هل اقترب مشهد النهاية لأسطورة "داعش"؟!

الأربعاء 11/مارس/2015 - 02:54 م
طباعة هل اقترب مشهد النهاية
 
من الواضح أن تنظيم الدولة في أزمة حقيقية. فقد تمكن نحو عشرات السجناء من الفرار من سجن تابع لداعش في شمال سوريا، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. أفراد التنظيم يقاتلون بعضهم البعض. قوات التحالف تدمر طرق إمداد وتموين داعش وزعيم التنظيم الخليفة المزعوم أبوبكر البغدادي لم يعد قادرا على تلبية احتياجات أفراد رعيته، فهو يمر بأزمة مالية حادة.
داعش تضعف لوجستيا
 فقد تنظيم داعش منطقة استراتيجية مهمة، فقد أعلن التحالف الدولي المناهض لتنظيم "الدولة الإسلامية" في بيان أن "القوات سيطرت على منطقة أساسية الأسبوع الماضى قرب تل حميس". وأضاف البيان أن داعش "لم تعد تتمتع بالقدرة على المناورة في تلك المنطقة"، وأتاحت العملية أيضا قطع "طرق التواصل التي كانت تستخدمها "الدولة الإسلامية" تقليديا لإرسال رجال وعتاد إلى العراق".
وأوضح التحالف أن القوات التي تتصدى لداعش، سيطرت في هذا الإطار على "أقسام هامة لوجستيا" من الطريق الذي يربط شرق سوريا بتلعفر والموصل. واستعادت القوات الكردية في 27 فبراير الماضى السيطرة على بلدة تل حميس التي كانت معقلا لجهاديي "الدولة الإسلامية"، لكن المعارك تواصلت بعدها في المنطقة. 
تمكن نحو مائة سجين من الفرار من سجن تابع لداعش في شمال سوريا، حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أكد أن غالبية الفارين اعتقلوا من جديد. وحدثت عملية الهروب في بلدة الباب عند الحدود التركية. 
تصدع في قوة داعش الأمنية
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن نحو مائة سجين فروا من سجن تابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال سوريا، لكن غالبيتهم اعتقلوا مجددا. وذكر المرصد الذي يتابع الحرب السورية ومقره بريطانيا أن عملية الهروب من السجن حدثت في بلدة الباب على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الجنوب من الحدود التركية.
ويحاول مقاتلون أكراد تدعمهم غارات جوية تقودها الولايات المتحدة التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال سوريا. ونقل المرصد عن مصادر على الأرض قولها: إن تنظيم "الدولة الإسلامية" أعلن حالة التأهب في البلدة واستخدمت مكبرات الصوت لتطلب من السكان الإمساك بالهاربين. وأمكن حتى الآن الإمساك بثلثي الفارين. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد: إن مقاتلي "الدولة الإسلامية" أقاموا نقاط تفتيش جديدة ويفتشون المنازل.
الانشقاقات في الجبهة الداخلية لداعش
داعش تفقد حلفاءها 
لقد استغلت داعش في العراق  أخطاء الحكومات الطائفية وعزفت على وتر الطائفية؛ لذلك  استطاعت الحصول على دعم القبائل العربية السنية، وطبقا لمبدأ عدو عدوي صديقي فقد انتقمت القبائل السنية من تمييز وعنف وطائفية المالكي عن طريق دعمها لداعش، ولكن مشاركة قبائل سنية في القتال ضد داعش في هجوم تكريت الأخير، حيث لأول مرة تشارك السنة في الحرب ضد داعش في العراق، فضلا عن قيام الجيش الامريكي حاليا بتدريب القوات السنية لاستعادة الموصل، يجعل داعش يفقد حليفا رئيسا. 
الصراعات الداخلية
يعاني تنظيم داعش حاليا من الانشقاقات بين صفوفه، وتؤكد التقارير أن نسبة الانشقاقات ارتفعت في الأيام الأخيرة، وأن الأمر تطور إلى ظاهرة وليس حالات فردية فقط. فضلا عن الانقسامات الداخلية بين المقاتلين والتي تحلها داعش عن طريق الإعدامات، وكذلك انفضاض عدد كبير من المقاتلين الأجانب عن التنظيم ومحاولتهم العودة لبلادهم الأصلية، وتبدو  الجبهة الداخلية لداعش متصدعة أكثر من أي وقت مضى في الوقت الذي يتلقى فيه التنظيم ضربات متتالية. 
أزمة التمويل
إن عمليات القصف المتواصلة للتحالف الدولي على المنشآت النفطية الواقعة تحت سيطرة التنظيم، أدت إلى عرقلة عمليات تهريب النفط والحد من إنتاجه، ليخسر بالتالي قسما كبيرا من موارده المالية، وكان مجلس الأمن أصدر في منتصف فبراير بيانا بالإجماع لتجفيف منابع تمويل تنظيم "الدولة الإسلامية" وخصوصا عبر النفط وتهريب الآثار والفديات المالية.
وطبقا لتقرير صحيفة فرانكفورت الجماينا فإن تنظيم داعش "لم يعد حاليا يملك القدرة على بيع برميل النفط لأكثر من 10 أو 20 دولار وطبقا لذلك فقد قام بتخفيض رواتب مقاتليه لأقل من الثلثين".
وقد بدأت أعراض الأزمة المالية تبدو على تنظيم (داعش) والتي تمثلت في إجراءات التقشف التي يقوم بها التنظيم ورفع الدعم عن الوقود والخبز، فضلا عن فرض غرامات مالية بدلا من العقوبات الجسدية مثل غرامة 65 دولارا بدلا من 80 جلدة للمدخن.
وكذلك بيع الجثث، فطبقا لصحيفة فرانكفورت الجماينا الألمانية، فإن تنظيم داعش عرض إعادة جثث مقاتلين كرد قتلوا في المعارك معه، مقابل مبالغ مالية، ونقلت الصحيفة عن "مصادر أمنية" قولها: إن التنظيم يسعى لتسليم القوات الكردية جثث مقاتليها الذين قتلوا في المعارك معه مقابل مبالغ "تتراوح بين عشرة آلاف وعشرين ألف دولار للجثة"، واعتبرت الصحيفة أنه "من غير المرجح" أن يتمكن التنظيم من الاستفادة من هذه الجثث عبر بيع أعضائها؛ لأنه لا يملك التقنيات والخبرات الطبية التي تتيح له القيام بذلك.
وخلاصة القول: إن الدولة الإسلامية في أزمة حقيقية، فالمقاتلون ينشقون، والسجناء يستطيعون الهرب. واقع يحطم أسطورة "داعش" التي لا تقهر.

شارك