اليمن.. الإخوان يدقون طبول الحرب وصوت الحوار يتراجع

الإثنين 09/مارس/2015 - 12:16 م
طباعة  اليمن.. الإخوان
 
ما بين الحوار الوطني والدعوة إلى تشكيل ميليشيات تحت اسم المقاومة الشعبية يبقى اليمن رهين التجاذب السياسي، والذي طغت عليه المذهبية، في ظل سعي الأطراف الرئيسية في الصراع اليمني إلى إشعال البلاد بحرب، ودفع كل طرف بكل حجج أن الآخر هو المذنب والقاتل والمجرم وهو بريء، ويبقى الشعب اليمني هو من يدفع صراع السلطة الذي انتصر على حرمة وقيمة الدماء.

الإخوان يدعون للحرب

الإخوان يدعون للحرب
فيما يبدو أن تركيبة الإخوان في كل مكان هي الحرب والقتال من أجل السلطة ومصلحتهم في الحكم فوق أي مصالح أخرى، سواء بدعوى الشرعية أو الثورية أو محاربة أمريكا وإسرائيل وهي شعارات أبعد عنها، فتعاونهم مع أمريكا واضح وقوي، وبصورة أو بأخرى يريد الإخوان في اليمن أن يحولوا الصراع إلى صراع عسكري، على غرار سوريا وليبيا؛ من أجل إزاحة خصم قوي أطاح بهم من قصور الحكم إلى الشارع، ومع هروب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يريدون العودة مرة أخرى إلى الحكم على جناح هادي والميليشيات العسكرية.
فقد دعا القيادي الإخوان، الدكتور عبدالرحمن بأفضل، عضو البرلمان اليمني عن حزب التجمع اليمني للإصلاح "الذراع السياسي لإخوان اليمن"، إلى تشكيل جيش بديل ومقاومة شعبية لمحاربة الحوثي في صعدة قبل صنعاء، قائلاً: «لا بد من تضامن القبائل والمقاومة الشعبية وضم عناصر الجيش والأمن الذين وقفوا مع الثورة وإعادة المفصولين من الجيش والأمن منذ 1994م في الجنوب، وبناء جيش جديد وجيش للبادية من القبائل في الأقاليم الخمسة "سبأ والجند وتهامة وحضرموت وعدن" مع تشكيلات المقاومة الشعبية لردع الحوثي وصالح وأمثالهم، فلا يفلّ الحديد إلا الحديد. مع دعوتي الشخصية لانسحاب الشباب والمقاومة إلى الأرياف، ولتكن الانطلاقة من مأرب إلى صعدة قبل العاصمة».
وقال التجمع اليمني للإصلاح: إن الحوار بين الأطراف لا جدوى منه على الإطلاق تحت تهديدات ميليشيات الحوثي المسلحة، ما لم ينزع سلاح الحوثي ويتخلى عن الميليشيا المسلحة، ويشكل حزباً سياسياً وينسحب من العاصمة صنعاء.
واتهم القيادي بإخوان اليمن الحوثيين، في حوار مع صحيفة «اليقين» اليمنية، بأنهم أداة أمريكية إسرائيلية لتقسيم وتفتيت اليمن، ولعبة في يد إيران لسيطرة وحكم العالم العربي.
ونفى وجود ضغوطات إصلاحية على الرئيس هادي، ووصف الاعتراف بالحوثي كالاعتراف بإسرائيل، واتهم صالح والحوثي بالوقوف وراء محاولة انقلاب العميد السقاف على الرئيس هادي في عدن، فيما وصف القاهرة بغير المؤتمنة على الحوار الوطني اليمني بين الفرقاء، قائلا: إن "القاهرة غير مؤتمنة، والرياض الأنسب لاحتضان الحوار اليمني".
كما دعا القيادي الإخواني على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" جامعة الدول العربية للتدخل العسكري قائلا: " لقد حان الوقت لتدخل الجامعة العربية عسكريا لنصرة اليمن والشرعية ولوقف المد الشيعي الإيراني، قبل أن يلتهم اليمن بقوة السلاح كجسر عبور إلى الدول المجاورة!! ونأمل أن تقوم الجامعة العربية بواجبها ولا تكتفي بالشجب والإدانة، فالأمر جلل وسقوط عدن بعد صنعاء نار تخرج من عدن تسوق الناس إلى المحشر، والله أعلم".

السلفيون

السلفيون
فيما اتهم عبد الوهاب الحميقاني الأمين العام لحزب اتحاد الرشاد السلفي اليمني، الحوثيين بالاستيلاء على منزله في محافظة البيضاء وسط اليمن.
 وقال الحميقاني: إن مسلحين من جماعة الحوثي اقتحموا منزلاً تابعاً له في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء واستولوا عليه، مشيراً إلى أنه لم يكن هناك أحد فيه خلال عملية الاقتحام. وأضاف أن هذا التصرف من قبل الحوثيين جاء كابتزاز للمناهضين لما وصفه بانقلاب الحوثي على سلطات الدولة وحكم الميليشيات. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من جانب الحوثيين بخصوص هذا الأمر. وسبق أن اقتحم مسلحون من جماعة الحوثي خلال الفترة الأخيرة منازل تابعة لسياسيين مناهضين لهم وفرضوا على بعضم الإقامة الجبرية، فيما تم اختطاف آخرين.

الحوثيون

الحوثيون
كما اتهم جماعة أنصار الله "الحوثيين" جماعة الإخوان بأنهم وراء قتل العديد من عناصر اللجان الشعبية، في مدن مأرب والبيضاء.
وشهدت اليوم الاثنين محافظة البيضاء مجزرة جديدة في صفوف مليشيات جماعة الحوثيين، إثر هجوم من مسلحي محسوب على جماعة الإخوان مسنود بمسلحي أنصار الشريعة" تنظيم القاعدة".
وذكرت تقارير إعلامية أن 15 مسلحا حوثيا قتلوا، وجرح العشرات، في ذلك الهجوم، ووقع الهجوم على مراكز حوثية كان مرتكزا لهم بمديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء..
وأعلن رجال قبائل البيضاء عن سيطرتهم على غنائم عسكرية كبيرة من وراء الحوثيين وعتاد حربي خلال الهجوم.

عودة القاعدة

عودة القاعدة
وفي ظل الصراع على السلطة وسعت القاعدة من وجدها في اليمن، فقد سيطر مسلحو تنظيم القاعدة، اليوم الاثنين، على مدينة يمنية في محافظة أبين جنوبي البلاد، وقاموا بمهاجمة معسكر للجيش فيها.
المسلحين الذين يحملون شعارات تنظيم القاعدة قاموا بنشر نقاط تفتيش على جميع مداخل المدينة قبل أن يهاجموا معسكر اللواء 39 مدرع التابع للجيش في المدينة ذاتها.
وبين الحين والآخر تتعرض مواقع عسكرية وأمنية ومدن يمنية لهجمات ينفذها مسلحو تنظيم القاعدة الذين يخوضون حربا مفتوحة ضد القوات الحكومية منذ العام 2011.

الحوار الوطني

الحوار الوطني
صوت المدافع والرصاص يعلو شيئا فشئيا في اليمن، بينما يتراجع صوت العقل والحوار السياسي، في ظل التعنت والتعسكر الواضح بين القوى السياسية المختلفة، فقد وافق مجلس التعاون الخليجي على احتضان العاصمة السعودية الرياض، جلسات الحوار الوطني اليمني؛ لبحث الأزمة التي تعصف بالبلاد برعاية المجلس الذي سيرتب الإجارات اللازمة لعقد جلسات الحوار وإنجاحها.
وبعث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، رسالة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، يناشد فيها دول مجلس التعاون الخليجي نقلَ الحوار بين الأطراف اليمنية إلى الرياض تحت مظلة المجلس.
وقال العاهل السعودي: إن دول مجلس التعاون الخليجي وافقت على طلب الرئيس اليمني بعقد الحوار بين الأطراف اليمنية تحت مظلة المجلس بالرياض، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية السعودية.
وقال هادي، في رسالته الموجهة للعاهل السعودي، المؤرخة بتاريخ 7 مارس الجاري: "لعلكم تتابعون الظروف الدقيقة والحرجة التي يعيشها أشقاؤكم في اليمن جراء الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية؛ حيث أجبرنا الحوثيون على الخروج من صنعاء إلى جنوب اليمن (عدن) والتي تتمتع بظروف أفضل تمكننا من متابعة إدارة الدولة في هذا الوقت الصعب والحرج".
وأضاف: "ومن المنطلق ذاته نناشد إخوتنا في مجلس التعاون الخليجي باستمرار دورهم البناء؛ وذلك بعقد مؤتمر تحضره كافة الأطياف السياسية اليمنية الراغبين بالمحافظة على أمن واستقرار اليمن، تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي بمدينة الرياض".
وتابع الرئيس اليمني: "المؤتمر يهدف إلى المحافظة على أمن واستقرار اليمن، وفي إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها، وعدم التعامل مع ما يسمى بالإعلان الدستوري ورفض شرعنته، وإعادة الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الدولة، وعودة الدولة لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية".

المشهد اليمني

المشهد اليمني
المشهد اليمني والتطورات تشير إلى أن اليمن مقبل على أيام عصيبة، وقد يكون السلاح فيها الكلمة العليا وليس الحسم، فإنه وإن وقع صراع عسكري فإنه في النهاية سيرجع اليمنيون ليجلسوا إلى أطراف الحوار، ولكن وقتها يكون قد غرق اليمن في دماء ضحايا باسم المذهبية والحرية والثورة والشرعية، وإذا لم يتحسس العقلاء في اليمن طبيعة ومقدرات الأمور فإن اليمن سيكون الدولة المرشحة لصراع طويل أو انفصال سريع يخفف من حدة المواجهة، ولكن لن يوقفها... فهل ستتنبه الأطراف اليمنية لحجم الكارثة المنتظرة في اليمن، أم أنها ستقود البلاد إلى آتون الحرب؟

شارك