الجيش يواجه "بوكو حرام".. والنيجيريون ينتظرون نتائج انتخابات الرئاسة

الإثنين 30/مارس/2015 - 06:40 م
طباعة الجيش يواجه بوكو
 
رغم العمليات العسكرية بين الجيش النيجيري وبوكو حرام، إلا أن النيجيريين يترقبون بقلق إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، اليوم الاثنين، حيث يخشى كثيرون أعمال عنف مع إعلان اسم الفائز رغم مرور عمليات التصويت بهدوء خلال عطلة نهاية الأسبوع، في الاقتراع الذي أشاد به الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
وقد شهدت هذه الانتخابات المنافسة الأكثر حدة منذ عودة الديمقراطية إلى البلاد في 1999، وقد تنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته جودلاك جوناثان (57 عاما) وخصمه محمد بخاري (72 عاما) مرشح المؤتمر التقدمي الذي يضم جزءا كبيرا من المعارضة، كما نافس في الانتخابات البرلمانية 739 مرشحا على 109 مقاعد في مجلس الشيوخ و1780 مرشحا على 360 مقعدا في الجمعية الوطنية.
وصوت في هذه الانتخابات نحو 69 مليون ناخب من أصل 173 مليونا، في هذا البلد الذي يضم أكبر عدد من السكان في إفريقيا، والبلد الأول المنتج للنفط في القارة.
وللمرة الأولى طبق نظام التعرف على الناخبين بالقراءة الإلكترونية، مما يفترض أن يقلل من عمليات التزوير التي شهدتها الانتخابات السابقة.
الجيش يواجه بوكو
ومرت الانتخابات بشكل سلمي إلى حد كبير رغم وقوع بعض أحداث العنف، حيث قتل 29 شخصا في هجمات ألقي باللوم فيها على جماعة «بوكو حرام» المتشددة.
وللفوز، يحتاج المرشح الرئاسي للحصول على أكثر من نصف عدد الأصوات على المستوى القومي، وعلى 25 في المائة على الأقل من الأصوات في ثلثي الولايات النيجيرية البالغ عددها 36 ولاية.
وفي حالة عدم حصول أي مرشح على هذه النسب في الجولة الأولى من الانتخابات، يتطلب الأمر إجراء جولة إعادة لا يلزم الفوز فيها سوى أغلبية بسيطة.
وتأجلت الانتخابات لـ6 أسابيع عن موعدها الأصلي في 14 فبراير الماضي، خوفا من هجمات جماعة بوكو حرام التي قتلت نحو 14 ألف شخص منذ عام 2009.
من جانبها، حذرت إحدى منظمات المجتمع المدني في نيجيريا، اليوم الاثنين، من التلاعب في نتائج هذه الانتخابات، وقالت إنها «قلقة بشكل عميق إزاء تقارير بشأن محاولات في عدة ولايات نيجيرية لتقويض نزاهة فرز الأصوات».
وقالت «ذا نيجيريا سيفيل سوسايتي سيتويشن روم»، وهي أحد مراقبي الانتخابات المحليين الرئيسيين بتمويل من الولايات المتحدة، إنها تلقت بلاغات بمحاولة بعض أجهزة الأمن الوطني للتلاعب في عملية فرز الأصوات.

حول العمليات العسكرية

حول العمليات العسكرية
في المقابل قد شن الجيش النيجيري ، هجوماً برياً وجوياً على عناصر جماعة "بوكو حرام" الإرهابية في ضواحي مدينة "بوشي" بشمال شرقي البلاد.
وأوضح مصدر عسكري نيجيري، في تصريح صحفي الليلة الماضية ، أن الهجمات استهدفت 20 سيارة تابعة لمسلحي بوكو حرام في قرية "دونجولبي" القريبة من مدينة بوشي.
وأكد المصدر، أن العمليات العسكرية لا تزال مستمرة، مشيراً في الوقت ذاته إلى تكبيد الإرهابيين لخسائر بشرية ومادية فادحة.
يذكر أن مسلحي جماعة "بوكو حرام" قد وصلوا إلى قرية دونجولبي ، وأقاموا معسكراً من أجل الاستعداد لاجتياح مدينة بوشي ، إلا أن قوات الجيش النيجيري باغتتهم بالهجوم الجوي والبري على الفور.

الجيش يواجه بوكو
وردا على هذه الغارات قُتل 7 أشخاص على الأقل، بينهم 4 مسلحين، اليوم الإثنين، بعد أن هاجم مقاتلون يشتبه أنهم ينتمون إلى جماعة "بوكو حرام" المتطرفة مدينة جديدة في ولاية "باوتشي" شمال شرق نيجيري، حسب مسؤول أمني. وقال المتحدث باسم الشرطة هارونا محمد في بيان تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، إنه "في حوالي الساعة 07:30 (بالتوقيت المحلي/ 6:30 ت.ج.)، اقتحم مسلحون مجهولون على متن 18 شاحنة، بلدة تافاوا باليوا، وبدأوا في إطلاق النار بشكل متقطع في اتجاهات مختلفة". وأضاف أن قوات الشرطة ومجموعة حماية شعبية محلية اشتبكوا مه المسلحين في معركة عنيفة بالأسلحة النارية، ما اضطر المسلحون إلى ترك 4 شاحنات مزودة بمدافع مضادة للطائرات والتراجع نحو بنونو بعد أن تكبدوا خسائر فادحة. وتابع المتحدث: "لكن شباب المدينة الغاضبين، الذين يبلغ عددهم أكثر من 3 آلاف، أحرقوا 4 جثث للمهاجمين والشاحنات التي سيطروا عليها". وأشار إلى أن المسلحين عادوا إلى قرية "جيتار" التابعة للحكومة المحلية في ولاية باوتشي، وقتلوا ثلاثة حراس. وعلى الصعيد الأمني، هاجم مسلحون يشتبه أنهم ينتمون إلى جماعة "بوكو حرام" المتشددة اليوم بلدة "ألكاليري" في ولاية باوتشي، ما أسفر عن مقتل شخص واحد وجرح عدة أشخاص آخرين (لم يحدد عددهم على الفور)، بحسب شهود عيان. يأتي ذلك، غداة مقتل 25 شخصا على الأقل، وإصابة 5 آخرين، في هجوم يشتبه أن مسلحين ينتمون لجماعة "بوكو حرام"، نفذوه في ولاية "بورنو"، شمال شرق البلاد، حسب مسؤول محلي كبير. وفي تسجيل مصور،  نشر على الإنترنت في وقت سابق، هدد زعيم الجماعة أبو بكر شيكاو، بإفساد الانتخابات. وتقاتل نيجيريا منذ أكثر من 6 سنوات جماعة "بوكو حرام" المتمردة التي حصدت عملياتها حياة عشرات الآلاف، وشردت أكثر من 6 ملايين شخص على الأقل، ودمرت البنية التحتية في أجزاء كثير من البلاد. وخلال الأشهر الأخيرة، سيطرت جماعة "بوكو حرام" على العديد من البلدات، والقرى في ولايات "بورنو"، و"يوبي"، و"أداماوا"، الواقعة في شمال شرق البلاد، معلنة إياها جزءا من "الخلافة الإسلامية" التي أعلنتها بشكل أحادي قبل مبايعتها أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش"، قبل أن تعلن الحكومة النيجيرية تمكنها من استعادة الكثير من البلدات في هذه الولايات الثلاث. وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.
فهل ستغير نتيجة الانتخابات النيجيرية الوضع على الأرض؟ هذا ما سوف يتضح خلال الساعات القادمة

شارك