بعد "مذبحة باردو".. إجراءات أمنية جديدة ومخاوف من عمليات أخرى مستقبلًا

الثلاثاء 24/مارس/2015 - 10:09 م
طباعة تونس ضد الارهاب تونس ضد الارهاب
 
ابعاد افراد الامن
ابعاد افراد الامن للتراخى
في محاولة لتشديد الإجراءات على الارهابيين والمتطرفين في إطار تداعيات مذبحة "باردو" الاجرامية التي جرت الأسبوع الماضي في تونس، تمكنت قوات الأمن في جندوبة اليوم من القاء القبض على متشدد دينيا ومطلوب لدى فرقة مكافحة الارهاب في محطة القطار بجندوبة، والمتهم يبلغ من العمر 30 سنة وهو أصيل مدينة غار الدماء من ولاية جندوبة. هذا وستتم احاله لاحقا الى فرقة مكافحة الارهاب بالعاصمة.
كما قامت الوحدات الأمنية بولاية توزر من إلقاء القبض على عنصرين خطيرين يشتبه في علاقتهما بمخططات إرهابي، وأن العنصر الأول تم إيقافه بمدينة دقاش في حين تم إيقاف الثاني بمدينة نفطة وقد تمت إحالتهما إلى المحكمة الابتدائية بتونس لمواصلة التحقيق معهما.
تداعيات باردو مستمرة
تداعيات باردو مستمرة
يأتي ذلك في الوقت الذى أعطى فيه رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر تعليمات بتكثيف الحراسة، والقيام بتفتيش كل من يدخل البرلمان دون استثناء لأي طرف كان من نواب وصحفيين واطارات وأعوان المجلس.
وقام محمد الناصر بزيارة تفقدية لكافة المنافذ والمداخل في كامل محيط المجلس كما زار الوحدة الطبية داخل المجلس وعاين محتوياتها وأوصى بتعزيزها على مستوى مدخراتها من الادوية والترفيع في عدد المعدات الطبية داخلها، كما عقد اجتماعا  بالمسئولين الامنيين العاملين في المجلس والتابعين لفرقة الإرشاد والأمن الرئاسي وحماية المنشأة والأمن الداخلي.
ومن تداعيات الحادث الإرهابي إعفاء رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد، لعدد من القيادات الأمنية، واستبدلها بقيادات جديدة بشكل فوري بعد تفقده لموقع الحادث الإرهابي الذي تبنى تنظيم داعش تنفيذه ضد سياح أجانب في متحف باردو الأربعاء، فيما أعلن عن إيداع أحد حراس المتحف السجن، وأكد المستشار لدى الحكومة التونسية المكلف شئون الإعلام مقدي المسدي، أن رئيس الحكومة قام بزيارة تفقدية لمقر مجلس نوات الشعب ومتحف باردو والمسجد، "لمعاينة المنظومة الأمنية المركزة على عين المكان، ولاحظ رئيس الحكومة عددا من الاختلالات والنقائص اتخذ على أثرها قرارًا بإعفاء عدد من القيادات الأمنية من مهام بإقليم تونس، ومنطقة باردو.
الحبيب الصيد رئيس
الحبيب الصيد رئيس الحكومة التونسية
وهذه الإعفاءات التي أمر بها رئيس الحكومة تمت في منتصف الليل وأنه أصر على تغيير القيادات بالقول "ما نخرج من هنا إلا تتبدل القيادات" ، حيث تم تبديلها فورًا وأخذت قيادات جديدة مكانها على الساعة الواحدة صباحًا.
وفيما يتعلق بسير التحقيقات في القضية قرّر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس إصدار "بطاقة إيداع بالسجن ضد أحد أعوان الأمن المكلفين بحراسة متحف باردو، بعد أن استمع إلى عدد من المسئولين الأمنيين بمنطقة الأمن بباردو من بينهم رئيس المنطقة ورئيس مركز الأمن المكلف بحراسة المتحف .
كلنا باردو
كلنا باردو
من جانبه قال بول كروشانك، الخبير ومحلل شئون الإرهاب لدى CNN أن هناك
ثلاثة آلاف تونسي ذهبوا للقتال في سوريا والعراق، وأن عددا كبيرا منهم انضم لتنظيم داعش وهناك نحو 500 منهم عادوا إلى ليبيا، لذا هناك احتمال أن هؤلاء الأشخاص عادوا ومعهم خبرة بالسلاح والإرهاب، لينفذوا هذا الهجوم، وهناك احتمال يظهر بأن منفذي الهجوم تلقوا تدريبات في ليبيا حيث أن لدى داعش عدد من مخيمات التدريب في درنة وبنغازي شرق ليبيا، ويظهر احتمال آخر بأن منفذي الهجوم لم يغادروا تونس مطلقا ولكن ألهموا تنفيذ هذا الهجوم من داعش.
نوه بول كروشانك  إلى أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الحكومة التونسية، والخطر الأكبر يتمثل بردة فعل مبالغ فيها والعودة إلى القمع الذي رأيناه في ديكتاتوريات سابقة حكمت البلاد، وإن حصل ذلك فإنه أشبه بإضافة الوقود على النار والذي سينعكس على رفع حدة التوترات وزيادة خطر الجهاديين في البلاد.

شارك