الأزمة السورية بين طلب الأسد دعم العراق واستمرار المعارك بين الأطراف المتنازعة

الأربعاء 25/مارس/2015 - 07:05 ص
طباعة الأزمة السورية بين
 
في الوقت الذى دعا فيه الرئيس السوري بشار الأسد إلى جبهة موحدة مع بغداد في التعامل مع الإرهاب، شن تحالف من جماعات المعارضة الإسلامية في سوريا يضم جناح القاعدة هناك هجوما للسيطرة على مدينة أدلب بشمال غرب البلاد والقريبة من الطريق السريع الاستراتيجي الرئيسي الذي يربط بين دمشق وحلب.
حيث يسيطر الجيش ومقاتلو المعارضة على مناطق من مدينة ادلب منذ بدء الأزمة قبل أربع سنوات، ويعيش في ادلب اكثر من 100 الف شخص، ويسيطر الجيش حاليا على مدن ويتمركز مقاتلو المعارضة خارج المدينة.

الأزمة السورية بين
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تحالف الجماعات المسلحة شن هجمات على عدة مناطق في إدلب منها مواقع للجيش لكنه لم يخترق مشارف المدينة بعد، كما أعلن التليفزيون السوري إن الجيش هاجم المقاتلين في محافظة ادلب لكنه لم يذكر حدوث هجوم للسيطرة على المدينة. ولم يشارك تنظيم داعش في الاشتباكات.
كما تستعد كندا أيضًا لتوسيع مهمتها العسكرية ضد تنظيم "داعش" عن طريق شن غارات جوية على الملاذات الآمنة للإرهابيين في سوريا إلى جانب العراق، وستصبح كندا ثاني دول حلف شمال الأطلسي التي تهاجم مواقع التنظيم الإرهابي في سوريا بعد الولايات المتحدة، حيث تشارك طائرات أردنية وإماراتية في قصف مواقع "تنظيم الدولة" بسوريا.
الأزمة السورية بين
وقال رئيس الوزراء الكندي "ستيفن هاربر" إن كندا تعتزم تمديد مهمتها ضد داعش سنة حتى نهاية مارس 2016، حيث يوجد نحو 70 جنديا من أفراد القوات الخاصة الكندية في شمال العراق وتشارك ست طائرات كندية في مهمة تقودها الولايات المتحدة لقصف داعش في العراق.
واعتبر حزبا المعارضة الرئيسيان في كندا إن توسيع المهمة سيجر البلاد أكثر في حرب يجب ألا تكون طرفا فيها.
وعلى ذكر تصريحات الأسد ومحاولته تشكيل قوة ضاربة ضد تنظيم داعش، شدد بعد اجتماعه مع وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في دمشق، على أهمية التعاون المشترك، خاصة أن الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة تعد من أشد حلفاء الأسد إلى جانب إيران وحزب الله اللبناني الشيعي، ودعمت الفصائل العراقية الشيعية قوات الجيش السوري ضد المسلحين المتشددين.
الأزمة السورية بين
ونقل عن الأسد قوله في حسابه الرسمي على تويتر "إن التشاور والتنسيق بين سوريا والعراق يعزز النجاحات لشعبيهما وقواتهما المسلحة في مواجهة الإرهاب."
كما نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن وزير الخارجية العراقي الذي يعد من أرفع المسئولين الأجانب الذين يزورون دمشق في الآونة الأخيرة قوله إن سوريا ستخرج من الازمة أقوى وأن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ستستمر في التطور.
من جانبه قال السفير روبرت فورد آخر سفير أمريكي في سوريا، انه يجب أن تقرر إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إذا ما إذا كانت تريد اقتلاع تنظيم داعش من سوريا أم مجرد احتواء التنظيم في العراق فإذا قررت أن هدفها الاستراتيجي هو إزالة داعش من سوريا، فعليها أن تستعد لتقديم مساعدات ضخمة لمقاتلي المعارضة السورية المعتدلة وتوسيع نطاق الهجمات الجوية الأمريكية داخل سوريا وإقامة منطقة حظر للطيران في شرقي سوريا لتوفير الحماية للمقاتلين السوريين في نضالهم ضد تنظيم داعش والحيلولة دون استهدافهم بهجمات نظام الأسد والتفاوض مع المعارضة السورية والحلفاء في دول الجوار حول شكل الصفقة السياسية التي يمكن أن تكون مقبولة لكل الأطراف لتسوية الأزمة السورية.
الأزمة السورية بين
شدد فورد في حواره مع شبكة سويس انفو السويسرية أن الولايات المتحدة ترى أنه من الأفضل أن يتنحى الأسد باعتباره فاقدًا للشرعية ولكن أي مفاوضات لن يُكتب لها النجاح دون أن يشارك فيها ممثلون عن طرفي القتال لأنه في نهاية المطاف فإن من يحملون السلاح هم الذين يتعين موافقتهم على وقف إطلاق النار، وبالتالي يلزم أن تجمع المفاوضات بين ممثلين عن نظام الأسد وممثلين عن المعارضة السورية.
نوه فورد إلى أن ما تركز عليه إدارة أوباما الآن هو مواجهة سيطرة تنظيم داعش على مساحة كبيرة من العراق بما في ذلك الموصل ثاني أكبر المدن العراقية لذلك ليس هناك استعداد حاليا لتغيير إدارة أوباما موقفها من التعامل مع الأزمة السورية، وما لم تقرر واشنطن تقديم مساعدات ضخمة لقيادة موحدة للمعارضة السورية وتوسع مساندتها الجوية فمن الأفضل لها أن تتخلى عن هدف تقليص تنظيم داعش في سوريا.

شارك