كندا تنضم للحرب ضد "داعش".. والعبادي يكشف حقيقة "الحشد الشعبي"
الثلاثاء 31/مارس/2015 - 01:12 م
طباعة

دخلت الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق مرحلة جديدة مع تقدم الجيش العراقي مدعوما بقوات الحشد الشعبي وضربات التحالف الدولي، وموافقة البرلمان الكندي على إشراك قواته في الحرب ضد تنظيم الدولة.
تقدم الجيش العراقي في تكريت

رفعت قوات الجيش العراقي المدعومة بقوات الحشد الشعبي وغارات التحالف العلم العراقي على جامع تكريت الكبير وكلية الطب، معلنة تحريرها من يد مقاتلي تنظيم "داعش"، وتقف على مقربة من القصور الرئاسية في مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين.
وكانت القوات الأمنية والحشد الشعبي تمكنت في وقت سابق من رفع العلم العراقي فوق مستشفى تكريت والمجمع الحكومي وسط المدينة، بعد قتل نحو 40 عنصراً من جماعة "داعش"، وهي تفرض سيطرتها بحرب الشوارع في مدينة تكريت.
كما قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين خالد جسام بحسب شبكة الإعلام العراقي: إن القوات الأمنية والحشد الشعبي حررت مناطق الهياكل والديوم وحي الطين والمنطقة المحيطة بمستشفى تكريت، واقتربت من مركز المحافظة، مضيفا أن العمليات العسكرية من المرجح أن تحسم في تكريت خلال الـ ٤٨ ساعة المقبلة.
وأكد جسام أن رئيس الوزراء حيدر العبادي أوقف مشاركة التحالف الدولي بعمليات تكريت بعد اجتماعه بقيادات الحشد الشعبي.
كندا تدخل الحرب

وفي إطار الدعم الدولي للعراق والحرب ضد "داعش"، وافق البرلمان الكندي مساء أمس الاثنين بأصوات الأغلبية، على مشاركة القوات المسلّحة الكندية في حملة الضربات الجوية، على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" "داعش"، في سورية بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وجاء التصويت بناء على طلب الحكومة الكندية برئاسة المحافظ ستيفن هاربر، الأسبوع الماضي من البرلمان- الموافقة على توسيع مشاركة كندا في التحالف الدولي، ضد "داعش" في العراق، لتشمل سورية أيضاً، وتمديد المهمة لمدة سنة.
وحصل القرار على 142 صوتاً مؤيداً، مقابل 129 معارضاً، وهي أصوات المعارضة المؤلفة من الحزب الديمقراطي الجديد (يسار) والحزب الليبرالي. وانتقد الحزبان بشدة خلال النقاش في مجلس العموم الكندي، المشاركة في الضربات في سورية، خشية التورط في دوامة العنف.
إلى ذلك تمّ تمديد مشاركة كندا في الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة حتى 30 مارس 2016، على أبعد تقدير، بحسب مذكرة الحكومة.
وكانت كندا وافقت في 7 أكتوبر الماضي على الانضمام إلى حملة الضربات الجوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق، في إطار التحالف الدولي.
وتشارك في هذه المهمة ست طائرات مقاتلة، من طراز إف-18، وطائرتا مراقبة من نوع أورورا، وطائرة للتزود بالوقود جواً، وطائرتا نقل، إلى جانب 600 عسكري، يتمركزون في الكويت.
ونشرت كندا أيضاً في سبتمبر 2014 نحو 70 عنصراً من القوات الخاصة، المكلفة بتقديم الاستشارات، ومساعدة القوات الكردية في شمال العراق.
عودة الحشد الشعبي

وشاركت فصائل من الميليشيات الشيعية «الحشد الشعبي»، في الهجوم على تكريت للمرة الأولى منذ انضمام طائرات «التحالف الدولي» إلى المعركة، وذلك بعد يومين على دعوة المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني إلى إنهاء المقاطعة، كما دعا رجل الدين كاظم الحائري المقيم في إيران، «فصائل المقاومة» إلى مواصلة القتال.
وكانت فصائل «الحشد الشعبي» أعلنت وقف قتالها إلى جانب قوات الجيش العراقي في معركة طرد تنظيم (داعش) من تكريت، احتجاجاً على مشاركة طيران «التحالف الدولي» في المعركة الأربعاء 25 مارس.
وربطت هذه الفصائل عودتها بوقف طيران التحالف غاراته. والتقى رئيس الوزراء حيدر العبادي، زعيم منظمة «بدر» هادي العامري، وقيس الخزعلي زعيم «عصائب أهل الحق».
وفي وقت أكد فيه أحد أعضاء لجنة الأمن والدفاع عن التحالف الوطني (الشيعي) حصول اتفاق مع رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بشأن عدم مشاركة طيران التحالف الدولي، وهو ما عززه المتحدث الرسمي باسم عصائب أهل الحق نعيم العبودي، فإن مصدرا مسئولا في مكتب العبادي أكد في تصريح صحافي أمس أن قضية مشاركة التحالف الدولي تتحدد من قبل الحكومة العراقية طبقا لمقتضيات السيادة الوطنية.
يأتي ذلك عقب إعلان عدد من فصائل في «الحشد الشعبي» التي تتبع مرجعية آية الله علي السيستاني، إضافة إلى فصائل «المجلس الأعلى» و«التيار الصدري»- وَضْعَ مقاتليها تحت تصرّف الحكومة ووزارة الدفاع.
وفي هذا الإطار، أعلن «المجلس الأعلى» بزعامة عمار الحكيم الذي يؤيد السيستاني، أن فصائله «تشكّل القوة الثانية في الحشد الشعبي»، لافتاً إلى أن عدم إفصاحه عن ذلك يعود «إلى التزامه فتوى المرجعية الدينية العليا في النجف المتمثلة بالسيد علي السيستاني». وأضاف بيان صدر عن «المجلس الأعلى الإسلامي» أمس: «إننا نلتزم بما تقوله المرجعية الدينية بعدم رفع سرايا الحشد الشعبي أي عَلَم سوى العَلَم العراقي».
أزمة الحشد الشعبي

يبدو أن إعلان تجميد عدد من فصائل الحشد الشعبي- وليس كل الفصائل- مشاركتها في وقت سابق للضغط على رئيس الحكومة العراقية لكسب مزيد من التأييد، وغض الطرف من المجتمع المحلي والدولي على الجرائم التي ارتكبتها هذه الميليشيات في وقت سابق.
والآن يتقدم الجيش العراقي في تكريت لتحرير محافظة الموصل من تنظيم "داعش"، والذي يبدو أن الحشد الشعبي يسعى إلى المزيد من المكاسب الإعلامية والسياسية بعيدا عن الهدف الحقيقي لتحرير الأراضي الواقعة تحت تنظيم "داعش".
الخلافات بين الحكومة العراقية وعدد من الفصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران حاولت عرقلة عملية تحرير تكريت؛ ليبقى الانتصار منسوبا لها ولطهران وليس للحكومة العراقية؛ حتى لا تفقد شعبيتها في الشارع الشيعي العراقي.
المشهد العراقي

بات رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي أكثر سياسية وبراجماتية في تعامله مع ميليشيات الحشد الشعبي، والتي وجدت لها شرعية شعبية عبر محاربة "داعش"؛ لتحقق أهداف سياسية وليس وطنية وهو ما كشفته أزمة تعليق مشاركتهم في معركة تحرير تكريت، وتراجعهم عن قرار التعليق يأتي في إطار الحافظ على شعبيتهم، وعدم السقوط في الشارع العراقي بشكل عام، والشيعي بشكل خاص؛ مما يؤثر على مستقبلهم السياسي، ويهدد مكاسبهم من الحرب الدائرة.