أسامة بن لادن.. "رمز القاعدة"
الأحد 11/سبتمبر/2022 - 10:11 ص
طباعة
حسام الحداد
أسامة بن لادن (10 مارس، 1957 - 2 مايو، 2011) نجل الملياردير محمد بن عوض بن لادن وترتيب أسامة بين إخوانه وأخواته هو 17 من أصل 52 أخ وأخت، درس في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وتخرج ببكالوريوس في الاقتصاد ليتولى إدارة أعمال شركة بن لادن، وتقدر ثروة عائلته بقرابة سبعة مليارات دولار، فمكنته ثروته وعلاقاته من تحقيق أهدافه في دعم المجاهدين الأفغان ضد الغزو السوفييتي لأفغانستان.
وهو مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، وهو تنظيم سلفي جهادى مسلح أنشئ في أفغانستان سنة 1988. زج بن لادن بتنظيم القاعدة في حروب ضد أعتى قوتين في العالم وهما الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة حيث حارب الاتحاد السوفييتي إبان غزو أفغانستان وحارب الولايات المتحدة حينما غزت العراق وأفغانستان، وأعلن بالاشتراك مع أيمن الظواهري عام 1998م الجبهة العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبين والتي نجم عنها لاحقاً ما يسمى الحرب على الإرهاب أو الحملة الصليبية العاشرة.
بعد وفاة والده، وكان أسامة وقتها في الحادية عشرة من عمره بلغ نصيبه من التركة ما يعادل 300 مليون دولار، استثمرها في المقاولات وفي غيرها. على أن ثروته وعلاقاته مكنته من تحقيق عمل آخر، وهو دعم المجاهدين الأفغان ضّد الغزو السوفيتى لأفغانستان، وفى سنة 1984م أسّس ابن لادن منظّمة دعويّة وأسماها "مركز الخدمات" وقاعدة للتدريب على فنون الحرب والعمليات المسلحة باسم "معسكر الفاروق" لدعم وتمويل المجهود الحربي للمجاهدين الأفغان، وللمجاهدين العرب والأجانب فيما بعد. وبعد انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان ومع بداية الغزو العراقي للكويت عام 1990م خرج ابن لادن من السعودية مهاجرا إلى السودان، وهناك أسس تجارة فاشلة أيضا ومركزاً جديداً للعمليات العسكرية في السودان.
وتحت ضغوط دولية غادر ابن لادن السودان في سنة 1996م متوجّهاً إلى أفغانستان نتيجة علاقته القوية بجماعة طالبان، التي كانت تسيطر على أفغانستان، وهناك ظهر وجهه الحقيقي إذ أعلن الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية. وفى سنة 1998م تلاقت جهود أسامة بن لادن مع جهود أيمن الظواهري الأمين العام لتنظيم الجهاد الإسلامي المصري المحظور، وأطلق الاثنان بياناً يدعو إلى: قتل الأمريكان وحلفائهم أينما كانوا، وإلى إجلائهم من المسجد الأقصى والمسجد الحرام. ونتيجة لبيانه ارتكبت القاعدة تفجيرات الخبر وتفجيرات نيروبي ودار السلام.
وقامت القاعدة في إطار حربها على اليهود والصليبين بالهجوم على أهداف مدنية وعسكرية في العديد من البلدان أبرزها هجمات 11 سبتمبر وتفجيرات لندن 7 يوليو 2005 وتفجيرات مدريد 2004, ولذلك تعتبر هدفاً رئيسياً للحرب الأمريكية على الإرهاب. وبعد سنين من تواريه عن الأنظار وبالتحديد في فجر يوم الاثنين 2 مايو عام 2011 تمكنت قوة أمريكية من مباغتة بن لادن بينما كان في مسكنه قرب إسلام آباد وأردته قتيلاً برصاصة في الرأس ثم ألقت بجثته سراً في البحر من على متن حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسن، وذلك بعد القيام بما وصفته الحكومة الأمريكية بالشعائر الإسلامية له.
تعرفه على أفغانستان:
قرر الدكتور عبد الله عزام في عام 1978م المنظر الرئيسي للإسلاميين المعاصرين أن تأسيس قاعدة صلبة سيوجد رجالاً يكونون قدوة للعالم الإسلامي وتحفيز الامة وتعبئتها ضد قاهريها وانضم بن لادن كأحد تلاميذه. بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان أحب أسامة في وقت مبكر أن يطلع على الوضع بنفسه فرتب مع الجماعة الإسلامية رحلة إلى باكستان حيث أصطحب من كراتشي إلى بيشاور وهناك قابل مجموعة من قيادات المجاهدين أمثال عبد رب الرسول سياف وبرهان الدين رباني. استغرقت الرحلة شهراً وأقتنع من خلالها بن لادن أن القضية تستحق أن تعطى جل اهتمامه. بعد عودته إلى السعودية واطمئنانه إلى إمكانية البوح بخبر الرحلة بدأ يتحدث مع إخوانه وأقاربه وزملائه في الدراسة حول مشاهداته وتمكن من تنفيذ حملة علاقات عامة لصالح المجاهدين في أفغانستان. وتمكن من جمع تبرعات مالية وعينية للجهاد في أفغانستان وحمل تلك التبرعات وذهب في رحلة أخرى إلى باكستان بقي أسامة هناك لمدة شهر. تكررت رحلاته إلى باكستان لتقديم الدعم المالي والعيني الذي يحصل عليه في السعودية وظل مكتفياً بزيارة معسكرات المجاهدين ومخيمات الأفغان في باكستان.
بدأت علاقة أسامة بن لادن بالجهاد في أفغانستان منذ الأسابيع الأولى للغزو الروسي لها في 26 ديسمبر عام 1979م حيث شارك مع المجاهدين الأفغان ضد الغزو الشيوعي وكان له حضور كبير في معركة جلال آباد التي أرغمت الروس على الانسحاب من أفغانستان. وفي عام 1982م قرر أسامة اجتياز الحدود والدخول إلى أفغانستان والمشاركة في الجهاد وبعد مشاهدته الطبيعة الجبلية الصعبة لأفغانستان قرر الاستفادة من تجربته في المقاولات وجلب عدداً هائلاً من المعدات والجرارات والحفارات لمساعدة المجاهدين على تمهيد الجبال وشق الطرق وإنشاء المعسكرات. تكررت زيارة أسامة إلى أفغانستان وإشرافه على نقل الأموال والسلاح والمعدات ومساهمته بعض الأحيان في بعض المعارك لكن بشكل غير منتظم.
وفي عام 1982م قرر بن لادن الدخول إلى أفغانستان والمشاركة في الجهاد ضد القوات السوفياتية حيث تلقى دعماً مالياً من وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA بعلم من الحكومة الأمريكية قدرت بثلاثة مليار دولار كما تم تمويله بالسلاح ومصادر أخرى حتى انتصار الافغان على السوفيت الذين خرجوا من أفغانستان مهزومين. وكان بن لادن ضد الروس حيث قال: "في هذا الجهاد كانت أهم الأمور العمل على تدمير أسطورة القوى العظمى ليس فقط في تفكيري لكن أيضاً في تفكير كل المسلمين".
بيت الأنصار:
وفي عام 1984م ظهر أول نموذج لعمل مؤسسي لجهاد العرب في أفغانستان وهو بيت الأنصار في بيشاور. واعتبر بيت الأنصار محطة أولى واستقبال مؤقت للقادمين العرب للجهاد في أفغانستان قبل توجههم للتدريب ومن ثم للمساهمة في الجهاد. وكان أسامة يرسل الشباب العرب الذين يقيمون في بيت الأنصار إلى قادة المجاهدين في ذلك الوقت أمثال قلب الدين حكمتيار وعبد رب الرسول سياف وبرهان الدين رباني. وقد تزامن تأسيس بيت الأنصار مع تأسيس مكتب الخدمات في بيشاور من قبل الشيخ عبد الله عزام.
أدى تأسيس المكتب إلى نوع من التكامل مع بيت الأنصار حيث يؤدي المكتب المهمة الإعلامية وجمع التبرعات وحث المسلمين وخاصة العرب على الجهاد بالنفس والمال ويؤدي البيت المهمة العملية في استقبال وتوجيه الراغبين في الجهاد أو الاطلاع على أوضاع الأفغان، توثقت علاقة أسامة بالشيخ عبد الله عزام خلال تلك الفترة غير أنه لم يحدث دمج لعملهما إذ اعتبرا أن الأفضل تعدد الواجهات مع التنسيق الجيد.
وفي عام 1986م قرر أسامة أن يتوسع في تنظيم العملية الجهادية ويكون له معسكراته وخطوط إمداده. فتمكن من تشييد ستة معسكرات وتمكن من خلال خبرته في الإنشاءات من تحريكها ونقلها أكثر من مرة تبعاً لظروف الحرب، بعد تجربة المعسكرات وتمكن أسامة من تبني المجاهدين العرب منذ وصولهم إلى تدريبهم إلى إشراكهم في المعارك أصبحت فكرة المشاركة في الجهاد ذات جاذبية شديدة لأن الشباب أصبحوا يتناقلون أخبار بساطة الفكرة وتقليل هيبة المشاركة في الجهاد كون الذي يستقبل ويدرب ويقود كلهم من العرب.
شارك المجاهدون العرب في مناوشات عديدة وقتال محدود في البداية ثم دخلوا في معارك طاحنة كان أشهرها معركة جاجي في نهاية ذلك العام والتي هزم على يد المجاهدين العرب فيها وحدات من أفضل الوحدات الروسية تدريباً وأفضلهم تسليحاً وقتل فيها عدد من ذروة رجال الكوماندوس الروس، كانت المشاركة في الجهاد في أفغانستان تتم دون مضايقات من السعودية أو باكستان، وخلال تلك الفترة لم يكن أسامة يعود للمملكة إلا قليلاً ويقضي معظم أيام السنة في أفغانستان.
القاعدة:
أسس بن لادن هو ومعاونوه سجل القاعدة عام 1988م وهو عبارة عن قاعدة معلومات تشمل تفاصيل كاملة عن حركة المجاهدين العرب قدوماً وذهاباً والتحاقاً بالجبهات. وأصبحت السجلات مثل الإدارة المستقلة ومن هنا جاءت تسمية سجل القاعدة على أساس أن القاعدة تتضمن كل التركيبة المؤلفة من بيت الأنصار - أول محطة استقبال مؤقت - للقادمين إلى الجهاد قبل توجههم للتدريب ومن ثم المساهمة في الجهاد ومعسكرات التدريب والجبهات. واستمر استعمال كلمة القاعدة من قبل المجموعة التي استمر ارتباطها بأسامة بن لادن.
الخلاف مع الدولة السعودية:
وجد العالم العربي نفسه بعد أن انتهت الحرب في أفغانستان وهزيمة السوفيت في مواجهة خاصة جديدة وهي (الأفغان العرب) الذين التحقوا بالجهاد ضد الاحتلال السوفياتي ورغم أن هؤلاء المجاهدين ذهبوا للجهاد بتشجيع ومباركة رسمية عربية إلا أنهم باتوا في نظر الحكومات مشكلة مع تنامي العداء بين المجاهدين والولايات المتحدة الأمريكية. ورغم أن أسامة بن لادن ورفاقه تمكنوا من بناء بنية في أفغانستان تمكنت من اجتذاب عناصر جدد واقامة روابط مع حركات إسلامية أخرى مثل طالبان فإنهم لم يتمكنوا ابدا من اقامة شبكة متماسكة.
بعد هزيمة القوات الروسية في أفغانستان وانسحابها منها في عام 1989م عاد أسامة للسعودية معتبرا هذه العودة واحدة من السفرات التي يتوجه فيها للمملكة ويعود فور إنهاء بعض الأمور هناك، وبعد عودته تلك منعته السلطات السعودية من السفر ومنع من ممارسة أي نشاط سياسي فاستقر به المقام هناك وبدأ في المطالبة بالإصلاح السياسي. بعد غزو العراق لدولة الكويت واحتلالها في العام 1990م وتهديد القوات العراقية للسعودية عرض أسامة بن لادن على السلطات هناك جلب المجاهدين العرب الذين يستمعون له للمساهمة في الدفاع عن الأراضي السعودية ضد أي غزو عراقي محتمل.
جاء التهديد العراقي إلى السعودية أثناء الهجوم العراقي على الكويت وعرض بن لادن على جابر الصباح أمير الكويت والملك فهد خدمات مجاهديه لكن الملك فهد لم يلتفت لعرضه واستنجد بالقوات الأمريكية والائتلاف الدولي فغضب بن لادن علناً بسب دخول القوات الأمريكة وحلفائها إلى السعودية وعده انتهاكاً لقدسية جزيرة العرب. وبعد ذلك تدهورت علاقته مع آل سعود واحتدت نبرته اتجاههم حداً لم يكن بعده سوى القطيعة والعداء. حيث اتهمهم أنهم أسرة عميلة ظالمة غدرت بالعراق وأن الملك عبد العزيز من الخوارج لأنه كفر أهل الحجاز وأنه عميل للإنكليز وأن الملك فهد قد اقترف ناقضاً من نواقض الإسلام باستعانته بالائتلاف الدولي على المسلمين وأنه استباح حرمة الحرم المكي وأن الملك عبد الله في طوع أمريكا ثم لاحقاً اتهم من حذفوا نصوص الولاء والبراء من المناهج الدينية المدرسية بالردة الجامحة.
بعد كل هذا غادر بن لادن السعودية عائداً إلى أفغانستان ثم إلى الخرطوم عام 1992م حينها صدر أمر في نهاية العام نفسه بتجميد أمواله. ثم تحولت قضية بن لادن إلى قضية ساخنة على جدول أعمال المخابرات الأميركية فسحبت الحكومة السعودية جنسيته عام 1994م، دفعت هذه التطورات أسامة لأن يأخذ أول مبادرة معلنة ضد الحكومة السعودية حين أصدر بياناً شخصياً يرد فيه على قرار سحب الجنسية وقرر بعد ذلك أن يتحرك علنا بالتعاون مع آخرين.
بعد عودته لأفغانستان مرة أخرى صادف وجوده هناك انهيار النظام الشيوعي بقيادة الرئيس نجيب الله وسقوط كابل وبداية الحرب بين فصائل المجاهدين الأفغان، أصدر بن لادن عندها قرار يمنع المجاهدين العرب من المشاركة في الحرب بين الفصائل الأفغانية المتناحرة ورفض مساندة أي فصيل أفغاني وبقي على الحياد. حاول أسامة بن لادن التوسط بين الفصائل الأفغانية إلا أن جهوده ذهبت أدراج الرياح. وبعد مكوثه في أفغانستان لعدة أشهر استشعر أن وجوده في أفغانستان قد يشكل تهديداً على حياته لذا فقد قرر مغادرتها والتوجه إلى السودان.
السودان:
اعتبر بن لادن أن المشروع الإسلامي الذي تبنته الحكومة السودانية في أعقاب الانقلاب الذي قادته الجبهة الإسلامية للإنقاذ في العام 1989م قد يكون بديلاً لما كان يحلم به وأنه سيكون قادراً على تقديم شيء للنظام الإسلامي هناك كما أنها ستكون ملاذاً له من أفغانستان. فتوجه إلى السودان بطيارة خاصة وبرحلة سرية في نهاية سنة 1991م وفي تلك الرحلة اصطحب معه عدداً من رفاقه إلى السودان والتحق به آخرون بطرق أخرى. تمكن خلال وجوده بالخرطوم من نقل كافة أرصدته المالية وبدأ العمل في مجال المقاولات وإنشاء المزارع واعتبر مشروع الطريق بين الخرطوم وبور سودان من أكبر المشاريع الذي نفذها بن لادن هناك.
أثناء وجوده في السودان تلقى عدة عروض للعودة للسعودية لكنه رفضها كلها. وفي العام 1992م جمدت السلطات السعودية كافة أموال بن لادن وبعد ذلك بعامين أي في العام 1994م اصدرت السلطات السعودية قراراً بسحب جنسيته منه. أثناء وجوده في السودان وقعت احداث الصومال إذ تمكن فصيل يقوده عرب كانوا شاركوا بالجهاد في أفغانستان من توجيه ضربات مؤذية للقوات الاميركية هناك قبل انسحابها من الصومال. كما وقع في تلك الفترة انفجاراً في الرياض واعتبرت المجموعة المنفذة له على علاقة ببن لادن.
بعد تلك الأحداث بدأت إقامته في السودان تسبب حرجاً شديداً للحكومة السودانية وتعرضت الحكومة السودانية لضغوط كبيرة لإخراجه من هناك. عندها بدا بن لادن ترتيب خروجه من السودان واتصل عندها ببعض الأفغان الذين تربطهم به علاقة جيدة منذ وجودة هناك فاتصل بالشيخ يونس خالص والشيخ جلال الدين حقاني الذين كان لهما نفوذ قوي في منطقة جلال آباد وكان ذلك قبل أن يمتد نفوذ حركة طالبان خارج قندهار حين كانت مناطق أفغانستان موزعة بين الفصائل الأفغانية وعليه فقد خرج من السودان وقد ذكر الدكتور حسن الترابي في مقابلة مع قناة الجزيرة في العام 2006م أنه بعد خروج أسامة من السودان فقد تمت سرقة أمواله التي كان يعمل بها في السودان ويدير بها مشاريعه هناك. وقبل رحيله عن السودان بدأ بن لادن تدريب جنوده فيها لخوض حربه ضد أمريكا وتعرف خلالها على كبار من مساعديه ولكن القوات الأمريكية تنبهت لما يفعله بن لادن فقصفت منطقة تدريبه كضربة تأديبية ولكنه زاد عدوانه ضد الأمريكان فرجع لأفغانستان بعد ضغوط أمريكية ومصرية وسعودية وأعلن الحرب ضد الأمريكان.
العودة لأفغانستان:
بعد وصوله هناك أرسل رسالة إلى الفصائل الأفغانية يخبرهم أنه لا يزال على التزامه بعدم الدخول في خلافاتهم وصراعاتهم كان ذلك قبل أن يستولي الطالبان على جلال آباد ومن ثم على كابل. بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان بعث الملا محمد عمر قائد طالبان رسالة إلى بن لان يخبره فيها أنه مرحب به في أفغانستان وأنه تحت حمايتهم لكنه طلب منه التوقف عن أي نشاط إعلامي، خلال تلك الفترة سعت السعودية لدى حركة طالبان لتسليمها بن لادن إلا أن الحركة رفضت ذلك الطلب واستمرت في استضافة بن لادن وتوفيرها الحماية له. شارك بن لادن حركة طالبان في قتالها ضد عبد الرشيد دوستم وأحمد شاه مسعود كما فرغ عدداً من أتباعه لمساعدة الطالبان في قضايا التخطيط والإدارة والتنمية للدولة الجديدة.
في نهاية عام 1997م قرر أسامة أن يستعيد نشاطه فبدأ أولاً مع علماء طالبان وباكستان فاستصدر منهم فتوى تؤيد بيانه لإخراج القوات الأميركية من جزيرة العرب، تزامنت هذه الفتوى مع وجود عدد من قيادات الجماعات الإسلامية وخاصة جماعة الجهاد المصرية في أفغانستان وتقاطر عدد كبير من الوفود من باكستان وكشمير على أسامة. تمكن أيمن الظواهري أحد هذه القيادات من إقناع بن لادن بتوسيع مفهوم الحرب مع أمريكا إلى قتالها في كل مكان، وتوسعت القناعة لتشمل بدلاً من مقاتلة أمريكا قتل كل أمريكي في سن القتال في كل زمان ومكان ومعهم اليهود. تحولت القناعة إلى عمل وذلك من خلال إصدار بيان الجبهة الإسلامية العالمية في فبراير عام 1998م الذي يدعو إلى قتل الأمريكان واليهود في كل مكان وزمان، وقع البيان مع بن لادن عن جماعة الجهاد المصرية الدكتور أيمن الظواهري ورفاعي طه أحد مسئولي الجماعة الإسلامية المصرية كما وقعه رئيس أحد الفصائل الكشميرية وأحد القيادات الباكستانية المشهورة. في مايو 1998م عقد بن لادن مؤتمراً صحفياً على الحدود مع باكستان أشار فيه إلى احتمال حصول حوادث ضد الأمريكان خلال فترة قصيرة ولم يحدد أين.
تفجيرات كينيا وتنزانيا:
في أغسطس 1998 تم تنفيذ عمليتي تفجير ضد سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا واتهمت السلطات الأميركية بن لادن بالوقوف وراء هذين التفجيرين وبناء على ذلك قام الأميركيين بقصف مصنع الشفاء للأدوية في السودان وقصف مواقع في مدينة قندهار الأفغانية. وخلال تلك الفترة حاول الأمريكان مرة أخرى التفاوض مع طالبان حول بن لادن ورفض الملا عمر التفاوض معهم. وبقي بن لادن تحت حماية الطالبان خوفا من عملية اغتيال أو خطف مفاجئة، وقد نفى الناطق الرسمي باسم الحركة وقتها إشاعة أن يكون بن لادن تحت الإقامة الجبرية وأكد أنه يتمتع بحرية التنقل في كافة أنحاء أفغانستان. في العام 2000 تم تنفيذ عملية انتحارية ضد المدمرة الأميركية يو إس إس كول في ميناء عدن اليمني وقتل فيها عدد من جنود المارينز الأمريكيين واتهمت السلطات الأميركية بالوقوف خلف تلك العملية. في عام 1999م وضع اسم بن لادن ضمن قائمة المطلوبين التي أصدرها مكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكي. وفي عام 2000م شكوك حول علاقة بن لادن بتفجير المدمرة الأمريكية كول في اليمن، والتي أدت إلى مقتل 17 بحارا، وجرح 39 آخرين.
هجمات سبتمبر:
في 11 سبتمبر 2001 تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من قبل 19 شابا من أتباع بن لادن بعد وأطلق على تلك العملية اسم هجمات سبتمبر. اختطفت أربع طائرات أمريكية، ضربت اثنتان منها برجي التجارة العالمي في نيويورك، وسقطت الثالثة في بنسلفانيا، بينما حاولت الأخيرة ضرب مبنى البنتاغون، ما أدى في نهاية ذلك اليوم إلى قتل نحو ثلاثة آلاف شخص. أختفى زعيم تنظيم القاعدة عن الأنظار بعد الحرب على طالبان والقاعدة في أفغانستان وظن البعض أن أسامة بن لادن كان مختبئًا في المنطقة الجبلية لأفغانستان والمتاخمة للحدود الباكستانية. وفي شريط مرئي بثته قناة الجزيرة في 30 أكتوبر 2004، برر ابن لادن ولأول مرة سبب إقدام القاعدة على توجيه ضربة للمباني المدنية في الولايات المتحدة، فقد علل بن لادن الضربة بقوله: "بعدما طفح الكيل بالمسلمين من إقدام إسرائيل على اجتياح لبنان سنة 1982، وما تفعله من أعمال إرهابية ضد المدنيين الأبرياء في فلسطين وما تشهده الساحة الإسلامية من انتهاكات إسرائيلية حيال الشعب الفلسطيني. وما أيضًا يراه كل العالم بأن أمريكا تساند وتبارك إسرائيل بما تفعله باحتلالها أراضٍ ليست حقًّا لها لا في تاريخ أو حضارة". وادعى "ان الرئيس الأمريكي مخطئ بتفسيره أن القاعدة مناهضة للحرية ويستند قوله على أن القاعدة تقول الحقيقة التي لبثت أمريكا دوما بإخفائها".
الحرب على أفغانستان:
بعد تلك العملية قامت الولايات المتحدة ودول متحالفة معها في شن حرب على أفغانستان لإسقاط حكم طالبان والقبض على بن لادن وأعضاء تنظيمه الذي بات يعرف باسم تنظيم القاعدة. وبعد شهر من الهجمات الجوية على أفغانستان سقطت حكومة طالبان وتم قتل عدد من أعضاء القاعدة إلا أنه لم يقبض على الملا محمد عمر زعيم طالبان ولا أسامة بن لادن أو مساعده أيمن الظواهري، ومنذ ذلك الوقت لا يعرف المكان الذي يتواجد فيه بن لادن ومساعده أو الملا عمر، ورغم عمليات البحث والملاحقة له تمكن بن لادن من إصدار عدد من الأشرطة التلفزيونية أو الصوتية وتوجيه رسائل إلى الولايات المتحدة والغرب من خلالها والتعليق على الإحداث الجارية في المنطقة العربية والعالم الإسلامي، وقد عرض في أحد تلك الأشرطة في العام 2004 الصلح على أوروبا إذا تعهدت بعدم الاعتداء على المسلمين، وفي عام 2005م أصدر عدد من العلماء المسلمين في إسبانيا أول فتوى ضد بن لادن.
الاتهامات الموجهة له:
قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه الاتّهام المباشر له لتسبّبه في تفجيرات الخبر وتفجيرات نيروبي ودار السلام، وأحداث 11 سبتمبر 2001 والتي أودت بحياة 2997 شخص وكذلك تفجير المدمرة كول. وهو على رأس قائمة المطلوبين في العالم (على قائمة الإنتربول)
وآخر مكان معلوم كان فيه ابن لادن هو مدينة قندهار في أفغانستان سنة 2001، وطلبت الولايات المتحدة من طالبان تسليمها ابن لادن ولكن الجماعة التي كانت تحكم أفغانستان آنذاك طالبت الولايات المتحدة بأدلة على تورط أسامة بن لادن في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. وعلى أثر ذلك قادت الولايات المتّحدة وبدون تفويض دولي الحرب على أفغانستان وأطاحت بحكومة طالبان إلا أن الولايات المتحدة لم تستطع القبض على ابن لادن. وكان يُعتقد أن ابن لادن قد مات ميتةً طبيعيّة لإصابته بالفشل الكلوي الأمر الذي يستدعي عنايةً طبيةً فائقةً والتي تصعب على بن لادن في وضعه الحالي. (كثير من التقارير تنفي إصابته بالفشل الكلوي كما في اللقاء مع طبيبه الخاص)، ولكن من حين لآخر، تظهر أشرطة مرئية وصوتية له متحدثًا عن قضايا الساعة مما قد يشير بأنه ما زال على قيد الحياة.
وفي 7 مايو 2004، ظهر شريط صوتي منسوب لأسامة بن لادن يحث فيه على النيل من بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي السابق في العراق، ويرصد ابن لادن "مكافأة ذهبية لمن يتمكن من قتله". وشمل ابن لادن كل من القائد العسكري للقوات الأمريكية في العراق ونائبه والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، ومبعوثه الخاص في العراق الأخضر الإبراهيمي.
القاعدة حول العالم:
انبثق عن تنظيم القاعدة عدة فروع في بلدان مختلفة، منها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تعاقب عليه عدة أمراء ونشط في الفترة بين ٢٠٠٣ - ٢٠٠٦ وتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي بدأ بـ ١٧ عنصر تحت إمرة أبو مصعب الزرقاوي وأخذ يقوى مع الأيام حتى قام بعدة عمليات ضخمة في العراق بدأت منذ معركة الفلوجة الأولى واغتيال محمد باقر الحكيم وتفجير مبنى الأمم المتحدة في بغداد ثم مجزرة الموصل وتفجيرات القحطانية ومجزرة سيدة النجاة. كما أسس أنصاره تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي قام بعدة هجمات على الجيش الجزائري. وكذلك كتائب أبو حفص المصري التي تسمي نفسها لواء القاعدة في أوروبا وتبنت وتفجيرات لندن.
مقتله:
قتل أسامة بن لادن فجر الاثنين 28 جمادى الأولى 1432 هـ الموافق 2 مايو 2011 من خلال عملية دهم دامت 40 دقيقة شارك بها مروحيات الشبح التي لم تكن تعتقد أجهزة الاستخبارات أنها قد وجدت بعد ، وعلى متنها كان حوالي 25 جنديًا من قوات المغاوير الأمريكية بالاشتراك مع بعض العناصر من المخابرات الباكستانية على قصر كان يختبئ به بأبيت اباد بباكستان، وقد قتل برصاصة في رأسه بعد اشتباك خاطف بينه ومعه زوجته ولم يكن بحوزتهما سلاح ضد القوات الأمريكية حيث قتلته وأصابت زوجته، وبعد الواقعة شاعت مزاعم أمريكية أن بن لادن جعل زوجته درعاً بشرياً يختبئ خلفه لكن مسؤولاً في البيت الأبيض نفى ذلك وأكد أنه وزوجته قاوما على الرغم من أنهما عزل، كما قتل أيضا ثلاثة آخرون منهم أحد ابناؤه البالغين وعنصران في القاعدة، وفقدت قوة المغاوير مروحية أباتشي إثر إصابتها بقذيفة آر بي جي.
فيديو: قصة أسامة بن لادن
وهو مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة، وهو تنظيم سلفي جهادى مسلح أنشئ في أفغانستان سنة 1988. زج بن لادن بتنظيم القاعدة في حروب ضد أعتى قوتين في العالم وهما الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة حيث حارب الاتحاد السوفييتي إبان غزو أفغانستان وحارب الولايات المتحدة حينما غزت العراق وأفغانستان، وأعلن بالاشتراك مع أيمن الظواهري عام 1998م الجبهة العالمية للجهاد ضد اليهود والصليبين والتي نجم عنها لاحقاً ما يسمى الحرب على الإرهاب أو الحملة الصليبية العاشرة.
بعد وفاة والده، وكان أسامة وقتها في الحادية عشرة من عمره بلغ نصيبه من التركة ما يعادل 300 مليون دولار، استثمرها في المقاولات وفي غيرها. على أن ثروته وعلاقاته مكنته من تحقيق عمل آخر، وهو دعم المجاهدين الأفغان ضّد الغزو السوفيتى لأفغانستان، وفى سنة 1984م أسّس ابن لادن منظّمة دعويّة وأسماها "مركز الخدمات" وقاعدة للتدريب على فنون الحرب والعمليات المسلحة باسم "معسكر الفاروق" لدعم وتمويل المجهود الحربي للمجاهدين الأفغان، وللمجاهدين العرب والأجانب فيما بعد. وبعد انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان ومع بداية الغزو العراقي للكويت عام 1990م خرج ابن لادن من السعودية مهاجرا إلى السودان، وهناك أسس تجارة فاشلة أيضا ومركزاً جديداً للعمليات العسكرية في السودان.
وتحت ضغوط دولية غادر ابن لادن السودان في سنة 1996م متوجّهاً إلى أفغانستان نتيجة علاقته القوية بجماعة طالبان، التي كانت تسيطر على أفغانستان، وهناك ظهر وجهه الحقيقي إذ أعلن الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية. وفى سنة 1998م تلاقت جهود أسامة بن لادن مع جهود أيمن الظواهري الأمين العام لتنظيم الجهاد الإسلامي المصري المحظور، وأطلق الاثنان بياناً يدعو إلى: قتل الأمريكان وحلفائهم أينما كانوا، وإلى إجلائهم من المسجد الأقصى والمسجد الحرام. ونتيجة لبيانه ارتكبت القاعدة تفجيرات الخبر وتفجيرات نيروبي ودار السلام.
وقامت القاعدة في إطار حربها على اليهود والصليبين بالهجوم على أهداف مدنية وعسكرية في العديد من البلدان أبرزها هجمات 11 سبتمبر وتفجيرات لندن 7 يوليو 2005 وتفجيرات مدريد 2004, ولذلك تعتبر هدفاً رئيسياً للحرب الأمريكية على الإرهاب. وبعد سنين من تواريه عن الأنظار وبالتحديد في فجر يوم الاثنين 2 مايو عام 2011 تمكنت قوة أمريكية من مباغتة بن لادن بينما كان في مسكنه قرب إسلام آباد وأردته قتيلاً برصاصة في الرأس ثم ألقت بجثته سراً في البحر من على متن حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسن، وذلك بعد القيام بما وصفته الحكومة الأمريكية بالشعائر الإسلامية له.
تعرفه على أفغانستان:
قرر الدكتور عبد الله عزام في عام 1978م المنظر الرئيسي للإسلاميين المعاصرين أن تأسيس قاعدة صلبة سيوجد رجالاً يكونون قدوة للعالم الإسلامي وتحفيز الامة وتعبئتها ضد قاهريها وانضم بن لادن كأحد تلاميذه. بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان أحب أسامة في وقت مبكر أن يطلع على الوضع بنفسه فرتب مع الجماعة الإسلامية رحلة إلى باكستان حيث أصطحب من كراتشي إلى بيشاور وهناك قابل مجموعة من قيادات المجاهدين أمثال عبد رب الرسول سياف وبرهان الدين رباني. استغرقت الرحلة شهراً وأقتنع من خلالها بن لادن أن القضية تستحق أن تعطى جل اهتمامه. بعد عودته إلى السعودية واطمئنانه إلى إمكانية البوح بخبر الرحلة بدأ يتحدث مع إخوانه وأقاربه وزملائه في الدراسة حول مشاهداته وتمكن من تنفيذ حملة علاقات عامة لصالح المجاهدين في أفغانستان. وتمكن من جمع تبرعات مالية وعينية للجهاد في أفغانستان وحمل تلك التبرعات وذهب في رحلة أخرى إلى باكستان بقي أسامة هناك لمدة شهر. تكررت رحلاته إلى باكستان لتقديم الدعم المالي والعيني الذي يحصل عليه في السعودية وظل مكتفياً بزيارة معسكرات المجاهدين ومخيمات الأفغان في باكستان.
بدأت علاقة أسامة بن لادن بالجهاد في أفغانستان منذ الأسابيع الأولى للغزو الروسي لها في 26 ديسمبر عام 1979م حيث شارك مع المجاهدين الأفغان ضد الغزو الشيوعي وكان له حضور كبير في معركة جلال آباد التي أرغمت الروس على الانسحاب من أفغانستان. وفي عام 1982م قرر أسامة اجتياز الحدود والدخول إلى أفغانستان والمشاركة في الجهاد وبعد مشاهدته الطبيعة الجبلية الصعبة لأفغانستان قرر الاستفادة من تجربته في المقاولات وجلب عدداً هائلاً من المعدات والجرارات والحفارات لمساعدة المجاهدين على تمهيد الجبال وشق الطرق وإنشاء المعسكرات. تكررت زيارة أسامة إلى أفغانستان وإشرافه على نقل الأموال والسلاح والمعدات ومساهمته بعض الأحيان في بعض المعارك لكن بشكل غير منتظم.
وفي عام 1982م قرر بن لادن الدخول إلى أفغانستان والمشاركة في الجهاد ضد القوات السوفياتية حيث تلقى دعماً مالياً من وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA بعلم من الحكومة الأمريكية قدرت بثلاثة مليار دولار كما تم تمويله بالسلاح ومصادر أخرى حتى انتصار الافغان على السوفيت الذين خرجوا من أفغانستان مهزومين. وكان بن لادن ضد الروس حيث قال: "في هذا الجهاد كانت أهم الأمور العمل على تدمير أسطورة القوى العظمى ليس فقط في تفكيري لكن أيضاً في تفكير كل المسلمين".
بيت الأنصار:
وفي عام 1984م ظهر أول نموذج لعمل مؤسسي لجهاد العرب في أفغانستان وهو بيت الأنصار في بيشاور. واعتبر بيت الأنصار محطة أولى واستقبال مؤقت للقادمين العرب للجهاد في أفغانستان قبل توجههم للتدريب ومن ثم للمساهمة في الجهاد. وكان أسامة يرسل الشباب العرب الذين يقيمون في بيت الأنصار إلى قادة المجاهدين في ذلك الوقت أمثال قلب الدين حكمتيار وعبد رب الرسول سياف وبرهان الدين رباني. وقد تزامن تأسيس بيت الأنصار مع تأسيس مكتب الخدمات في بيشاور من قبل الشيخ عبد الله عزام.
أدى تأسيس المكتب إلى نوع من التكامل مع بيت الأنصار حيث يؤدي المكتب المهمة الإعلامية وجمع التبرعات وحث المسلمين وخاصة العرب على الجهاد بالنفس والمال ويؤدي البيت المهمة العملية في استقبال وتوجيه الراغبين في الجهاد أو الاطلاع على أوضاع الأفغان، توثقت علاقة أسامة بالشيخ عبد الله عزام خلال تلك الفترة غير أنه لم يحدث دمج لعملهما إذ اعتبرا أن الأفضل تعدد الواجهات مع التنسيق الجيد.
وفي عام 1986م قرر أسامة أن يتوسع في تنظيم العملية الجهادية ويكون له معسكراته وخطوط إمداده. فتمكن من تشييد ستة معسكرات وتمكن من خلال خبرته في الإنشاءات من تحريكها ونقلها أكثر من مرة تبعاً لظروف الحرب، بعد تجربة المعسكرات وتمكن أسامة من تبني المجاهدين العرب منذ وصولهم إلى تدريبهم إلى إشراكهم في المعارك أصبحت فكرة المشاركة في الجهاد ذات جاذبية شديدة لأن الشباب أصبحوا يتناقلون أخبار بساطة الفكرة وتقليل هيبة المشاركة في الجهاد كون الذي يستقبل ويدرب ويقود كلهم من العرب.
شارك المجاهدون العرب في مناوشات عديدة وقتال محدود في البداية ثم دخلوا في معارك طاحنة كان أشهرها معركة جاجي في نهاية ذلك العام والتي هزم على يد المجاهدين العرب فيها وحدات من أفضل الوحدات الروسية تدريباً وأفضلهم تسليحاً وقتل فيها عدد من ذروة رجال الكوماندوس الروس، كانت المشاركة في الجهاد في أفغانستان تتم دون مضايقات من السعودية أو باكستان، وخلال تلك الفترة لم يكن أسامة يعود للمملكة إلا قليلاً ويقضي معظم أيام السنة في أفغانستان.
القاعدة:
أسس بن لادن هو ومعاونوه سجل القاعدة عام 1988م وهو عبارة عن قاعدة معلومات تشمل تفاصيل كاملة عن حركة المجاهدين العرب قدوماً وذهاباً والتحاقاً بالجبهات. وأصبحت السجلات مثل الإدارة المستقلة ومن هنا جاءت تسمية سجل القاعدة على أساس أن القاعدة تتضمن كل التركيبة المؤلفة من بيت الأنصار - أول محطة استقبال مؤقت - للقادمين إلى الجهاد قبل توجههم للتدريب ومن ثم المساهمة في الجهاد ومعسكرات التدريب والجبهات. واستمر استعمال كلمة القاعدة من قبل المجموعة التي استمر ارتباطها بأسامة بن لادن.
الخلاف مع الدولة السعودية:
وجد العالم العربي نفسه بعد أن انتهت الحرب في أفغانستان وهزيمة السوفيت في مواجهة خاصة جديدة وهي (الأفغان العرب) الذين التحقوا بالجهاد ضد الاحتلال السوفياتي ورغم أن هؤلاء المجاهدين ذهبوا للجهاد بتشجيع ومباركة رسمية عربية إلا أنهم باتوا في نظر الحكومات مشكلة مع تنامي العداء بين المجاهدين والولايات المتحدة الأمريكية. ورغم أن أسامة بن لادن ورفاقه تمكنوا من بناء بنية في أفغانستان تمكنت من اجتذاب عناصر جدد واقامة روابط مع حركات إسلامية أخرى مثل طالبان فإنهم لم يتمكنوا ابدا من اقامة شبكة متماسكة.
بعد هزيمة القوات الروسية في أفغانستان وانسحابها منها في عام 1989م عاد أسامة للسعودية معتبرا هذه العودة واحدة من السفرات التي يتوجه فيها للمملكة ويعود فور إنهاء بعض الأمور هناك، وبعد عودته تلك منعته السلطات السعودية من السفر ومنع من ممارسة أي نشاط سياسي فاستقر به المقام هناك وبدأ في المطالبة بالإصلاح السياسي. بعد غزو العراق لدولة الكويت واحتلالها في العام 1990م وتهديد القوات العراقية للسعودية عرض أسامة بن لادن على السلطات هناك جلب المجاهدين العرب الذين يستمعون له للمساهمة في الدفاع عن الأراضي السعودية ضد أي غزو عراقي محتمل.
جاء التهديد العراقي إلى السعودية أثناء الهجوم العراقي على الكويت وعرض بن لادن على جابر الصباح أمير الكويت والملك فهد خدمات مجاهديه لكن الملك فهد لم يلتفت لعرضه واستنجد بالقوات الأمريكية والائتلاف الدولي فغضب بن لادن علناً بسب دخول القوات الأمريكة وحلفائها إلى السعودية وعده انتهاكاً لقدسية جزيرة العرب. وبعد ذلك تدهورت علاقته مع آل سعود واحتدت نبرته اتجاههم حداً لم يكن بعده سوى القطيعة والعداء. حيث اتهمهم أنهم أسرة عميلة ظالمة غدرت بالعراق وأن الملك عبد العزيز من الخوارج لأنه كفر أهل الحجاز وأنه عميل للإنكليز وأن الملك فهد قد اقترف ناقضاً من نواقض الإسلام باستعانته بالائتلاف الدولي على المسلمين وأنه استباح حرمة الحرم المكي وأن الملك عبد الله في طوع أمريكا ثم لاحقاً اتهم من حذفوا نصوص الولاء والبراء من المناهج الدينية المدرسية بالردة الجامحة.
بعد كل هذا غادر بن لادن السعودية عائداً إلى أفغانستان ثم إلى الخرطوم عام 1992م حينها صدر أمر في نهاية العام نفسه بتجميد أمواله. ثم تحولت قضية بن لادن إلى قضية ساخنة على جدول أعمال المخابرات الأميركية فسحبت الحكومة السعودية جنسيته عام 1994م، دفعت هذه التطورات أسامة لأن يأخذ أول مبادرة معلنة ضد الحكومة السعودية حين أصدر بياناً شخصياً يرد فيه على قرار سحب الجنسية وقرر بعد ذلك أن يتحرك علنا بالتعاون مع آخرين.
بعد عودته لأفغانستان مرة أخرى صادف وجوده هناك انهيار النظام الشيوعي بقيادة الرئيس نجيب الله وسقوط كابل وبداية الحرب بين فصائل المجاهدين الأفغان، أصدر بن لادن عندها قرار يمنع المجاهدين العرب من المشاركة في الحرب بين الفصائل الأفغانية المتناحرة ورفض مساندة أي فصيل أفغاني وبقي على الحياد. حاول أسامة بن لادن التوسط بين الفصائل الأفغانية إلا أن جهوده ذهبت أدراج الرياح. وبعد مكوثه في أفغانستان لعدة أشهر استشعر أن وجوده في أفغانستان قد يشكل تهديداً على حياته لذا فقد قرر مغادرتها والتوجه إلى السودان.
السودان:
اعتبر بن لادن أن المشروع الإسلامي الذي تبنته الحكومة السودانية في أعقاب الانقلاب الذي قادته الجبهة الإسلامية للإنقاذ في العام 1989م قد يكون بديلاً لما كان يحلم به وأنه سيكون قادراً على تقديم شيء للنظام الإسلامي هناك كما أنها ستكون ملاذاً له من أفغانستان. فتوجه إلى السودان بطيارة خاصة وبرحلة سرية في نهاية سنة 1991م وفي تلك الرحلة اصطحب معه عدداً من رفاقه إلى السودان والتحق به آخرون بطرق أخرى. تمكن خلال وجوده بالخرطوم من نقل كافة أرصدته المالية وبدأ العمل في مجال المقاولات وإنشاء المزارع واعتبر مشروع الطريق بين الخرطوم وبور سودان من أكبر المشاريع الذي نفذها بن لادن هناك.
أثناء وجوده في السودان تلقى عدة عروض للعودة للسعودية لكنه رفضها كلها. وفي العام 1992م جمدت السلطات السعودية كافة أموال بن لادن وبعد ذلك بعامين أي في العام 1994م اصدرت السلطات السعودية قراراً بسحب جنسيته منه. أثناء وجوده في السودان وقعت احداث الصومال إذ تمكن فصيل يقوده عرب كانوا شاركوا بالجهاد في أفغانستان من توجيه ضربات مؤذية للقوات الاميركية هناك قبل انسحابها من الصومال. كما وقع في تلك الفترة انفجاراً في الرياض واعتبرت المجموعة المنفذة له على علاقة ببن لادن.
بعد تلك الأحداث بدأت إقامته في السودان تسبب حرجاً شديداً للحكومة السودانية وتعرضت الحكومة السودانية لضغوط كبيرة لإخراجه من هناك. عندها بدا بن لادن ترتيب خروجه من السودان واتصل عندها ببعض الأفغان الذين تربطهم به علاقة جيدة منذ وجودة هناك فاتصل بالشيخ يونس خالص والشيخ جلال الدين حقاني الذين كان لهما نفوذ قوي في منطقة جلال آباد وكان ذلك قبل أن يمتد نفوذ حركة طالبان خارج قندهار حين كانت مناطق أفغانستان موزعة بين الفصائل الأفغانية وعليه فقد خرج من السودان وقد ذكر الدكتور حسن الترابي في مقابلة مع قناة الجزيرة في العام 2006م أنه بعد خروج أسامة من السودان فقد تمت سرقة أمواله التي كان يعمل بها في السودان ويدير بها مشاريعه هناك. وقبل رحيله عن السودان بدأ بن لادن تدريب جنوده فيها لخوض حربه ضد أمريكا وتعرف خلالها على كبار من مساعديه ولكن القوات الأمريكية تنبهت لما يفعله بن لادن فقصفت منطقة تدريبه كضربة تأديبية ولكنه زاد عدوانه ضد الأمريكان فرجع لأفغانستان بعد ضغوط أمريكية ومصرية وسعودية وأعلن الحرب ضد الأمريكان.
العودة لأفغانستان:
بعد وصوله هناك أرسل رسالة إلى الفصائل الأفغانية يخبرهم أنه لا يزال على التزامه بعدم الدخول في خلافاتهم وصراعاتهم كان ذلك قبل أن يستولي الطالبان على جلال آباد ومن ثم على كابل. بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان بعث الملا محمد عمر قائد طالبان رسالة إلى بن لان يخبره فيها أنه مرحب به في أفغانستان وأنه تحت حمايتهم لكنه طلب منه التوقف عن أي نشاط إعلامي، خلال تلك الفترة سعت السعودية لدى حركة طالبان لتسليمها بن لادن إلا أن الحركة رفضت ذلك الطلب واستمرت في استضافة بن لادن وتوفيرها الحماية له. شارك بن لادن حركة طالبان في قتالها ضد عبد الرشيد دوستم وأحمد شاه مسعود كما فرغ عدداً من أتباعه لمساعدة الطالبان في قضايا التخطيط والإدارة والتنمية للدولة الجديدة.
في نهاية عام 1997م قرر أسامة أن يستعيد نشاطه فبدأ أولاً مع علماء طالبان وباكستان فاستصدر منهم فتوى تؤيد بيانه لإخراج القوات الأميركية من جزيرة العرب، تزامنت هذه الفتوى مع وجود عدد من قيادات الجماعات الإسلامية وخاصة جماعة الجهاد المصرية في أفغانستان وتقاطر عدد كبير من الوفود من باكستان وكشمير على أسامة. تمكن أيمن الظواهري أحد هذه القيادات من إقناع بن لادن بتوسيع مفهوم الحرب مع أمريكا إلى قتالها في كل مكان، وتوسعت القناعة لتشمل بدلاً من مقاتلة أمريكا قتل كل أمريكي في سن القتال في كل زمان ومكان ومعهم اليهود. تحولت القناعة إلى عمل وذلك من خلال إصدار بيان الجبهة الإسلامية العالمية في فبراير عام 1998م الذي يدعو إلى قتل الأمريكان واليهود في كل مكان وزمان، وقع البيان مع بن لادن عن جماعة الجهاد المصرية الدكتور أيمن الظواهري ورفاعي طه أحد مسئولي الجماعة الإسلامية المصرية كما وقعه رئيس أحد الفصائل الكشميرية وأحد القيادات الباكستانية المشهورة. في مايو 1998م عقد بن لادن مؤتمراً صحفياً على الحدود مع باكستان أشار فيه إلى احتمال حصول حوادث ضد الأمريكان خلال فترة قصيرة ولم يحدد أين.
تفجيرات كينيا وتنزانيا:
في أغسطس 1998 تم تنفيذ عمليتي تفجير ضد سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا واتهمت السلطات الأميركية بن لادن بالوقوف وراء هذين التفجيرين وبناء على ذلك قام الأميركيين بقصف مصنع الشفاء للأدوية في السودان وقصف مواقع في مدينة قندهار الأفغانية. وخلال تلك الفترة حاول الأمريكان مرة أخرى التفاوض مع طالبان حول بن لادن ورفض الملا عمر التفاوض معهم. وبقي بن لادن تحت حماية الطالبان خوفا من عملية اغتيال أو خطف مفاجئة، وقد نفى الناطق الرسمي باسم الحركة وقتها إشاعة أن يكون بن لادن تحت الإقامة الجبرية وأكد أنه يتمتع بحرية التنقل في كافة أنحاء أفغانستان. في العام 2000 تم تنفيذ عملية انتحارية ضد المدمرة الأميركية يو إس إس كول في ميناء عدن اليمني وقتل فيها عدد من جنود المارينز الأمريكيين واتهمت السلطات الأميركية بالوقوف خلف تلك العملية. في عام 1999م وضع اسم بن لادن ضمن قائمة المطلوبين التي أصدرها مكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكي. وفي عام 2000م شكوك حول علاقة بن لادن بتفجير المدمرة الأمريكية كول في اليمن، والتي أدت إلى مقتل 17 بحارا، وجرح 39 آخرين.
هجمات سبتمبر:
في 11 سبتمبر 2001 تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من قبل 19 شابا من أتباع بن لادن بعد وأطلق على تلك العملية اسم هجمات سبتمبر. اختطفت أربع طائرات أمريكية، ضربت اثنتان منها برجي التجارة العالمي في نيويورك، وسقطت الثالثة في بنسلفانيا، بينما حاولت الأخيرة ضرب مبنى البنتاغون، ما أدى في نهاية ذلك اليوم إلى قتل نحو ثلاثة آلاف شخص. أختفى زعيم تنظيم القاعدة عن الأنظار بعد الحرب على طالبان والقاعدة في أفغانستان وظن البعض أن أسامة بن لادن كان مختبئًا في المنطقة الجبلية لأفغانستان والمتاخمة للحدود الباكستانية. وفي شريط مرئي بثته قناة الجزيرة في 30 أكتوبر 2004، برر ابن لادن ولأول مرة سبب إقدام القاعدة على توجيه ضربة للمباني المدنية في الولايات المتحدة، فقد علل بن لادن الضربة بقوله: "بعدما طفح الكيل بالمسلمين من إقدام إسرائيل على اجتياح لبنان سنة 1982، وما تفعله من أعمال إرهابية ضد المدنيين الأبرياء في فلسطين وما تشهده الساحة الإسلامية من انتهاكات إسرائيلية حيال الشعب الفلسطيني. وما أيضًا يراه كل العالم بأن أمريكا تساند وتبارك إسرائيل بما تفعله باحتلالها أراضٍ ليست حقًّا لها لا في تاريخ أو حضارة". وادعى "ان الرئيس الأمريكي مخطئ بتفسيره أن القاعدة مناهضة للحرية ويستند قوله على أن القاعدة تقول الحقيقة التي لبثت أمريكا دوما بإخفائها".
الحرب على أفغانستان:
بعد تلك العملية قامت الولايات المتحدة ودول متحالفة معها في شن حرب على أفغانستان لإسقاط حكم طالبان والقبض على بن لادن وأعضاء تنظيمه الذي بات يعرف باسم تنظيم القاعدة. وبعد شهر من الهجمات الجوية على أفغانستان سقطت حكومة طالبان وتم قتل عدد من أعضاء القاعدة إلا أنه لم يقبض على الملا محمد عمر زعيم طالبان ولا أسامة بن لادن أو مساعده أيمن الظواهري، ومنذ ذلك الوقت لا يعرف المكان الذي يتواجد فيه بن لادن ومساعده أو الملا عمر، ورغم عمليات البحث والملاحقة له تمكن بن لادن من إصدار عدد من الأشرطة التلفزيونية أو الصوتية وتوجيه رسائل إلى الولايات المتحدة والغرب من خلالها والتعليق على الإحداث الجارية في المنطقة العربية والعالم الإسلامي، وقد عرض في أحد تلك الأشرطة في العام 2004 الصلح على أوروبا إذا تعهدت بعدم الاعتداء على المسلمين، وفي عام 2005م أصدر عدد من العلماء المسلمين في إسبانيا أول فتوى ضد بن لادن.
الاتهامات الموجهة له:
قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه الاتّهام المباشر له لتسبّبه في تفجيرات الخبر وتفجيرات نيروبي ودار السلام، وأحداث 11 سبتمبر 2001 والتي أودت بحياة 2997 شخص وكذلك تفجير المدمرة كول. وهو على رأس قائمة المطلوبين في العالم (على قائمة الإنتربول)
وآخر مكان معلوم كان فيه ابن لادن هو مدينة قندهار في أفغانستان سنة 2001، وطلبت الولايات المتحدة من طالبان تسليمها ابن لادن ولكن الجماعة التي كانت تحكم أفغانستان آنذاك طالبت الولايات المتحدة بأدلة على تورط أسامة بن لادن في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. وعلى أثر ذلك قادت الولايات المتّحدة وبدون تفويض دولي الحرب على أفغانستان وأطاحت بحكومة طالبان إلا أن الولايات المتحدة لم تستطع القبض على ابن لادن. وكان يُعتقد أن ابن لادن قد مات ميتةً طبيعيّة لإصابته بالفشل الكلوي الأمر الذي يستدعي عنايةً طبيةً فائقةً والتي تصعب على بن لادن في وضعه الحالي. (كثير من التقارير تنفي إصابته بالفشل الكلوي كما في اللقاء مع طبيبه الخاص)، ولكن من حين لآخر، تظهر أشرطة مرئية وصوتية له متحدثًا عن قضايا الساعة مما قد يشير بأنه ما زال على قيد الحياة.
وفي 7 مايو 2004، ظهر شريط صوتي منسوب لأسامة بن لادن يحث فيه على النيل من بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي السابق في العراق، ويرصد ابن لادن "مكافأة ذهبية لمن يتمكن من قتله". وشمل ابن لادن كل من القائد العسكري للقوات الأمريكية في العراق ونائبه والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، ومبعوثه الخاص في العراق الأخضر الإبراهيمي.
القاعدة حول العالم:
انبثق عن تنظيم القاعدة عدة فروع في بلدان مختلفة، منها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تعاقب عليه عدة أمراء ونشط في الفترة بين ٢٠٠٣ - ٢٠٠٦ وتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي بدأ بـ ١٧ عنصر تحت إمرة أبو مصعب الزرقاوي وأخذ يقوى مع الأيام حتى قام بعدة عمليات ضخمة في العراق بدأت منذ معركة الفلوجة الأولى واغتيال محمد باقر الحكيم وتفجير مبنى الأمم المتحدة في بغداد ثم مجزرة الموصل وتفجيرات القحطانية ومجزرة سيدة النجاة. كما أسس أنصاره تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي قام بعدة هجمات على الجيش الجزائري. وكذلك كتائب أبو حفص المصري التي تسمي نفسها لواء القاعدة في أوروبا وتبنت وتفجيرات لندن.
مقتله:
قتل أسامة بن لادن فجر الاثنين 28 جمادى الأولى 1432 هـ الموافق 2 مايو 2011 من خلال عملية دهم دامت 40 دقيقة شارك بها مروحيات الشبح التي لم تكن تعتقد أجهزة الاستخبارات أنها قد وجدت بعد ، وعلى متنها كان حوالي 25 جنديًا من قوات المغاوير الأمريكية بالاشتراك مع بعض العناصر من المخابرات الباكستانية على قصر كان يختبئ به بأبيت اباد بباكستان، وقد قتل برصاصة في رأسه بعد اشتباك خاطف بينه ومعه زوجته ولم يكن بحوزتهما سلاح ضد القوات الأمريكية حيث قتلته وأصابت زوجته، وبعد الواقعة شاعت مزاعم أمريكية أن بن لادن جعل زوجته درعاً بشرياً يختبئ خلفه لكن مسؤولاً في البيت الأبيض نفى ذلك وأكد أنه وزوجته قاوما على الرغم من أنهما عزل، كما قتل أيضا ثلاثة آخرون منهم أحد ابناؤه البالغين وعنصران في القاعدة، وفقدت قوة المغاوير مروحية أباتشي إثر إصابتها بقذيفة آر بي جي.
فيديو: قصة أسامة بن لادن