مع "عاصفة الحزم".. كُتاب عرب يطالبون هادي بتعيين نائب ويذكرون بقضية الجنوب

الجمعة 27/مارس/2015 - 08:28 م
طباعة مع عاصفة الحزم..
 
في ظل أجواء الحرب التي يشهدها اليمن، مع ما سُميَ بـ"عاصفة الحزم"، والتحالف العربي لصد هجمة الحوثيين، يظل المشهد مستمرًا بواقعٍ لا يخلو من دم ضحايا، كما لا يخلو من المفاوضات والحوار  والتحليل والآراء  هنا وهناك.. لذا نحاول أن نعرض رؤية بعض الأقلام لكتاب عرب حول "العاصفة"،  في قراءة موازية لفهم  واقع منطقتنا العربية الملتهبة.

شعبية هادي:

الكاتب وجدى سليمان
الكاتب وجدى سليمان
في مقالة (4 خطوات لإحكام الطوق علي التحالف الحوثي- العفاشي ) يقول الكاتب وجدى سليمان بجريدة "المشهد اليمني": بعيدًا عن الاعمال العسكرية هناك 4 خطوات هامة علي المستوي السياسي والجماهيري يجب القيام بها:
أولا ضرورة واهمية استمرار الزخم  والدعم  الجماهيري للرئيس في عموم المحافظات وتعز تحديدًا ... تعز تمثل عاملًا مهمًا لدعم الشرعية في عدن وإعطاء إشارات واضحة للشارع الجنوبي، أننا معكم وبالتالي مواصلة تضييق الخناق والعزلة علي الحوثيين وعائلة عفاش ..
ثانيا الرئيس هادي مطالب بالاستمرار بالتأكيد، بأنه يتحرك تحت غطاء مشروع الدولة الاتحادية وسحب سلطة القبيلة من صنعاء... هذا التأكيد يطمئن الجماهير في الشارع الشمالي ويعمل علي خلق مزيد من العزلة للتحالف الحوثي...
ثالثًا: الإخوة دعاة فك الارتباط يجب أن يعوا ويدركوا أن الإصرار على مشروعهم في هذا الوقت وفي هذه الظروف يمثل خدمة وطوق نجاة يتمناها ويسعى لها التحالف الحوثي، فصوت الشرعية في عدن هو الصوت الوحيد الذي يجب أن ينصت له في الوقت الحالي .
رابعا: الرئيس هادي مطالب بسرعة تعيين نائب له قادر على الاستمرار بالمضي قدمًا، بمشروع الدولة الاتحادية، فمغادرة الرئيس هادي المشهد السياسي لأي سبب ودون وجود البديل قد يربك المشهد السياسي وبعنف، وأضاف سليمان أنه  في حال وجود أخطاء من قبل طيران التحالف وسقوط ضحايا مدنيين - نتمنى بكل صدق أن لا يحدث - قد يسارع التحالف الحوثي - العفاشي لاستغلالها وعليه يجب التنبه لهكذا قضايا والاستعداد لها..  أيضًا لا يستبعد أن يقوم التحالف الحوثي - العفاشي نفسه بمجزرة بشرية ونسبها وتحميلها قوات التحالف..  بالمجمل نتوقع أن الوقت لن يطول للقضاء وهزيمة الحوثي وعائلة عفاش .

طبيعة اليمن والمقاتل اليمني:

الكاتب عبد الباري
الكاتب عبد الباري عطوان
أما الكاتب عبد الباري عطوان فكتب بجريدة رأي اليوم يقول لا يخامرنا ادنى شك في ان جميع المعطيات المتعلقة بموازين القوى العسكرية هي في صالح المملكة العربية السعودية التي تملك ترسانة تضم أحدث الطائرات المقاتلة والقاذفة الأمريكية الصنع من طراز "اف 15" و"اف 16"، ودفاعات جوية، علاوة على قوات أرضية يزيد تعدادها عن 150 الف جندي، بينما يبدو العدو في المقابل ضعيف، بل بدائي التسليح، فما أنفقته السعودية في الأعوام الثلاثة الماضية فقط لشراء طائرات ودبابات أمريكية وألمانية واوروبية ويزيد على 150 مليار دولار، أي ما يوازي ميزانية اليمن في أربعين عاما، وربما اكثر ومع هذا فالتفوق العسكري ليس ضمانة للنصر في الحروب الحديثة، كما أن الضربات الجوية، مهما بلغت من القوة والضخامة ليست معيارًا للحسم، فها هي الولايات المتحدة تشن أكثر من 3500 غارة على مواقع داعش ولم تنجح في هزيمتها واليمن بيئة جغرافية وبشرية وعرة للغاية، وصنعاء ربما تكون العاصمة الوحيدة التي لم تخضع لأي احتلال أجنبي أو عربي، فقد تجنبها العثمانيون والبرتغاليون والبريطانيون، بل إن الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية طلب من ابنه الملك فيصل العودة فورا عندما كان في طريقه لاحتلالها على رأس قوات سعودية استولت على اقليمي نجران وجيزان اليمنيين في جنوب المملكة وشمال اليمن في بداية تمدد الدولة السعودية.
اليمنيون مقاتلون اشداء، سواء كانوا حوثيين أو من أعدائهم، واذا كانت المملكة العربية السعودية شكلت على عجل تحالف من اكثر من عشر دول عربية واسلامية من بينها مصر والسودان والاردن وباكستان، فان الطرف الآخر يملك تحالفا لا يقل خطورة، يضم العراق وسورية وايران وروسيا ودول البريكس.
ولعل التحالف الداخلي بين الحوثيين والرئيس علي عبد الله صالح ربما يكون الاخطر من كل التحالفات الخارجية لما يملكه من قدرات واستمرارية جنبا الى جنب مع القدرات العسكرية والبشرية المقاتلة، ويتزعمه داهية يمني اسمه علي عبد الله صالح، اطول حاكم لليمن في تاريخه، واقام جيشا على مواصفاته، واستمر ولاء معظمه له، بينما يتزعم الحلف اليمني المقابل رئيس ضعيف يفتقد إلى الخبرة أو الكاريزما.
ويضيف عطوان عقيدة الجيوش القتالية تلعب دورًا كبيرًا في التعبئة وشحذ الهمم، فالذي يقاتل على أرضه ويقف في خندق الدفاع عن كرامته الوطنية، حافزه القتالي أكبر من الجندي المقاتل أو الطيار القاصف من ارتفاعات شاهقة. 
لا نريد الدخول في متاهة "الشرعية" ومعاييرها، لأننا لن نقنع أحدا لا يريد الاقتناع في هذا الزمن الذي غاب فيه المنطق، ونجد لزاما علينا ان ننظر اكثر الى ما هو ابعد من الحاضر، ونسأل عن صورة اليمن بعد عام او عامين او خمسة، وكيف ستكون خريطة القوة على ارضه؟ وفي الاطار نفسه نسأل ايضا عن الكيفية التي سيكون عليها وضع المملكة العربية السعودية وحلفائها، ومنطقة الجزيرة العربية وجوارها؟
بداية علينا ان نعترف ان السعودية اعلنت الحرب على ايران وليس على الحوثيين، ونقلت الحرب من حرب بالإنابة إلى حرب مباشرة بهدف استعادة هيبتها الإقليمية التي تضعضعت بعد التحول الأمريكي نحو إيران، وصمود النظام السوري التي أرادت إسقاطه، وتدهور الأوضاع في ليبيا، وسيطرة الأخيرة (أي ايران) سيطرة مباشرة أو غير مباشرة على أربع دول عربية محورية هي العراق وسورية واليمن ولبنان، وجزء من فلسطين (حماس والجهاد الاسلامي) ولكن هل اللجوء للخيار العسكري، وبهذه القوة يمكن أن يعيد الهيبة السعودية ويقلص من النفوذ الإيراني؟

ليست دول حرب:

الكاتب سلمان الدوسري
الكاتب سلمان الدوسري
يقول الكاتب سلمان الدوسري بجريدة الشرق الاوسط اللندنية طوال تاريخها، لم يُعرف عن السعودية وشقيقاتها دول الخليج العربي أنها دول حرب.. هذه الدول أسست وقامت على سياسة النَفَس الطويل، وحب السلام، حتى تظن أنها لا تملك خيارًا سواه، فإذا أجبرت على الحرب، هب الجميع جنودًا يحمون أوطانهم، ورؤوس حربة في وجوه أعدائهم. السعودية، ورغم خلافها الكبير مع الحوثيين، فتحت الباب لمشاركتهم في مؤتمر الحوار في الرياض.. غضت النظر عن عدوانهم وحربهم عليها قبل ستة أعوام.. قدمت مصلحة اليمنيين، وكان لها أن تقف موقفًا متصلبًا من الحوثيين، ولا أظن أن أحدًا سيلومها على ذلك، غير أن الحوثيين، وعلى هوى طهران، آثروا أن يواصلوا انقلابهم واحتلال كامل التراب اليمني، والقضاء على الشرعية المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي.
لطالما كررنا وكتبنا أن أي تدخل عسكري في اليمن ليس مسئولية سعودية أو خليجية فقط، بل مسئولية إقليمية وعربية ودولية، فالحرب ضد الإرهاب ليست حربًا تخص دولة أو إقليمًا بعينه.. الحرب ضد إرهاب الحوثي أو "حزب الله" الشيعي لا تختلف عن الحرب ضد إرهاب "القاعدة" أو "داعش" السني، مع التذكير بأن السعودية تعايشت عقودًا مع المذهب الزيدي المعتدل، وهو ما لم يستطع أن يفعله الحوثي المتطرف، ذو الموقف الطائفي ضد أهل السنة في اليمن.
عندما شن الحوثيون عدوانًا على الحدود الجنوبية السعودية في 2009، مارست الرياض ضبطًا عجيبًا للنفس، بعد أن واجهت حرب عصابات من مجرمين يختلطون بالمدنيين في القرى المتاخمة للحدود ويهاجمون الأراضي السعودية بالصواريخ، واضطرت المملكة حينها إلى أن تضبط عملياتها تحاشيًا لأي خسائر بشرية بين المدنيين الأبرياء، أما الآن وميليشيا الحوثي حلت مكان الجيش اليمني، وقدمت نفسها على أنها قادرة على حماية دولة، فلتواجه تحالفًا دوليًا قرر الانتصار للشرعية ورفض الانقلاب. لن تستطيع ميليشيا الحوثي مواجهة الضربات العسكرية لأفرادها وقواتها وطائراتها.. لا يمكن للعصابات أن تحل مكان الدولة!
أمام الحوثيين حلان لا ثالث لهما، إما العودة للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، أو مواجهة تحالف دولي يشن حربًا لا هوادة فيها حتى تقتلعهم.

الجنوبيون وقضيتهم:

ابو بكر محمد
ابو بكر محمد
وعلى سكاي نيوز كتب ابو بكر محمد عقب قرار الحوثيين الخروج من جغرافيتهم الطبيعية والتمدد باتجاه مناطق أخرى في اليمن، تساءل قليلون عن سر القوة الضاربة لجماعة "أنصار الله" التي مكنتهم من التقدم السريع في أكثر من موقع، ما فتح شهية الحوثيين إلى ابتلاع العاصمة صنعاء ومعها الشرعية الدستورية بمؤسساتها وشخوصها، ممارسات الحوثيين بعد ذلك التاريخ أزالت بعض الغموض عن مصادر الدعم المنكر من خلال اتفاقيات وقعت مع إيران بمسئولين من الدرجة الثانية لأن رئيسي الجمهورية والحكومة كانا تحت الإقامة الجبرية، وحينها بات النفي الحوثي للدعم الإيراني أشبه بمحاولات لي عنق الحقيقة، وتفاعل عموم اليمن مع التحركات الحوثية من خلال تظاهرات شعبية وصفت الحالة بالانقلاب مكتمل الأركان، وكانت الشعارات المؤيدة للرئيس عبدربه منصور هادي تسمع حتى في جنوب اليمن الذي يحتضن حراكا جنوبيا يتحمس لفك الارتباط مع الشمال، وظن الحراك في الراهن اليمني فرصة لانتزاع دولته المستقلة مستفيدا من حالة الضعف التي تعيشها الدولة، والتي وصلت حدا اوقف اليمن على حافة التفكك ربما لأكثر من دولة، وعندما تمكن "هادي" من مغادرة صنعاء والوصول إلى عدن، وجد خيام الحراك تشهد ازديادا في أعداد المتظاهرين الداعمين لفكرة الاستقلال، وتوقع وقتها أكثر المراقبين بعدا عن الملف اليمني أن الرئيس سيعاني مشكلات في إدارة البلاد انطلاقا من عدن، لأنه في هذه الحالة سيفرض على الأقل على الجنوبيين الانتظار إن لم يكن التخلي عن ذاك الحلم، لكن الواقع أظهر انقساما في الموقف الجنوبي من الرئيس، فالبعض أبدى تفهما للالتزامات الدولية المتصلة بالمبادرة الخليجية والدور المحوري للرئيس، فكانت مواقفهم أكثر لينا من المتوقع مع التعبير عن مخاوف من تحول عدن إلى منطقة لتصفية الحسابات في وقت لا يستثني فيه الطموح الحوثي أحدا.تيار آخر ظل متمسكا بمطالبه القديمة مقتصرا بالترحيب بالرئيس في حدود كونه من الجنوب، كما حاول هذا التيار الاستفادة من الأضواء التي تحولت نحو عدن بعد انتقال الرئيس إليها لتسويق مطالبهم للسياسيين والصحفيين القادمين من جميع بقاع الدنيا الآن وبعد أن وضع الحوثيون قدما خارج حدود المحافظات الجنوبية وأخرى داخلها من خلال السيطرة على بعض المواقع في محافظات الضالع ولحج والتهديد بشكل مباشر لعدن،  تحول الخطاب الجنوبي دون ضغط من أحد في الداخل أو الخارج إلا من ضغط صوت "السلاح الحوثي" الذي يهدد باغتيال القضية الجنوبية بشكل كامل ويعيد إلى الأذهان ذكريات حرب عام 1994، وبمنطق الأزمة، تدافع الجميع لحماية الجنوب بشكل التقى فيه مسلحو الحراك واللجان في ذات الخندق الذي سيحمي الجنوب والرئيس والشرعية معا.

شارك