الأزمة الليبية مستمرة والقتال العسكري يعقد من الحلول السياسية

السبت 14/مارس/2015 - 08:37 م
طباعة الأزمة الليبية مستمرة
 
بالرغم من الدعوات الغربية بشأن حل الأزمة الليبية، لا تزال الاشتباكات مستمرة بالأسلحة الثقيلة بين قوات فجر ليبيا وداعش على الطريق الساحلى بين منطقتي السدرة وبن جواد، بعد استيلاء داعش على بلدة هراوة شرق مدينة سرت بعد اشتباكات عنيفة بينها وقوات فجر ليبيا، فى الوقت الذي وصلت فيه  عدد كبير من عائلات نازحة من مناطق الاشتباكات التي خلفت أضرارًا مادية توقفت على إثرها شبكة اتصالات، دون ورود معلومات حتى الآن عن حجم الخسائر البشرية، بعد تداول معلومات عن تعمد  عناصر مسلحة من تنظيم داعش إلى إحراق العديد البيوت في بلدة هراوة.

الأزمة الليبية مستمرة
ويري مراقبون أن قوات داعش انتشرت بمختلف أسلحتها حول مجمع قاعات واغادوغو للمؤتمرات وجامعة سرت، وقناة ليبيا الوطنية ومؤسسة السلع التموينية تحسبًا لمواجهات متوقعة مع قوات فجر ليبيا، كما دخلت عناصر داعش مقر الجامعة واستقرت فيها.
يأتى ذلك فى الوقت الذى شنت فيه الطائرات الحربية التابعة لقوات فجر ليبيا غارات جوية على مطار الزنتان غربي ليبيا، وأن مطار المدينة الواقعة غربي ليبيا تعرض، مجددا للقصف.
وأغارت ثلاث طائرات تتبع لقوات "فجر ليبيا" أغارت على المطار فجر السبت دون إصابة الهدف أو وقوع أضرار مادية أو بشرية، وسبق لقوات فجر ليبيا أن قصفت مطار الزنتان في مرات سابقة ،كما تعرضت منشآت حيوية أخرى وحياتية في المدينة للقصف في مرات سابقة بطائرات فجر ليبيا.

الأزمة الليبية مستمرة
وعلى صعيد المحاولات السياسية، يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، بعد غدٍ الاثنين، جلسة خاصة حول مختلف الأبعاد الأوروبية والدولية للأزمة الليبية، لكن الخلافات المسجلة بين الدول الأعضاء لا تزال تحول دون تسجيل موقف أوروبي متقدِم، حيث تسعى الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية، فدريكا موجيريني، التي وضعت الأزمة الليبية ضمن أوليات تحركها القصوى منذ أكثر من ستة أشهر، إلى دفع رؤساء الدبلوماسية الأوروبيين إلى جعل الوضع الليبي أحد عناصر التحرك الخارجي على غرار التعامل مع أزمة أوكرانيا والتصدي لتنظيم داعش.
ونقلت وكالات الأنباء عن دبلوماسي أوروبي في بروكسل أن الانطباع العام هو الاستمرار في المراهنة من دون أوهام على مهمة ليون، ولكن الاتحاد الأوروبي لا يمتلك عمليا أية خطة بديلة في حال فشل الحوار. 

الأزمة الليبية مستمرة
من جانبه كشف جوزيف ووكر كازينس  مستشار المبعوث البريطاني في ليبيا منذ العام 2011 إلى 2014 عدم صحة اعتقاد بريطانيا بسهولة بناء ليبيا بعد إطاحة نظام القذافي، مشددًا على ضرورة مراجعة بريطانيا موقفها تجاه ليبيا، موضحا انه لم يتخيل في زيارته لليبيا على متن طائرة عسكرية عقب إطاحة القذافي العام 2011 أن مستقبلاً أسود ينتظر ليبيا.
أشار فى مقاله بجريدة " جارديان" البريطانية إلى أن مهاجرين سياسيين ليبيين في بريطانيا قادوا الحكومة إلى تصديق أن بناء دولة على أسس جديدة وثابتة في ليبيا سيكون سهلًا، وأن اختلاف الفصائل الليبية المدنية والإسلامية عقب سقوط القذافي حول وسائل بناء ليبيا بين الإصلاح والثورة المستمرة، وكان على بريطانيا اختيار جانب من يشاركونها القيم والاهتمامات الأمنية والاقتصادية.
شدد على عدم وجود سياسة طويلة المدى لبريطانيا وعدم دعمها بصورة واضحة لمن تتفق معهم وهم الجيش والشرطة الليبية، وفق الكاتب، جعلها ترث أسوأ ما لدى الفصيلين، كما أن ليبيا لم تعد معقدة بعد ظهور العلاقات وأجندات الفصائل المتنازعة بشكل واضح، إلا أن المُبهم الآن هو البيروقراطية التي تحيط بعملية صناعة السياسة الغربية، والرغم من أن الحل في أيدي الليبيين إلا أن سياسة بريطانيا تُهدّد مصالحها في المنطقة وتقلل من البرلمان المنتخب في ليبيا.
نوه أن الليبيين بإمكانهم التصدي لتنظيم داعش، وأنّه ينبغي مساعدتهم بالبعثات الدبلوماسية لمساعدة البرلمان في دعم الشرطة والجيش لمحاربة التنظيم، والمساعدة في فرض سيطرة البرلمان على مصرف ليبيا المركزي والصندوق السيادي الليبي، رافضًا العمل العسكري الآني والمكثف.

شارك