فوز "نتنياهو".. هدية اسرائيل لـ"حماس"
الجمعة 20/مارس/2015 - 02:40 م
طباعة

لم تخرج الدولة الصهيونية من عباءة التطرف والتشدد، وجنح الناخبون الإسرائيليون الي اختيار اليمني المتشدد، لتستمر الدولة الصهيونية في مساعها وتزيد من التطرف والتشدد في المنطقة.
انتخاب نتنياهو

مثلت نتائج الانتخابات الإسرائيلية خيبة أمل كبيرة بالنسبة إلى الفلسطينيين كما إدارة باراك أوباما والاتحاد الأوروبي، حيث أن هذه النتائج تشكل تهديدا حقيقيا لعملية السلام في الشرق الأوسط فضلا عن أن معسكر اليمين المنتصر سيعمل جاهدا للحيلولة دون وصول المجموعة الدولية إلى اتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي.
وضمن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنتهية ولايته البقاء في الحكم لولاية ثالثة على التوالي وسط مناخ من التوتر مع الفلسطينيين وخلاف مع الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي حول عملية السلام في الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني.
وأظهرت النتائج الرسمية لانتخابات الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، فوز “الليكود” (اليميني) بزعامة نتنياهو، بأعلى الأصوات بما يجعله المؤهل لتشكيل الحكومة القادمة.
ونشرت لجنة الانتخابات المركزية على موقعها الإلكتروني، أمس الخميس، النتائج النهائية الرسمية لعدد الأصوات والنسب التي حصل عليها كل حزب، في انتخابات الكنيست التي جرت الثلاثاء. وبحسب نسب الأصوات التي أعلنت عنها لجنة الانتخابات فقد حصل “الليكود” اليميني على 23.4 بالمئة من الأصوات ما يعني حصوله على 30 مقعدا، بينما نالت قائمة “المعسكر الصهيوني” الوسطي على 18.6 بالمئة، وهو ما يعني حصولها على 24 مقعدا، أما “القائمة العربية المشتركة” فقد نالت 10.54بالمئة أي 13 مقعدا لتكون بذلك في المرتبة الثالثة.
انتكاسة للسلام

وتمثل نتائج الانتخابات الإسرائيلية بالنسبة للفلسطينيين كما الإدارة الأميركية والاتحاد الأوربي انتكاسة جديدة لعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، في ظل تراجع بنيامين نتنياهو، خلال الأيام الأخيرة من حملته، عن الالتزام بحل الدولتين، وتأكيده على استمرار نهج الاستيطان في الأراضي المحتلة، وهو ما ساهم في حسم المعركة الانتخابية لصالحه في النهاية، بعد أن كان متوقعا فوز الاتحاد الصهيوني بها (وفق مراكز سبر الآراء).
وقد استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية بخيبة أمل واضحة، قائلا إن تصريحات بنيامين نتنياهو، الفائز بالانتخابات الإسرائيلية، تجاه عملية السلام "مقلقة وتنم عن عنصرية".
وأضاف عباس بقوله "كنا نتابع ما يجري في عملية الانتخابات الإسرائيلية ولم نتدخل بها، لكن ما سمعناه من نتنياهو من تصريحات بأنه لا يعد هناك حل الدولتين والقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، مقلق".
ومضى بقوله "وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان دعا لقتل العرب في إسرائيل، هذه هي العنصرية بذاتها".
وقال عباس "ما سمعناه يدلل على أنه لا يوجد جدية للحكومة الإسرائيلية لحل سياسي لإقامة دولتين على أساس الشرعية الدولية بما فيها لقدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين وحل كافة القضايا المعلقة".
وتابع الرئيس الفلسطيني: لذلك نحن لن نتراجع عن مواقفنا في المطالبة بتحقيق الشرعية الدولية، وكذلك من حقنا أن نتوجه إلى كل مكان في العالم من أجل تحقيق الحق حسب الشرعية الدولية.
أما البيت الأبيض فاستقبل بدوره فوز بنيامين نتنياهو بفتور واضح مشددا مرة جديدة على دعمه لحل الدولتين الذي نسفه رئيس الوزراء الاسرائيلي فيما جاء الترحيب الأوروبي بدون حماسة أيضا.
فوز نتنياهو يدعم "حماس"

وجاء فوز اليمني المتطرف ليشكل دعما قويا لحركة حماس، والتي تعتبر حسم حزب الليكود الاسرائيلي واليمن المتطرف لانتخابات البرلمانية هو وجزء من الدعم غير مباشرة لاستمرار في نهجها وجني الارباح من شعار المقاومة وعدم الدخول في تسوية وانهيار حل الدولتين.
فالرئيس عباس قلق من استمرار نتنياهو رفضه لمشروع الدولتين بشكل علني وعملي، فتتمثل سياسة نتنياهو في تقزيم سلطة الضفة من كيان سياسي،و دعم قوي لحركة حماس التي تسيطر علي قطاع غزة باسم المقاومة.
تصريحات القادة بحماس توضح مدي ، فرحتهم بنتائج الانتخابات الاسرائيلية والتي ستوفر لهم غطاء سياسي واعلامي وشعبي قوي في المرحلة القادمة مع تراجع شعبيتها في الوطن العربي.
أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس عزت الرشق، أن فوز بنيامين نتنياهو بانتخابات الكنيست الإسرائيلية "يؤكد صوابية نهج المقاومة، وعلى رأسها المسلحة".
وكتب الرشق على صفحته على "تويتر": "الانهيار المرتقب لما يسمّى عملية السلام، في ظل فوز نتنياهو، يؤكّد صوابية نهج المقاومة بأشكالها، وعلى رأسها المقاومة المسلحة".
وأشار إلى أن فوز نتنياهو "يدلّ على ميل المجتمع الصهيوني نحو التطرف أكثر وأكثر" مضيفًا أن "نتنياهو إرهابي ومن انتخبوه إرهابيون مثله".
وتساءل "نتنياهو الذي تعهد بمنع قيام دولة فلسطينية حال انتخابه، فاز، فماذا بقي من المشروع السياسي للسلطة الفلسطينية؟!".
وأضاف "من كان ينتظر نتائج انتخابات الاحتلال، فقد أظهرت فوز الإرهابي نتنياهو، ومن كان ينتظر تحرير أرضه ومقدساته، فليقدّم لهذا الدرب مصالحة ومقاومة.. الاحتلال في انتخاباته لا يفرز إلاّ عدواناً وإجراماً، فقياداته دائماً يبنون مستقبلهم السياسي على الإجرام ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
وأكد الرشق مضي حركة حماس في مشروعها المقاوم "بغض النظر عن الإرهابي الذي سيترأس حكومة الاحتلال".
سقوط حل الدولتين

فيما راي الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي حمد الله عفانة ، ان التهديدات التي أطلقت من حزب الليكود خلال الانتخابات الإسرائيلي تجاه قطاع غزة تأتي من باب الدعاية الصهيونية الهادفة لاستقطاب أكبر عدد من الإسرائيليين، وأنه ليس بالضرورة تطبيقها.
وحول إمكانية العودة لملف المفاوضات، أكد عفانة أن نتنياهو والحكومة اليمينية القادمة لن تتقدم في مشروع التسوية، ولن تعود إلى طاولة المفاوضات الثنائية قبل عام على أقل تقدير.
وعدَ المختص في الشأن الإسرائيلي باسم أبو عطايا، لـ"فلسطين اليوم" فوز نتنياهو بـ 30 مقعداً من الكنيست الإسرائيلي وحصد الكتل اليمنية المتطرفة أغلب مقاعد الكنيست بمثابة صفعة كبيرة وانتكاسة للسلطة الفلسطينية، مشيراً أن سياسة الحكومة الإسرائيلية القادمة لن تختلف بالتعاطي مع مشروع حل الدولتين خاصة وان نتنياهو أعلن أنه ضد حل الدولتين، وانه سيستمر في عقاب السلطة وحجز أموالها على خلفية انضمامها للجنائية الدولية وتوقيعها على الاتفاقيات الدولية.
القضية الفلسطينية

يبدو ان القضية الفلسطينية ستدخل مرحلة جديدة من التعقيد والتصعيد، فحماس وجدت ضالتها في فوز اليمن المتطرف بالانتخابات لتعيد جني الارباح باسم المقاومة ومحاربة العدو الاسرائيلي فيما ارقام قادتها ترتفع بالبنوك وتتضخم ثرواتهم علي حساب اهالي غزة الجزء الأكثر تضررا في القضية الفلسطينية.
كما ستبقي حماس القضية الفلسطينية اسيرة ميليشياتها المسلحة، لتبقي علي ارباحها لسنوات عديدة ، في مطالبة بعودة أعماره غزة، وستعود وسائل الاعلام للهجوم علي مصر واتعامها بمحاصرة القطاع الذي يقع اسيرا للحركة.
مع سعي الجميع لوجود دولة فلسطينية لا تستطيع أي دولة اخري مهاجمتها، باعتبارها عضوا في الامم المتحدة كدولة معترف بها، وليس سلطة او فصائل مقاومة تتعرض للقصف والضرب في أي لحظة، تسعي حماس عرقة ، وهو ما يساعدها في وجود حكومة اليمين المتطرف، مما يعد فوز الليكود برئاسة نتنياهو دعما قويا لحركة حماس.