بعد مقتل زعيمها.. هل تنجح تونس في تقويض كتيبة "عقبة بن نافع"؟
الأحد 29/مارس/2015 - 09:16 م
طباعة
بعد أقل من 10 أيام على وقوع الحادث الإرهابي الذي وقع أمام متحف "باردو" التونسي، والذي خلف نحو 22 سائحاً، أعلن وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي، أنه تم تصفية زعيم تنظيم "عقبة بن نافع" الإرهابي لقمان أبو صخر.
ولقان أبو صخر جزائري الجنسية، زعيم كتيبة عقبة بن نافع الاسلامية المتطرفة، والتي تعتبر من أخطر الجماعات المسلحة التونسية، وهو تنظيم يتبع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، قبل إعلان مبايعته لأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم (الدولة الإسلامية) المعروف بـ(داعش).
حيث أعلن التنظيم الإرهابي التونسي مسئوليته عن العديد من الهجمات على القوات المسلحة التونسية في المنطقة الحدودية بين تونس والجزائر منذ أواخر عام 2012، ويعتبر الهجوم على متحف "باردو"، هو أخر هجوم تبنته الجماعة الإرهابية، رغم من إعلان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسئوليته عن هذا الهجوم.
وبحسب مراقبين، فإن تنظيم "عقبة بن ناقع" والذي تحصن في جبل الشعباني، لم يكن تنظيماً كبيراً، إلا أنها تنظيم وبحسب تقارير ربما يبلغ عدد عناصره، نحو 100 مسلح، موضحين أن مقتل زعيمه ربما يزيد من فرص تقويض التنظيم، في ظل إصرار الدولة التونسية على محاربة الإرهاب.
نشأة التنظيم
وكتيبة عقبة بن نافع، هي مجموعة جهادية مسلحة تتحصن منذ نهاية 2012 بجبل الشعانبي، من ولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود بين تونس والجزائر، وتشير عدد من التقارير أن هذه المجموعة اختارت لنفسها اسم القائد العسكري المسلم الذي فتح تونس.
ارتبط تنظيم "عقبة بن نافع" بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وقالت في بيان لها عقب الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين، 2011، إنها تُخطط لإقامة "أول إمارة إسلامية" في شمال أفريقيا، وقالت السلطات في تونس أن المجموعة مسئولة عن الهجوم الذي استهدف متحف باردو في 18 مارس الجاري، وأسفر عن مقتل 22 شخصًا بينهم 21 سائحًا أجنبيا، مع أن تنظيم الدولة الإسلامية تبنى هذه العملية.
في سبتمبر 2014 أعلنت كتيبة عقبة بن نافع مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية ودعته الى التحرك خارج سوريا والعراق، وقالت وقتذاك "الاخوة المجاهدون في كتيبة عقبة بن نافع، يدعمون بقوة تنظيم الدولة الإسلامية ويدعونه الى التقدم وتجاوز الحدود وتحطيم عروش الطغاة في كل مكان".
وبحسب وزير الداخلية الأسبق علي العريض، وهو يشغل منصب الأمين العام الحالي لحركة "النهضة الإسلامية" إن أغلب عناصر المجموعة ينحدرون من ولاية القصرين، ويشرف على تدريبها ثلاثة جزائريين لهم علاقة بأمير تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي أبو مصعب عبد الودود، والذي تقول تقارير أن اسمه الحقيقي هو عبد المالك درودكال.
وأكد العريض أن أغلب التونسيين الذين ينتمون الى المجموعة هم نشطاء في جماعة "انصار الشريعة بتونس" التي صنفتها تونس والولايات المتحدة تنظيما ارهابيا في 2013.
المرتكزات الفكرية للتنظيم
ويمكن رصد المرتكزات الفكرية لتنظيم "عقبة بن نافع" في جملة من النقاط بينها:
1 – تطبيق الشريعة الإسلامية.
2 – إعلان تونس إمارة إسلامية.
3 - اعتبار عناصر الأمن والجيش "طواغيت".
4 - التحريض الصريح على قتل قوات الجيش والشرطة باعتبارهم كفارًا مرتدين.
5 – تكفير عموم الشعب التونسي متعهدين بشن حرب شاملة ضدهم.
6 – الاعتماد على القوة مبدأ أساسي للتغيير.
أبرز عمليات كتيبة عقبة بن نافع
1 - اغتيال ثمانية عسكريين وسرقة أسلحتهم وبدلاتهم العسكرية بعدما ذبحت خمسة في 29 يوليه 2013 مع موعد الإفطار في شهر رمضان في كمين نصبته لدورية للجيش بجبل الشعانبي.
2 - اغتالت 15 عسكريا في هجوم نفذه عشرات من المسلّحين المحسوبين على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بجبل الشعانبي، وفق السلطات التونسية، وهو الهجوم الأسوأ في تاريخ المؤسسة العسكرية التونسية منذ استقلال البلاد عن فرنسا سنة 1956.
3 - منتصف يونيو 2014 أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لأول مرة، أن المسلحين المتحصنين في جبل الشعانبي تابعون له، وأعلن التنظيم في بيان مسؤوليته عن هجوم استهدف في 28 مايو 2014 منزل وزير الداخلية السابق لطفي بن جدو في مدينة القصرين وأسفر عن مقتل 4 من عناصر الأمن وإصابة اثنين.
مقتل لقمان أبو صخر
وقال رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد،
لقمان أبو صخر، هو جزائري الجنسية، زعيم تنظيم "عقبة بن نافع" التونسي، وقالت تقارير إعلامية إن أبو صخر تزعم الهجوم على متحف باردو، وقال رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد، إن زعيم هذه الجماعة، يدعى لقمان أبو صخر قتل خلال عملية للجيش، ووصف العملية بـ"المهمة جدا في برنامجنا لمكافحة الإرهاب".
وأبو صخر، هو خالد الشايب ينحدر من أصول جزائرية، وهو أحد أبرز المطلوبين لدى الأمن التونسي و الأمن الجزائري، ويعتبر الرجل الثاني في القاعدة بالمغرب العربي.
درس أبو صخر الكيمياء الأمر الذي جعله متخصصا في صناعة المتفجرات، وسبق له ان شارك في القتال في شمال مالي، كما ان له يدا في اغتيال الوكيل الأول بالحرس الوطني أنيس الجلاصي الذي اغتيل يوم 10 ديسمبر 2012، على يد مسلحين اشتبكوا مع قوات الامن يومها بمعتمدية فريانة من ولاية القصرين.
وخالد الشايب أو لقمان أبو صخر مورط كذلك في اغتيال وذبح الجنود بالشعانبي وذلك حسب ما أكده البلاغ الصادر عن وزارة الداخلية إثر أحداث الشعانبي الدامية التي جدت بتاريخ 29 جويلية 2015 .
وقال رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد، اليوم الأحد، إن القوات التونسية تمكنت أمس (السبت) من قتل أهم عناصر كتيبة عقبة بن نافع وعلى رأسهم لقمان أبو صخر، وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، إن الشرطة قتلت ليل السبت عدداً من المسلحين المتشددين في عمليات في جنوب وشمال البلاد، وقال محمد علي العروي إن قوات الأمن قتلت عدة عناصر إرهابية في عملية كبرى ونوعية في "قفصة"، واضاف "وحداتنا قتلت وأصابت عدة عناصر أيضا في الكاف في كمين".
ويبدو أن العملية حققت نجاحات كبيرة، حيث قالت وسائل إعلام محلية إن ما لا يقل عن 9 إسلاميين قُتلوا في قفصة، وهو ما يعزز من فرص ضعف التنظيم.
كان المتحدث باسم وزارة الداخلية، محمد علي العروي، قد قال في وقت سابق: "قتلت قواتنا تسعة إرهابيين خلال عملية واسعة النطاق في سيدي عيش في محافظة قفصة. كما صادرت أسلحة ومتفجرات".
أبرز قيادات "عقبة بن نافع"
أبو عياض التونسي... ثعلب القاعدة
النشأة:
اسمه الحقيقي سيف الله بن حسين، المولود في 8 نوفمبر 1965 في منزل بورقيبة في تونس.. وقيل في الضاحية الجنوبية بالعاصمة التونسية وتحديدا في مدينة "الزهراء" وتعلم في الغرب إلا أنه تبنى أيدولوجية الإخوان المسلمين وانخرط في صفوف حركة الاتجاه الإسلامي "النهضة".
وفر بعدها من البلاد بعد قمع نظام زين العابدين بن على الحركات الطلابية الإسلامية عام 1987 فحوكم غيابيا بسنتين سجنا من قبل المحكمة العسكرية بتونس بتهمة المشاركة في الاحتجاجات.
حط رحاله في المغرب والتحق بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية في جامعة وجدة، وهناك تزوج بمغربية.
اتجه إلى لندن وتقدم +بطلب اللجوء السياسي في 1994، وبقي أبو عياض ينشط في السر، حيث تتلمذ على يد أقطاب الفكر الجهادي مثل "أبو قتادة" و"السعودي زبير الحائري"، ثم غادر لندن وظل متخفيا في باكستان. ومنها إلى أفغانستان واشترك في معسكرات تدريب وألتقى بأسامة بن لادن في قندهار في 2000 وأسس مع طارق المعروفي وحدة أسماها جماعة المقاتلين التونسيين في جلال آباد.
في أحضان بن لادن
نصب أبو عياض أميرا على رأس "سرايا الدعوة والجهاد"، وهو هيكل مسلح نظمه مع مجموعة من العناصر السلفية التي كانت تعمل على إرساء نظام إسلامي في تونس كان ذلك سنة 2000 خلال تواجده بأفغانستان، أين تلقى تدريبات عسكرية واحتك بعناصر جهادية تنشط ضمن تنظيمات قطرية تحت حماية "تنظيم القاعدة".
لاقت نشاطات وأفكار "أبو عياض" استحسان أكبر رجال تنظيم القاعدة آنذاك كأسامة بن لادن الذي التقاه في مناسبة واحدة، وأيمن الظواهري الذي التقاه في مناسبتين وأبو مصعب الزرقاوي الذي ارتبط به عضويا وبقي على اتصال معه إلى حين ايقافه بتركيا... لكن البعض يؤكد على أن "أبي عياض" كان طفلا مدللا لأسامة بن لادن، بينما اكتفى هو بوصف علاقته به بأنها كانت علاقة طيبة فقط.
وقبيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر قررت القاعدة التخلص من عدوها اللدود في أفغانستان أحمد شاه مسعود تحسبا لما قد تنجم عنه الأحداث، فأرسلت عنصرين ادعيا أنهما صحفيين يريدان إجراء حوار مع "مسعود"، ففجرا أنفسهما فيه بمجرد الاقتراب منهما... لقد كانت الكاميرات مفخخة... توجهت أصابع الاتهام إلى "أبو عياض التونسي".
وصنفت جماعته في 2001 من قبل مجلس أمن الأمم المتحدة على أنها تابعة لتنظيم القاعدة.
بعد انسحاب طالبان سافر أبو عياض لتركيا حيث تم توقيفه وإرساله إلى تونس في العام نفسه، فحوكم من قبل المحكمة العسكرية بتونس بـ43 سنة سجنا، فرغم العمليات العسكرية التي قام بها بن حسين إلا أنه اعتبر سجينا سياسيا.
سافر سيف الله بن حسين إلى تركيا سنة 2001 وبقي هناك نحو السنتين، وقد كان اسمه معروفا لدى دوائر الاستخبارات الغربية التي كانت تتهمه بالعلاقة مع تنظيم القاعدة، فاعتقل في 3 فبراير 2003 بعد خطأ ارتكبه أحد العناصر السلفية عندما ذكره بكنيته في اتصال هاتفي، فتم تسليمه إلى السلطات التونسية بعد شهر من اعتقاله.
اتهم أبو عياض بالانتماء لمنظمة إرهابية تنشط بالخارج وحكم عليه بأكثر من 40 سنة سجنا- مع العلم أنّ جملة أحكامه كانت 68 سنة في عدّة قضايا كان أخطرها الخيانة العظمى والانتساب للقاعدة، وإلى تنظيمات إسلامية مختلفة- قضى منها 8 سنوات قبل أن يتم إطلاق سراحه في مارس 2011 بعد اندلاع الثورة.
وقد عرف سيف الله بن حسين داخل السجن بشخصيته القوية والكاريزما المؤثّرة التي فرضت على السجناء احترامه وتقديره، من ذلك مواظبة عدد منهم على حلقات الوعظ التي كان ينظّمها داخل السّجن. وهو ما لم يستسغه أعوان السجن الذين حاولوا دون جدوى إثناءه عن ذلك عبر تعنيفه وعزله في سجن انفرادي.
تأسيس أنصار الشريعة
خرج أبو عياض من السجن في إطار عفو عام بعد الثورة التونسية، فأسس تيار أنصار الشريعة، الذي يقوده هو مع "أبو أيوب" و"الخطيب الإدريسي".
اختيار مسمى "أنصار الشريعة" كان محاولة منه للالتفاف على علاقة جماعته بالقاعدة، وإفلات تنظيمه من ضربات أمنية داخلية وضغوطات غربية، فكان استجلاب مسمى يمكن تحويله فيما بعد، ريثما تتاح الفرصة للإعلان عن انتمائه للقاعدة محتذيا حذو جماعات أخرى.
ففي إحدى حواراته قال أبو عياض إنني أوصي أعضاء جماعتنا أن يلف الغموض حركتنا وحقيقتنا، وأن نستعمل الجهاد الناعم بديلا عن الجهاد الخشن.
سرعان ما هيكل جماعته ونظمها، وسرعان ما اغتال المعارضين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وبدأت بعدها سلسلة من الهجوم على عدة مراكز شرطية فقررت الحكومة التونسية اعتبار جماعة "أبو عياض" منظمة إرهابية.
توترت الأجواء التونسية وقررت الشرطة اعتقال أبو عياض، إلا أنه استطاع الهرب في كل مرة.. حتى بعد بعدما طوقت القوات الخاصة مسجد الفتح أثناء إلقائه خطبة بداخله استطاع أنصاره تهريبه أمام عدسة المصورين.
فر هذه المرة إلى ليبيا حيث فرع أنصار الشريعة هناك فعقد عدة اجتماعات مع أفرع جماعته ليضعوا استراتيجية القاعدة في مرحلة ما بعد الربيع العربي.. هكذا تحدثت وسائل الإعلام الألمانية.
في 30 ديسمبر 2013، أعلنت عدة وكالات أنباء عالمية ووسائل إعلام تونسية أنباء اعتقال "أبو عياض" من قبل قوات المارينز الأمريكية في مدينة مصراتة الليبية، فخرجت جماعته في ليبيا وتونس لتنفي الخبر.
لكن مصادر أخرى تحدثت عن صحة اعتقال الرجل لعدة أيام، لكنه أفرج عنه بعد خطف دبلوماسيين عرب وأجانب في طرابلس من قبل أنصار الشريعة حيث تم مبادلة أبي عياض بهم جميعا.
أبو عياض متحدث عن
رغم انتشار تيار السلفية الجهادية في تونس إلا أن الرجل الأول لهذا التيار في تونس بقي غامضا.. لكنه خرج فجأة متحدثا عن نفسه قائلا: أنا سيف الله بن حسين، ولدت وترعرعت في تونس العاصمة، وأبلغ من العمر 47 سنة، وكنية "أبو عياض" اخترتها من باب اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه علمنا سنة التكني بأسماء أبنائنا أو بغير أبنائنا.
ويسترسل: ترعرعت منذ نعومة أظافري على زيارة المساجد وبيوت الله لطلب العلم رغم قناعاتي أن المساجد كانت فاقدة لدورها الحقيقي، ولم تقم بدورها في التكوين الديني في العهد البورقيبي، وبعد ذلك وحتى الفترة التي ازدهرت فيها التيارات الإسلامية والتي تعتبر ذهبية خاصة في الثمانينيات لم يكن هناك تكوين ممنهج يمكن أن يفيد طلبة العلم. خرجت من تونس سنة 1991 بعد أن طاردني نظام بن علي والتجأت إلى المغرب أين درست الحقوق قبل أن تلاحقني السلطات هناك.
ويكشف عن بدء رحلته للخارج قائلا: بعد هروبي من المغرب اتجهت إلى لندن وتقدمت بطلب اللجوء السياسي في 10 فبراير 1994 وبقيت أنشط في السرّ هناك ولم أتلق الإجابة عن طلب اللجوء إلا في 2002 عندما كنت متخفيا في باكستان، وكان الرد بالرفض القطعي إضافة إلى عدم إمكانية الاستئناف، واعتبروني خطرا محدقا بأمن بريطانيا.. والحقيقة أن الفترة التي قضيتها في بريطانيا كنت أحرّض فيها وأدعو الناس لمعاداتها، ليس من باب العمل الماديّ، وإنما لتربية أبنائنا على كره وعداء هذه الدولة؛ لأنها كانت سببا في تحطيم الدولة الإسلامية وتفكيك العالم الإسلامي.
مطلوب أوربيا
أبو عياض هو من أكثر المطلوبين في عديد الدول.. لماذا؟ يجيب: هذا صحيح فأنا مطلوب في كل الدول الأوروبية تقريبا وكندا وجورجيا وتركيا وغيرها، ولا أستطيع تفسير ذلك فربما لأن اسمي ذكر في أحداث 11 سبتمبر 2001 نتيجة لاعتقال الكثيرين وربما لأني أتحرك كثيرا، ولاشتباه في انتمائي إلى تنظيم القاعدة، كما أن للسلطات التونسية التي قدمت اسمي للمخابرات العالمية دورا كبيرا في هذا.. وأسأل الله أن لا يغرنا هذا، وأن يزيدنا تواضعا لله وأن لا يجعلنا «نغلطوا في أرواحنا».
وعن حقيقة علاقته بتنظيم القاعدة يقول: الحقيقة، أنا لم أنتمِ إلى تنظيم القاعدة تنظيميا وشاركت فقط في معركة الانسحاب من جلال آباد الأفغانية، ورغم ذلك حوكمت على انتمائي للقاعدة باطلا 20 سنة غيابيا، ومع ذلك أقولها صراحة ولا أخشى في الله لومة لائم إني أحمل فكر القاعدة ومنهجها وأعتبر أن تنظيم القاعدة هم أهل الحق الذين يجب مناصرتهم في العالم.
وعن العلاقة الخاصة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأنه لقب بالابن المدلل له: لم أكن الابن المدلل للشيخ وهذا الكلام غير صحيح، لكن كانت لي علاقة طيبة بالشيخ أسامة بن لادن رحمه الله وزرته في مقره في قندهار في سبتمبر 2000 ولم يطلب مني مبايعته كما يدعي الكثيرون، وإحقاقا للحق الشيخ لم يكن يطلب المبايعة لا من الأفراد ولا من الجماعات، بل هم من كانوا يبايعونه، وأنا لم أبايعه وهذا ليس عيبا.
وعن حقيقة المرض الذي أصابه قبيل اعتقاله يستطرد: خرجت من أفغانستان في شهر فبراير 2001 وتنقلت بين عدة دول وكانت آخر محطة هي تركيا أين وقع اعتقالي. أما بالنسبة للمرض فقد أصبت في تركيا مرتين بالملا ريا، ولكن ليس له أي علاقة بالقبض علي ولكن حقيقة اعتقالي- وهي أول مرة أذكرها- كانت بسبب خطأ ارتكبه أحد الإخوة عندما ذكرني بكنيتي في اتصال هاتفي، وباعتبار أن هناك «أبو عياض» وحيدا ومعروفا لدى المخابرات تمكنت هذه الأخيرة من إلقاء القبض علي يوم 3 فبراير 2003 في تركيا.
أبو عياض في ليبيا
تضاربت الأنباء عن اعتقال "أبو عياض" في ليبيا من قبل وحدات أمريكية خاصة، في ظلّ تكتم شديد من السلطات الأمنية التونسية على الموضوع.
وما إن ذاع خبر اعتقاله في مدينة مصراتة الليبية في عملية مشتركة نفذتها قوات أمريكية وليبية، حتى سارعت بنفيه كل من وزارة الدفاع الأمريكية وسفارة واشنطن لدى تونس والمجلس المحلي الليبي بمصراتة.
تنظيم أنصار الشريعة الذي أسسه أبو عياض في تونس بعد سقوط النظام السابق، قام بدوره بنفي المعلومة التي انتشرت كالنار في الهشيم في وسائل الإعلام التي تناقلت الخبر استناداً لبرقية كشفت فيها وكالة الأنباء التونسية عن عملية اعتقال "أبو عياض التونسي".
وفي غياب المعلومة الرسمية بادرت بعض وسائل الإعلام المحلية بالغوص في الموضوع حيث نشرت صحيفة "الصريح" مقالا أكدت فيه اعتقال أبو عياض في ليبيا بمنزل قيادي بتنظيم القاعدة استنادا لمصادر ليبية.
ونقلت الصحيفة عن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو قوله: إن السلطات التونسية لا يمكنها أن تنفي أو تؤكد المعلومة، وإن وزارته بصدد التنسيق مع الجهات المعنية بليبيا والولايات المتحدة قبل الإفصاح عن موقفها.
لكن مصادر أخرى أكدت أنه قد تم إطلاق صراح "أبو عياض" بعد تمكن القوات الأمريكية من إلقاء القبض عليه بعد اختطاف "أنصار الشريعة" في ليبيا عددا من الدبلوماسيين الغربيين وإجراء عملية تبادل للأسرى أفرج بمقتضاها عن "أبو عياض".
وكادت قوات الأمن التونسية أن تلقي القبض على "أبو عياض" بعد أيام من حرق السفارة الأمريكية بتونس عندما ألقى خطبة بمسجد الفتح بالعاصمة، لكن وزير الداخلية آنذاك علي العريض أمر بفك الحصار حول المسجد تفاديا لوقوع اشتباكات دموية مع أنصار "أبو عياض".
ومنذ ذلك الحين توارى أبو عياض عن الأنظار، خاصة بعد حادثة اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد يوم 6 فبراير 2013، وهي جريمة نسبتها السلطات التونسية لتنظيم أنصار الشريعة الذي مُنِع من عقد مؤتمره الثالث بمدينة القيروان في شهر مايو 2013.
وعقب اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي ومقتل عسكريين وأمنيين نهاية يوليو 2013، صنَّفت الحكومة التونسية "أنصار الشريعة" تنظيماً إرهابياً، ونسبت إليه حادثتي الاغتيال ومقتل عناصر من الجيش والأمن، وشنت حملة اعتقالات ضد عدد من عناصره.
أبو عياض يؤيد داعش
في منتصف شعبان الماضي فاجأ "أبو عياض" جمهور الجهاديين في العالم برسالة وجهها إلى المجاهدين في العراق، وهنأهم بما أسماهم "فتوحات بلاد الرافدين".
وجاء فيها: إني إذ أبارك لأمتنا وعلى رأسها تاج رءوسنا المجاهدين في أرض العراق بفتوحات بلاد الرافدين، أستغل الفرصة المباركة لأتوجه لقادتنا ومشايخاـ حفظهم الله تعالى، أينما كانوا في الساحات أو في السجون أو في أي مكان بهذه الكلمات، سائلا الله تعالى أن تجد عندهم القبول والتفعيل.
ويسترسل: إن هذه الفتوحات التي يمن بها الله على الأمة يجب أن نحسن استغلالها في تقريب وجهات النظر بين جميع الفصائل الجهادية التي تقاتل إعلاء لكلمة التوحيد، وسعيا للتمكين للشريعة الإسلامية أن تسود الأرض.. وأن نسعى في تقريب وجهات النظر بين الإخوة جميعا، وإعادة النظر في سياسة الجهاد على أرض الشام وفقا للمستجدات الإقليمية، وإعمالا لقوله تعالى: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص}..
وعلى جميع المجاهدين أن يجددوا نياتهم ويجلسوا إلى بعضهم البعض لإحياء سنة الشورى والحوار اللّذين غابا عن الساحة منذ أشهر، وتأليفا بين القلوب وإغاظة للأعداء.
واسترسل: إني لأتقدم لكل من الشيخين أيمن الظواهري- نَصَرَ اللهُ به الدِّينَ ووفقه لما فيه رضوانه- وأبي محمد الجولاني؛ أن يعجلا بمباركة هذه الفتوحات وما من الله به على إخوانهم في الدولة الإسلامية في العراق والشام والفصائل الجهادية والعشائر السنية، وأن يثمر ذلك أمرًا من قيادات التنظيمات المتقاتلة بوقف الاحتراب والصراع فيما بينها سائلا المولى تعالى أن يجعلها بادرة (نصر من الله وفتح قريب) على المنطقة ككل.
وتابع: كما أدعو الشيخ أبا بكر البغدادي حفظه الله وأيده بنصره أن يسارع بالاستجابة لدعوات الأفاضل من القادة والمشايخ الذين طلبوا منه علنا وسرا إحياء سنة جده رضي الله عنه. وأن يكون رمضان هذا العام موعدا للاجتماع والجماعة واحتفالا بانهيار مشاريع الكفر العالمية في المنطقة..
وأضاف: كما أذكر إخواني الذين من الله عليهم بالنصر من جند الدولة الإسلامية في العراق والشام والعشائر السنية بأن لا ينسوا فضل الله عليهم، وأن يستحضروا فقه النصر من ذلة وتواضع لله ورحمة بالخلق.. سائلا الله تعالى أن يتقبل منهم ويرفع درجاتهم ويجازي عنهم أمتنا خير الجزاء، وأن يكونوا مطية موعود الخلافة على منهاج النبوة الأولى.
الكيميائي "أبو صخر".. مخطط عملية "باردو"
هو خالد بن حمادي الشايب المولود في الجزائر في عام 1984م بدائرة الماء الأبيض ولاية تبسة، والمكنى بـ "لقمان أبو صخر"، وأحد أبرز المطلوبين لدى الأمن التونسي و الأمن الجزائري ويعتبر الرجل الثاني في القاعدة بالمغرب العربي وتزعم كتيبة عقبة بن نافع بعد القبض على أبو عياض زعيم التنظيم السابق
نشأ في دوار العديلة بمدينة الماء الأبيض بولاية تبسة، وهي ولاية جزائرية رقمها 12 في للتقسيم الإداري، تنتمي إلى منطقة النمامشة مع ولاية سوق أهراس وهي منطقة تنتمي إلى منطقة الأوراس وتقع في شرق الجزائر.
التحق بكلية التكوين المتواصل جامعة تبسة، ودرس الكيمياء في الجامعات الجزائرية، وعمل مدرسًا للكيمياء لفترة.. الأمر الذي جعله متخصصًا في صناعة المتفجرات، وساعده هذا على صناعة المتفجرات البدائية التي لا تحتاج إلى مواد أولية معقدة، وشارك في القتال في شمال مالي، ثم أنضم الى قاعدة الجهاد في بلاد المغرب العربي وأنضم الى كتيبة عقبة ابن نافع وصدر فى حقه 21 أمر اعتقال وتفتيش من الداخلية التونسية.
العمليات الإرهابية التي شارك وخطط لها:
1- الهجوم على منزل وزير الداخلية لطفي بن جدو، وأسفر عن استشهاد 4 عناصر أمنية.
2- الهجوم على متحف باردو الذي أسفر عن مقتل 24 شخصًا بينهم 21 سائحًا أجنبيا من جنسيات مختلفة.
3- القتال مع تنظيم القاعدة في شمال مالي
4- عملية اغتيال أنيس الجلاصي الوكيل الأول بالحرس الوطني الذي اغتيل يوم 10 ديسمبر 2012، على يد مسلحين اشتبكوا مع قوات الأمن يومها بمعتمدية فريانة من ولاية القصرين
5- اغتيال وذبح الجنود بالشعانبي في 2015 م.
وفاته:
قُتل مع التونسيين مراد الغرسلي وفتحي الحاجي، و6 إرهابين يوم السبت 28-3-2015م في سيدي عيش بولاية قفصة بتونس