الحوثيون يتقدمون.. والحراك الجنوبي يغيب عن المشهد اليمني

الأربعاء 25/مارس/2015 - 09:14 م
طباعة الحوثيون يتقدمون..
 
مع وقوع اشتباكات وتقدم الحوثيين في عدد من المدن الجنوب اليمني، وفي ظل الصراع الذي تخوضه قوات من اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي احد ابناء الجنوب ، غاب تماما رموز الحراك الجنوبي في اليمن عن الحرب المشتعلة بخاصرة الجنوب مدينة عدن والتي يتواجد علي مشارفها مليشيات جماعة أنصار الله "الحوثيين".
غياب رموز العمل الجنوبي أدى إلى حالة من الغضب بين ثوار الجنوب والمطالبين بالانفصال عن الشمال وحكم صنعاء.

تقدم الحوثيين

وذكرت تقارير إعلامية أن الأوضاع بعدن جنوب البلاد التي يتخذها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مقرا له، باتت تحت سيطرة الجيش والميليشيات التابعة للحوثيين.
وأوضحت التقارير أن قوات الجيش والميليشيات التابعة للحوثيين، تتواجد الآن بمنطقة "الحسينية" على بعد نحو عشرين كيلو من مقر إقامة الرئيس هادي، مضيفة أن هناك مواجهات بين قبائل موالية لهادي والحوثيين في منطقة ردفان بالضالع والحبيلين، مؤكدا أن وزير الدفاع الصبيحي وقاسم رجب قائد المنطقة الثانية وناصر منصور هادي قائد الاستخبارات بعدن وشقيق الرئيس هادي، ألقي القبض عليهم وتم نقلهم إلى صنعاء.
التطورات في اليمن شهدت غياب ملحوظ لرموز الحراك الجنوبي وهو ما أدى إلى طرح تساؤلات عدة حول غياب الحراك الجنوبي عن المشهد اليمني

أهم رموز الجنوب

أهم رموز الجنوب
ويعد أهم رموز الحراك الجنوبي الذين التزموا الصمت مع  تقدم جماعة الحوثيين نحو اليمن وسيطرتهم على عددا من مدن الجنوب دون ان تتحرك ساكنا لمواجهة الحوثيين والدفاع عن حدود الدولة الجنوبية كما يزعمون.
ولم تصدر أي من القيادات الجنوبية في المنفى أي بيان يندد او يرفض التحركات الحوثية الأخيرة.
وعلى خلاف سنوات مضت اصدرت فيها هذه القيادات بيانات سياسية بمناسبة وبدون مناسبة لجأت هذه القيادات خلال الايام الماضية الى الصمت ولم تصدر اي بيان سياسي واضح.
وكان الموقف الوحيد في الحراك الجنوبي هو موقف مجلس الحراك الثوري الجنوبي الذي اصدر بيانا دعا فيه الجنوبيين للتصدي للغزو الحوثي للجنوب. واثارت حالة الصمت هذه حالة من الاستغراب في صفوف الجنوبيين .
ويعد ابرز رموز الجنوبيين ناصر علي النوبة، الذي برز في العام 2007 حينما قاد حركة الاحتجاجات في الجنوب في الـ 7 من يوليو 2007 بساحة العروض بخور مكسر كقائد عسكري انضوى تحت إطار جمعيات المتقاعدين العسكريين في الجنوب .
ومن القيادات اللواء  خالد باراس، وهو أحد ابرز القيادات الجنوبية التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني اليمني ، ينحدر الرجل من محافظة حضرموت شرق البلاد وكان قائدا عسكريا في الجيش الجنوبي السابق قبل العام 1994 .
ومن القيادات الحراك الجنوبي ياسين مكاوي هو أحد الشخصيات الاجتماعية العدنية وينحدر من مديرية كريتر وتحديدا حي "الخليج الأمامي".
وهناك احمد القنع، وهو ناشط سياسي من مديرية لودر بمحافظة أبين جنوب اليمن، عمل بدايات حياته معلما في مدرسة موحدة بالمدينة التي يعيش فيها .
وهناك ايضا الشيخ غالب مطلق، وهو سياسي جنوبي من مدينة الضالع جنوب اليمن، لا تتوفر معلومات سياسية عن الرجل كون انه كان احد الشخصيات الجنوبية المقيمة في العاصمة البريطانية لندن.
وهناك ايضا قيادة حزب "رابطة أبناء الجنوب العربي الحر"، ممثلة برئيس الحزب السياسي عبد الرحمن الجفري، والأمين العام الشيخ محسن بن فريد، والشيخ عبد الرب النقيب.
و  السفير اليمني السابق القيادي البارز في "الحراك الجنوبي" قاسم عسكر جبران، الذي حذر من أن الأحداث التي شهدتها مدن جنوب اليمن خلال اليومين الماضين قد تدفع الجنوبيين إلى القيام بثورة مسلحة للدفاع عن أنفسهم في مواجهة ما وصفها بـ"قوات الاحتلال اليمني" التي تستهدف دائماً المواطنين الجنوبيين وقراهم.
وفي الخارج يوجد نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض، و جاش الأغبري عميد الأسرى الجنوبيين.

مجلس الحراك الثوري الجنوبي

مجلس الحراك الثوري
ورغم دعوة مجلس الحراك الثوري الجنوبي لموجهة والدفاع عن الحوثيين الا انه لم يوجد أي تحرك ملموس على أرض الواقع.
وقالت الهيئة الوطنية الجنوبية أحد فصائل الحراك الجنوبي في بيان لها إن "مكوناتنا الثورية التحررية الجنوبية ستكون في مقدمة الصفوف دفاعا عن الوطن الجنوبي".
ويجمع الحراك الجنوبي في صفوفه فصائل متعددة تختلف في قوتها وحجمها وتوجهاتها. ومنذ قيامه انشقت عنه فصائل كثيرة وانضمت إليه أيضًا فصائل كثيرة أخرى.
ودعت الهيئة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية ودول العالم كله للقيام بواجباتها، تجاه ما وصفه بـ"الغزو الجديد"، والوقوف مع شعبنا لصد هذا العدوان وتمكين أبناء الجنوب من حقوقهم الوطنية المشروعة ومنها إنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال وإقامة دولة الجنوب العربي الجديدة غير منقوصة السيادة على الأرض الجنوبية كاملة وفق الحدود الدولية المتعارف عليها".

هادي والجنوب

هادي والجنوب
وكان التقى الرئيس اليمني 11 مارس الجاري بعدد من قيادات الفصائل ومكونات الحراك الجنوبي التي تطالب باستقلال الجنوب عن الشمال في أول لقاء من نوعه يجمع الطرفين منذ سنوات.
وأكدت قيادات الحراك الجنوبي دعمها للشرعية الدستورية للرئيس هادي بصفته منتخبا من قبل الشعب.
وأدانت هذه القيادات ما تعرض له هادي من حصار بصنعاء ورفضهم للانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية. وطالبوا بالإفراج عن رئيس الوزراء خالد بحاح وبقية الوزراء المحاصرين في صنعاء.
وطالب الرئيس هادي كونات الحراك بتوحيد الصفوف وتجاوز خلافات الماضي في ظل وضع صعب يتطلب تكاتف جميع الفصائل والمكونات الجنوبية، مؤكدا ان القضية الجنوبية انتقلت من الساحة الوطنية إلى الساحة الإقليمية والدولية وذلك بفضل الاهتمام الكبير الذي حظيت به هذه القضية خلال جلسات مؤتمر الحوار الوطني.
إلا أن الوضع الحالي يشير إلى تخلي رموز الحراك الجنوبي عن دعم ومساندة الرئيس اليمني، أمام هجوم الحوثيين، وهو ما يؤكد أن موقف الحراك الجنوبي من الرئيس هادي، سلبي ويؤكد عدم رضا الحراك عن سياسته، وخاصة في ظل تأكيده على وحدة الدولة اليمنية وهو ما يرفضه الحراك الراغب في الانفصال عن الشمال.

لماذا غاب الحراك الجنوبي؟

لماذا غاب الحراك
ورأى المراقبون أن الحراك بغيابه عن المشهد يسعى إلى الانفصال عن الشمال، ولكن وضعه  الحالي لا يسمح له بإعلان الانفصال رغم أنه الهدف الذي يناضل من أجله منذ سنوات.
وأضاف المراقبون أن الحراك الجنوبي مفكك وغير موحد، كما أن الجنوب غير مهيأ لذلك بسبب وجود أكثر من لاعب في الساحة السياسية، بالإضافة إلى عدم وجود رغبة دولية أو إقليمية تؤيد ذلك، مشيراً إلى أن الحراك استنفد كل وسائل النضال السلمي وتراجع نشاطه الشعبي بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.
وأوضح المراقبون أن الحراك الجنوبي حدثت فيه انشقاقات واتهامات بالخيانة، بل ذهب بعض قيادات الحراك وجهت التهمه لقيادات من الحراك بانهم لم يقاتلوا بل قاموا بالسلب والنهب ولم يكن اهتمامهم القتال، وهو ما يوضح مدي الضعف الذي يوجد في الحراك الجنوبي.
كما أشاروا إلى أن  الحراك الجنوبي مخترق من قوى خارجية من إيران والسعودية وقوى أخرى، وهو ما يؤكد ان التعويل على الحراك أمر غير واقعي وخاسر.

شارك