"التايمز": آثار العراق على أشهر موقع للبيع على الإنترنت
السبت 14/مارس/2015 - 05:02 م
طباعة
تناولت صحيفة التايمز في تقرير لها حول سعي تنظيم "الدولة الإسلامية" لجمع المال من خلال بيع آثار، استولى عليها مسلحوه، عبر موقع "إي باي". وقالت الصحيفة: إن حليا وقطعا معدنية وخزفية استولى عليها مسلحو التنظيم وجدت طريقها إلى مشترين في الخليج عبر عصابات إجرامية. موضحة أن عملية البيع تتم غالبا من خلال مواقع إلكترونية.
وأشارت إلى أن التجارة في الآثار أضحت تدر أرباحا كبيرة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، إذ يعتقد أنه جنى منها ملايين الدولارات. وقالت التايمز: إن خمسة من ستة مواقع أثرية على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" للتراث في سوريا نهبها مسلحو التنظيم.
وبحسب التقرير، فإن كمية الآثار التي باتت مطروحة للبيع بعد الاستيلاء عليها في سوريا والعراق قد تسببت في انخفاض أسعار بعض قطاعات سوق الآثار. وأضاف أن بيانات من هيئة الجمارك الأمريكية تظهر أن الآثار التي تصل إلى الولايات المتحدة من العراق وسوريا تضاعفت في الفترة بين عامي 2011 و2013.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم موقع "إي باي" قوله إنهم "رفعوا بعض المواد المعروضة للبيع على الموقع بناء على توصية من السلطات الأمريكية."
موقع قنطرة: دور إيران في معركة تكريت لا يخدم المصالحة العراقية
تمثل استعادة تكريت بالنسبة للجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي الشيعي ما تعنيه مدينة عين العرب كوباني بالنسبة للأكراد: أي تحوّلاً جذريًا وفي الوقت نفسه حافزًا على مواصلة القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية. بيرغيت سفينسون تسلط الضوء من بغداد على عملية استعادة تكريت ذات الأغلبية السنية، ودور إيران في العملية العسكرية على مسقط رأس عدوها اللدود صدام حسين.
بشكل شبه يومي يضطر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى تصفية الخلافات في مكان ما، وتهدئة النفوس أو تسوية أمور ما. فرئيس الوزراء العراقي حاليًا في وضع لا يحسد عليه، حيث يحارب على جميع الجبهات. وهذا ليس فقط ضدَّ ميليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي الذي يزداد شراسة ووحشية باستمرار، ويطلق عليه جميع العراقيين اسم "داعش".
كما يجب على حيدر العبادي أيضًا أن يواجه أكوام الحطام وحالة الخراب والفوضى التي خلفها سلفه نوري المالكي في سياسة العراق الداخلية.. عليه أن يقوم بكنس أجزاء الحطام، وليس ذلك فحسب، بل يتعين عليه أيضًا أن يجمعها مرة أخرى؛ وذلك لأنَّ وحدة العراق على حافة الانهيار. وإذا لم ينجح حيدر العبادي في جمع مختلف مجموعات الشعب كأجزاء في لوحة فسيفساء، فعندئذ سوف ينهار العرق بشكل تام؛ لأنَّ نوري المالكي قد تمكَّن من حشد الجميع ضدَّه وضدَّ بعضهم البعض.
سياسة "فَرِّق تَسُد"
كان شعار نوري المالكي "فرِّق تَسُد"؛ ومن أجل ذلك لم يكن يتوانى عن استخدام أية وسيلة: فقد تنازع رئيس الوزراء الشيعي مع الأكراد بسبب النفط، ولم يسمح للسُّنة بالمشاركة في الحكم، وتم اتِّهام التركمان بالانتماء إلى تركيا- التي قال إنَّها تمارس سياسة معادية لبغداد، وكذلك تم تهميش الأقليات مثل المسيحيين والإيزيديين والشبك والصابئة المندائيين وتم تجاهلهم ببساطة.
ولكن لم يتم تمهيد الطريق للمصلح المحتمل، حيدر العبادي، إلاَّ عندما وقع أيضًا حلفاء نوري المالكي الشيعة في خلاف مع هذا الأخير. وفي تلك الفترة تمكَّن تنظيم "داعش" من الاستيلاء في حرب خاطفة على شمال البلاد، ومن إعلان دولته الخاصة هناك، الملتزمة بتطبيق الشريعة والتي يسمونها خلافة. وهكذا كان العراق مهدَّدًا بخطر الانزلاق إلى الفوضى.
وبعد تسعة أشهر بدأت أوَّل عملية عسكرية كبيرة؛ من أجل استعادة المناطق المحتلة من قبل "داعش"، ومن أجل تفكيك هذه الخلافة. ويجب الآن على الجيش العراقي إثبات نفسه بعد تجرُّعه من كأس الذل والهوان، وذلك إثر هروب جنوده في مجموعات من اقتراب البرابرة الظلاميين المرتدين ملابس سوداء، والذين أظهرت رسائلهم المرعبة المنشورة على شبكة الإنترنت تأثيرها.
عودة المغول ما بين دجلة والفرات
تكرَّرت بين دجلة والفرات مشاهد كأنَّها من عهد المغول. ومجرَّد الأخبار حول فظائعهم دفعت الناس، جنودًا ومدنيين، إلى الهروب مذعورين تاركين كلَّ شيء وراءهم؛ فقط لكي يفروا بجلودهم. وحتى أفراد قوَّات البيشمركة الكردية والتي تعني ترجمتها "الذين يواجهون الموت"، قد ولوا الأدبار في بداية الأمر عندما وقع هجوم في شهر أغسطس 2014 على المناطق الكردية.
بيد أنَّهم استعادوا قوَّتهم أسرع من الجيش العراقي وبدءوا في شهر ديسمبر 2014 باستعادة المنطقة الإيزيدية المحيطة بسنجار. ولكن على الرغم من ذلك فإنَّ مدينة سنجار نفسها لا تزال جزئيًّا في أيدي "داعش". ومع ذلك يسود في مدينة أربيل الكردية أمل وثقة في أنَّ المسألة مجرَّد مسألة وقت إلى أن يتم إلحاق الهزيمة الساحقة بهذه العصابة المرعبة التي تضرب بكلِّ عنف وفي كلِّ مكان. ومن أجل ذلك كانت معركة عين العرب كوباني-التي كسبها الأكراد- نقطة تحوُّل نفسي جذري.
"الأخيار والأشرار" في العراق
كذلك يتعلق الأمر بالروح المعنوية لدى القوَّات التي يجري العمل حاليًا وبشكل مكثَّف على تشكيلها. في "معرض الدفاع والأمن"- مثلما تمت بأناقة تسمية هذا المعرض الخاص بالمعدَّات العسكرية والأسلحة والذخيرة، والذي انتهى مؤخرًا في بغداد- ثار خلال عدة ثوانٍ غضب جنرال من الجيش العراقي عندما تم طرح السؤال حول الخير والشر في بلده. وبملء صوته قال: إنَّ جميع العراقيين أناس خيِّرون، وإنَّ الأشرار جاءوا- بحسب تعبيره- من الخارج من أوروبا وأمريكا والسعودية والشيشان.
أمَّا أنَّ قادة "داعش" جميعهم عراقيون وكذلك الحال أيضًا مع جزء كبير من المقاتلين، فهذا ما لم يُرِد الاعتراف به هذا الجنرال. إذ لا يجوز أن يقاتل العراقيون ضدَّ عراقيين مثلما حدث ذلك بالفعل في عامي 2006/2007 وفي عام 2008. في تلك الأيَّام كان السُّنة والشيعة يقتلون بعضهم بعضًا- جيران يقتلون جيرانًا. لا يزال الخجل من ذلك عميقًا في وعي العراقيين.
لا يجوز أبدًا حدوث ذلك من جديد- يسمع المرء هذه العبارة في كلِّ حدب وصوب. وهكذا فليس من الممكن حدوث ما لا يجوز حدوثه؛ ولهذا السبب فإنَّ وجود أعداد متزايدة من الأجانب الذين يقاتلون في صفوف "داعش" يبدو أمرًا مفيدًا؛ من أجل تماسك مختلف مجموعات الشعب في العراق- وهكذا فمن الممكن أن يبدو ذلك أمرًا ساخرًا أيضًا.
من المفترض الآن أن تمثِّل تكريت بالنسبة للجيش العراقي ما تعنيه مدينة عين العرب كوباني بالنسبة للأكراد، أي تحوُّلاً جذريًّا، وفي الوقت نفسه حافزًا على مواصلة القتال. ولا يبقى سوى الأمل في ألاَّ تستغرق استعادة هذه المدينة الواقعة على نهر دجلة الوقت الذي استغرقه تحرير عين العرب كوباني على الحدود السورية التركية، حيث استمرت المعارك عدة أشهر في عمليات كرّ وفرّ. وتبادل الطرفان الضربات والضربات المضادة.
تكريت ساحة معركة عسكرية
وعلى الرغم من جميع المُتباينات والمُختلفات في مجرى العمليات القتالية حتى الآن، إلاَّ أنَّ نقطة الانطلاق متشابهة. ففي كلتا المدينتين هرب معظم المدنيين. وهكذا باتت مدينة تكريت أيضًا شبه فارغة. وبالتالي من غير المحتمل توقُّع سقوط العديد من الضحايا المدنيين. فمدينة تكريت أضحت ساحة معركة عسكرية.
ولكن مع ذلك توجد هنا أيضًا مشكلات مع وجود الأجانب- وعلى وجه التحديد ليس فقط في صفوف "داعش"، بل كذلك في صفوف القوَّات الحكومية العراقية. فقد تشكَّلت من أجل تعزيز قوة الجيش العراقي بعض الميليشيات الشيعية، التي من المفترض أن تتولى- بعد الدعوة التي وجَّهها من مدينة النجف الشيعية المقدَّسة آية الله العظمى السيِّد علي السيستاني- الدفاع عن "الوطن والعتبات المقدَّسة".
وهذه العتبات المقدَّسة لا تشمل مدينة تكريت بالذات التي تعتبر مسقط رأس صدام حسين، بل تشمل مدينة سامراء الواقعة إلى الجنوب من تكريت. ولكن كثيرًا ما تتسرَّب بشكل متزايد معلومات تفيد بأنَّ إيران تشارك مشاركة كبيرة في المعارك. وهذه الدولة المجاورة لا تدعم فقط الميليشيات الشيعية العراقية مثل فيلق بدر وعصائب أهل الحق أو حزب الله العراقي بمضادات الدبابات التي تحمل علامة "صنع في إيران"، بل ترسل حتى المعدَّات العسكرية والقادة أيضًا.
وفي هذا الصدد يُقال: إنَّ قاسم سليماني السيئ السمعة، الذي يعتبر قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قد أقام مركز قيادته في مدينة سامراء، ويقال: إنَّ هناك دبابات إيرانية موجودة في عملية تكريت، وتدور في الوقت الراهن حول هذه المدينة.
والآن صار عدو صدام حسين اللدود بالذات يريد الاستيلاء على مدينته؟ لقد تسببت الحرب التي استمرت ثمانية أعوام بين هذين البلدين الجارَين: العراق وإيران في فترة الثمانينيات بقتل مليون شخص، إلى أن أنهتها في آخر المطاف حالة من الجمود العسكري. وفي تلك الفترة اعتبر كلّ طرف نفسه منتصرًا في تلك الحرب.
لقد أدرك رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنَّ قيادة معركة تكريت من قبل الإيرانيين لا تخدم المصالحة التي تم بدؤها للتو بين المتحاربين السابقين؛ ولذلك فقد بات يعلن حاليًا وبشكل واضح وفي كلِّ ساعة تقريبًا في وسائل الإعلام أنَّ العملية العسكرية التي أمر بخوضها تجري بقيادة عراقية بحتة، وبمساعدة من التحالف الدولي. وربما على الأرجح تُعدّ إيران من وجهة نظر العبادي من المشاركين أيضًا في هذا التحالف.