"عاصفة الحزم".. العلاقات السعودية الإيرانية تدخل مرحلة " الموت الإكلينيكي"

الأحد 29/مارس/2015 - 06:57 م
طباعة عاصفة الحزم..  العلاقات
 
فيما يبدو أن تأثير "عاصفة الحزم" الخميس 26 مارس بضرباتٍ جوية، وجّهتها الطائرات لمعاقل "الحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن، امتد إلى العلاقات السعودية الإيرانية وخاصة حلفاء الرياض والمقربون إليها لتنقل الصراع السعودي الإيراني إلى العلن وإسقاط كل جسور التقارب بين البلدين.

إلغاء زيارة الهاشمي:

إلغاء زيارة الهاشمي:
ألغى رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، زيارة إلى السعودية كان قد خُطط لها سابقاً، بعد انتقاده للقرار السعودي بضرب الحوثيين في اليمن، وفق ما أعلن مستشاره، قدرت الله عليخاني.
وتأتي هذه الخطوة مع تصاعد التراشق السياسي بين السعودية وإيران، على خلفية عملية "عاصفة الحزم" ضد جماعة الحوثيين في اليمن.
وفي سؤال عما إذا كانت هذه الزيارة قد ألغيت أم لا في ظل كل هذه التطورات؟ قال رئيس الدائرة القنصلية في الخارجية الإيرانية، حميد قشقاوي، لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن "إيران لم يصلها أي أنباء رسمية عن تغيير برنامج هذه الزيارة".
وأضاف قشقاوي أن "وزير خارجية البلاد، محمد جواد ظريف، رد بطريقة مناسبة على أردوغان"، مطالباً الأطراف الإقليمية "بعدم لعب دور سلبي يزيد من اشتعال المنطقة، بل يجب التركيز على إيجاد حلول للأزمات".

هجوم ايراني:

هجوم ايراني:
إلغاء زيارة رفسنجاني إلى السعودية، سبقته عاصفة من التصريحات المهاجمة للمملكة على خلفية حملة "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين، فقد اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن أي تدخل عسكري من الخارج ضد وحدة أراضي اليمن وشعبها لن تكون له أي نتيجة سوى مزيد من القتلى وإراقة الدماء، وأضاف أن هذا التدخل من شأنه أن يخدم الإسلاميين المتطرفين. 
وتنفي إيران أي دور لها في استيلاء المتمردين الحوثيين على صنعاء لكن مسئولين إيرانيين انتقدوا الرئيس هادي لرفضه الاستقالة واتهموه بالسعي إلى مفاقمة الأزمة، وقال قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني، إن الثورة الإسلامية الإيرانية صدرت الآن إلى المنطقة وخصوصًا إلى اليمن وسوريا والعراق، وحذرت مرضية أفخم، المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية من أن العملية العسكرية السعودية التي تشن في إطار تحالف ستزيد من تعقيد الوضع واتساع الأزمة، وقالت لن يكون لهذا العدوان أي نتيجة ما عدا نشر الإرهاب والتطرف ومفاقمة انعدام الأمن في المنطقة ، داعية إلى وقف فوري للغارات الجوية على اليمن. 
ووصف رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بوروجردي المملكة السعودية بأنها غير مسئولة، وأضاف أن إقدام المملكة السعودية على تأجيج حرب جديدة في المنطقة يظهر أنها متهورة ودعا إلى تسوية سياسية، مؤكدًا أن الرياض وباقي دول الخليج ما كانت لتشن هذه العمليات من دون موافقة أمريكية، واتهم المسئول الإيراني، واشنطن بإثارة أزمة جديدة في العالم الإسلامي.
وكان انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني في 2013 أدى إلى عودة الحرارة إلى العلاقات السعودية الإيرانية، غير أن الأمر لم يدم طويلا بسبب السياسة النفطية للرياض ومفاوضات البرنامج النووي التي قد تفضي إلى اتفاق بين طهران والقوى الكبرى.

الموقف السعودي:

الموقف السعودي:
لم يصدر أي موقف أو تصريح رسمي من قبل المسئولين السعوديين تجاه تصريحات ايران المختلفة،  والذي بدا كأن تصريحات قادة الجمهورية الاسلامية في ايران لا تعني للرياض شيئا ولم ترعَ لها أي انتتباه.
ويقول المحلل السياسي والباحث في الشأن الإيراني الدكتور محمد السلمي إن ردة الفعل الإيرانية حول العمليات العسكرية المشتركة جاءت في شكل إدانة لتلك العمليات التي ما هدفت إلا لدعم الشرعية في اليمن، مشيرا إلى أن الدعم الإيراني للحوثي جاء بثلاثة مواقف كرد على العمليات المشتركة، فوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ندد بالهجوم العسكري على اليمن، ووصفه بالخطر والمغاير للأعراف الدولية، والسيادة الوطنية للبلدان، ولا أعلم حقيقة عن أي سيادة يتحدثون، وهم الذين تدخلوا في سورية، والعراق، ولبنان، جهارا نهارا، فما هو الفرق؟". 
ومضى السلمي بالقول "الموقف الآخر هو ما دعا إليه ظريف بلدان المنطقة والغرب لتجنب اللعبة التي تخدم "القاعدة" و"داعش" في اليمن، وهي النغمة التي ما فتئت إيران تعزف عليها، وكذلك ما قاله رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي عن العمليات العسكرية السعودية في اليمن وأنها ستنعكس بشكل سلبي، ومؤكد أن إيران لن تقوم بأي ردة فعل سوى المشاغبة، لأنها تعلم أنها خسرت المعركة في اليمن، وكانت حساباتها خاطئة منذ البداية، عندما رأت أن اليمن سيكون مثل العراق وسورية، لكنها لم تدرك أن وجودها على الحدود الجنوبية السعودية خط أحمر، كما أن اليمن والمنطقة العربية بشكل عام يشكلون بعدا سياسيا واستراتيجيا للمملكة التي لن تسمح لإيران بالتمدد فيها والوجود في خليج عدن وبحر العرب والاقتراب من باب المندب ومن ثم التضييق على قناة السويس".
وتابع السلمي بالقول "المملكة ودول المنطقة كانت لهم جهود سبقت التدخل العسكري في اليمن، بمحاولة إقناع اليمنيين بالحوار وإيقاف الزحف الحوثي، والأهم من ذلك إيقاف زحف قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من التوغل واجتياح اليمن، وصولا إلى عدن.

تراجع العلاقات:

تراجع العلاقات:
يبدو أن العلاقات السعودية الإيرانية دخلت أصعب مراحلها، وهي مرحلة الموت الإكلينيكي،  قد تنتهي بالوفاة والقطيعة التامة، أو قطع تبقي في حالة الموت الإكلينيكي حتى إعادة الدعم لها بتحسين العلاقات ولكن سيكون عبر التفاهم في ملفات مختلفة.
لذلك رأى احد الخبراء أن رد فعل إيران اليوم يمكن أن يشير إلى رغبتها في منع أن تصل الخلافات إلى نقطة اللاعودة. وقال علي فايز، من مجموعة الأزمات الدولية يريد الإيرانيون منع تحول حربهم الباردة مع السعوديين إلى نزاع ساخن بسبب النزاع اليمني .

شارك