تداعيات "باردو" مستمرة۔۔ الحكومة التونسية تقر قانون الإرهاب وتحوله للبرلمان
الأربعاء 25/مارس/2015 - 11:25 م
طباعة

في إطار الخطوات التونسية لمحاصرة تداعيات مذبحة باردو، وما خلفته من قتلى بين السياح الأجانب، وتهديد الموسم السياحي، ونتائجه السيئة على الاقتصاد التونسي، انتهت الحكومة التونسية من مناقشة قانون مكافحة الإرهاب، وقامت بإحالته للبرلمان من أجل مناقشته وإقراره قريبا.

من جانبه قال الناطق الرسمي لمجلس الوزراء أحمد زروق أن مشروع قانون مكافحة الإرهاب ومنع غسيل الأموال يتضمن حوالى 60 فصلًا وينص على عقوبات مشددة تصل إلى حد الإعدام وبين أن التونسيين الذين يقاتلون في تنظيمات إرهابية خارج البلاد ويعودون إلى أرض الوطن سيشملهم مشروع القانون موضحًا أن القانون القديم لسنة 2003 نص على هذه المسائل، وأن كل شخص قام بإجرام خارج البلاد أو داخله يشمله هذا القانون.
ومشروع القانون يندرج في إطار تطوير المنظومة القانونية المتصلة بمحاربة الارهاب والتصدي لمختلف العوامل المساعدة على وجودها وخاصة منها المتعلق بمصادر التمويل مشيرا الى تخصيص هاتين الظاهرتين الاجراميتين بنص وأحد بالنظر لما يجمعهما من مميزات سواء في المسالك المتبعة من قبل الجناة أو في الاجراءات القانونية والترتيبية والتدابير العملية التي ينبغي تكريسها واحترامها لضمان التصدي للظاهرتين على حد السواء.

كما يتضمن القانون احكاما تهدف خاصة الى تعريف الجرائم الارهابية بطريقة تستجيب لمقتضيات الردع وتنسجم مع المواثيق الدولية التي تكفل التعاون الدولي في التصدي لهذه الظاهرة، وتكريس صيغ وأساليب جديدة وتقنيات حديثة في التحري والتصدي لتمويل الارهاب وغسيل الاموال الى جانب اقرار حماية الضحايا والشهود وتوفير اليات لضمان عدم استهدافهم من قبل العصابات الارهابية دون أن تمس هذه الحماية من ضمانات المحاكمة العادلة.
كما تضمن مشروع القانون احداث لجنة وطنية لمكافحة الارهاب مكلفة بمتابعة تنفيذ التعهدات الدولية واقتراح التدابير التي ينبغي اتخاذها ازاء المشتبه في تورطهم في الجرائم الارهابية علاوة على اعداد دراسة وطنية حول الجرائم الارهابية وسبل التصدي لها والوقاية منها وأضاف أن هذه الاحكام نصت صراحة على منع العمل بالحسابات البنكية السرية.

وعلى صعيد التغيرات الأمنية ومتابعة نتائج التحقيق في الحادث وملاحقة الجناة، تم الاعلان عن اعتقال زعيم الخلية الإرهابية المتورطة في الهجوم على متحف باردو الأربعاء الماضي، بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية من اعتقال زعيم الخلية الإرهابية، والتي تتكون من 16 عنصرًا إرهابيا من بينهم عنصران عائدان من سورية، وقد جرى إيقاف عدد منهم داخل ولايات الجمهورية.
يأتي ذلك في الوقت الذى شارك فيه آلاف من التونسيين في مسيرة بتونس بالقرب من متحف باردو، وذلك خلال احتفالية اعادة فتح المتحف، ونظّم مشاركون من أكثر من 120 مسيرة في شوارع العاصمة التونسية حتى وصلوا إلى متحف باردو الذي هاجمه مسلّحون، ورفع المشاركون العلمين التونسي والفلسطيني أثناء مسيرتهم من ساحة باب سعدون إلى المتحف.
وردد المشاركون هتافات مناوئة للمتطرِّفين من بينها "يسقط الإرهاب" و"تونس حرة حرة والإرهاب على بره" و"كلنا يد واحدة ضد الإرهاب".
ونقلت الصحف التونسية ووسائل الاعلام مراسم إعادة افتتاح متحف باردو اليوم، ونقلت عن سائح فرنسي مشارك في المسيرة يدعى جان مايكل قوله "إنه نفس الشيء الذي حصل في باريس في إشارة لهجمات عناصر داعش على صحيفة شارلي إبدو في العاصمة الفرنسية التي قُتل فيها 17 شخصًا في يناير.