"فجر ليبيا".. بين مقتل قياداتها وهروب عائلاتها إلى تونس

الإثنين 23/مارس/2015 - 01:54 م
طباعة فجر ليبيا.. بين مقتل
 
في ظل حالة الفوضى التي تشهدها ليبيا والهجمات الدائرة بين ميليشيات "فجر ليبيا" وقوات الجيش، أكّد مصدر بـ"غرفة عمليات ثوار ليبيا" مقتل صلاح البركي أحد قادة التشكيلات المسلّحة في طرابلس قرب منطقة بوشيبة الواقعة بين غريان والعزيزية، خلال الاشتباكات التي تدور منذ يوم أمس في المنطقة بين قوات "فجر ليبيا" ووحدات الجيش، وأفاد المصدر بأنه تم نقل جثمان البركي إلى أحد مستشفيات مدينة طرابلس.

مقتل أبرز قيادات فجر ليبيا

مقتل أبرز قيادات
صلاح البركي واسمه الحقيقي صالح عمران البركي كان من أبرز قادة المجموعات المسلّحة المحسوبة على الإسلام السياسي في طرابلس، وكان يتمركز في منطقة أبوسليم، وهو أحد أعضاء الجماعات الإسلامية المقاتلة السابقة في ليبيا وأفغانستان، وهو من قيادات حركة معيتيقة التي تسيطر عليها قوات الجماعات الليبية المقاتلة.
وقد ظهر البركي ليلة مقتله عبر إحدى القنوات الليبيّة يحذِّر شباب العاصمة من الخروج لتأييد قوات الجيش.
كان البركي من معتقلي سجن بوسليم في عهد نظام العقيد الراحل، معمر القذافي، بعد ثورة 17 فبراير 2011 أصبح رئيس المجلس العسكري بحي بوسليم، ويعتبر من القيادات المهمة في قوات فجر ليبيا.

بداية المعركة

بداية المعركة
شنت أول أمس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا غارات جوية على مطارات ومعسكر في العاصمة طرابلس، التي تسيطر عليها الحكومة الموازية بقيادة عمر الحاسي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، وقتل فيها البركي وهو من أبرز قيادات فجر ليبيا الموالية للحكومة الموازية.
وقالت الحكومة المعترف بها دوليا، إنها شنت هجوما عسكريا "لتحرير" طرابلس التي سيطرت عليها جماعة فجر ليبيا في أغسطس، وأعادت البرلمان السابق المسمى "المؤتمر الوطني العام". 
واضطرت الحكومة المعترف بها دوليا برئاسة عبد الله الثني والبرلمان المنتخب "مجلس النواب" للعمل من شرق ليبيا منذ ذلك الحين.
 وتتحالف كل من الحكومتين مع فصائل مسلحة تتقاتل؛ من أجل السيطرة على السلطة بعد أربع سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي. 
وإثر الاشتباكات التي وقعت بين جماعة فجر ليبيا وقوات من الزنتان متحالفة مع الثني، قتل صلاح البركي القيادي البارز في الجماعة.
وقال مسئول آخر وبعض المواقع الإخبارية على الإنترنت: إن البركي قتل في غارة جوية على معسكر في طرابلس. 

تهديدات بفشل الجهود الدولية

تهديدات بفشل الجهود
في وقت سابق قال صقر الجروشي القيادي بسلاح الجو في الشرق إن طائراته قصفت مطار معيتيقة في طرابلس ومعسكرا تستخدمه فجر ليبيا قرب مطار آخر بالعاصمة، مضيفًا أنهم هاجموا أيضا مطار زوارة وهي مدينة قريبة من الحدود التونسية إلى الغرب من طرابلس.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون: إن الهجوم العسكري يهدد الجهود الدولية للتوصل لاتفاق في الأيام القليلة القادمة على حكومة وحدة وطنية ووقف دائم لإطلاق النار في البلاد.
تم استئناف الحوار في العاصمة المغربية "الرباط" برعاية الأمم المتحدة، التي حذرت من أن هذه المواجهات قد تعرقل الحوار الهادف إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، داعية إلى وقف الأعمال العسكرية.
وتعتبر المحادثات التي تجري في المغرب هي الأحدث في سلسلة من الاجتماعات منذ اجتماع في سبتمبر الماضي، الذي عقد في غدامس، وضم أطرافا معظمها معتدلة من الجانبين. 
ويقول زعماء غربيون: إن المحادثات التي تجرى برعاية الأمم المتحدة هي السبيل الوحيد لإنهاء الفوضى في ليبيا؛ حيث اكتسب الإسلاميون موطئ قدم.
وشهدت منطقة بئر الغنم اشتباكات عنيفة بين قوات "فجر ليبيا" والحكومة المعترف بها دوليا، وقد استخدم المقاتلون في هذه الاشتباكات الرشاشات الخفيفة والثقيلة وراجمات الصواريخ وغيرها من الأسلحة.

"فجر ليبيا” يبرر هجماته

فجر ليبيا” يبرر هجماته
قالت قوات "فجر ليبيا" التي تسيطر على العاصمة "طرابلس" منذ أغسطس: إن مجموعة مسلحة تسللت إلى منطقة العزيزية الخاضعة لسيطرتها، فاشتبكت معها وتمكنت من طردها نحو مناطق قريبة.
لكن حكومة طبرق المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، قالت: إن المجموعات الموالية لها تخوض مواجهات في هذه المنطقة في إطار عملية واسعة تهدف إلى "تحرير مدينة طرابلس".
ودفعت هذه المواجهات رئيس "حكومة الإنقاذ الوطني" في طرابلس عمر الحاسي إلى الدعوة في بيان "الأبطال الثوار وكل المغاوير في وزارة الداخلية، والدفاع إلى أخذ الحيطة والحذر، ورفع الحس الأمني البطولي، وتفعيل الخطة الأمنية في كل المناطق".
وأضاف في بيان نشره موقع حكومته: "لقد أصدرنا التعليمات لكافة الأجهزة الأمنية للتصدي بكل قوة لمن تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار العاصمة"، معتبرا أن ما حدث في العزيزية "عبارة عن خلايا نائمة تلقت الأوامر بالتحرك لخلق الإرهاب داخل هذه المنطقة المهمة".

هروب عائلات قيادات "فجر ليبيا" إلى تونس

هروب عائلات قيادات
كشفت مصادر ليبية وتونسية متطابقة أن العشرات من عائلات قيادات قوات "فجر ليبيا" الذراع العسكرية لجماعة الإخوان، وعددا من القيادات السياسية الموالية لها فرت من ليبيا باتجاه تونس، فيما يستعد البعض الآخر للفرار، بعد أن سيطرت قوات الجيش على عدة مناطق مهمة في اتجاه تحرير طرابلس من الجماعات المسلحة.
وقالت المصادر: إن عائلات قيادات فجر ليبيا وعددا من القيادات السياسية الإخوانية فرت إلى تونس، بعد إعادة الخط الجوي بين مطاري مصراتة وتونس الجمعة.
يأتي فرار عائلات القيادات العسكرية والسياسية لقوات فجر ليبيا جاء في أعقاب التقدم، الذي أحرزته قوات الجيش الليبي في اتجاه السيطرة على العاصمة طرابلس، التي تسيطر عليها الحكومة التابعة للميليشيات.
من جانبه قال الناطق الإعلامي باسم مطار مصراتة الدولي، سليمان الجهيمي: إن سلطات الطيران المدني التونسي سمحت للطيران الليبي بتسيير 4 رحلات أسبوعيا بواقع رحلتين من مطار معيتيقة الدولي، ورحلتين من مطار مصراتة الدولي.
وأشار الجهيمي إلى أن السلطات التونسية وعدت بزيادة عدد الرحلات إلى 3 رحلات أسبوعيا من كل مطار، بالإضافة إلى فتح المجال الجوي للطيران الليبي لمطار قرطاج الدولي.
وكانت تونس أغلقت أجواءها أمام الطائرات الليبية لأسباب أمنية العام الماضي، بعد أن اشتدت المعارك في ليبيا، وانسحب أغلب الدبلوماسيين العرب والأجانب من العاصمة طرابلس.
وقررت تونس الشهر الماضي إعادة فتح قنصليتها في طرابلس، في خطوة أثارت غضب الحكومة المعترف بها دوليا، والتي تمارس أعمالها من شرق البلاد عقب سيطرة جماعة فجر ليبيا على طرابلس.

بيان غربي بشأن ليبيا

بيان غربي بشأن ليبيا
أصدرت الولايات المتحدة وخمسة حلفاء أوروبيين بيانا مشتركا أدان العنف من كلا الجانبين، وحَثَّ على وقف القتال. 
ورحَّبَ البيان باستئناف المحادثات السياسية التي ترأسها الأمم المتحدة في المغرب، ودعا إلى بذل جهود "مخلصة" للتوصل لوقف لإطلاق النار، والاتفاق على حكومة موحدة.
رحبت حكومات فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة باستئناف الحوار السياسي الليبي في صخيرات، المغرب، مؤيدة بشدة جهود الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، برناردينو ليون، وفريق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والمشاركين الليبيين، ونهنئهم جميعا على ما حققوه من تقدم حتى الآن.
وتابع البيان: "نحث المشاركين في الحوار على الانخراط بالمحادثات بشكل بَنَّاء وبصفاء نية؛ لأجل التوصل لاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية وترتيبات وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن".
وقال البيان المشترك: "كما نتطلع إلى اجتماع البلديات الليبية الذي يستضيفه الاتحاد الأوروبي في بروكسل يومي 23/24 مارس، والذي سيكون فرصة لبحث وتطبيق تدابير بناء الثقة المتفق عليها في الاجتماع الماضي في جنيف، وتوفير مساعدات إنسانية هناك حاجة عاجلة لها، واتخاذ تدابير أمنية محددة على الأرض".

الغرب يتمسك بالإخوان

الغرب يتمسك بالإخوان
يرى باحثون سياسيون ليبيون أن البيان المشترك الصادر عن عدة قوى غربية بشأن ليبيا، بتراجع المجموعات المسلحة في العاصمة طرابلس، التي يحاول الجيش استعادة السيطرة عليها، مؤشرا للقيام بعملية عسكرية كبيرة، وهي ليست المرة الأولى التي يتزامن فيها صدور مثل هذه البيانات مع تقدم الجيش الليبي وتراجع المجموعات المسلحة، في عمليات عسكرية بهذا البلد.
من جانبه اعتبر الكاتب والباحث السياسي الليبي عبد الحكيم معتوق، أن دعوة التهدئة التي أطلقتها القوى الغربية بشأن ليبيا، "نسفا" لجهود الحكومة الليبية المعترف بها دوليا؛ من أجل إعادة الأمان للعاصمة طرابلس.
وقال معتوق: إن "توقيت البيان خطأ الآن عندما يفكر الجيش في تطهير طرابلس وإعادة الأمان لأهلها، تصدر مثل هذه البيانات الغربية التي تدعم المجموعات المسلحة".
وتسيطر مجموعات مسلحة تقودها قوات "فجر ليبيا" على طرابلس منذ صيف العام الماضي، وشكلت حكومة موازية لم تحظ باعتراف دولي، أما الحكومة الرسمية فاتخذت من مدينتي طبرق والبيضاء شرقا قاعدة لها.
وتابع معتوق: "الغرب حريص على وجود الإخوان (المرتبطين بفجر ليبيا) في السلطة؛ لذلك يطلقون مثل هذه البيانات"، كلما اقترب الجيش من الحسم وتراجعت الجماعات المسلحة المرتبطة بالإخوان على الأرض.
ويتفق مدير مؤسسة "كويليام" للأبحاث نعمان بن عثمان، مع معتوق في الطرح ذاته، إذ يرى أن "البيانات الغربية بشأن ليبيا مرتبطة بخارطة طريق معدة بعيدا عن واقع المجتمع الليبي، تعتمد على تمكين كتلة الإخوان من السلطة".
وأكد "بن عثمان" أن الغرب هو الذي يحمي الإخوان الآن، بعد أن فشلوا في أكثر من منافسة عبر صناديق الاقتراع.
ويرى كلاهما أنه لا بديل عن الحوار التي تشهده المغرب الآن، حتى تخرج البلاد من حالة الفوضى التي تعيشها.

شارك