هل يسجن المذهب الأشعري العلم في الأزهر؟
الجمعة 20/مارس/2015 - 07:16 م
طباعة
"واقع التدريس في الأزهر.. مناهج تتعالى على المرأة وتعادي الآخر" هو عنوان ملف عدد شهر مارس من مجلة "الثقافة الجديدة" التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهو ملف جريء في ظل ما يتردد مؤخرا عن دور للأزهر في اختيار وزير الثقافة الحالي وإبعاد وزير الثقافة السابق.
وتحت عنوان "ضرورة توقف الأزهر عن دوره التعليمي"، يذهب رئيس مجلس تحرير المجلة صبحي موسى إلى ضرورة توحد جهات التعليم المصري، وأن يتوقف الأزهر عن هذا الدور التعليمي، "الذي لا يصب إلا في صالح الجماعات الراديكالية بحكم المرجعيات المشتركة بينهم وبينه".
ويتساءل صبحي موسى عما يجعل الدولة تتكلف ضريبة الإنفاق على نوعين مختلفين من التعليم، وعما إذا كان ذلك يصب في إعداد الدولة من الباطن لوصول التيار الديني إلى الحكم، ولماذا لا يقتصر الأزهر على دوره الديني في الفتوى التي أصبحت متاحة لكل غاد أو رائح، وإذا كان لابد للأزهر من دور تعليمي، فلماذا لا يقتصر على الدراسات العليا لمن يريد التخصص في العلوم الفقهية؟.
وفي الملف مقالات لعلي مبروك وأحمد أبو خنيجر وصابر عبد الدايم وهويدا صالح ومحمد عبدالباسط عيد وهدى عطية، وبهاء الدين سيد علي، وأيمن مسعود وسمير درويش.
الأزهر بين النص والخطاب:
في ورقته البحثية بعنوان (الازهر بين النص والخطاب ) أكد الدكتور علي مبروك انه لسوء الحظ فالمذهب الشافعي الاشعري الذي انحاز اليه الازهر وتعصب له لم يكن سجنا له وحده فحسب بل إنه كان بمثابة سجن ينحبس داخله العالم والانسان والعقل جميعا، فإنه إذا كان القول في المذهب الأشعري في العقائد مثلا يحيل إلى جملة مفاهيم كلية تحكم كل ما يرد تحتها من أقوال وبكيفية تجد فيها هذه الأقوال النظام الذي يجعلها قابلة للفهم والتفسير فإنه يمكن القول بأن مبدأ الإطلاقية هو بمثابة الثابت الذي تتمحور حول كافة الاقوال المنطوقة في اطار المذهب او الخطاب الاشعري وتعني هذه الإطلاقية أن موجودا أوحد (الله في المجرد والحاكم في المتعين) هو الذي يتفرد فحسب بالوجود والتأثير الحقيقي وأن كل ما سواه هو محض موجودات شبحية لا حقيقية لها في ذاتها بل من حيث هي علامات تدل علي هذا المطلق او ادوات يستخدمها .ويضيف مبروك قائلا ان المذهب الاشعري يقوم بأحكام قيوده حول النص وبكيفية لا يكون معها قادرا علي النطق خارج ما تقتضيه التحديدات الصارمة لتلك القيود، ولقد بدا ان صرامة تلك التحديدات تبلغ حد أنها لا تسمح للنص إلا بالنطق بما يريده منه المذهب – الخطاب ولو كان ذلك علي حساب القران نفسه وتظل هذه القيود التي تتمثل في قواعد واليات معرفية (كالناسخ والمنسوخ واسباب النزول والتخصيص والقصر وغيرها) بمثابة الطرق التي تمر عبرها كل عمليات فهم النص وقراءته بل إنه يجري النظر إلى أي فهم يتحقق من خارج هذه الطرائق علي انه من عبث العابثين وزيغ الزائغين وجراءة القائلين علي الله بغير علم ويطالب مبروك بتفكيك هذا المذهب علي النحو الذي يسمح للقران بإنتاج دلالات متفتحة.
بين الجمود والتطور:
أما الدكتور صابر عبد الدايم فقد رصد مثالب الحركة التعليمية في ورقته التي جاءت تحت عنوان مناهج الازهر بين الجمود والتطور حيث اكد علي ان جامعة الازهر تشهد تطورا ملحوظا في الحركة العلمية بالكلية العملية حيث تواكب ما يستجد في ميدان البحث العلمي ولكن هذه الدقة وهذا الانضباط يظلان محصورين في القوالب المنهجية القديمة التي لا تقترب من واقع الحياة المعاصرة إلا قليلًا حسب اجتهاد استاذ المادة وحرص بعض الاساتذة على الابتكار ومن المثالب التي اشار اليها الدكتور صابر
اولا - تدني المستوى العلمي للطلاب والطالبات الحاصلين علي الثانوية الازهرية وبخاصة الذين يوجههم التنسيق الي كليات اللغة العربية واصول الدين والشريعة والدراسات العربية والإسلامية
ثانيا- التدريس بالمعاهد الازهرية نمطي لا يأخذ سمة الجدية وخاصة في المعاهد المنتشرة بالقري والكفور لأنها كثرت بصورة مفرطة في غياب التخطيط والتنظيم منذ اكثر من ثلاثين عاما ولذلك يحصل بعض الطلاب وهم الاكثرية علي الشهادة الازهرية وهم قليلو الادراك ضعيفو المستوى
ثالثا- عدم مواكبة مناهج التدريس في الازهر لحركات التجديد اللغوي والادبي وعدم الاستفادة من تجارب الجامعات المدنية الأخرى
النماذج:
تعرضت اكثر من ورقة بحثية بالملف الي نماذج من الكتب التي تدرس بالأزهر ولا تناسب العصر ومنها تأكيد ورقة الدكتورة هويدا صالح على ان كتاب (الاقناع في حل الفاظ ابي شجاع )يضع المرأة في منزلة الرقيق كما اكد الدكتور محمد عبد الباسط عيد علي خطورة ما يدرس في كتاب (الاقناع لطالب الانتفاع )والذي يؤكد على ان الجهاد هو القتال ولا شيء سواه، كما ناقشت الدكتورة هدى عطية كتاب (الوسيط في الفقه) والذي يعبر عن اغتراب اللغة واختزال المعني وندرة فقه الواقع، كما أن ورقة أيمن مسعود ان كتاب (الاختيار لتعليل المختار في الفقه الحنفي) يعد دعوة لقتال يخلق كارثة في المجتمع.