بعد قرار الأوقاف بالهيمنة على معاهدها.. معركة مرتقبة بين الدعوة السلفية والدولة
الإثنين 30/مارس/2015 - 08:31 م
طباعة


معركة قادمة لا محالة بين الدعوة السلفية وبعض أجهزة الدولة وعلى رأسها وزارة الأوقاف والتعليم والثقافة فتلك هي الوزارات التي يريدون السيطرة عليها، وربما تظهر بوادر هذه المعركة في تعليق الدعوة السلفية على قرار وزارة الأوقاف حول الهيمنة على معاهد الدعوة السلفية في المحافظات معلنة رفضها لهذا القرار، مؤكدين أن كل معاهد الدعوة السلفية لم تشمل على ما ذكره وزير الأوقاف.
وقال الشيخ عادل نصر، المتحدث باسم الدعوة السلفية: إن وزارة الأوقاف ما زالت تتربص للدعوة السلفية في بعض الأمور، مشيرا إلى أن الدعوة السلفية هي أول من طالبت بتجديد الخطاب الديني.

وأكد أن الهيمنة ليست حلا لتجديد الخطاب الديني، مشيرا إلى أن تجديده يحتاج إلى خطوات وهى الاستعانة بالقيادات الوسطية وتفعيل دور الدعوة السلفية وعقد مؤتمرات وندوات في المحافظات، وليس باقتحام معاهد الدعوة السلفية.
وأشار إلى أنه على وزير الأوقاف أن يتراجع عن هذه القرارات، مؤكدا أن الدعوة السلفية أول الداعمين لقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي في الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني ولا يصح أن يتم الزج باسمها ضمن الكيانات التي تسعى الوزارة إلى الهيمنة عليها لأنها تابعة لتنظيم الإخوان أو المتحالفين معها، مؤكدا أن الدعوة السلفية على كامل استعدادها لمواجهة التيارات التكفيرية والفكر الإرهابي وأنها تقوم الآن بالفعل في عقد الجلسات والندوات للتحذير من هذا الفكر والدعوة إلى تجديد الخطاب الديني.
ومن المعروف ان تلك المعاهد التي تسيطر عليها الدعوة السلفية ما هي الا مصانع لإنتاج الافكار المتطرفة وان نائب رئيس الدعوة السلفية "ياسر برهامي" قد اقر في اكثر من لقاء بان الكثير من شباب الدعوة السلفية يتبنون الفكر الداعشي.
الأوقاف وتجديد الخطاب الديني:

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي للأوقاف بتجديد الخطاب الديني سوف يشمل اقتحام الوزارة لملفين شائكين هما: ملف الثقافة الإسلامية الموازية من خلال معاهد إعداد الدعاة والثقافة الإسلامية التابعة لبعض الجماعات والجمعيات، وملف دور النشر التابعة لبعض الجماعات أو المدعومة منها، وبخاصة تلك التي تنشر مؤلفات ومنشورات قيادات الإخوان أو الكتب التي تحمل فكرا يجنح نحو التشدد أو يغذى التطرف الآخر من الانفلات والتسيب والإلحاد والفكر البهائي والشيعي الموجه سياسيا، وكل ما من شأنه أن يمس بأمننا القومي. وأضاف الوزير، أن الرئيس السيسي يهتم بتجديد الخطاب الديني اهتماما بالغا، مضيف أنه يردد تأكيده الدائم أنها ثورة للدين وليست ضد الدين، ليبث بذلك الطمأنينة في نفوس المؤمنين، ويقطع الطريق على المزايدين والمشككين والحاقدين والموتورين والمتربصين وأصحاب النفوس المريضة.
فقد اقتصر وزير الأوقاف في بيانه تجديد الخطاب الديني على منع الكتب التي تتبنى فكر الإخوان والبهائية والشيعة دون التعرض لفتاوى وكتب الدعوة السلفية والتي امتلأت بالأفكار المتطرفة والتي تقود نحو الفتنة الطائفية، مع أن مناهج الأزهر والمناهج التي يتم تدريسها في تلك المعاهد التابعة للدعوة السلفية هي التي تصنع من شبابنا إرهابيين.
بوادر المعركة مع وزارة التعليم:

وفي سياق التحضير لمعركة قادمة مع وزارة التعليم، طالب الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، الرئيس عبدالفتاح السيسي بالتدخل لإلغاء قرار الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم، بحذف قتال النبي صلى الله عليه وسلم ليهود بنى قريظة بعد غدرهم ونقضهم معاهدة المدينة، وسيرتى صلاح الدين الأيوبي، قاهر الصليبيين، ومحرر المسجد الأقصى، والقائد المسلم، عقبة بن نافع، فاتح دول شمال إفريقيا من مناهج التربية والتعليم، بدعوى أنها "تحرض على العنف".
وقال برهامي عبر موقع «أنا السلفي» التابع للدعوة السلفية أمس: «أظن أن مسئولية الدولة عن وزارة التعليم يستحيل أن ينفيها أحد أو يدعى أنها خارج السيطرة، خصوصا أن السلطة التشريعية والرقابية للبرلمان غائبة، وستبقى مدة من الزمن كذلك، فهي في يد رئيس الجمهورية الذى نطالبه بحكم مسئوليته التنفيذية والتشريعية باستدراك الأمر قبل أن يستفحل وقبل أن نجد من يذم القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم ويطالب بتعديل الكتاب والسنة".
وأضاف: "نطالب رئيس الوزراء بصفته مسئولا عن وزارة التعليم بإعادة الأمور إلى نصابها فإن فلسفة التغيير الذى حدث مُعلنة وليست خفية ومصرح بها وليست مستنتجة منا ولا بتحليلات أو تكهنات".
وتساءل برهامي: "هل من حق وزارة التعليم أن تغير تاريخ الأمة الإسلامية لما تتوهمه من أمور؟ وأشد من ذلك، هل من حقها، أو من حق أي أحد، أن يغير سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بحجة أنها تحض على العنف المذموم والقتل؟ هل وصلت الجرأة بهم إلى أن يحذفوا ما نطق به القرآن؟». وتابع قائلا: «أشك أنهم وعلى رأسهم الوزير يعرفون أن قتل مقاتلي بنى قريظة وسبى نسائهم وذراريهم مذكور في القرآن نصًّا"

وتابع برهامي متسائلا: «هل سنجد أحدا في يوم من الأيام يطالب بتعديل القرآن كما يُطالب به كفار الغرب لأنه يحض على العنف والقتل»؟ وتابع: «فهل هذا جزاء عقبة رحمه الله تعالى ــ أن كسر الله به الطواغيت التي كانت تصد الناس عن توحيد الله وعبادته فدخل الناس طواعية واختيارا في الإسلام دين الحق بعد أن دخل نوره قلوبهم»؟.
وتساءل برهامي: «هل نسيتم يا قوم أن خاتم شعار الجمهورية هو نسر صلاح الدين الذى حرر مصر أولا من سلطان الشيعة الباطنية أعوان الصليبيين، ثم حرر بيت المقدس من سلطانهم، وحرر المسجد الأقصى بعد أن اتخذوه مزبلة ومكانا للنجاسات تماما كما فعل الفرنسيون في الأزهر لما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر»؟ وقال متوجها إلى المسئولين بوزارة التربية والتعليم «هل تريدون أن تنقلوا إلى أجيالنا القادمة أنه لا قتال».
ولقد نفى الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم، ما تداولته بعض وسائل الإعلام، عن إلغاء قصة عقبة بن نافع من المناهج، مؤكدا أنه تم حذف بعض النصوص المسيئة للإسلام مثل فقرة "دخل عقبة بن نافع وقتل أهل القرية وهم نائمون"، مشيرا إلى أن هذا النص يسيء للإسلام بشكل عام.
وأضاف الرافعي في تصريحات صحفية، أثناء زيارة محافظة مطروح أن المستشرقين يستخدمون مثل هذه العبارات حتى يهاجموا الإسلام ويدعون أن الإسلام انتشر بحد السيف والعنف، مؤكدا أنه شكل لجنة لحصر المناهج لحذف كل ما يسيء للإسلام أو يغالط التاريخ، وستكون المناهج جاهزة في بداية العام الدراسي الجديد. هذا ما يعترض عليه برهامي ورفاقه فهم يريدون ان يتم تدريس المواد التي تهتم بالقتل وتعلى من شأن القاتل، ولا يريدون المواد التي تهتم بسماحة الاسلام وسلميته، فما تقوم به الدعوة السلفية من هجوم على وزارة الاوقاف وعدم الموافقة على خضوع معاهدها للوزارة او الأزهر انما يمهد لحرب قادمة لا محالة، وبالمثل حالة الهجوم على وزارة التعليم والسؤال الذي لابد منه الأن ما هي علاقة الدعوة السلفية بالتعليم والأوقاف؟ سوى محاولة فرض السيطرة عليهما كخطوة لتحويل مصر الى النهج الوهابي الذي يتبعونه.