سياسة تجنيد مهاجرين مسلمين أمريكيين للتجسس على ذويهم۔۔ أنتهاك للحريات۔۔ أم تصدي لمخاطر محتملة؟

السبت 24/مايو/2014 - 02:05 م
طباعة سياسة تجنيد مهاجرين
 
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن شرطة مدينة نيويورك جندت مهاجرين أغلبهم مسلمون في السنوات التي أعقبت أحداث الـ11 من سبتمبر؛ للعمل كمخبرين يتنصتون على رواد المقاهي والمطاعم والمساجد.
ونقلا عن وثائق حصلت عليها الصحيفة ومقابلات مع مسئولين كبار سابقين وحاليين في الشرطة، فإن الشرطة سعت لتجنيد مهاجرين مثل بائع متجول للأطعمة من أفغانستان، وسائق سيارات ليموزين من مصر، وطالب من باكستان بعد اعتقال معظمهم بسبب مخالفات بسيطة.
ونقلت الصحيفة عن مسئولي الشرطة قولهم: إن محققين يعملون في وحدة تابعة لشرطة نيويورك عرفت باسم فريق «سيتي وايد» للاستجواب، أجروا 220 مقابلة لهذا الغرض في الربع الأول من عام 2002، كما عقدوا المئات من المقابلات في أعوام تالية وقال مسئولو الشرطة للصحيفة: إن المقابلات كانت تطوعية.. لكن الصحيفة ذكرت أن مهاجرين مسلمين كثيرين تحدثت معهم شعروا بالخوف بسبب المقابلات.
وقال جون ميلر نائب المفوض المسئول عن قسم الاستخبارات: إن الوحدة نشأت بسبب الحاجة الماسة إلى مصادر لمكافحة الإرهاب بعد هجمات سبتمبر. ونقلت «نيويورك تايمز» عنه قوله: «كنا نبحث عن أشخاص يمكنهم أن يكونوا عينا على عالم الإرهاب.. لا يمكنك الحصول على معلومات دون أن تتحدث إلى الناس». وأضاف إن الطريقة القديمة القائمة على استجواب السجناء فعالة. وتطبق هذه الطريقة الآن لمكافحة الإرهاب، لكن الصحيفة قالت: إن كثيراً من المهاجرين المسلمين شعروا بأنهم ما من خيار أمامهم سوى التعاون مع الشرطة.

سياسة تجنيد مهاجرين
وكانت شرطة نيويورك ألغت وحدة مكلفة منذ سنوات بمراقبة المسلمين، وكانت موضع انتقادات شديدة.
وقالت الشرطة في بيان: إن «عملاء الوحدة الملغاة كلفوا بمهام أخرى داخل مكتب الاستخبارات».. مشيرة إلى أن هذه الوحدة كانت إلى حد بعيد «خارج الخدمة» منذ تغير الفريق الممسك بزمام البلدية في يناير الماضي.
وأوضح البيان أن المعلومات التي كانت هذه الوحدة تجمعها يمكن الحصول عليها «من خلال اتصالات مباشرة بين الشرطة والمجموعات المعنية».
وتضم الوحدة على ما يبدو نحو 10 عملاء، وأُنْشِئت بعيدا عن الأضواء في السنوات التي تلت هجمات الـ11 من سبتمبر، وكان مجال نشاطها يغطي مدينة نيويورك ومحيطها، وأعضاء الوحدة كانوا رجال شرطة بلباس مدني، مهمتهم مراقبة مسلمي المدينة وأماكن عبادتهم ومطاعمهم ومكتباتهم ومتاجرهم، وتوثيق كل ما يرونه أو يسمعونه منهم أو عنهم. وتعرضت الوحدة لانتقادات شديدة من قبل المدافعين عن الحريات المدنية.
وكشفت وكالة الأمن القومي الأمريكي العام الماضي عن أن برامج رصد ومراقبة المكالمات الهاتفية واتصالات الإنترنت- سمحت بإحباط أكثر من 50 «مخططا إرهابيا» منذ هجمات 11 سبتمبر، من بينها مخططات لتفجير بورصة نيويورك، ونظام قطارات الأنفاق في نفس المدينة.
ولكن مع اشتعال الحرب في سوريا وما جرى مؤخراً حول اتخاذ فرنسا ودول أوروبية مواقف عدة حازمة ضد العناصر الإسلامية، التي يتم تجنيدها لإرسالها إلى سوريا، والقلق المتصاعد من عودتهم إلي بلادهم بفكر متطرف قد يشكل خطراً على الأمن القومي لا نعتقد كمراقبين أن الولايات المتحدة قد تتوقف عن تجنيدها للمسلمين، مع خشيتها الشديدة من تكرار العمليات الارهابية داخل الأراضي الأمريكية، غير أننا لا نستطيع الجزم بذلك، والأيام وحدها قادرة على إثبات حسن النوايا والثقة تجاه المهاجرين المسلمين بالولايات المتحدة أو العكس.

شارك