على طريق التجربة الأردنية.. محاولة "إعادة إنتاج" الإخوان في مصر
الإثنين 09/مارس/2015 - 11:35 م
طباعة


الذنيبات
قال المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن والمشكلة حديثا، عبد المجيد ذنيبات، اليوم الإثنين 9 مارس 2015، إن جماعته لم تطلب الاعتراف من أحد، وتعليقا على تصريحات الأمين العام للتنظيم الدولي للإخوان، إبراهيم منير، اليوم للأناضول، بأنهم لا يعترفون إلا بهمام سعيد مراقبا عاما للجماعة بالأردن، أكد الذنيبات للأناضول أنه "لا علاقة لنا بهذه التصريحات، وهم أحرار في أن يعترفوا بمن يعترفون، ونحن لم نطلب الاعتراف منهم"، وأضاف الذنيبات أن "الجماعة (جماعة الإخوان بالأردن) لا علاقة لها بأي تنظيم في الخارج"، في إشارة للتنظيم الدولي للجماعة، ومضى بالقول إن "القانون الأردني هو الذي يحكم علاقتنا بالحكومة الأردنية، وأي علاقة داخلية أو خارجية للجماعة". وقد أعلنت وزارة التنمية الاجتماعية في الأردن، الثلاثاء الماضي، الموافقة على تسجيل "جماعة الإخوان المسلمين" بموجب أحكام قانون الجمعيات، وبينما تقول قيادة الجماعة الحالية إنها تحمل ترخيصًا قانونيًا منذ عام 1953 كجماعة إسلامية عامة، تقول مصادر رسمية بالدولة إنه لا يوجد وفق القانون الأردني شيء اسمه "جماعة"، بل هناك جمعيات وأحزاب تنضوي تحت مفهوم مؤسسات المجتمع المدني، وتأسست جماعة الإخوان المسلمين في الأردن كجماعة دعوية عام 1945، قبل أن تؤسس حزبا سياسيا باسم "جبهة العمل الإسلامي"، وشاركت منذ الخمسينيات في الانتخابات البرلمانية حتى انتخابات عام 2007، بعدها قاطعت تلك الانتخابات.
وفي خطوة مشابهة لحد كبير لما حدث في الأردن أعلن تحالف شباب الإخوان المنشقين عن وثيقة الجمعية الجديدة التي يسعون للحصول على ترخيص لها تحت مسمى "جمعية الإخوان المسلمين"، وتضمنت الوثيقة أن يكون الأزهر مرجعية الجمعية، والتعهد بالتخلي تمامًا عن فكر سيد قطب، وحسن البنا، وأي كتاب صدر عن جماعة الإخوان، وعدم ممارسة العمل السياسي تحت أي مسمى، وكتابة مراجعات فكرية. كما تضمنت وثيقة الجمعية ألا تبايع أي حركة أو تنظيم خارج البلاد، وعدم التواصل مع أي منظمة أو مؤسسة دولية أو دول أجنبية واحترام الدستور والقانون وأحكام القضاء المصري، وحماية الوطن من الأفكار التكفيرية.
هجوم الجماعة على المنشقين

وفي بداية مارس الجاري شن قيادات الإخوان الإرهابية، هجومًا عنيفًا على قيادات الجماعة المنشقين، الذين التقوا الرئيس عبد الفتاح السيسي، اواخر فبراير الماضي، وكان من بينهم الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث باسم إخوان الغرب السابق، بجانب ثروت الخرباوي، من جانبه هاجم جمال نصار، المستشار الإعلامي لمرشد الإخوان السابق، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" كمال الهلباوى، وثروت الخرباوى، زاعمًا أنهم يسعون لتسويق أنفسهم، كما شن سمير الوسيمى، المتحدث الإعلامي لحزب الحرية والعدالة المنحل، هجومًا على القيادات المنشقة عن الإخوان، عبر صفحته على الفيس بوك قائلا: "بعد الحالة المزرية التي وصل إليها القيادات المنشقة عن الإخوان، يجب النظر في جميع قيادات جماعة الإخوان المسلمين وتنقية الصف بدلًا من أن نفاجأ، من أنه لا يزال بيننا من يدق السوس في جسد الجماعة ليخربها لصالح أعدائها"، وأضاف الوسيمي: "كان هؤلاء على رأس لجان أو أعمال كبيرة في الجماعة ومن بينهم من كان نائبًا للمرشد العام، وتنقية الصف القيادي أولى من أي أمرٍ آخر، الثقة لا تعني عدم توخى الحذر أو عدم الخوف على الجماعة ممن ينوون لها شرًا وربما يظهرون أمرًا آخر "، كما هاجم أحمد عبد العزيز، القيادي الإخواني، ومستشار الرئيس المعزول محمد مرسي، عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك" القيادات المنشقة عن الإخوان، مستنكرا قيامهم بإعداد مشروع لمواجهة التطرف والإرهاب.

ثروت الخرباوي
وعلي صعيد آخر وفي نفس السياق من تبادل الاتهامات بين الجماعة والمنشقين عنها قال ثروت الخرباوي: هجومهم كان متوقعًا وكان رده على هذا الهجوم قائلا: "إن هجوم القيادات الإخوانية علينا يثبت أنهم شياطين"، لافتا إلى أن هذا الهجوم كان متوقعا، وجاء من قيادات عديدة بالجماعة، وقذفوهم بأبشع الألفاظ". وأضاف الخرباوي في تصريحات صحفية أنهم مرضى نفسيون، وعزلهم عن المجتمع جاء لخطورتهم، وأشار القيادي الإخوانى المنشق إلى أن جماعة الإخوان لا تعرف قيمة الوطن وأهميته، لذلك هاجموا القيادات المنشقة عن الإخوان بعد لقائهم الرئيس السيسي، وأكد القيادي الإخواني المنشق، أن جماعة الإخوان أرادت أن تعزل الدولة، بأي ثمن ولكنها فشلت، وتريد الآن أن تصعد ضد مصر، مشيرًا إلى أن هجومهم عليه يؤكد أن الإخوان ليست في خصومة مع فرد ولكن في خصومة مع الشعب المصري بأكمله.
وبعيدًا عن تبادل الاتهامات بين الجماعة والمنشقين عنها فهناك شروط واجب توافرها لمن يريد العمل في الحقل العام، من أهمها أن يعمل في إطار قانوني "جمعية أو حزب"، وأن يحدد موقفه من الديموقراطية ومدنية الدولة، وكذلك موقفه من المرأة والأقباط والآخر بشكل عام، وكذلك موقفه من الفن والإبداع وحرية الفكر والتعبير، وأن يكون ملتزمًا بدستور البلاد.