داعش تفجر الأديرة والمساجد الشيعية لتقضي على حلم عودة النازحين
الجمعة 20/مارس/2015 - 01:10 م
طباعة

بعد أن لاحت في الأفق آمال عودة النازحين العراقيين إلى مدنهم التي هجروها مذعورين في يونيو 2014 قرر تنظيم داعش أن ينزع أي أمل بالصدور .مستمرا في نشر الخراب حيث يقوم بكل همه ونشاط في حملة تفجير الأديرة والكنائس والمساجد الشيعية والتي تحتوى علي أضرحه .فدمر أمس المراقد الدينية المقدسة والتاريخية في سهل نينوى استكمالا لحملاته السابقة بذريعة أنها أماكن "العبادة من دون الله".
وأقدم تنظيم داعش على تفجير مزار الجب في دير الشهيد مار بهنام الأثري ونشرت وسائل إعلام التنظيم صور لمراحل عملية التفجير حتى أصبح المكان أرضا مستوية وقف عليها بعض عناصره .
ويقع دير الشهيد ماربهنام علي بعد 30 كم جنوب شرق مدينة الموصل.
ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الرابع الميلادي، ويرتبط بنائه بقصة الأمير الاشوري مار بهنام الذي أصبح مسيحيا مع أخته سارة وأربعين من أتباعه على يد القديس مار متى الناسك فلما علم والده الملك سنحاريب بالأمر أمر بقتلهم جميعا، غير أنه ندم ندما شديدا على ذلك فاعتنق المسيحية وأمر ببناء الدير تكفيرا عن ذنبه .بينما أعيد ترميم الدير وتوسيعه سنة 1986 وكان يعد من أهم المراكز الدينية الهامة في العراق حيث كان يزوره المسيحيون والمسلمون على حد سواء من أجل التبرك .والجدير بالذكر أن الشهيد ماربهنام وسارة أخته من القديسين المعروفين بالكنيسة القبطية في مصر وتوجد لهما كنيسة داخل كنيسة مارمينا بمنطقة فم الخليج بالسيدة زينب .وانتجت الكنيسة القبطية لهما فيلما روائيا يسرد قصة حياتهما.
و في سياق متصل دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى بذل جهود أكبر للمحافظة على التراث الثقافي في كل من سوريا والعراق.

أولاند أضاف أن بلاده «ستقدم الدعم اللازم للحكومة العراقية للحفاظ على هذا الإرث الثمين، وستسخر الخبرات الفرنسية في هذا المجال لتوثيق وملاحقة من قاموا بهذه الأفعال الشنيعة، والتي تمس إرثاً تعود ملكيته لكل البشرية وليس حصراً لدولة معينة».وجاءت هذه الدعوة بعد قيام داعش بهدم وتدمير عدة مواقع تاريخية في سوريا والعراق، كان آخرها القصر الآشوري في «خورشباد» شمال العراق.ودير ماربهنام في الموصل والحسينيات والمراقد الدينية من جهته صرح خبير الآثار السوري محمد يوسف الذي عمل في الكثير من المواقع الأثرية في سوريا، أن «سوريا تحتوي على الكثير من المواقع المدرجة لدى اليونسكو كإرثٍ حضاري، وإن الكثير من هذه المواقع تعرضت للنهب أو التدمير منذ بداية الثورة السورية، تارة على أيدي جيش النظام السوري وقذائف طائراته، وتارة أخرى على أيدي المتطرفين والمتشددين الذين قاموا بتفجير عدة مواقع أثرية، لأسباب ومعتقدات دينية خاصة بهم.يوسف أضاف أنه «على المجتمع الدولي التدخل لحماية هذه المواقع ومنع سرقتها ونهب محتوياتها وتهريبها للخارج، لأنها تعد إرثاً ثقافياً ثميناً لا يمكن تعويضه بأي ثمن من الأثمان».يذكر أن الكثير من المنظمات المعنية بالمواقع الأثرية أثبتت تدمير الكثير من المواقع التاريخية في سوريا والعراق، والتي يعود تاريخها إلى آلاف السنوات، وتعمل حاليا مع الإنتربول الدولي لاقتفاء القطع الأثرية التي تم تهريبها من البلدين، والقبض على سارقيها، في محاولة لإيقاف هذا النزف الحضاري الخطير.