"أهل السنة والجماعة".."الطائفة المنصورة"
الإثنين 26/مايو/2014 - 07:42 م
طباعة
شهد التاريخ الإسلامي في السنوات الأولى لوفاة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- ظهور العديد من المذاهب الإسلامية التي ما أنزل الله بها من سلطان، حيث حسم القرآن موقفه من تلك الجماعات حيث أكد "ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين"، ودائماً ما كانت الظروف السياسية هي العامل الأساسي لظهور مثل هذه المذاهب.
ويعتبر حديث النبي، "إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، فقيل له: ما الواحدة؟ قال: "ما أنا عليه اليوم وأصحابي"، هو المرجعية الأساسية التي رسخت مبدأ الفرقة الناجية، حيث ترى كل فرقة من هذه أنها هي من تمتلك الحق المُبين.
وتعتبر طائفة أهل "السنة والجماعة" من بين الطوائف التي ظهرت، وتزعم أنها الوحيدة الناجية، لكونهم يعتقدون بأنهم يسيرون على هدي النبي محمد وأصحابه الكرام دون انحراف، فهم أهل الإسلام المتبعون للكتاب والسنة، المجانبون لطرق أهل الضلال.
ويرجع السبب في تسمية الطائفة بـ"أهل السنة"، لتمسكهم واتباعهم لسنة النبي، بينما سموا بـ"الجماعة" لكونهم جماعة الإسلام، الذين اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين، فضلاً عن الاستناد إلى قول النبي في إحدى روايات الحديث السابق "هم الجماعة".
وطائفة أهل "السنة والجماعة" تعتبر الممثل الأقوى للإسلام السني في العالم، وهي تعتمد بشكل أساسي بحسب ما ورد في كتبهم على "القرآن "و"سنة النبي محمد"، المتمثلة في الأحاديث النبوية المنسوبة إليه والصحيحة، وهم يأخذون بفقه الأئمة الأربعة، ويعتقدون بصحة خلافة الخلفاء الأربعة الأوائل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.
- نشأة المذهب
كما أظهرنا سابقاً أن سنوات عهد النبي لم تشهد وجود مثل هذه المسميات، وظلت غير موجودة لفترة وصلت حتى بدأت تنتشر في منتصف العصر العباسي، 1054م، بعد سقوط الدولة البويهية على يد السلاجقة، وكان الهدف منها مناهضة الفكر الشيعي.
ويعتبر أول من استعمل المصطلح هو الإمام محمد بن سيرين، فيما أخرجه مسلم في مقدمة صححيه بسنده إلى ابن سيرين أنه قال: "كانوا لا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سَمُّوا لنا رجالكم، فيُنْظر إلى أهل السنة فُيؤخذ حديثهم، ويُنْظر إلى أهل البدعة فيُردّ حديثهم"،.
ومن هنا ظهرت المذاهب الفقهية، نتيجة لانتشار الإسلام وتوسعه وتعرضه للكثير من القضايا الجديدة الدينية والتشريعية، لذلك كان هناك حاجة ملحة للخروج باجتهادات لهذه القضايا الفقهية المستجدة، لتلبية حاجات الناس والإجابة عن تساؤلاتهم ومن هنا نشأت جماعة من المتفقهين (العلماء) في الدين تعلم الناس في كل إقليم شؤون دينهم ودنياهم.
ومن بين هذه المذاهب التي تعبر عن طائفة أهل السنة والجماعة:
- المذهب الحنفي، نسبة إلى الإمام أبي حنيفة النعمان.
- المذهب المالكي، نسبة إلى الإمام مالك بن أنس.
- المذهب الشافعي، نسبة إلى الإمام الشافعي.
- المذهب الحنبلي، نسبة إلى الإمام أحمد ابن حنبل.
- المذهب الظاهري
- المذهب الأوزاعي
- المذهب الليثي.
المرتكزات العقائدية لطائفة السنة والجماعة:
ولطائفة أهل السنة والجماعة مرتكزات عقائدية تقوم في الأساس على ما جاء في الكتاب والسنة الصحيحة، وتعتمد الطائفة على:
ـ مصدر العقيدة هو كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وإجماع السلف الصالح.
ـ كل ما ورد في القرآن الكريم هو شرع للمسلمين وكل ما صَحَّ من السنة وجب قبوله وإن كان من أحاديث "الآحاد" – أي الأحاديث التي رواها أحد الرواه وهو ثقة ولكن الحديث ليس متواتر، لم يروه غيره.
ـ المرجع في فهم الكتاب والسنة هو النصوص التي تبينها، وفهم السلف الصالح ومن سار على منهجهم.
ـ أصول الدين كلها قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم فليس لأحد تحت أي ستار، أن يحدث شيئًا في الدين زاعمًا أنه منه.
ـ التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا فلا يعارض شيء من الكتاب أو السنة الصحيحة بقياس ولا ذوق ولا كشفٍ، مزعوم ولا قول شيخ موهوم ولا إمام ولا غير ذلك.
ـ العقل الصريح موافق للنقل الصحيح ولا تعارض قطعيًّا بينهما وعند توهم التعارض يقدم النقل على العقل.
ـ يجب الالتزام بالألفاظ الشرعية في العقيدة وتجنب الألفاظ البدعية.
ـ العصمة ثابتة للرسول -صلى الله عليه وسلم، والأمة في مجموعها معصومة من الاجتماع على ضلالة، أما آحادها فلا عصمة لأحد منهم، والمرجع عند الخلاف يكون للكتاب والسنة مع الاعتذار للمخطئ من مجتهدي الأمة.
ـ الرؤيا الصالحة حق وهي جزء من النبوة، والفراسة الصادقة حق وهي من الكرامات والمبشرات ـ شريطة موافقتها للشرع ـ غير أنها ليست مصدرًا للعقيدة ولا للتشريع.
ـ المراء في الدين مذموم والمجادلة بالحسنى مشروعة، ولا يجوز الخوض فيما صح النهي عن الخوض فيه.
ـ يجب الالتزام بمنهج الوحي في الرد، ولا ترد البدعة ببدعة، ولا يقابل الغلو بالتفريط ولا العكس.
ـ كل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار.
وفيما يخص الإيمان العلمي لطائفة اهل السنة والجماعة:
ـ الأصل في أسماء الله وصفاته: إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه أو أثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تمثيل؛ ولا تكييف.
ـ الإيمان بالملائكة الكرام إجمالاً.
ـ الإيمان بالكتب المنزلة جميعها، وأن القرآن الكريم أفضلها، وناسخها، وأن ما قبله طرأ عليه التحريف، وأنه لذلك يجب إتباعه دون ما سبقه.
ـ الإيمان بأنبياء الله، ورسله ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ وأنهم أفضل ممن سواهم من البشر، ومن زعم غير ذلك فقد كفر.
ـ الإيمان بانقطاع الوحي بعد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، ومن اعتقد خلاف ذلك كَفَر.
ـ الإيمان باليوم الآخر، وكل ما صح فيه من الأخبار، وبما يتقدمه من العلامات والأشراط.
ـ الإيمان بالقدر، خيره وشره من الله تعالى، وذلك: بالإيمان بأن الله تعالى علم ما يكون قبل أن يكون وكتب ذلك في اللوح المحفوظ، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون إلا ما يشاء، والله تعالى على كل شيء قدير وهو خالق كل شيء، فعال لما يريد.
ـ الإيمان بما صحّ الدليل عليه من الغيبيات، كالعرش والكرسي، والجنة والنار، ونعيم القبر وعذابه، والصراط والميزان، وغيرها دون تأويل شيء من ذلك.
ـ الإيمان بشفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- وشفاعة الأنبياء والملائكة، والصالحين، وغيرهم يوم القيامة.
ـ رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة في الجنة وفي المحشر حقّ، ومن أنكرها أو أوَّلها فهو زائغ ضال، وهي لن تقع لأحد في الدنيا.
ـ كرامات الأولياء والصالحين حقّ، وليس كلّ أمر خارق للعادة كرامة، بل قد يكون استدراجًا. وقد يكون من تأثير الشياطين والمبطلين، والمعيار في ذلك موافقة الكتاب والسنة، أو عدمها.
ـ المؤمنون كلّهم أولياء الرحمن، وكل مؤمن فيه من الولاية بقدر إيمانه.
- القرآن كلام الله مُنزل غير مخلوق؛ منه بدأ؛ وإليه يعود، محفوظ إلى يوم القيامة.
- القدر من أركان الإيمان، ويشمل:
1 - الإيمان بكل نصوص القدر ومراتبه؛ (العلم، الكتابة، المشيئة، الخلق)، وأنه تعالى لا رادّ لقضائه، ولا مُعقّب لحكمه.
2 ـ هداية العباد وإضلالهم بيد الله، فمنهم من هداه الله فضلاً. ومنهم من حقت عليه الضلالة عدلاً.
3 ـ العباد وأفعالهم من مخلوقات الله تعالى، الذي لا خالق سواه.
4 ـ إثبات الحكمة في أفعال الله تعالى، وإثبات الأسباب بمشيئة الله تعالى.
ـ الجماعة هم أصحاب النبي والتابعون لهم بإحسان، المتمسكون بآثارهم إلى يوم القيامة.
ـ من خرج عن الجماعة وجب نصحه، ودعوته، ومجادلته بالتي هي أحسن، وإقامة الحجة عليه، فإن تاب وإلا عوقب بما يستحق شرعًا.
ـ الإمامة الكبرى تثبت بإجماع الأمة، أو بيعة ذوي الحل والعقد منهم، ومن تغلّب حتى اجتمعت عليه الكلمة وجبت طاعته بالمعروف، ومناصحته، وحرم الخروج عليه إلا إذا ظهر منه كفر بواح.
ـ الصلاة والحج والجهاد واجبة مع أئمة المسلمين وإن جاروا.
ـ يحرم القتال بين المسلمين على الدنيا، أو الحمية الجاهلية، وهو من أكبر الكبائر، وإنما يجوز قتال أهل البدعة والبغي، وأشباههم.
ـ الصحابة الكرام كلهم عدول، وهم أفضل هذه الأمة، والشهادة لهم بالإيمان والفضل أصل قطعي معلوم من الدين بالضرورة، ومحبّتهم دين وإيمان، وبغضهم كفر ونفاق، مع الكفّ عما شجر بينهم، وترك الخوض فيما يقدح في قدرهم، وأفضلهم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، وهم الخلفاء الراشدون.
ـ من الدين محبة آل بيت رسول وتولّيهم، وتعظيم قدر أزواجه ـ أمهات المؤمنين، ومعرفة فضلهن، ومحبة أئمة السلف، وعلماء السنة والتابعين لهم بإحسان ومجانبة أهل البدع والأهواء.
ـ الجهاد في سبيل الله ذورة سنامِ الإسلام، وهو ماضٍ إلى قيام الساعة.
ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الإسلام.
كما تمسكت الطائفة بعدد من العقائد فيما يعرف بتوحيد "الألوهية" وتمثل في:
ـ الله تعالى واحد أحد، لا شريك له في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته وهو رب العالمين، المستحق وحده لجميع أنواع العبادة.
ـ صرف شيء من أنواع العبادة كالدعاء، والاستغاثة، والاستعانة، والنذر، والذبح، والتوكل، والخوف، والرجاء، والحبّ، ونحوها لغير الله تعالى شرك أكبر، أيًّا كان المقصود بذلك، ملكًا مُقرّبًاً، أو نبيًّا مرسلاً، أو عبدًا صالحًا، أو غيرهم.
ـ من أصول العبادة أن الله تعالى يُعبد بالحبّ والخوف والرجاء جميعًا، وعبادته ببعضها دون بعض ضلال.
ـ التسليم والرضا والطاعة المطلقة لله ولرسوله والإيمان بالله تعالى حَكَمًا من الإيمان به ربًّا وإلهًا، فلا شريك له في حكمه وأمره.
الحكم بالكفر في عقيدة اهل السنة والجماعة:
وأصلت طائفة أهل السنة والجماعة، العديد من المبادئ التي من خلالها يمكن الحكم بكفر الشخص ومن بين تلك المبادئ:
- التشريع بما لم يأذن به الله، والتحاكم إلى الطاغوت، واتباع غير شريعة النبي محمد كفر، و من زعم أن أحدًا يسعه الخروج عنها فقد كفر.
ـ الحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر، وقد يكون كفرًا دون كفر، فالأول كجواز الحكم بغير شرع الله، أو تفضيله على حكم الله، أو مساواته به، أو إحلال (القوانين الوضعية) بدلا عنه، بينما الثانية، هي العدول عن شرع الله، في واقعة معينة لهوى مع الالتزام بشرع الله.
ـ تقسيم الدين إلى حقيقة يتميز بها الخاصة وشريعة تلزم العامة دون الخاصة، وفصل السياسة أو غيرها عن الدين باطل؛ بل كل ما خالف الشريعة من حقيقة أو سياسة أو غيرها، فهو إما كفر، وإما ضلال، بحسب درجته.
ـ لا يعلم الغيب إلا الله وحده، واعتقاد أنّ أحدًا غير الله يعلم الغيب كُفر، مع الإيمان بأن الله يُطْلع بعض رسله على شيء من الغيب.
ـ اعتقاد صدق المنجمين والكهان كفر، وإتيانهم والذهاب إليهم كبيرة.
وبعد تأصيل طائفة أهل السنة والجماعة موقفها من الاشياء التي ربما يقوم بها الفرد ويقع بها في الكفر، عن جهل أحياناً وعن قصد أحياناً أخرى، حددت الطائفة موقفها من الحكم على الشخص بالكافر من عدمه، ومن بين هذه الأحكام من خلال شرح مبدأ الإيمان عندهم:
ـ الإيمان قول، وعمل، يزيد، وينقص، فهو: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح. فقول القلب: اعتقاده وتصديقه، وقول اللسان: إقراره. وعمل الجوارح: فعل المأمورات، وترك المنهيات.
ـ مرتكب الكبيرة لا يخرج من الإيمان، فهو في الدنيا مؤمن ناقص الإيمان، وفي الآخرة تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه، والموحدون كلهم مصيرهم إلى الجنة، وإن عذِّب منهم بالنار من عذب، ولا يخلد أحد منهم فيها قط.
ـ لا يجوز القطع لمعيَّن من أهل القبلة بالجنة أو النار إلا من ثبت النص في حقه.
ـ الكفر من الألفاظ الشرعية وهو قسمان: أكبر مخرج من الملة، وأصغر غير مخرج من الملة ويسمى أحيانًا بالكفر العملي.
ـ التكفير من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة، فلا يجوز تكفير مسلم بقول أو فعل ما لم يدل دليل شرعي على ذلك، ولا يلزم من إطلاق حكم الكفر على قول أو فعل ثبوت موجبه في حق المعيَّن إلا إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع، محذرة من التكفير، لكونه من أخطر الأحكام، التي يجب التثبت والحذر من الحكم به.
ومن هنا نجد أن طائفة أهل السنة والجماعة، في الوقت الذي وسعت فيه من أشكال الأعمال التي تؤدي إلى كفر القائم بها، ترى أنها ضيقت ألية تنفيذ الحكم بالكفر على الشخص، حيث أنها أكدت أن حكم التكفير من الألفاظ الشرعية الخطيرة التي لا يجوز استخدامها إلا في أضيق الحدود، وبدليل شرعي ونص واضح، على ان يكون الحكم صادر من اهل الحل والعقد من علماء الدين.
الموقف من زيارة القبور:
ولطائفة أهل "السنة والجماعة" موقف من من زيارة القبور، وهي على ثلاثة أمور:
الأولى: على وجه الجواز، لتذكّر الآخرة، وللسلام على أهلها، والدعاء لهم.
الثانية: بدعة تُنافي كمال التوحيد، وهو وسيلة من وسائل الشرك، وهو قصد عبادة الله تعالى والتقرب إليه عند القبور، أو قصد التبرك بها، أو إهداء الثواب عندها، والبناء عليها، وتخصيصها وإسراجها، واتخاذها مساجد، وشدّ الرّحال إليها، ونحو ذلك مما ثبت النهي عنه، أو مما لا أصل له في الشرع، وهنا يكمن الخلاف بينهم وبين المذاهب الصوفية.
الثالثة: شركيّ ينافي التوحيد، وهو صرف شيء من أنواع العبادة لصاحب القبر، كدعائه من دون الله، والاستعانة والاستغاثة به، والطواف، والذبح، والنذر له، ونحو ذلك.
ألقاب طائفة أهل السنة والجماعة:
ولطائفة أهل السنة والجماعة عدد من الأسماء والألقاب، هي علامات على صفاتهم، وهي في مجملها مأخوذة من حديث النبي، فمن تلك الألقاب:
- الفرقة الناجية: وهذا الوصف مأخوذ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ليأتيَنَّ على أُمَّتي ما أتى على بني إسرائيلَ حَذْوَ النعل بالنعل، حتى إن كان منهُم مَن أتى أُمَّه علانية؛ لكان في أُمَّتي مَن يصنع ذلك، وإنَّ بني إسرائيل تفرَّقت على ثنتين وسبعين ملَّة، وتفترق أُمَّتي على ثلاث وسبعين ملة؛ كلهم في النار؛ إلا ملة واحدة. قالوا: ومَن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي) ووجه الدلالة أنه وصف الفرق كلها بالهلاك إلا واحدة حازت صفة النجاة واستبدت بها، وهي الجماعة التي اتصفت باتباع منهج السلف في الأقوال والأعمال والاعتقادات.
- الطائفة المنصورة : وهذا الاسم مأخوذ من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ) وفي رواية : ( لا تزال طائفة من أمتي قائمون بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس، ووجه الدلالة أن هذه الطائفة وإن مرت بها مراحل استضعاف إلا أن مآلها إلى النصر، والتمكين إن شاء الله.
- السلف الصالح: وسموا بذلك لاتباعهم نهج الصحابة رضوان الله عليهم وأئمة الهدى في القرون الثلاثة الأولى، التي زكاها النبي، وفضلها في الجملة على سائر الأمة .
أعلام أهل السنة
ومن بين أبرز اعلام طائفة أهل السنة والجماعة الأوائل:
1 - الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت، ( 150هـ )، كان أحد أئمة الإسلام، وكانت له جهوده العظيمة في نشر العقيدة الصحيحة والذود عنها.
2 - الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس، ( 179هـ) كان إماما عظيما من أئمة السلف، وهو وإن كان ممن يُعمل رأيه في الفقه، إلا أنه كان في مجال العقيدة وقافا عند النصوص لا يتعداها، ملتزما بمذهب السلف الصالح لا يحيد عنه قيد أنملة.
3 - الإمام محمد بن إدريس الشافعي، (204هـ) أحد أعلام الإسلام، كان على اعتقاد السلف الصالح، وكان شديدا على أهل الكلام ذاما لهم، محذرا منهم.
4 - الإمام أحمد بن محمد بن حنبل، (241هـ) سيد السنة وناصرها، وإمام الطائفة وقائدها، ابتلي فصبر، وجاهد في تبليغ مذهب السلف فنصره الله، وأضحى ذكره ثناء عطرا في ألسن الصالحين .
5 - أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، المُلقب بـ"شيخ الإسلام" علم الأمة وعالمها.