"عاصفة الحزم" في عيون الصحف الغربية
السبت 28/مارس/2015 - 10:00 م
طباعة

اهتمت الصحف الأجنبية بالحرب التى تشنها البلدان العربية بقيادة السعودية على مقار الحوثيين في اليمن، وعمل بعض الكتاب والمحللين على دراسة تداعيات هذه الحرب، وتأثيرها على منطقة الشرق الاوسط وتوازنات الامور مستقبلا.

روبرت فيسك
من جانبه اعتبر روبرت فيسك بصحيفة الإندبندنت أن السعودية ألقت بنفسها في الهاوية، وأن غاراتها الجوية على اليمن تشكل ضربة قاضية للمملكة وللشرق الأوسط على حد سواء، متساءلا من اتخذ قرار خوض هذه الحرب في أكثر الدول العربية فقرا ؟ السعوديون، الذين يشتهر ملكهم في العالم العربي بأنه عاجز عن اتخاذ قرارات تتعلق بالدولة ؟ أم أمراء داخل الجيش السعودي قلقون من أن قوات الأمن قد لا تكون موالية للعائلة الحاكمة ؟".
شدد فيسك على أن ما يحدث في اليمن بسيط: الحوثيون، وهم مسلمون شيعة، استولوا على العاصمة صنعاء، بمساعدة إيرانية، أو هذا ما يقوله السعوديون. وفر الرئيس الشرعي من مقره في صنعاء إلى عدن في الجنوب ثم إلى السعودية، ولن يسمح السعوديون بقيام دولة "وكيلة " لإيران على حدودهم، معتبرا أن مشاركة عشر دول عربية في حلف يهدف إلى مهاجمة دولة عربية أخرى بأنها فكرة غير مسبوقة في التاريخ العربي المعاصر.

من جانبها أكدت الجارديان البريطانية أن واشنطن تدافع عن سياستها في اليمن والعراق والديبلوماسيون يرونها فوضوية، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية اضطرت للدفاع عن سياستها في الشرق الأوسط بعد الهجوم الذي تعرضت له بسبب دعمها للحملة العسكرية التى يشنها تحالف سعودي عربي ضد الحوثيين حلفاء إيران في اليمن وهو الأمر الذي يتعارض كليا مع دعمها للقوات الموالية لإيران في العراق، وأن واشنطن اعلنت أنها تقدم دعما استخباراتيا وتقنيا في تحديد الاهداف للمقاتلات التى تشارك في عملية "عاصفة الحزم" بهدف وقف تقدم الحوثيين وتهديدهم بالإطاحة بالحكومة المنتخبة.
ونقلت الصحيفة عن مراقبون يشيرون إلى أن هناك مخاوف في واشنطن من أن مشاركة الإدارة الأمريكية في هذه العملية قد يؤدي بها إلى أن تجد نفسها في ذات الموقف الذي كانت فيه في العراق، إذا تحولت الأمور في اليمن باتجاه الحرب الطائفية بين الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران والحكومة السنية المدعومة من الدول العربية السنية.
ونقلت تعليقا للسفيرة الأمريكية السابقة في اليمن باربرا بودين قالت فيه "نعم السياسة الخارجية لأمريكا عبارة عن فوضى، يحاول السعوديون الإطاحة بحلف إيران في سوريا بشار الأسد ويبدو أنها رسالة من الإيرانيين للسعوديين فحواها أنه إذا واصلتم الإصرار على ذلك فبإمكاننا أن نجعل الأمر شديد الصعوبة بالنسبة لكم على طول الحدود الجنوبية مع اليمن".
حرب طائفية

على الجانب الآخر اعتبرت الديلي تليجراف البريطانية أن العلمية التى تقودها السعودية تحظى بدعم أمريكي في وقت يتصاعد فيه خطر نشوب حرب طائفية في المنطقة باسرها حيث انضمت عدة دول عربية سنية إلى الحملة السعودية والتى تستهدف المسلحين الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران، كما أن دعم بريطانيا للعملية التى أطلق عليها اسم "عاصفة الحزم" بسبب ما تقول لندن إنه "استمرار تملص الحوثيين من العملية السياسية في البلاد" لكنه يضيف أيضا أنه من غير الواضح بعد إذا ما كانت بريطانيا تشارك في العمليات العسكرية بأي شكل.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم أن السعودية حشدت نحو 150 الف مقاتل و100 طائرة حربية وعلاوة على أسطولها البحري على الحدود اليمنية فيما يبدو تمهيدا لأكبر عملية عسكرية دولية في الشرق الأوسط منذ حرب العراق، إلى جانب تقارير غربية تؤكد أن الحوثيين حصلوا على تسليح وتمويل وتدريب من إيران وتمكنوا من السيطرة على العاصمة صنعاء قبل أشهر بعدما اتحدوا مع قوات من الجيش والحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح للإطاحة بالرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي من منصبه.

من ناحية آخري نقلت الـ CNN عن السفير الأمريكي السابق باليمن، ستيفان سيش، إن ما كانت الإدارة الأمريكية تردده في السابق عن نجاح استراتيجيتها باليمن كان "غير واقعي" معتبرا أن الفشل السياسي في اليمن كان السبب في ظهور القاعدة والحوثيين أيضا، ورأى أن أمريكا لا يمكنها البقاء خارج إطار المواجهات بالمنطقة باعتبار أنه لا ينبغي ترك أحد يتصرف نيابة عنها برعاية مصالحها.
اعتبر سيش انه بالرغم من حديث الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، عن اعتباره اليمن بين الملفات الناجحة التي عالجتها إدارته: "الحكم بنجاح أو فشل سياستنا في اليمن يجب أن ينظر إليه ضمن السياق العام للأوضاع في اليمن، فالقول إننا نجحنا لأننا أبقينا القاعدة تحت السيطرة لعدة أشهر أمر غير واقعي، إذ يجب أن يكون لدينا نجاحات سياسية واقتصادية."
شدد بقوله" عجزنا عن رؤية النتيجة العامة لسياساتنا ينعكس في عدم قدرتنا على رؤية الصورة العامة لمقاييس النجاح أو الفشل في اليمن، ففشل العملية السياسية في اليمن هو سبب ظهور القاعدة وهذا الفشل أيضا هو سبب قوة الحركة الحوثية التي استغلت حالات احتقان طائفي في اليمن، موضحا بقوله "أظن أن المدرسة التي ترى بضرورة ترك العرب يتصرفون بأنفسهم هي المدرسة السائدة اليوم، وما يفعله العرب حاليا هو تشكيل تحالف يقولون إن مهمته دعم حكومة هادي وتمتين وضعها."