بعد تزايد نفوذ "داعش".. أمريكا تُغازل الأسد بالتأكيد على عدم رغبتها في إسقاط نظامه

الأحد 15/مارس/2015 - 02:41 م
طباعة بعد تزايد نفوذ داعش..
 
أحدثت تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" جون برينان حول موقف بلاده من النظام السوري، برئاسة بشار الأسد، المدعوم من قوى إقليميه بينها (إيران)، وقوى دولية بينها (روسيا الاتحادية – الصين)، والتي أكد خلالها أن بلاده لا تريد انهيار نظام الأسد كون سقوط نظامه سيزيد الأزمة السورية تعقيداً- أحدثت جدلاً واسعاً بين المراقبين، ففي حين اعتبرها البعض إيجابية كون معطيات المواقع تؤكد ضرورة وجود نظام الأسد مع ضرورة التوصل إلى حلول سلمية للأزمة، وأن تلك التصريحات تعتبر بداية تغيير في السياسة الأمريكية للأزمة تجاه الأزمة السورية.
فيما اعتبرها آخرون، وخاصة المنحازين بقوة إلى المعسكر المناهض لبشار الأسد، تخليا عن المعارضة السورية، وجزءا من الصفقة الخفية التي أبرمتها مع الجمهورية الإيرانية؛ من أجل التوصل إلى حل للملف النووي الإيراني، وهو الأمر الذي ربما يضع الأزمة السورية في موضع جديد.
بعد تزايد نفوذ داعش..
مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" جون برينان، قال في تصريحات الجمعة الماضية: إن الولايات المتحدة لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها؛ لأن من شأن هذا الأمر أن يُخلي الساحة للجماعات المتطرفة ولا سيما تنظيم "داعش"، موضحاً أمام مركز أبحاث "مجلس العلاقات الخارجية" في نيويورك أن "لا أحد منا، لا روسيا ولا الولايات المتحدة ولا التحالف (ضد داعش) ولا دول المنطقة، يريد انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق؛ كون العناصر المتطرفة "داعش" وناشطين سابقين في تنظيم القاعدة هم "في مرحلة صعود" في بعض مناطق سوريا حاليا".
بالرغم من محاولات الظهور في موقف مؤيد للمعارضة التي سماها معتدلة، حيث قال: "إن ما نريد رؤيته هو السماح لهم بالسير إلى دمشق"، مضيفا: "لهذا السبب من المهم دعم قوات المعارضة السورية غير المتطرفة"، هذا ومن المُقرر أن ينتشر في تركيا والسعودية وقطر، جنود أمريكان، لتدريب مقاتلين من المعارضة السورية لإرسالهم لاحقا إلى سوريا.
لذلك يمكن القول: إن تصريحات مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، التي تزامنت مع حلول الذكرى الخامسة لانطلاق الثورة السورية، والتي أكد فيها أن بلاده لا تريد إسقاط النظام السوري.. وضعت الأزمة السورية في منعطف جديد، خاصة مع عدم قدرة أي من الأطراف على وقف الحرب المندلعة في البلاد، كما تعزز تلك التصريحات من شرعية الأسد ونظامه.
مقتل "شيخ الجبل"
بعد تزايد نفوذ داعش..
على صعيد آخر، قتل محمد توفيق الأسد الملقب بـ"شيخ الجبل"، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، الجمعة الماضية، وجرى تشييعه في القرداحة بريف اللاذقية أمس.
طريقة مقتل محمد الأسد، ساد بشأنها جدل واسع، فبحسب الصحفي عمر الساحلي من مدينة اللاذقية، فإن ثمة روايتين حول مقتله، الأولى تقول إنه قُتل متأثراً بإصابة في بلدة دورين الاستراتيجية في ريف اللاذقية بالمعارك الأخيرة مع "جبهة النصرة"، بينما تقول الثانية إنه قتل في عملية اغتيال بالقرداحة. 
بعد تزايد نفوذ داعش..
ومحمد الأسد رجل مافيا، له حكايات مشهورة في التشبيح، يعرفها أهل اللاذقية جيدا، وهو معروف بأنه رجل التهريب الأول في اللاذقية "تهريب آثار وأسلحة"، ومن هنا جاء لقبه "رجل مافيا"، لكن صفحات مؤيدة للنظام اتهمت عناصر من ميليشيا ‫حزب الله بتصفية محمد الأسد؛ بسبب عدم انصياع قواته (ميليشيا‬ الدفاع الوطني) لأوامر القادة الإيرانيين في معركة دورين بجبال اللاذقية، وانسحابهم دون إخطار أحد من قادة الحزب عن نية الانسحاب من المنطقة.‬‬
بعد تزايد نفوذ داعش..
في سياق آخر قالت مصادر مقربة من حزب الله اللبناني: إن الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني عيّن "مسئولاً عسكريًا إيرانيًا" لقواته في جنوب سوريا، ولم يعد هو المسئول المباشر عنها، بل المشرف العام على قوات الحرس الثوري في البلاد.
ونقلت وكالة "آكي" الإيطالية عن المصدر قوله: إن "المسئول العسكري الذي عيّنه سليماني هو المسئول المطلق لكل القوات المتمركزة جنوب وجنوب غرب دمشق، بما فيها قوات النظام العسكرية والأمنية ومقاتلو حزب الله اللبناني وميليشيات شيعية، التي تحاول استعادة السيطرة من يد قوات المعارضة المسلحة في جنوب سورية". ونبّه إلى أن الجيش السوري في الجنوب "بات ذراعا تنفيذية للحرس الثوري".
وقائد فيلق القدس في الحرس الإيراني الفريق قاسم سليماني، تصفه وسائل إعلام بالجنرال الغامض، فيما تشير أخرى إلى أن سلطته مطلقة، وولد سليماني عام 1957 في مدينة قُم، وهو يتحدر من جذور متواضعة من محافظة كيرمان الصناعية، التحق بفيلق الحرس الثوري الإيراني أوائل عام 1980، وشارك في الحرب العراقية الإيرانية ثم تمت ترقيته ليصبح واحدا من بين عشرة قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود.
وفي 1998 تم تعيينه قائدا لقوة قدس في الحرس الثوري خلفا لأحمد وحيدي، وفي 24 يناير 2011 تمت ترقيته من رتبة لواء إلى فريق، وكان للسليماني حضور قديم في الأنشطة العسكرية الإيرانية، ففي الحرب الإيرانية العراقية قاد فيلق "41 ثار الله" (فيلق محافظة كرمان) فضلا عن قيادته الكثير من العمليات العسكرية أثناء الحرب.
بعد تزايد نفوذ داعش..
وتولى أيضا، بأمر من المرشد علي خامنئي، مسئولية السياسة الخارجية الإيرانية في عدة دول منها: لبنان والعراق وأفغانستان وفلسطين، التي يجري اختيار الكثير من كوادر سفارات إيران فيها من بين ضباط الحرس الثوري الإيراني، وليس لسليماني اسم معروف في إيران، لكن القيادة العسكرية تعتبره بطلا وطنيا، وتجمعه صور تلفازية قليلة ببعض المسئولين الحكوميين في المناسبات الوطنية.
تعتقد مصادر استخباراتية أمريكية أن سليماني قام بتدريب المقاتلين العرب في البوسنة بغية إرسالهم عبر الحدود الإيرانية الأفغانية في عامي 1996 و1997 وسط تصاعد التوتر بين إيران وحركة طالبان خلال حكمها لأفغانستان، ويتهم سليماني بالتدخل في العراق وزعزعة الأمن فيه، كما وصفته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بأنه من أهم صناع القرار في السياسة الخارجية الإيرانية، بينما قالت صحيفة الجارديان البريطانية: إن "البغداديين يعتقدون أنه الذي يحكم العراق سرا".
الى ذلك قام تنظيم "داعش" بفرض التعليم الإلزامي في محافظة الرقة، معقل التنظيم، ووزع تعهدات على أهالي الطلبة؛ لضمان التزامهم بإرسال أطفالهم إلى المدارس التي يديرها، بحسب ما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، ونقل المرصد عن "مصادر موثوقة" أن "داعش" قام بجلد 5 مدرسين في منطقة معدان، بريف محافظة الرقة، والتي ألحقها التنظيم إداريا بما يسميه "ولاية الخير"، وتمت عملية الجلد بتهمة إعطاء دروس بشكل سري، "وسط تجمهر عشرات المواطنين بينهم أطفال"، كما فرض التنظيم على المدرسين عقوبة تنظيف الطريق العام.
بعد تزايد نفوذ داعش..
وكان نشطاء المرصد تمكنوا من الحصول على نسخة من أوراق تتضمن تسجيل التلاميذ في مدارس "الدولة الإسلامية"، وتعهد من ولي أمر التلميذ بإرساله إلى هذه المدارس وإلزامه بالدوام ومتابعته، وجاء في نص التعهد: "أتعهد بإرسال ابني إلى المدرسة ومتابعة دوامه، وفي حال عدم تنفيذ هذا الأمر أتحمل المسئولية الكاملة".
أما الوثيقة الثانية فتتضمن تفاصيل اسم الطالب كاملا، ومرحلته التعليمية وعنوانه بالتفصيل، وأبلغ "داعش" المدرسين في المدارس التابعة له بمناطق سيطرته، بوجوب إبلاغ ذوي التلاميذ والطلاب المنقطعين عن الدراسة بضرورة إعادة إرسالهم إلى المدارس لإكمال تعليمهم. بحسب ما ذكر نشطاء المركز.
وقد ألغى "داعش" عطلة يوم السبت من المدارس التي يديرها، وأبقى على عطلة يوم الجمعة فقط، كما قام بتوزيع مناهج جديدة تضمنت 6 مواد دراسية هي التوحيد، واللغة العربية، والرياضيات، والفيزياء والكيمياء، والعلوم الطبيعية، واللغة الإنجليزية.

شارك