"عاصفة الحزم".. القبائل تحسم المعركة في اليمن

الجمعة 27/مارس/2015 - 01:03 م
طباعة عاصفة الحزم.. القبائل
 
مع استمرار غارات التحالف العربي ضد جماعة انصار الله"الحوثين" في اليمن، وفي ظل غموض موقف الأحزاب والقوي السياسية تبرز مكانة وقوة القبائل في اليمن والتي يعتقد أن هناك تسيق قوي بين المملكة العربية السعودية والقبائل كما حدث في موقف سابق.

قوة القبيلة:

قوة القبيلة:
يشكل أبناء القبائل اكثر من 85 % من الشعب اليمني، حسب بعض الإحصائيات فإنه يتواجد ما يقارب 200 قبيلة في اليمن وبعضها أحصى أكثر من 400 قبيل، فاجتماعهم تحت مظلة سياسية وطنية واحدة، أمر مفصلي في استقرار اليمن واعادته لحياة الاستقرار التي فقدها  خلال الأربع سنوات الماضية.
ولعبت القبائل في اليمن دوراً في دعم ثورة سبتمبر 1962 التي أطاحت بالنظام السياسي الذي حكم شمال اليمن والذي عُرف" بحكم الائمة الزيديين" لصالح الحكم الجمهوري، إبان الثورة وما تلاها من صراعات امتدت لسنوات استفاد بعض الثوار من إثارة الحساسية القبلية (القحطانيين) – الهاشمية (العدنانيين)، لكسب تأييد القبائل ضد "حكم الائمة"  الهاشميين النسب كما يُشترط، علماً أن الثوار كان بينهم الهاشميون وغيرهم. 
وفي العام 1963، دعمت القبائل ثورة 14أكتوبر (تحديداً في مناطق الجنوب) والتي خرجت ضد الاستعمار البريطاني، وفق ما جاء في ندوة استضافتها صنعاء عام 2008، حول الدور السياسي للقبيلة في اليمن.
وقد كانت القبائل السند القوي الذي اعتمد عليه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في استمرار حكمه قرابة 31 عاما، لذلك انشأ صالح في ثمانينات القرن الماضي -بقرار جمهوري- مصلحة شؤون القبائل كمؤسسة حكومية تضم شيوخ ووجهاء من القبائل، لها سلطة في صناعة القرار في البلاد، وبذلك بنى علاقات مصلحية مع زعماء القبائل.
وفي السنوات الأخيرة كان للقبائل في اليمن دور واضح في حل مشكلة اختطاف الأجانب، والضغط على الحكومة لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي لمناطقها، والدفاع عن أبنائها أمام السلطات.
وقد شاركت في الاحتجاجات التي اندلعت ضد نظام الرئيس عبد الله صالح في فبراير 2011 وطالبت بإسقاطه.
كما شاركت في الحوار الوطني، وواجهت جماعة الحوثي، خاصة في عامي 2013-2014، بعدما سعت جماعة الحوثي إلى بسط نفوذها على مناطق مختلفة من البلاد.

موقف القبائل:

موقف القبائل:
عقب سعي جماعة الحوثيين الي تحجيم دور القبائل في اليمن، ووقف جماعة أنصار الله  موقفا متشددا من قبائل حاشد وأرحب تحديدًا باعتبارها القبائل الأكثر نفوذًا في اليمن، لذلك فقد باركت أغلب قبائل اليمن عملية "عاصفة الحزم" الموجهة ضد الحوثيين، واعلنت قبائـل الصـاعـر في ساحل ووادي وصحراء حضـرموت شرق اليمن تأييديها لضربة الموجهة للحوثيين.
كما أيد مشايخ قبيلة حاشد أكبر القبائل اليمنية "عاصفة الحزم" وحمل السلاح لموجهة الحوثيين، ووجه الشيخ أمين عاطف أبرز مشايخ اليمن نداء عاجلا إلى القبائل اليمنية وخاصة قبيلته حاشد والتي تتكون من 7 قبائل هي قبائل بني صريم، وقبائل عذر، وقبائل العصيمات، وقبائل خارف، وقبائل همدان، وقبائل سنحان وبلاد الروس، وقبائل سحار بلا إقصاء، لمواجهة الحوثين
وقال الشيخ أمين عاطف: "نداء عاجل من الشيخ أمين عاطف الإخاء يا قبايل حاشد صريمي وعصيمي وعذري وخارفي وسنحاني وروسي وهمداني وسحاري  النكف يا من خوي نكثوا بالعهد وخانوا العهود فلا عيشة إلا بعز وكل حمال سلاح لا خمر ومن تأخر الحذاء يتعلق في دقنه".
أكد الصحفي اليمني عبدالسلام عاطف، أن القبائل اليمنية بدأت تتحرك على الأرض وتحديداً قبائل شبوة ويافع.
كما أكد أن (عاصفة الحزم) هي قرار تاريخي انتشل اليمنيين من حالة اليأس والإحباط، ورفعت روحهم المعنوية لاستعادة ما نهبه منهم (أنصار إيران) في إشارة إلى الحوثيين.
كما أعلنت قبائل بني هلال بشبوة، وقبائل يافع ذات التاريخ الضارب في القدم والشهرة الكبيرة في الشراسة والقوة، استعدادها لمواجهة التمدد الحوثي وتأييدها لعاصفة حزم.
أعربت قبائل بني هلال،  “جاهزيتها واستعدادها التام لـ”حماية بلادها وحماية محافظة شبوة ممن الحوثيين، مؤيده عملية "عاصفة الحزم".
وتشكّل قبائل بني هلال ثلث سكان محافظة شبوة، وتنقسم إلى 3 قبائل كبرى، هي آل النسي وآل خليفة وآل نمارة، ولهذه القبائل امتداد إلى محافظة حضرموت المجاورة.
وذكرت قبائل العوالق (كبرى قبائل محافظة شبوة) في بيان لها، أن “القبائل أعدت 3 آلاف مقاتل لحماية المحافظة من المليشيات المسلحة من خارجها.
كما أعلنت قبائل مأرب تأييدها للعملية العسكرية “عاصفة الحزم” على مليشيات الحوثي لإنهاء الانقلاب على الشرعية الدستورية واستعادة الدولة اليمنية .
وأكدت القبائل أن ترحيبها بدفاع عربي مشترك يدافع عن أمن العرب ويساعد اليمنيين على استعادة سيادة اليمن ويجنبها الحرب الأهلية.
وعبرت في بيان لها عن عميق شكرها لحرص الجوار الخليجي والعربي والإسلامي على سلامة اليمن ووحدة أراضيه ومساندته المستمرة للحد من انزلاق البلد في شبح الحروب الأهلية.  

تنسيق سعودي:

تنسيق سعودي:
فيما يبدو أن هناك تسيق سعودي كامل مع عدد من مشايخ القبائل من أجل دعم عملية "عاصفة الحزم" ومواجهة الحوثيين على الأرض.
وتقوم سياسية المملكة على دعم عدد من القبائل اليمنية لمواجهة الحوثيين، كما تقوم الاستراتيجية السعودية على استبعاد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، والتجمع اليمني للإصلاح " الإخوان المسلمون باليمن".
وذكرت مصادر وتقارير اعلامية إلى أن القبائل اليمنية وخاصة صنعاء كان لها دوار في تهريب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من حصار ونفوذ الحوثيين.

صراع الحوثين والقبائل

صراع الحوثين والقبائل
ترتكز السعودية على صراع الحوثين مع القبائل خلال الأشهر الماضية عقب سيطرتها علي العاصمة صنعاء، وذكرت تقارير إعلامية أمس أن هناك نحو 30 مقاتلا  من أنصار الله قتلوا في اشتباكات مع مسلحي القبائل بمحافظة البيضاء وسط اليمن.
وأوضحت أن الاشتباكات رافقها تبادل للقصف بين الحوثيين المتمركزين في مدرسة الروضة الواقعة في منطقة الخلوة بالزاهر في البيضاء، ومسلحين قبليين من "آل حميقان"، في وقت متأخر من مساء أمس.

قبائل ترفض العاصفة:

قبائل ترفض العاصفة:
فيما رفض ما يسمي مجلس التلاحم الشعبي القبلي المقرب من الحوثيين، عملية "عاصفة الحزم" ، قائلا :"إن ما أقدمت عليه قوى الرجعيةِ والإمبريالية الصهيو سعودية من اعتداءٍ غاشم على شعبنا العزيز وحرماته ليعدُ تحدياُ وتعدياً صارخاً وسافراً وتجاوزاً لكل الأعراف والتقاليد الدولية والمحلية".
وأكد المجلس على ان العدوان الأمريكي السعودي وحلفائه هو للتخفيف من مخاوف العدو الصهيوني بعد الانتصارات الشعبية الثورية التي حققها شعبنا العظيم على أدواتهم القذرة في اليمن وأن الرد على هذا الاعتداء الغاشم والظالم هو واجبٌ وطنيٌ دينيٌ مقدس علي حسب بيان لهم.
ودعا قبائل اليمن الأحرار إلى الخروج الواسع والمكثف إلى ساحات العزة والكرامة في ميادين الجهاد والثورة لمواجهة هذا الاعتداء البربري الغاشم على الوطن وحرماته.

القبائل وحسم المعركة:

القبائل وحسم المعركة:
من يستطيع أن يضم القبائل إلى صفه سوف يحسم أمر المعركة في اليمن، إذا نجح السعوديون عبر وسائلهم في جعل القبائل في صفوفهم فإن المعركة سوف تتغير تمام على الأرض ويصبح الحوثيين في موقف ضعف، مع انتشار أغلب مليشياتهم في ربوع اليمن وليس كما في صعدة كما كان في الحروب السابقة وهو ما يشير إلى أن تشتت الحوثيين في ربوع اليمن سوف يؤدي إلى نتائج عسكرية ليست في صالحهم مع عدم وجود  التشتت الذي يسيطر على الجيش اليمني، فهل ستنجح السعودية في استقطاب القبائل واسقاط الحوثيين.. من ينجح في استقطاب وضم القبائل سوف ينجح في إنهاء معركة اليمن لصالحه.

شارك