تحرير تكريت.. بين طهران وواشنطن

الأربعاء 25/مارس/2015 - 02:40 م
طباعة تحرير تكريت.. بين
 
فجأة توقف تقدم الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي "الميليشيات الشيعية" لتحرير مدينة تكريت ومحافظة الموصل من يد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وسط وجود أنباء عن صفقات وخلافات بين الميليشيات وارتباط تكرير تكريت بالتوافق الإيراني الأمريكي في الملف النووي.

خلافات الميليشيات

خلافات الميليشيات
رغم مرور الوقت من بدء الهجوم العراقي لتحرير تكريت في الأول من مارس الجاري بأكثر من 25 ألفا من القوات الإيرانية والعراقية، المدعومة من قبل الميليشيات الشيعية العراقية، فلا تزال هذه القوات تقاتل خارج أبواب تكريت، مع ارتفاع الأخبار عن دخول القوات المدينة وتحريرها إلا أن المدينة لم تحرر حتى الآن.
مع تأكيد القيادة العسكرية للقوات العراقية أنها أخذت احتياطات عالية وخططًا محكمة لاقتحام المدينة من خمسة محاور، مع إسناد جوي من التحالف ومن الطائرات العراقية، النتيجة أن المقاتلين العراقيين فشلوا تمامًا في التقدم لداخل المدينة ولو لكيلومترات معدودة.
وفي ظل هذه المعارك طفت على السطح خلافات بين قادة الشيعة التي فض بعض قادة الميليشيات المتواجدة في تكريت دخول ميليشيا "سرايا السلام"، التابعة للتيار الصدري مجدّداً ضمن "الحشد" بعد أن رفع زعيم التيار مقتدى الصدر التجميد عنها. 
الاختلاف حال دون دخول سرايا السلام ساحة المعركة حتى الآن، وهي بانتظار إصدار أمر من زعيمها مقتدى الصدر إما بالانسحاب، أو دخول المعركة، وفي حال أمر الصدر بدخولها المعركة فإنّ ذلك قد يتسبب بصدامات بينها وبين بعض الفصائل الرافضة لذلك؛ الأمر الذي قد يؤثر على سير المعركة، والتي قد تفتح ثغرة كبيرة قد يستغلها داعش.

أمريكا تبدي الاستعداد

أمريكا تبدي الاستعداد
وكشف سير المعارك في العراق أن الولايات المتحدة أرسلت أسلحة متطورة إلى الحشد الشعبي ليستخدمها في قتاله الجاري، فأمدته بمئات الصواريخ الهيل فاير، وبعشرة آلاف بندقية من طراز إم – 16، ومائتين وخمسين عربة مدرعة قتالية، ومعدات عسكرية متقدمة أخرى.
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون): إن الولايات المتحدة ستدرس أي طلب عراقي للمساعدة بشأن الهجوم لاستعادة مدينة تكريت من تنظيم داعش الإرهابي.
وقال المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل ستيف وارن للصحفيين: "بالتأكيد إذا طلب العراقيون رسميا المساعدة الأمريكية فسوف ندرس ذلك". ورفض الكشف عما إن كانت بغداد قدمت بالفعل مثل هذا الطلب.
هذا وكان مسئول عراقي قد أكد بدء قوات التحالف الدولي بطلعات مراقبة جوية على مدينة تكريت وإرسال المعلومات الاستخبارية للقوات العراقية، مؤكداً أن الدعم تم بناءً على طلب من الحكومة العراقية.
ونقلت وكالة الاسوشيتد برس عن المسئول العراقي قوله: إن "قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة بدأت بطلعات مراقبة جوية على مدينة تكريت وإرسال المعلومات الاستخبارية للقوات العراقية"، موضحاً: أن "الطلعات الجوية وتقاسم المعلومات الاستخبارية تؤشر المرة الأولى التي يشارك فيها التحالف حتى الآن في الهجوم على تكريت والذي كان يتم بمساعدة ودعم المستشارين الإيرانيين".

أمريكا وإيران

أمريكا وإيران
إن الحديث عن اتفاق- وليس توافقا- متكامل الأركان بين أمريكا وإيران في العراق أصبح أمرا واقعا، وهو ما وضح من خلال تصريحات المسئولين في الجانبين.
فقد قال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس أركان الجيش الأمريكي: "يمكن أن يكون لإيران دور إيجابي في الهجوم على تكريت طالما لم يؤد تدخلها لتوترات مع السنة"، يمكن لنا من هذا التصريح تكوين صورة واضحة بشكل ما عما يحدث، فهذه هي المرة الأولى التي يأتي فيها تصريح بهذا المستوى الأمريكي (من رئيس الأركان) على هذه الشاكلة، معبرًا عن رضا الولايات المتحدة الأمريكية عن الدور الإيراني في العملية، وهو التصريح الذي قاله الجنرال أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ قبل أن تؤكده وتفصله (ميري هارف) المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
ورأى مراقبون أن توقف عمليات تحرير تكريت يأتي بالتزامن مع مفاوضات الملف النووي الإيران، فالصفقة الإيرانية الأمريكية تشير إلى قيام الحرس الثوري الإيراني مدعوما بالميليشيات الشعبية بقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق، مقابل تنازلات لواشنطن في الاتفاق النووي، مشيرا لأن الاستراتيجية النووية الإيرانية "تجلب الأرباح" لأوباما الذي ستكتفي قواته بمحاربة تنظيم الدولة من الجو، بينما يقوم الحرس الثوري بدور محاربة «داعش» على الأرض مثلما بدأ في تكريت.

شائعات الحرب

شائعات الحرب
لا تخلو حرب من الشائعات من الطرفين، ولكن جاءت الشائعات من الطرف العراقي لتؤكد على وجود اتفاق أو صفقة ما في عملية تكريت ربطا بالملف النووي الإيراني.
فقد ذهبت تقارير إعلامية إيرانية إلى أن هناك صفقة بين قطر وجهات عراقية؛ من أجل ضمان خروج المقاتلين الأجانب التابعين لتنظيم "داعش" من تكريت تقدر هذه الصفقة بـ50 مليار دولار على شكل إعادة إعمار.
فيما ذهبت وسائل إعلامية عراقية أخرى إلى أن هناك صيدا ثمينا بمدينة تكريت، وهو نائب الرئيس العراقي عزة الدوري في المدينة، وهناك مفاوضات مع عواصم عربية لإخراج عزة الدوري وقيادات حزب البعث السابق.
المراقبون يرون أن هذه شائعات تروج لها قيادات عراقية مع توقف تحرير تكريت فجأة، ربطها البعض بالتقدم في ملف المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا.

المشهد العراقي

المشهد العراقي
توقف عملية تحرير تكريت يثير الإحباط في الموصل والأنبار؛ لأن سكان المنطقتين كانوا يتوقون لإتمامها، ليأتي دورهما، وجعل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بين مطرقة إيران وسندان التحالف الدولي، وبدأ العبادي يبحث عما هو أكبر من التنسيق، بل الإشراف المباشر على المؤسسة العسكرية، ويحتاج إلى ضامن وموازن، يعزز من خطوته تلك، خصوصا بعدما تحول الحشد الشعبي، بقيادة هادي العامري، إيرانيا وبدأ ينفذ أجندة إيرانية، لا عراقية، فهل ستحرر تكريت عقب الاتفاق النووي بين إيران وأمريكا؟

شارك