بعد تنامي نفوذ "التطرف".. نقاش جاد حول معاناة الأقليات في الشرق الأوسط
الخميس 26/مارس/2015 - 11:21 م
طباعة

رسالة تونس

في إطار القاء الضوء على معاناة الأقليات الدينية والاثنية في الشرق الأوسط، استضافت تونس مؤخرا ورشة عمل شارك فيها عدد من الباحثين والاعلامين لمناقشة تداعيات تنامى نفوذ تنظيم داعش الارهابي في الشرق الأوسط، وما خلفه من عنف ممنهج وسياسات تمييزية ضد الأقليات في العراق وسوريا على وجه التحديد.
ورشة العمل نظمتها جماعة حقوق الاقليات، بغرض النقاش حول ما تتعرض له الأقليات الدينية، وكيفية رفع العبء الذى تتعرض له في إطار المواثيق الدولية لحقوق الانسان، والآلية التي يتبعها مجلس حقوق الانسان الدولي، ورفع الوعى بما تنص عليه المواثيق الدولية، والآليات التابعة للمنظومة الدولية للتحقيق في هذه الانتهاكات، مثل المحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان، والمحكمة الجنائية الدولية.

من جانبه توقع الناشط العراقي حسام سالم انتهاء تنظيم داعش عمليا خلال الأشهر القليلة القادمة، بعد نجاح القوات العراقية، وعادت بعض الأسر المهجرة إلى مناطقها نتيجة ذلك، ولكن المخاوف من استمرار وجود أفكار داعش في المجتمع العراقي حتى ولو بعد تفكيك التنظيم.
شدد على أن الحكومة العراقية ليس لديها أي أفكار واضحة أو خطط بشأن رؤيتها في التعامل مع هموم الأقليات مستقبلا، وهو ما يزيد من الهموم والتحديات وكذلك المخاوف لدى الأقليات في حال بقائها داخل العراق، أو عودة من هاجر إلى دياره مرة أخرى، فالأمور غير واضحة والمخاوف تتزايد بشكل مخيف، وكلها أمور تزيد من التحديات التي يعانى منها الأقليات في العراق، وما يكشف عن ذلك هو استمرار نزيف الأقليات بالعراق منذ 2003، فالأمر لم يتوقف على تهديد داعش وممارساته فقط، وترتب على ذلك تراجع عدد الصابئة إلى 100 الف مواطن بعد أن كانوا نصف مليون مواطن، والمسيحيون كانوا مليون ونصف مواطن والآن 300 الف مواطن، والإيزيديين كانوا 700 الف مواطن والآن 300 ألف أو أقل، وكل هذه الأرقام تتزايد منذ 2003 وربما تضاعفت في الأشهر الاخيرة بعد ظهور فزاعة داعش، والأرقام معرضة للزيادة في حال عدم اتخاذ التدابير اللازمة مستقبلا.

بينما ألقت الناشطة السويدية من أصول اشورية "أشورينا أوراهيم" الضوء على معانا الاشوريين العراقيين نتيجة تنامى تنظيم داعش في سوريا والعراق، وما ترتب عليه خروج عدد كبير منب لدانهم والهجرة إلى اوروبا، وخاصة السويد وفرنسا، معتبرة أن السويد تقدم عدد من الامتيازات لمواطني البلدان التي تتعرض لانتهاكات على يد تنظيم داعش، وتقدم لهم عدد من الخدمات كي يندمجوا في مجتمعاتهم الجديدة.
بينما تطرق الناشط المغربي فيصل ديدي إلى معاناة الأمازيغ، والمشكلات التي يتعرضون لها وخاصة في شمال افريقيا، مطالبا بتفعيل ما تنص عليه المواثيق الدولية لحقوق الانسان، من أجل تعزيز احترام حقوق الانسان والثقافات والحريات.
وسبق أن أصدرت منظمة حقوق الاقليات الدولية تقريرا حول الأقليات في العراق ، قدمت فيه معلومات مهمة حول الأساس القانوني لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب، وضم روايات شهود العيان من أعضاء الأقليات مع التحليل القانوني.

التقرير أوضح أن تنظيم داعش ارتكب جرائم حرب، جرائم ضد الإنسانية، وحتى الإبادة الجماعية ضد الأقليات الدينية والعرقية في شمال العراق، وعلى الحكومة العراقية والمجتمع الدولي السير نحو تحقيق المساءلة والتعويض للضحاي.، ومحاسبة المتورطين في ذلك.
أشار التقرير إلى أن أكثر من 2 مليون نازح منذ يناير عام 2014، تركوا العراق، وأغلبهم من الآشوريين والشاباك، والتركمان والإيزيديين.
نوه التقرير إلى انه في ضوء 'عدم وجود استجابة فعالة من الحكومة قد غادر العديد من الأقليات المشردين دون الغذاء الكافي والمياه، والرعاية الصحية، والمأوى والاحتياجات الأخرى، مع النساء والأطفال الضعفاء هناك كارثة إنسانية تلوح في الأفق، ولابد من خطوات عملية لمساعدة الملايين المتضررة بشكل عاجل.
ويتضمن التقرير توصيات عملية التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية الفورية وتحقيق الإصلاح القانوني والاجتماعي الشامل لوضع حد للتهميش منذ أمد بعيد للأقليات.