حقيقة الانشقاقات التي تهز عرش "داعش"

الثلاثاء 10/مارس/2015 - 10:14 ص
طباعة حقيقة الانشقاقات
 
 يعد مقاتلو تنظيم الدولة في العراق وبلاد الشام "داعش"، الدعامة والبنية الرئيسية للتنظيم الدموي، وعندما تحدث أي انشقاقات عن هذه البنية فإن التنظيم يصيبه بلا شك الانهيار، ويبدأ في الاهتراء والتآكل من الداخل  حتى يتحول في النهاية إلى بؤر صغيرة لا تستطيع السيطرة على الأرض وساحات المعارك، وتتجه إلى العمليات الإرهابية الصغيرة بسبب تآكله ومحدودة قوته، وتؤكد التقارير أن نسبة الانشقاقات ارتفعت في الأيام الأخيرة وأن الأمر تطور إلى ظاهرة وليس حالات فردية فقط.
حقيقة الانشقاقات
 ويعاني تنظيم داعش حاليا من الانشقاقات بين صفوفه، ويرجع ذلك لعدة أسباب على رأسها: 
1- السيطرة الاستبدادية الكبيرة لقيادات التنظيم على عناصره ودفعهم إلى تنفيذ عمليات انتحارية بدون مشورتهم ولكن وفقا لتوجهات التنظيم واستراتيجيته القتالية. 
2- تصاعد التوترات بين المقاتلين الأجانب والمحليين بسبب الحظوة التي يحصل عليها المقاتلين الأجانب على حساب المحليين؛ من حيث المعاملة التفضيلية التي يلقاها الأجانب، مثل الحصول على مرتبات أعلى وظروف معيشية أفضل والعيش في المدن، التي تندر فيها الضربات الجوية لقوات التحالف، يقابله مرتبات أقل والخدمة في المناطق الريفية الأكثر عرضة لهجمات قوات التحالف الموجهة للمقاتلين العراقيين والسوريين .
3- المحاولات العدوانية من جانب التنظيم لتجنيد المواطنين المحليين للقتال على الجبهات الأمامية بخلاف المقاتلين الأجانب.
4- تعرض التنظيم إلى العديد من الهجمات من الفصائل المقاتلة الأخرى مما يفقد مقاتلي التنظيم مصداقية مشروع التنظيم الجهادي. 
5-  الوعود الرنانة التي يعد بها التنظيم مقاتله للانضمام إليه والتي سرعان ما تصطدم بالحقائق على الأرض.
6- هشاشة الركيزة الرئيسية للعقيدة الداعشية ومدى قدرتها على دمج  أشخاص من أصول مختلفة تحت لواء الخلافة.
7- الهزائم التي مُني بها تنظيم داعش في كلٍّ من دير الزور وعين العرب. 
8- خسارة التنظيم لعدد كبير من كوادره القيادية التي بايعت التنظيم مع رجالها والذين بموتهم يفضل أعضاؤها الانشقاق. 
9- عجز التنظيم عن السيطرة الكاملة على بعض المناطق مما يفقده الثقة من قبل أتباعه. 
10- ضعف الثقل الرمزي للتنظيم بسبب غياب أبرز قيادات الصف الأول عن الواجهة لأسباب أمنيّة.
11- التحزب داخل التنظيم ومحاولة أفراده من الأصول العراقية التعاون مع ذوي الأصول السورية لتحييد العناصر من الأصول الخليجية.
12- الفقر الذي دفعهم إلى التنظيم حولهم إلى إرهابيين وحملة سيوف يجزون الرقاب ويقطعون الرءوس، فتراجعوا عن الأمر وأصبحوا منشقين.
حقيقة الانشقاقات
13- تركيز التنظيم على الانتحاريين مما يجعله يحول المئات من مقاتليه إلى انتحاريين؛ مما يشكل حافزا لفرارهم خوفا على حياتهم مما يفقده الحجج التي اكتسبها من قبل في إقناعهم بالقيام بالعمليات الانتحارية.
14- الأزمة المالية الشديدة التي عصفت به جعلت كثيرين يعيدون النظر حول وجودهم في التنظيم، خاصة بعد اعتيادهم حياة الرفاهية والمال الكثير، وإجبارهم على نوع من التقشف المادي لتعويض الخسائر التي تكبدها "داعش" إثر ضربات التحالف الدولي الجوية.
15- الهزائم والضربات الجوية التي تستهدف معاقله.
16- التخوف من عودة جبهة النصرة للرقة وبالتالي الانتقام من عناصر التظيم الذين طردوها منها في وقت سابق.
17-  9 عناصر من التنظيم أحدهم تونسي الجنسية و 5 من جنسيات غربية،  لقوا مصرعهم  عندما حاولوا الفرار عبر الحدود السورية التركية للعودة إلى بلدانهم، عبر منطقة بريف حلب، وأثناء  انشقاقهم وفرارهم، تمكن عناصر آخرون من التنظيم من اعتقالهم، وأودعوا في سجن عند أطراف مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي بعد قتل 5 منهم.
18-   قتل 120 عنصراً من التنظيم  خلال شهور أكتوبر ونوفمبر وديسمبر عام 2014،  أثناء  محاولتهم الانشقاق عن التنظيم والعودة إلى بلدانهم.
حقيقة الانشقاقات
أين يتجه المنشقون 
 تتنوع الأماكن التي يتجه اليها أعضاء التنظيم المنشقين فأمام المنشق ثلاث خيارات رئيسية: 
أولا: العودة إلى بلده وعندها ستواجه الملاحقات الأمنية. 
ثانيا: الاتجاه إلى تركيا حيث ترعى تركيا هذه العناصر وتشكل ملاذاً آمناً لبعض الوقت وهو ما يتكرر خلال كل انشقاق لعناصر التنظيم. 
ثالثا: الاتجاه إلى المناطق المجاورة غير الخاضعة لسيطرة داعش نحو الشمال في حلب وإدلب وريفهما، وريف اللاذقية الشمالي حيث تسيطر مجموعات جهادية أخرى فيما يمكن تسميته إعادة تدوير المجاهدين، وتشكل جبهة أنصار الدين وجيش المهاجرين والأنصار التي يتزعمهما صلاح الدين الشيشاني وحركة أحرار الشام حظوظا وافرة في الاستقطاب، بعد أن تصدرت أخيراً واجهة الانتصارات في عدد من الجبهات. 
رابعا: الانشقاق عن التنظيم وليس الفكرة والاتجاه إلى تنظيمات اخرى مثل جبهة النصرة وغيرها وهذا ما حدث مع عنصرين من المكتب الإعلامي لتنظيم داعش من المهاجرين السعوديين، حيث التحقا بالنصرة بريف اللاذقية وقاما بتسريب مقطع إعدام الرهينة الياباني. 
وأكّد مصدر جهادي محسوب على جبهة النصرة أنّ "عشرات الإخوة من المهاجرين الراغبين بالانشقاق عن داعش ينتظرون الفرصة المناسبة، وهناك عمليات تواصل بينهم وبين الجبهة باستخدام وسائل مُعقّدة بسبب التضييق الذي يمارسه عليهم زبانية البغدادي وسنسمع أخباراً طيّبة قريباً، وإن حجم الانشقاقات سيتزايد بشكل سريع. كذلك سنكون على موعد مع مفاجأة مدوّية تتمثّل بانشقاق مجاهدَين بارزين، وليس المهم فقط أن ينضم المنشقون إلى الجبهة، الأهمية الأكبر تتجلّى في أن الله قد كشف لإخوتنا حقيقة الخدعة التي تعرضوا لها. 
حقيقة الانشقاقات
 أبرز مواقع الانشقاقات 
تأتي محافظة ومدينة الرقة السورية على رأس الأماكن التي تشهد انتشاراً واسعاً لعناصر داعش وأيضا انشقاقا عنها، ونتيجة للانشقاقات في صفوف التنظيم، قام بتقطيع مدينة الرقة، وعدد من المدن التابعة لها عن طريق الحواجز والدوريات للبحث عن المنشقين الجدد، ومنعهم من الابتعاد عن المدينة، وتأتي محافظة نينوي في المركز الثاني، ثم محافظة صلاح الدين العراقية ثم الأنبار. 
أساليب الانشقاق 
تتنوع الأساليب التي يقوم بها أعضاء "داعش" للانشقاق عنها، ومنها: 
1- الفرار من المعارك والاتجاه إلى الأماكن البعيدة عن سيطرة التنظيم. 
2- تسليم أنفسهم للعناصر الأمنية في مناطق التماس في العراق وسوريا. 
3- سرقة هويات شخصيات محليين "يشبهونهم بالأعمار والملامح للفرار منتحلين شخصيات أصحابها إلى المناطق التي تسيطر عليها "جبهة النصرة" بشمال وغرب حلب، أو إلى تركيا.
كيف يواجه "داعش" الانشقاق؟
 يواجه "داعش" الانشقاق بعدة وسائل، على رأسها: 
1- إقامة الحواجز في الشوارع للقبض على المنشقين من عناصره. 
2- فرض إجراءاتٍ أمنيةٍ مشددة وفرض حظر للتجوال في مناطق الانشقاقات.
3- تنفيذ الإعدام دون محاكمة على المنشقين. 
4- فرض نقاط تفتيش صارمة لوقف تخلي الانتحاريين عن مهامهم وفرارهم. 
5- مراقبة الإنترنت لجمع المعلومات عن أعضائه وتشكيل خلية أمنية تقوم بالقبض على من تجد أنه يميل إلى الانشقاق قبل فراره.
6- تشكيل جهاز لمراقبة تحركات العناصر الأجانب.
حقيقة الانشقاقات
أعداد المنشقين 
تتضارب الأرقام عن أعداد المنشقين عن داعش، ولكن هناك العديد من المصادر التي تؤكد عدد المنشقين ومنهم: 
1- 45 مهاجراً من قيادات التنظيم في سوريا والعراق 45 من بينهم ثلاثة يُعتبرون من قيادات الصف الثالث. 
2- 100 من عناصر التنظيم من الجنسية السورية وبالتحديد في محافظة الرقة منهم أبو طلحة الكويتي مسئول الحسبة في ولاية الرقة.
3- 8 من عناصر الحسبة في مدينة الرقة السورية مما دفع داعش إلى فرض إجراءات أمنية مشدّدة، وفرض حظر للتجوال نصب حواجز ونقاط تفتيش في جميع أنحاء المدينة. 
4- انشقاق أمير داعش العام ‏في حقل العمر النفطي الذي يقع في ريف دير الزور الشرقي.
5- انشقاق المسئول الشرعي للتنظيم في تل أبيض المعروف باسم أبو علي الحربي.
6- 15 عنصرا انشقوا من التنظيم في نوفمبر الماضي ورحلوا إلى تركيا. 
7- قتل التنظيم 350 شخصا حالوا الانشقاق في الثمانية شهور الماضية. 
8- انشق ما بين 11 إلى 13 عنصراً وقيادياً في محافظة الرقة بالشمال السوري بسبب الطرق والأساليب غير الإنسانية التي يلجأ إليها قادة التنظيم مما يتعارض مع أفكارهم الجهادية.
9- شهدت "كتيبة الشهداء"، في سوريا التي تضم المختصين بتنفيذ بالعمليات الانتحارية، انشقاق عناصرها مما يعد ضربة قاضية لقيادة "داعش" الذي جند المقاتلين الأجانب للقيام بعملياته الانتحارية.
10- أعدم التنظيم 2 من المقاتلين الأجانب في يناير الماضي وهم شابان يحملان الجنسية السعودية على يد القيادي البارز أبو إسلام الأنباري، داخل جدران معسكر العكيرشي أكبر معسكرات التدريب لعناصر داعش، والذي يقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات، ويبعد عن مركز مدينة الرقة حوالي ٢٠ كيلو مترا.
11- القبض على مهاجرين كانوا يحاولون الهروب من قرية سلوك التابعة لمدينة تل أبيض القريبة من الحدود السورية التركية، وأعدموا بشكل فوري أحدهم سعودي والآخر مصري.
12- هروب بعض المقاتلين المهاجرين الذين يتعمد عليهم التنظيم كثيراً لأسباب تتعلق بالسياسات المالية. 
13- عثور الجيش الحر على ما يقارب 200 جثة لعناصر من التنظيم بالقرب من مدينة عين العرب "كوباني" حاولوا الانشقاق عن التنظيم والهروب إلى تركيا، ولكن عددا من المهاجرين العراقيين قاموا بتصفيتهم .
14- قتل التنظيم لـ60 عنصرًا من المهاجرين، غالبيتهم يحملون الجنسية السعودية والخليجية، كانوا يحاولون الوصول إلى نقطة بين الحدود التركية والسورية، في منطقة "المنبطح"، وكانوا قد تركوا أسلحتهم في إحدى مقرات التنظيم بمدينة الرقة، بذريعة الذهاب للسوق للتبضع، وبعد خروجهم من المدينة أوقفتهم أربع سيارات تابعة للتنظيم، واعتقلتهم وقامت بقتلهم بتهمة الهروب من الجهاد، واللجوء لدولة الكفر.
15- نقل عدد كبير من الجثث، ممن وصفهم التنظيم بالخونة إلى منطقة جبلية تدعى "الهوتة"، وهي عبارة عن حفرة طبيعية يلقي فيها التنظيم من يقتله.
حقيقة الانشقاقات
16- قتل التنظيم 10 عناصر ممن يوصفون بالشرطة الإسلامية فروا من مدينة الرقة إلى الريف البعيد عن المدينة.
17- تنفيذ التنظيم لعشرات الاغتيالات من قبل الأجنحة الأمنية ضد عناصر للاشتباه في انشقاقهم. 
18- قتل 4 من الأنصار في حي رميلة بالرقة.
19- تصفية عائلتين من الجنسية التونسية في حي الادخار.
20- هناك عدد من الألوية والكتائب التي سبق لها أن بايعت داعش حسمت أمرها أخيراً وقررت انشقاقها، بعضها بالكامل وبعضها جزئياً خاصة في الجبهة السورية. 

شارك