القوات العراقية تشن حربًا شرسة ضد داعش.. وانتقادات لتنامي دور طهران
الثلاثاء 10/مارس/2015 - 08:38 م
طباعة

بالتزامن مع تصاعد العمليات البرية المدعومة من قوات التحالف الجوي في العراق، سقط المئات من عناصر تنظيم "داعش" في المعارك الدائرة في منطقة كرمة الفلوجة منذ بدء العمليات العسكرية، ومقتل عشرات آخرين في معركة ناحية العلم قرب تكريت، في ظل تقارير تشير إلى أن أكثر من 300 مسلح من مسلحي داعش قُتلوا في تلك المعارك، التي بدأت منذ 5 أيام.
ويرى مراقبون أن القوات العراقية شنت هجومًا شرسًا تكريت، من أجل تحرير هذه المدنية، في ظل حملة قصف جوي ومدفعي كثيف، فيما بدأت القوات الأمنية تتقدم من 4 محاور، وذلك بعد استكمال حصار المدينة ووصول تعزيزات عسكرية للقوات الحكومية، مع قيام الجيش العراقي بتكثيف ضرباته على مواقع داعش داخل تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، بالتزامن مع تقدم قطعات برية من الأجهزة الأمنية المعززة بعناصر من الحشد الشعبي وأبناء عشائر المحافظة، فيما يبدو وكأنه مؤشر على بدء عملية استعادة السيطرة على المدينة.
ويرى متابعون أن قوات الجيش تمكنت من دخول جميع أحياء ناحية العلم، ورفعت العلم العراقي على جميع المؤسسات الحكومية فيها، وأكدت مصادر في وزارة الداخلية العراقية مقتل 50 مسلحًا في معارك ناحية العلم.

من ناحية أخرى أعلن الجيش الأمريكي أن القوات الأمريكية وحلفاءها نفذوا ثماني ضربات جوية ضد مقاتلي تنظيم داعش في العراق خلال أربع وعشرين ساعة، كما قادت القوات الأمريكية أربع ضربات جوية في سوريا، وأن كل الضربات في سوريا وقعت قرب كوباني وقصفت أربع وحدات تكتيكية لداعش ودمرت تسعة مواقع قتالية ومركبة، كما نفذت أربع ضربات قرب كركوك ودمرت مواقع قتالية ومباني ومركبات ورشاشا ثقيلا وسيارة ملغومة محتملة كما قصفت وحدات تكتيكية، وأن ثلاث ضربات نفذت قرب الفلوجة ودمرت مركبات ووحدات تكتيكية كما شن هجوم قرب الموصل واستهدف مركبة تابعة لتنظيم داعش.
على صعيد آخر دافع وزير الدفاع العراقي، الدكتور خالد العبيدي، عن اعتماد بغداد القوي على جارتها إيران التي قال إنها واحدة من حلفاء كثيرين، مشيرا إلى أن إيران قدمت أغلب دعمها للميليشيات، لكنه اعتبر هذا المصطلح مضللاً ووصفها بأنها "قوى شعبية".

قال العبيدي إن العراق في حالة حرب، وإن وضع الجيش العراقي في الفترة السابقة ليس سراً على أحد، خاصة من حيث الأسلحة والمعدات العسكرية للجيش، كما انهارت كتائب الجيش العراقي شمال بغداد خلال أيام أمام هجوم تنظيم "داعش" في يونيه، والتأكيد على أنه حين يحتاج الجيش شيئاً لدى إيران فإنه يستفيد منه، وكذلك الحال بالنسبة للولايات المتحدة.
ويتزامن مع هذه التصريحات، تنامى المخاوف الغربية من زيادة النفوذ الإيراني في العراق، وخطورة ذلك مستقبلا على الوضع في الشرق الأوسط، ومدى ارتباطا لدور الإيراني في العراقي بالمفاوضات حول البرنامج النووي.
الأمر الذي دعا كريستوفر ديكي، محرر دايلي بيست، للإشارة إلى أن نفوذ قاسم سليماني قائد قوة القدس الإيرانية ضخم للغاية في العراق، وان تصريحات وزير الخارجية السعودية، الأمير سعود الفيصل حول سيطرة إيران على العراق، صحيحة وفي مكانها.
أوضح في مقابلة مع CNN بقوله : قاسم سليماني له دور كبير في العراق وفي المنطقة بشكل عام، فهو المسئول عن العمليات العسكرية الخارجية لإيران، سليماني ذراع إيران لإدارة شئونها في المنطقة وتكريت جزء من هذه المهمة وهي معركة يريد أن ينتصر فيها، وشخصية لها نفوذ قوي"

وردًا على تصريحات وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، بأن إيران تسيطر على العراق، قال ديكي: "نعم بالطبع، نحن نرى أن العراق أصبحت تعتمد أكثر فأكثر على إيران وعلى الميليشيات التي تدربها طهران في قتال تنظيم داعش"، وحول تصريحات وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف لـCNN بأنه لا توجد قوات إيرانية على الأراضي العراقية، قال ديكي: "لم يكن صريحًا، ولكنه لا يدير قوة القدس ولا يدير مثل هذه العمليات وعندما يتعلق الأمر بتدخل بري فإن جواد ظريف لا شأن له بها، على عكس قاسم سليماني".
يأتي ذلك في الوقت الذى دعت فيه الجامعة العربية لتشكيل قوة إقليمية لمواجهة تنظيم داعش ومتطرفين آخرين في المنطقة، وجاءت المطالبة الأخيرة على لسان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، والذى أكد بقوله "ما نحتاجه الآن هو التفكير في إنشاء قوة تتحد على أهداف محددة مثل مكافحة الإرهاب وحفظ السلام وتأمين عمليات الإغاثة".
ومن المنتظر أن يتم طرح هذه الفكرة خلال مؤتمر قمة للزعماء العرب في شرم الشيخ في مصر خلال الشهر الجاري.