفرنسية سيارة مسلحة من نوع هامفي وذلك بقنبلة موجهة بالليزر جي بي يو-12.
16- الطائرات الفرنسية تدمر مراكز للتدريب وتصنيع القنابل اليدوية وتجهيز المجاهدين قرب الحويجة بـ12 قنبلة إيه إيه إس إم. 

داعش تواجه قوة ضاربة

داعش تواجه قوة ضاربة
 مدى تأثر داعش بالضربات يكشف عنه حجم هذه العمليات التي تقودها الولايات المتحدةـ والتي بدأت أولى ضرباتها في 19 سبتمبر 2014 م  حيث تمثلت في: 
1- دعم من  3,000 جندى في العراق و2,300  وجندي في الكويت  7,000 مقاول وهم من الأمريكيين. 
2- دعمت الولايات المتحدة الضربات  بحاملة الطائرات يو إس إس جورج بوش (CVN-77)وطائرات عسكرية إف-15 إيغل وإف-16 فايتنج فالكون وإف/إيه-18 هورنت وإف \أيه-18إي \إف سوبر هورنت وإف \أيه-18إي \إف سوبر هورنت وماكدونل دوغلاس إيه في-8 بي هارير الثانية وإيه- 10 ثاندر بولت الثانية وبي-1 لانسر ولوكهيد إيه سي-130 وإيه جي إم-84 إتش وإيه جي إم-84 إتش وغرومان إي أ-6 بي ولوكهيد سي-130 هيركوليز ولوكهيد يو-2 وآر كيو-170 سنتينال وماكدونل دوغلاس كيه سي-10 إكستندر وإم كيو-9 ريبر وإم كيو-1 بريداتور وإيه إتش-64 أباتشي وماكدونل دوغلاس كيه سي-10 إكستندر وبوينغ كيه سي-135. 
3-دعمت أستراليا الحملة   400  طيار عسكري و200  جندي في العراق و6  طائرات إف \أيه-18إي\إف سوبر هورنت وطائرة بوينغ 737 (AEW&C) وطائرة إيرباص إيه 330 إم آر تي تي وطائرة بوينغ سي-17 غلوب ماستر 3 وطائرة لوكهيد مارتن سي-130 جيه سوبر هركيوليز. 
4-دعمت بلجيكا الحملة بـ   6 طائرات إف-16 فايتنج فالكون و120  جنديا. 
5- دعمت كندا الحملة  700 جندي في العراق و6  طائرات إف /إيه-18 هورنت و طائرة دوغلاس دي سي-3 و طائرة لوكهيد مارتن سي-130 جيه سوبر هركيوليز وطائرة بوينغ سي-17 غلوب ماستر 3. 
6- دعمت الدنمارك الجملة بـ 250  جنديا و7  طائرات إف-16 فايتنج فالكون. 
7- دعمت فرنسا بـ9  طائرات داسو رافال بـ6  طائرات داسو ميراج 2000 وطائرة بوينغ سي-135 ستراتوليفتر وطائرة بريجيت اتلانتيك والفرقاطة الفرنسية جان بارت  (D615) ودعمت ألمانيا الحملة بـ40  جنديا. 
7- دعمت إيطاليا الحملة بـ 250  جنديا و4  طائرات تورنادو و24  عربة مدمرة بي1 سينتاورو وطائرتان بوينغ كيه سي-767 وطائرة إم كيو-1 بريداتور. 
8- دعمت هولندا الحملة بـ6  طائرات إف-16 فايتنج فالكون و250  جنديا و130  جنديا لتدريب الجنود العراقيين في العراق و دفاع جوي إم آي إم-104 باتريوت. 
9- دعمت إسبانيا الحملة بدفاع جوي إم آي إم-104 باتريوت و300  جندي. 
10- دعمت المملكة المتحدة الحملة بـ8  طائرات تورنادو و4 طائرات إم كيو-9 ريبر طائرة بوينغ كيه سي-135 وطائرة إيرباص إيه 330 إم آر تي تي والمدمرة تي بي 45، وطائرة لوكهيد مارتن سي-130 جيه سوبر وركيوليز  وغواصة وقوات خاصة. 
11- أسهمت إيران بـ500  جندي في بداية الحملة، زاد إلى 4000 آلاف مع بدء العملية العسكرية على تكريت وطائرات منها  7 طائرات سوخوي سو-25. 
لتفقد داعش 700 كيلومتر مربع من الأراضي في العراق، أي 1% فقط من 55 ألف كيلومتر مربع سيطر عليها في عام 2014م. 

داعش تواجه ضربات داخلية مستنزفة

داعش تواجه ضربات
العراق مواجهات الأرض 
 تتلقى داعش العديد من الضربات داخل المناطق التي تسيطر عليها، ففي العراق وعلى الرغم من أن القوات العراقية تتقدم ببطء إلا أنها قامت بتوجيه ضربات قوية إلى داعش، استطاعت من خلالها السيطرة على عدة مناطق ببلدة جرف الصخر على بعد 60 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد، وتتعاون مع قوات الحشد الشعبي من استعادة السيطرة على أربع قرى في محافظة صلاح الدين، انطلاقاً من قضاء طوز خرماتو باتجاه مدينة تكريت وهي ينكيجة وانجلي وعبود وزه ركة، القوات العراقية واستطاعت منفردة السيطرة على معظم بلدات جرف الصخر قرب بغداد من داعش؛ مما دفع مقاتلي داعش إلى الفرار باتجاه مدينة الفلوجة الغربية التي يسيطر عليها التنظيم، وتقدمت إلى مناطق الفاضلية باتجاه عامرية الفلوجة من جهة الشمال الغربي لملاحقة عناصر داعش في جرف الصخر.
وتعد مدينة تكريت الهدف الحالي للجيش العراقي حيث تقدم واستولى على مناطق سور شناس والجسر الرصاصي، ويحاول الاستيلاء  على قضاء الدور وناحية العلم وسط المدينة، وقام بالتوغل في المناطق التي يتمركز فيها مسلحو التنظيم في محيط تكريت، ولكنه واجه مقاومة عنيفة خلال محاولته السيطرة على بلدتي الدور جنوب شرقي تكريت والعل، وقام بالسيطرة على عقد استراتيجية إلى شمال شرقي سامراء، في صحراء الجلام، وبلدة حمرين التي تربط تكريت بمناطق تمركز «داعش»، وشمال ديالي وغرب كركوك ومحور مهم في غرب المدينة وشمال غربها، ويشكل عقدة الربط بين محافظة الأنبار من جهة ومدينتي سامراء وبيجي من جهة أخرى وقام باقتحام الحدود الجنوبية في جنوب تكريت، والتوغل فيها ومنع حصول داعش على إمدادات عسكرية من منطقة الحويجة شمالاً، وعبر خطوط ما زالت مفتوحة شرق دجلة وحرر أربع مناطق شرق تكريت، هي مناطق البو طلحة، والبو رياش، والحتمية، وتل كصيبة المحاذية لقضاء طوزخورماتو.

سوريا ومواجهة المقاومة

سوريا ومواجهة المقاومة
وفي سوريا وداخل المناطق التي يسيطر عليها في يواجه ضربات من نوع آخر حيث قامت مجموعتان مؤلفتان من مسلحين مجهولين بتنفيذ هجومين متزامنين على مقر وتجمع لعناصره في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، من خلال دراجات نارية قاموا بها بالهجوم على دورية لعناصره في شارع الجيش بالميادين، وأسفر الهجوم عن مصرع 12 عنصراً من التنظيم على الأقل، كما هاجمت المجموعة ذاتها مقر المحكمة التنفيذية، ودارت اشتباكات بينها وبين حراس مبنى المحكمة الواقع في نهاية شارع الجيش، ونفذت المجموعة الأخرى هجوماً متزامناً على حاجز لداعش قرب فرع الأمن السياسي في مدينة الميادين بريف دير الزور، وأسفر الهجوم عن مصرع وجرح عدد من مقاتلي التنظيم، وقام مسلحون مجهولون يستقلون دراجات نارية أطلقوا النار ليل الـ 23 من فبراير 2015، على مقر "الحسبة" في مدينة الميادين بالريف الشرقي لدير الزور، كما استهدف مسلحون مجهولون دورية لتنظيم داعش قرب شارع الجيش في مدينة الميادين بالريف الشرقي لدير الزور، وأسفر الهجوم عن جرح عنصرين على الأقل من داعش أعقبه تكثيف التنظيم لحواجزه وتفتيشه المواطنين والمارة في المدينة.
 ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عدة ضربات داخلية ضد التنظيم، منها استهداف دورية له في شارع الأوتوستراد بين دوار البلعوم ودوار النادي بمدينة الميادين، وأسفر الهجوم عن خسائر بشرية في صفوف عناصر التنظيم، ليمنع لمواطنين من الاقتراب من مكان الاستهداف في المدينة، وقام مسلحون مجهولون بتنفيذ هجوم على مقر للتنظيم في المنطقة الصناعية بمدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي؛ ما أسفر عن مصرع عنصرين على الأقل من تنظيم "الدولة الإسلامية" وإصابة آخرين بجراح وقام مسلحين مجهولين بالهجوم على حاجز للتنظيم عند دوار البلعوم بمدينة الميادين في ريف دير الزور، وسمعت أصوات سيارات الإسعاف حينها تتجه نحو منطقة الحاجز، وأذاع عبر مكبرات الصوت عن حاجته للمتبرعين بالدم كما شوهدت سيارتان تابعتان لـ "الحسبة" في شارع سوق الأغنام بمدينة الميادين بريف دير الزور، وهما محترقتان، تعرضتا لهجوم من قبل مسلحين مجهولين، وأن عناصر من داعش تعرضوا لإطلاق نار من مسلحين مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية، بالقرب من المصرف التجاري في مدينة الميادين، ونصب مسلحون كمينا لعناصر من "الحسبة" التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينة الميادين، وقاموا بحرق السيارة التي كان يستقلها عناصر "الحسبة"، كما عثر على جثة نائب "أمير الحسبة" مقتولاً، وقد فصل رأسه عن جسده، وعثر على جثته قرب شركة الكهرباء في مدينة الميادين، وعلى جسده آثار تعذيب، وقد وضعت لفافة تبغ "سيجارة" في فمه، وكتب على جسده، "هذا منكر يا شيخ".

الأكراد ومصالح السيطرة

الأكراد ومصالح السيطرة
وتدخل القوات الكردية على خط المواجهات مع "داعش" بعد انحسار نفوذ التنظيم عن مناطقها في محاولة لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة؛ حيث توجه وحدات حماية الشعب الكردية العديد من الضربات لـ"داعش" في مدينة الحسكة السورية وشنت هجوما على مسلحي داعش في محيط بلدة تل حميس (35 كيلومترا جنوب شرقي مدينة القامشلي)؛ مما أسفر عن استعادة القوات الكردية لأكثر من 20 قرية ومزرعة من أيدي التنظيم وهجوم آخر على قرية جزعة؛ مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى في صفوف التنظيم واستعادة ثلات قرى وهي جزعة وسليمة وتميم.
 وهنا يبرز السؤال: هل تستطيع داعش أن تواجه ضربات الخارج من التحالف الدولي وتواجه استنزاف المقاومة في الداخل العراقي والسوري؟

شارك