توقعات بتحالف قبائل مأرب السُّنية مع الجيش اليمني لمواجهة الحوثيين

الأحد 08/مارس/2015 - 07:13 م
طباعة توقعات بتحالف قبائل
 
توقعات بتحالف قبائل
حالة من الترقب تسود حالياً الشارع اليمني، انتظاراً لما ستتمخض عنه خريطة تحالفات القوى المسيطرة على المشهد الليبي حالياً، خاصة فيما يتعلق بالقوى والقبائل السنية في اليمن الخاصة الموجودة في مأرب، التي تدرس حالياً سبل مواجهة جماعة (الحوثيين) بزعامة عبدالملك الحوثي.
والذي عزز فرص احتمالية تحالف القوى السنية في اليمن، تهديد الحوثي باجتياح محافظة مأرب، المعروفة بالتكتل السني فيها، حيث شهدت المحافظة استنفارًا أمنيًا من القبائل، حيث كثفت استعداداتها لمواجهة أي تحرك عسكري لمسلحي الحوثي تجاه مناطقها، مُؤكدة أنها موحدة في هذا الموقف على اختلاف انتماءات أبنائها السياسية أو الاجتماعية، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول مدى تشكيل تحالف سني بين قبائل مأرب، والجيش اليمني الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي. 
ومأرب هي إحدى محافظات الجمهورية اليمنية، تقع في الشمال الشرقي من العاصمة صنعاء، وتبعد عنها بنحو (173) كيلو متراً، ويشكل سكان المحافظة ما نسبته (1.2%) من إجمالي سكان الجمهورية، وعدد مديرياتها (14) مديرية، ومدينة مأرب هي مركز المحافظة.
توقعات بتحالف قبائل
وقال خبراء في الحركات الأصولية إن المواجهة في مأرب تختلف تماماً، عن غيرها من المحافظات لعوامل عدة؛ منها توحّد جبهة القبائل ضد الحوثيين، والطبيعة الصحراوية التي لا تساعد الحوثيين على القتال لتمرسهم على مواجهات الجبال، بالإضافة إلى ضعف الحاضنة الشعبية لهم. 
وبحسب الخارطة الجغرافية للمحافظة المكونة من 14 مديرية، يتواجد الحوثيون بشكل محدود في مديرتي مجزر وحريب القراميش، في المقابل تتواجد القبائل في جميع المديريات، وهي تحشد مقاتليها في منطقتي نخلا والسحيل (شمال المدينة) المتوقع دخول الحوثيين منهما نظرا لوجود خطوط إمداد من العاصمة صنعاء.
وفيما يعد استعراض قوى من قبل قبائل مأرب السنية، تجري تلك القبائل من حين إلى آخر، عرضًا عسكريًا في أرض مفتوحة تهدف من خلاله إلى إبقاء مقاتليها في حالة الجاهزية العالية، وتستعرض قواتها في رسالة لأي جهة تفكر في مواجهتها، بالإضافة إلى استمرار التواصل والتنسيق مع مختلف مشايخ المحافظة وقياداتها المدنية والعسكرية.
الشيخ عبد الله غريب
الشيخ عبد الله غريب
الشيخ عبد الله غريب -أحد مشايخ آل شبوان بوادي عبيده- قال إن قبائل مأرب في أتم الجاهزية لحماية المحافظة من أي اعتداء من قبل الحوثيين أو أي جهة أخرى، ومساعدة الدولة في تأمين المنشآت والمصالح الحيوية المختلفة.
وأوضح في تصريحات صحافية له، أن القبائل متوحدون بمختلف انتماءاتهم السياسية والاجتماعية، ولا يقبلون أي شخص يستقبل أو يشارك في إدخال الحوثيين إلى مناطقهم، معتبراً اتهامهم من قبل الحوثيين بإيواء عناصر القاعدة مجرد "افتراءات لا أساس لها في الواقع وعبارة عن ذرائع لاجتياح المحافظة"، محذرا "كل من تسول له نفسه المساس بالمحافظة بأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي".

أهمية محافظة مأرب:

محمود الصبيحي
محمود الصبيحي
واللافت أن أهمية محافظة مأرب بالنسبة لجماعة الحوثيين، تكمن في كونها مدينة غنية بالنفط، كما تمثل معقلًا للتيار السني، الأمر الذي عكسته المباحثات التي واصلها مبعوثون حكوميون مع زعماء قبائل محافظة مأرب لإبعاد شبح الحرب عن المحافظة الغنية بالنفط بعد توعد المتمردين الحوثيين باجتياحها بذريعة تأمين أنابيب النفط وأبراج الطاقة هناك وملاحقة المتطرفين.
وقالت مصادر قبلية في تصريحات صحافية، إن أعضاء اللجنة الحكومية برئاسة وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصبيحي اجتمعوا الأربعاء الماضي بزعماء قبائل محافظة مأرب بحضور مسؤولين محليين.
وتكثف هذه القبائل استعداداتها بشكل يومي، وتزايد هذا الأمر مؤخرا عقب تهديد عبد الملك الحوثي باجتياح المحافظة، وزاد من غضبها وصفه أبناءها بـ"التكفيريين"، حيث ردت بتوسيع رقعة انتشار مقاتليها على مدار الساعة، لتصل إلى حدود 15 كيلومترا في منطقتي نخلا والسحيل التابعتين لمديرتي الوادي وصرواح (شمال المدينة)، وهي الجبهة المتوقع دخول الحوثيين منها، في حال قرروا مهاجمة المحافظة.
وعمدت القبائل إلى وضع عدد من مسلحيها على أهبة الاستعداد لرصد ومراقبة أي تحركات للحوثيين أو تسللهم لبعض المناطق أو صعود بعض الجبال المحيطة، كما حصل الجمعة الماضي عندما حاول بعض الحوثيين صعود جبل "هيلان" بصرواح، وتم إنزالهم مباشرة.
وحول الاتهامات الموجهة للقبائل في مأرب، بأنهم سلموا المحافظة لتنظيم القاعدة، قالت القبائل في بيان صادر عنهم إنهم على خلاف مع القاعدة لأنها تعمل لصالح غيرهم، ويتم استخدامها كورقة من قبل الحوثيين عبارة عن شماعة ليحصلوا على موافقة دولية تبارك تحركاتهم.

قوة القبائل وجماعة الحوثي

قوة القبائل وجماعة
خبراء عسكريون قالوا إن قبائل مأرب تتمتع بالعديد من الإمكانيات العسكرية، إلا أنه ليست كالقوة التي تمتلكها جماعة الحوثي، فيرى خبير عسكري تفوقًا لصالح الحوثيين على قبائل مأرب، خاصة في الأسلحة الثقيلة التي استولى الحوثيون عليها من معسكرات الجيش، لكنه يعتقد أن المواجهة المحتملة لا تحكمها القوة العسكرية فقط، وإنما عوامل أخرى كالطبيعة الجغرافية التي تصب في مصلحة القبائل.
والحوثيون عززوا قوتهم عقب سيطرتهم على صنعاء واستولوا على معسكرات الجيش، ومن أبرز الأسلحة التي يتفوقون بها الدبابات والمدرعات من نوع "بي إم بي"، ومضادات الطيران والصواريخ والمدفعية الثقيلة.
في المقابل، تمتلك القبائل 13 ألف مقاتل و460 طقما عسكريا وأسلحة متوسطة متعددة، بحسب الشيخ صالح لنجف، الذي أكد أن السلاح لا يمثل عنصر الحسم  الرئيسي بالنسبة لهم مهما كانت قوة الحوثيين، لأنهم يمتلكون ما هو أهم من ذلك، وهو حقهم في الدفاع عن مناطقهم وتمتعهم بخبرات قتالية في الصحراء، على حد قوله.

احتمالية تحالف مع قوات الجيش

احتمالية تحالف مع
ولعل توجه الرئيس اليمين عبد ربه منصور هادي إلى عدن، وإعلانها عاصمة لليمن، فضلاً عن بدء ألوية وفرق في الجيش تابعة له الوصول إلى عدن، في احتمالية تنسيق الجيش مع القبائل اليمينة في مأرب، لذلك برز سؤال بشأن موقف الجيش، الذي تشير معطيات الواقع والتجربة الماضية إلى أن موقفه لن يخرج عن احتمالين: الأول أن يلتزم الحياد بحجة عدم الرغبة في دعم طرف ضد آخر، والاحتمال الثاني -وهو المرجح- أن يتدخل بمبرر حماية المنشآت النفطية والغازية، وحتى لا ينهار اقتصاد البلاد.
كانت قبائل مأرب (شرق اليمن)، حملت قائد المنطقة العسكرية الثالثة المسؤولية عن الاشتباكات بين القبائل وبين قوة عسكرية تابعة للمنطقة ذاتها، كما اتهمت قيادات عسكرية بالتواطؤ مع الحوثيين لتسهيل ما أسمته اجتياحهم للمحافظة، وحمّلت القبائل قيادة المنطقة العسكرية الثالثة المسئولية الكاملة عما آلت إليه الأمور، مؤكدة حرصها الشديد على تجنيب المحافظة ويلات الحروب والدمار.
واتهمت القبائل قيادة المنطقة باستهداف تجمعاتها ما أوقع قتلى وجرحى، وقالت في بيان صحفي إن القصف وقع بعد أن طلبت القبائل من قوة عسكرية كانت في طريقها من شبوة إلى صنعاء بحوزتها كميات كبيرة من السلاح العودة إلى مواقعها خشية أن يسيطر عليها الحوثيون، وبررت قبائل مأرب سيطرتها على الكتيبة، بعدم تجاوب قائد المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب، اللواء أحمد سيف اليافعي، وطالبت بتقديم ضمانات بعدم وقوع عتاد الوحدات العسكرية في قبضة مسلحي الحوثي الموجودين في مديرية مجزر على بعد أربعين كيلومترا في المحافظة ذاتها.
ولفت البيان إلى أن اليافعي رفض منح تلك الضمانات متعللا بوجود "توجيهات عليا" تقضي بمرور الكتيبة، واعتبرت القبائل أن ذلك "يشير إلى أن الأمر مبيت له بحيث يتم تسليم الكتيبة إلى الحوثيين كما حدث لكتيبتين من اللواء 13 مشاة والتي منعها الحوثيون من المرور إلى المنطقة العسكرية".
ولفتت إلى أن مخاوفها من سقوط الكتيبة بيد الحوثيين تعززها تجارب سابقة شهدت سيطرتهم على كتيبتين من اللواء 13 مشاة بعد منعها من الوصول إلى مقر قيادة المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب قبل أسابيع.


شارك