"الفريد هاكنسبرجر" يطرح خمسة أسباب لسقوط "داعش"
الإثنين 09/مارس/2015 - 08:52 م
طباعة

في الوقت الذى دهش فيه العالم من صعود داعش المفاجئ واعتبارها قوةً بربرية لا تقهر، يرى الكاتب الصحفي الألماني "الفريد هاكنسبرجر" أن سقوط داعش قادم لامحالة، وأن القوة التي ظهر بها هذا التنظيم الإرهابي غير حقيقية، وأرجع نجاح التنظيم المؤقت إلى فشل الآخر.
"استولت ميليشيات داعش الارهابية بشكل غير متوقع على مناطق عديدة في العراق وسوريا. ولكن يبدو الآن أن تم وقف تقدم داعش ، حيث بدا الجيش العراقي يستعيد السيطرة على تلك المناطق"، بينما تتقدم القوات الحكومية العراقية في مناطق نفوذ داعش يحاول داعش الحفاظ على وجهه المرعب عن طريق تدمير المدن التراثية العراقية واعلان تنظيمات ارهابية أخرى المبايعة له مثل بوكو حرام الاسبوع الماضي، ولكن داعش في طريقه للسقوط .
ويستعرض الكاتب الصحفي الألماني من مناطق المواجهة مع داعش في مقال تحليلي لصحيفة دي فيلت الألمانية الأسباب الخمس لقناعته بسقوط تنظيم الدولة:
العُزلة الدولية
تشارك أكثر من 60 دولة بشكل مباشر أو غير مباشر في التدخل العسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية، متحالفة مع الميليشيات الشيعية التي تم تدريبهم من قبل إيران، وفى المناطق الكردية تقاتل البشمركة التي حصلت على الأسلحة والتدريب العسكري من ألمانيا ودول غربية أخرى، اما في سوريا، فقد شكلت القوات الكردية (YPG) مع ميليشيا مسيحية (MFS)، وكذلك مجموعات من المدنيين جيش لمحاربة داعش.
وطالما التحالف الدولي لم يستخدم الاته العسكرية بكامل طاقتها ضد داعش، تظل الميلشيلت البرية على الارض اضعف من داعش وهذا ما وضح جليا عندما استفذت داعش الأردن بحرق الطيار الكساسبة فدمرت الأردن في غضون بضعة أيام قُدرات داعش العسكرية في المناطق المستهدفة.
الضعف العسكري
المبالغة في تقدير القدرات العسكرية لميليشيا إرهابية، عندما سيطرة داعش العام الماضي على ثلث العراق في غضون أسابيع قليلة،(هو سبب الاعتقاد بان داعش لا تقهر) فبدا كما لو أن البرابرة لا يمكن وقف تقدمهم، بينما السبب في هذا التقدم المدهش هو فشل الجيش العراقي وليست عبقرية داعش العسكرية، حيث فر جنود الجيش العراقي في الموصل وغيرها من المدن دون قتال. وكذلك "التراجع التيكيتي" تم تحب البشمركة ان تسمى هروبهم من القتال والذى دفع ثمنه الاف الازيديين .
فقبل هذه النجاحات العسكرية في العراق ،فقد خسرت داعش ارض صالح تنظيمات ارهابية منافسة في شمال سوريا. فقط في العراق نجح داعش ان يكون له موطئ قدم حقيقي.
داعش تفقد حلفاءها
لقد استغلت داعش في العراق أخطاء الحكومات الشيعية الطائفية وعزفت على وتر الطائفية إلى أقسى مدى، وقد اعتمدت على دعم القبائل العربية السنية وكذلك افراد الجيش العراقي البعثي الذى تم التنكيل بهم من حكومة المالكي الطائفية، وطبقا لمبدأ عدو عدوي صديقي فقد انتقمت القبائل السنية من تمييز وعنف وطائفية المالكي عن طريق دعمها لداعش، وقد نجح حيدر العبادي رئيس الوزراء والذى ينتهج منحى معتدل إلى حد ما في ضم قبائل سنية معه في دحر داعش في هجوم تكريت الأخير، حيث لأول مرة تشارك السنة في الحرب ضد داعش في العراق، ويقوم الجيش الامريكي حاليا بتدريب القوات السنية لاستعادة الموصل، وبالتالي فإن داعش فقد حليف رئيسي.
الصراعات الداخلية
تكبدت داعش خسائر فادحة فى صفوفها، فقد فقدت اكثر من 8500 مقاتل من بينهم العديد من الكوادر القيادية المقربين من ابو بكر البغدادي، و تمر داعش بأزمة مالية حادة منذ قصف حقول النفط من التي تحقق لداعش دخل يومي يصل الى مليون دولار، فضلا عن الانقسامات الداخلية بين المقاتلين والتي تحلها داعش عن طريق الإعدامات وكذلك انفضاض عدد كبير من المقاتلين الأجانب عن التنظيم ومحاولتهم العودة لبلادهم الأصلية، وتبدو الجبهة الداخلية لداعش متصدعة أكثر من أي وقت مضى في الوقت الذى يتلقى فيه التنظيم ضربات متتالية.
الأوهام الدينية العظمى
يعتقد مقاتلي داعش أنهم يقاتلون في سبيل الله، ولذلك سينصرهم الله بفتح روما ورفع راية الإسلام فوق كنائسها: الجلد والذبح وقطع الرؤوس في محاولة لتطبيق الشريعة الإسلامية، وهو ما أدى إلى نفور سكان المناطق التابعة لهم من التنظيم، وهو ما يقابله التنظيم بالقتل، وكلما ازداد التصدع الداخلي يشيع داعش أوهام معركة آخر الزمان المقدسة ضد الصلبيين، فإما النصر وإما الشهادة والجنة، وهذه الأوهام الدينية تجعل مقاتلي التنظيم أكثر غطرسة، وبالتالي الانفصال عن الواقع الحقيقي على أرض القتال، وهو ما ظهر جليا في تدمير المدن التراثية الأثرية العراقية كنوع من الجهاد البديل.