على وقع "عاصفة الحزم".. هل يعود الحوثيون للحوار؟

الأحد 29/مارس/2015 - 02:49 م
طباعة على وقع عاصفة الحزم..
 
تواصل حملة «عاصفة الحزم» التي تقودها الرياض بمشاركة 9 دول أخرى، عمليتها العسكرية المركزة ضد أهداف جماعة النصار الله "الحوثيين"، وتسير الحملة الجوية على وقع حراكٍ دبلوماسي مكثف، للتوصل إلى إنهاء للأزمة ووقف الضربات العسكرية، مع العودة إلى طاولة المفاوضات والتي تعتبر أحد أقرب الحلول إلى إنهاء الأزمة، مع أنباء عن استمرار الضربات لـ6أشهر كاملة.

العاصفة إلى إين؟

العاصفة إلى إين؟
مع استمرار العملية الجوية “عاصفة الحزم”، فإن السعودية تؤكد على استمراريتها حتى تحقيق كل أهدافها، حيث تتجه المملكة إلى عقد تحالف قبلي داخل اليمن لقتال جماعة الحوثي، وسط أنباء متضاربة بشأن التدخل العسكري البري، كما يرى مراقبون.
وبالتالي، فإن المملكة قد توكل مهمة التحرك على الأرض لتحالف قبلي موالٍ لها، بينما تكتفي هي بتوفير الغطاء الجوي اللازم وتوجيه ضربات مدروسة لمواقع الخصم الاستراتيجية، خاصة وأنها دفعت بأكثر من 150 ألف جندي من قواتها نحو الحدود مع اليمن، وهو ما يفتح الباب واسعا أمام احتمالات التدخل بريا.
وهو ما أشارت إليه صحيفة "حديث المدينة" اليمنية، والتي ذكرت أن السعودية بدأت في دعم القبائل اليمنية لمواجهة الحوثيين على الأرض.
على وقع عاصفة الحزم..
خبراء في الشئون العسكرية الأمريكية تحديدا يرون أن حجم قوات المملكة السعودية المشاركة في الهجوم يدل على تحرك عسكري واسع وطويل الأمد، إذ أنها لا يمكن أن تقبل تمدد إيران على حدودها الجنوبية كما يحدث على حدودها الشمالية في العراق.
وتوقعوا أن يكون هذا التحالف قد جرى الإعداد له منذ فترة طويلة؛ لذلك فإن هذه الغارات مجرد البداية، والأمر سيستمر، وقد تشمل تدخلا بريا، وسط تحذيرات من وصول النزاع إلى السعودية نفسها؛ ما يعني اتساع الحرب إلى كل الشرق الأوسط.
وذكر خبراء خليجيون أن عمليات "عاصفة الحزم" قد تستمر 6 أشهر لتحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها.
وتتزايد احتمالية حدوث هجوم بري داخل اليمن بشدة، في الوقت الذي أعلنت فيه مصر عن استعدادها لإرسال قوات هناك "إذا لزم الأمر"، في أعقاب الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف بقيادة السعودية.

القمة العربية تدعم الحوار

 القمة العربية تدعم
مع وقع ضربات التحالف العربي، بدأت أصوات المفاوضات والحوار ترتفع، ويشير مشروع البيان الختامي للقمة العربية المنعقدة بشرم الشيخ، إلى أن تلك القوة العربية تتدخل عسكريا لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء بناء على طلب من الدولة المعنية، وهو القرار الذي تحفظ عليه العراق.
 وكان الملف اليمني مهيمنا على القمة التي دعت مسلحي جماعة الحوثي للانسحاب من العاصمة صنعاء والمؤسسات الحكومية وتسليم سلاحها للسلطات الشرعية. ويتضمن مشروع بيان القمة مطالبة بضرورة الاستجابة العاجلة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعقد مؤتمر في السعودية تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.
وأشار الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى أن "التدخل العربي في اليمن سيستمر حتى انسحاب الحوثيين وتسليم أسلحتهم، وأن عاصفة الحزم جاءت بعد فشل كل المحاولات لإنهاء انقلاب الحوثي". وقال: "نريد أن يعود اليمن قويا وموحدا، ويجب التصدي للتحديات لمنع انزلاقه في يد الحوثيين".

موقف الحوثيين

موقف الحوثيين
حتي الآن لم يعلن الموقف الرسمي لجماعة الحوثيين حول المفاوضات والجلوس إلى مائدة الحوار، ولكن بشكل عام يبدو أن الحوثيين مرغمون إلى الجلوس إلى الحوار؛ من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من وجودهم ومكانتهم في السياسة اليمنية، ولا يريدون تكرار أخطاء جماعة الإخوان في مصر والتي أطاحت بهم من الحكم إلى السجون والمعتقلات؛ نظرا لإدارتهم السيئة للسياسة الداخلية الخارجية.
ومنذ سبتمبر 2014 نجح الحوثيون بتوسيع مناطق سيطرتهم وهزيمة أعدائهم. بلا مقاومة عسكرية تقريبًا.. بدأ الحوثيون من محافظة صعدة الشمالية بالتمدد وصولًا إلى العاصمة صنعاء والمناطق الجنوبية، حيث يتمتع الرئيس هادي بدعم غير محدود.. سيطر الحوثيون على الموانئ الرئيسة على البحر الأحمر، واستولوا على معظم أجهزة الجيش اليمني- بما في ذلك الطائرات الحربية- ووقعوا اتفاقية "شراكة اقتصادية" مع إيران.
إلا أن الحوثيين فشلوا بشكل كبير باللعب بحسب القواعد، من خلال معاداة معظم اللاعبين الإقليميين (باستثناء إيران)؛ فقد رفضوا دعوة السعودية للمفاوضات في الرياض، ومبادرات الأمم المتحدة لمحادثات السلام في الدوحة، كما تجاهلوا كل بيانات مجلس الأمن السابقة التي دعتهم لإيقاف تمردهم والالتزام بعملية الانتقال السياسي في اليمن. ومما أثار القلق أكثر، معاداة الحوثيين لكل الأطراف اليمنية السياسية- من الإسلاميين حتى الاشتراكيين- باستثناء تحالف غريب مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الذي قاتلوا ضده في ست حروب سابقة خلال العقد الماضي.
هذه الأوضاع تغيرت تماما عقب حملة "عاصفة الحزم" والتي ستؤدي إلى تغير في قواعد اللعبة السياسية داخل اليمن.

دعوة صالح

دعوة صالح
تأتي دعوة الرئيس اليمني السابق وحليف الحوثيين علي عبدالله صالح، بدعوته إلى الحوار، والعودة إلى التفاوض، وطرح مبادرة من 4 نقاط تتضمن وقف كافة الأعمال العسكرية فورًا من قبل قوات التحالف، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، يقابله وقف العمليات العسكرية فورا من قبل جماعة أنصار الله "الحوثيين"، و"منصور هادي"، وتنظيم القاعدة.
ووقف عمليات السيطرة والنهب لمؤسسات الدولة والمعسكرات في عدن ولحج وجميع المحافظات ومن كل الأطراف، والعودة إلى طاولة الحوار بحسن نية وبرعاية الأمم المتحدة، ونقل مقره إلى دولة الإمارات العربية أو أي من مقرات الأمم المتحدة، واستكمال ما تبقى من قضايا لم يتم التوافق عليها بعد، لإنهاء المرحلة الانتقالية.
وهو ما كرره في خطاب متلفز مساء السبت 28 مارس الجاري، مناشدا دول الخليج وقف حملة "عاصفة الحزم".

الوضع على الأرض

الوضع على الأرض
تأتي الدعوة إلى الحوار، مع تواصل الغارات الجوية في ظل تغير ميداني لصالح موالين للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.. أعلنت اللجان الشعبية الجنوبية المؤيدة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، فجر اليوم الأحد، سيطرتها بالكامل على مطار عدن، وإخماد تمرد قوة تابعة للحوثيين في محيط المطار، فيما أصبحت المدينة هادئة دون اشتباكات.
جاء ذلك بعد مواجهات عنيفة نشبت مساء السبت بين الطرفين وأسفرت عن مقتل 10 من المسلحين الحوثيين و6 من مسلحي اللجان، حسب مصادر في اللجان الشعبية، دون التأكد من الحصيلة من مصدر في جماعة الحوثي.
ولوحظ أن المواجهات توقفت بشكل كلي في مختلف أحياء عدن منذ ساعات الصباح الأولى، حيث كانت منطقة دار سعد شهدت مساء أمس مواجهات عنيفة بين الطرفين أعقبت نصب كمين من مسلحي اللجان لقوة تابعة للحوثيين، أسفر عن مقتل عدد من الحوثيين بعد تفجير سيارتين كانتا تقلهما شمال عدن، وفقا لشهود عيان.
وفي منطقة كريتر وسط عدن نشبت مساء السبت مواجهات خفيفة بين اللجان والحوثيين توقفت بعد نحو ساعة دون أن يكشف عن حصيلتها.

الدور الإيراني

الدور الإيراني
سيكون لإيران دور قوي في قبول الحوثيين للحوار، ولكن من أجل كسب الوقت ولبقاء نفوذهم في اليمن، كم حدث في مناطق أخرى منها حزب الله في لبنان.
ويبقى السؤال الكبير هو إلى أي مدى ستدعم إيران الحوثيين، وهل تنظر طهران إلى سيطرة الحوثيين على صنعاء على أنها هدف استراتيجي أم مجرد نتيجة عرضية للأحداث. 
فإيران لا تستطيع أن تستمر في تمويل ودعم دولة ولكن تكتفي بتمويل فصيل وعنصر؛ من أجل أن يكون ورقة ضغطها على السلطة الحاكمة، ويمكنها تعطيل أي قرار يتعلق بمصالحها عبر هذا الطرف.
إيران سوف تسهم في جلوس الحوثيين إلى التفاوض كمرحلة مؤقته تجعلها تحافظ على جزء من التنظيم في اليمن؛ مما يجعل له القدرة في تعطيل أي قرار يمكن يستهدف مصالحها، وأيضا يكون إزعاجا للسعودية.

المشهد اليمني

المشهد اليمني
بشكل أو بآخر سوف يجلس الحوثيون إلى الحوار، ولكن الأمور تتوقف على شروط التفاوض والاتفاقية التي سيتم التوصل لها، ومدى التزام الحوثيين بالاتفاق مع نقضهم وتراجعهم عن أكثر من اتفاق سابق في اليمن، والذي كان يجري برعاية أممية.

شارك