للمرة الثالثة.. مؤتمر للمانحين لمساعدة السوريين.. ومخاوف من تكرار سيناريو "الرقة" في "أدلب"
الإثنين 30/مارس/2015 - 08:16 م
طباعة


مبنى محافظة ادلب
تستضيف الكويت غدا المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا، برعاية أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وبالتعاون مع الأمم المتحدة، لبحث سبل تعزيز البرامج والمشاريع التي تساعد في إغاثة الشعب السوري إلى جانب تحسين مستوى الاستجابة الإنسانية وتعبئة الموارد لعام 2015، وسط محاولات دولية لحشد التمويل لمساعدة الشعب السوري الذي يعيش أوضاعًا إنسانية غير مسبوقة.
وتستضيف دولة الكويت مؤتمر المانحين الثالث لدعم الوضع الإنساني في سوريا بعد استضافتها المؤتمرين الأول والثاني في 2013 و2014 بمشاركة 78 دولة وأكثر من 40 هيئة ومنظمة دولية، ويري مراقبون أن استجابة الكويت لطلب هيئة الأمم المتحدة واستضافتها المؤتمر الدولي الثالث للمانحين على أرضها بعد غد للمرة الثالثة على التوالي وتحملها متطلبات تنظيمه والإعداد له تؤكد بكل وضوح ما سبق أن قررته هيئة الأمم المتحدة من إعلانها الكويت مركزاً إنسانياً عالمياً وتسمية الأمير قائداً للعمل الإنساني، وأن استضافة الكويت للمؤتمر في نسخته الثالثة يعكس الدور المهم الذي تؤديه في دعم الوضع الإنساني الصعب الناجم عن الأزمة السورية وحرصها على تعزيز العمل المشترك عربياً وإقليمياً ودولياً للتعامل مع الكوارث والأزمات.

عناصر النصرة يحطمون تمثالا للأسد الاب
يأتي ذلك في الوقت الذى أعلنت فيه منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، أن مشروعات الإغاثة العاجلة في حاجة إلى 121 مليون دولار لمنع مزيد من تفاقم حالة الأمن الغذائي وانهيار السلاسل الغذائية الإقليمية في ظل الأزمة الجارية في سوريا، والتي عطّلت الإنتاج الزراعي والتجارة بشدة وخلّفت نحو 9.8 مليون شخص غير آمنين غذائيًا.
ويتزايد اهتمام المؤسسات والمنظمات الخيرية بما يحدث في سوريا، بعد أن دخلت الأزمة السورية عامها الخامس، وما تمخض عنها تشريد أكثر من 11 مليون نسمة، منهم ما يقرب من 4 ملايين فرّوا إلى مصر والعراق والأردن ولبنان وتركيا المجاورة، واستقر نحو 85 في المائة من اللاجئين بعيداً عن المخيمات - مع توجُّه أعداد كبيرة منهم إلى المناطق الريفية حيث تشكل الزراعة مصدر رزق لأشد الأسر المعوزة.
وفي داخل سوريا ذاتها، نفق نحو 50 في المائة من قطعان الماشية، وتراجع ناتج محاصيل الحبوب إلى النصف منذ بداية الأزمة عام ، 2011، بسبب تصاعد النزاع وآثار الأحوال الجوية الرديئة، وعلاوة على تصاعد الضغوط الواقعة على الموارد من المياه والأراضي، تثير تنقلات السكان والماشية مخاوف من خطر تفشي الأمراض الحيوانية والنباتية عبر الحدود الوطنية إلى مناطق أخرى في الإقليم وما وراءه، ويعزى ذلك جزئياً إلى انهيار الخدمات البيطرية في سوريا، مما خلّف الآلاف من الحيوانات بلا تطعيم أو رعاية.

النصرة الاسلامية تتقدم
ويهدف مؤتمر إعلان التبرعات إلى جمع الأموال لتلبية الاحتياجات المحددة في إطار خطة سوريا للاستجابة الاستراتيجية، وباحتساب جميع التقديرات تتطلب الاستجابة للأزمة في سوريا، ولتداعياتها في الإقليم، 2.9 مليار دولار و5.5 مليار دولار على التوالي وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وبموجب هذا المخططات تسعى "فاو" إلى تعبئة 59 مليون دولار لتمويل أنشطتها في سوريا بغية دعم إنتاج المواد الغذائية الأساسية، والنهوض بتغذية الأسر ودخلها، وحماية حيواناتها الزراعية، وتحسين عمليات التنسيق بين الحكومات ووكالات المعونة والمجتمعات المستفيدة لاستعادة صرح الأمن الغذائي، والمقدر أن تساعد هذه الأموال أكثر من 1.5 مليون شخص، خاصة وأن هناك حاجة لـ 62 مليون دولار أخرى لمساعدة مجتمعات المأوى، خاصةً في العراق والأردن ولبنان وتركيا، على مواجهة تدفقات اللاجئين من خلال تدعيم إنتاجية أنشطة الزراعة واستدامتها، وتتضمن هذه التدابير مساندة الوقاية من الأمراض الحيوانية والنباتية، ودعم أنشطة الزراعة المنزلية، وتطوير سلاسل القيمة.
بينما قال الخبير لوران توماس، المدير العام المساعد للمنظمة ومسؤول برنامج "فاو" للتعاون التقني، أن "إنتاج الغذاء هو العمود الفقري لسبل المعيشة في المناطق الريفية من سوريا، وإزاء ما يواجهه المزارعون من تحديات مهولة... فهم في أشد الحاجة إلى الدعم العاجل لحماية الإنتاج الزراعي الذي حاق به بالفعل ضرر هائل، فهذا ليس فقط حاسماً لحياة الملايين في سوريا، بل وأيضاً لدعم الأمن الغذائي والاستقرار في عموم الإقليم
وعلى صعيد التطورات في المعارك بين النظام السوري والفصائل المعارضة، قال مراقبون أن جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وحلفاءها يسيطرون الان على إدلب وأن القوات الجوية السورية قصفت المدينة، مع الاشارة إلى أن سقوط إدلب التي تبعد 30 كيلومترًا عن الحدود التركية المرة الثانية التي تفقد فيها دمشق السيطرة على عاصمة اقليمية خلال الصراع الدائر في سوريا منذ عام 2011، بعد أن كانت المدينة الأولى هي الرقة التي حولها تنظيم داعش إلى عاصمة لدولة الخلافة التي أعلنها في كل من سوريا والعراق.

الجماعات المتطرفة تستولى على مناطق سورية جديدة
ويرى متابعون أن سيطرة "جبهة النصرة" وحلفائها على مركز مدينة إدلب، أثار المخاوف من أن يكون الشمال السوري على موعد مع سيناريو مشابه لما حدث في مدينة الرقة في قبل عامين، حيث أدت سيطرة الفصائل المسلحة عليها، تحت شعار الثورة، إلى تسليمها لاحقاً إلى تنظيم "داعش في العراق والشام"- "داعش"، الذي أقام فيها أول معقل له، وذلك قبل إعلانه "الخلافة" بعدة أشهر فقط، ويأتي سقوط مدينة إدلب في أيدي فصائل، ينتهج غالبيتها النهج "القاعدي"، ليعزز من توقعات بأن "جبهة النصرة"، أقوى هذه الفصائل، تسير بخطى ثابتة نحو تأسيس كيان خاص بها يوازي كيان "داعش" في المنطقة الشرقية، غير أن بعض الظروف والضغوط ستضطر "النصرة" إلى أن تفعل ذلك بأسلوب مختلف، من حيث عدم الإعلان عنه أو محاولة إشراك الفصائل الأخرى فيه.
ونقلت تقارير عن شهود عيان بأن "جبهة النصرة" سعت فور تمركزها في ريف إدلب، للتخلص من بعض الفصائل القوية، بغية تعزيز نفوذها في المنطقة، فبدأت بـ "جبهة ثوار سوريا" التي كان يقودها جمال معروف، ثم "حركة حزم"، وباتت بعد القضاء عليهما تسيطر فعلياً على غالبية الريف الإدلبي، خاصة بعد اقتحام معسكري وادي الضيف والحامدية اللذين انسحب منهما الجيش السوري في كانون الأول الماضي نتيجة ضغط المعارك.