الإفتاء المصرية: مطالب "داعش" بقتل الأهل شيء لا يصدقه عقل!

الأربعاء 25/مارس/2015 - 09:21 م
طباعة الإفتاء المصرية:
 
رصد مرصد التكفير بدار الإفتاء المصرية أمس، دعوات مشبوهة أطلقها التنظيم الإرهابي داعش تنادي بقتل الأقارب ولاءً وبراء قبل الهجرة إلى دولة خلافتهم المزعومة.
 وقال المرصد في معرض رده على تلك الافتراءات: "إن ما دعت إليه تلك الجماعة التكفيرية لهو أمر مخالف للشرع الشريف ومصادم له، ومن استجاب لدعوتهم هذه فقد خالف الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم - وخالف قواعد الشرع الشريف الذي نهى عن قتل النفس.
وعظم من شأن حرمتها، ومن استجاب لقولهم ودعوتهم فهو من الآثمين المجرمين القاتلين للنفس التي حرم الله سبحانه وتعالى، وأعد للفاعل العقوبة المغلظة في الدنيا والآخرة"، وأوضح المرصد أن من القضايا التي نبّه إليها الشرع الشريف، وأعطاها أولوية ومكانة كبرى "قضية الأسرة والحفاظ عليها والسعي وراء ترابطها "، بل وجعل جزاء من يصل رحمه ويحافظ على هذا الترابط الأسري أن يبسط له في رزقه ويطول له في عمره ففي الحديث : «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَنْ نْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.وقال المرصد في بيانه "فلئن كان الشرع الشريف قد أمر المسلم بالإحسان إلى أقاربه وعلى رأسهما " الأبوين " في حالة إن كان أحد منهم على غير دين الإسلام وعدم التعدي على أحد منهم، فكيف الحال إن كانوا مسلمين أصلًا ؟ وأضاف "وهذا واضح جلي في قول الله سبحانه :{وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ شْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا
فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [الفاتحة: 15] يقول الإمام الرازي: " يَعْنِي صَاحِبْهُمَا بِجِسْمِكَ فَإِنَّ حَقَّهُمَا عَلَى جِسْمِكَ، وَاتَّبِعْ سَبِيلَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِعَقْلِكَ، فَإِنَّهُ مُرَبِّي عَقْلِكَ، كما أن الوالد مربي جسمك"، ولفت مرصد التكفير أن في السنة النبوية نجد قصة أبي هريرة - رضي الله عنه – مع أمه حينما أسلم، خير شاهد على مسألة الإحسان إلى الأقارب إن كانوا غير مسلمين، فكانت أمه على غير دين الإسلام، بل وكانت تهاجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم
– وتهجوه، وعندما أخبر أبو هريرة – رضي الله عنه - رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بحال أمه، نجد أن النبي – صلى الله عليه وسلم -لم يطلب من أبي هريرة أن يقتل أمه ولاءً وبراءً للدين الإسلامي، بل ما كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أن دعا بهدايتها كما طلب منه أبو هريرة رضي الله عنه وقد استجاب الله لدعاء نبيه.أكد المرصد أن ما نادت به هذه الجماعة التكفيرية (داعش) لا يصدق عليه سوى أنه مطالبة بأعمال إجرامية منافية للدين الإسلامي، ونها عنها الشرع الشريف، ومطالبتهم هذه تؤكد وصف رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في شأن هؤلاء
الخوارج " يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان " كما رواه البخاري في صحيحه.

شارك