"عاصفة الحزم".. اليمن تدعو لتدخل بري والحوثي يتراجع.. ومقترح إيراني لإنهاء الأزمة
الثلاثاء 31/مارس/2015 - 07:20 م
طباعة

تواصل حملة "عاصفة الحزم" التي تقودها الرياض بمشاركة دول عربية وإسلامية، عمليتها العسكرية المركزة ضد أهداف جماعة أنصار الله "الحوثيين"، وتسير الحملة الجوية على وقع حراكٍ دبلوماسي مكثف، للتوصل إلى إنهاء الازمة وسط مبادرة طرح ايران لمبادرة لإنهاء الازمة، فيما حمل الاتحاد الاوربي طهران اشتعال الحرب في اليمن، يأتي ذلك مع اقتراب انضمام صنعاء الي دول مجلس التعاون الخليجي والدعوة إلى تدخل بري لمواجهة الحوثيين.
دعوة لتدخل بري:

دعا وزير الخارجية اليمني رياض ياسين يوم الثلاثاء إلى تدخل بري عربي في اليمن "بأسرع وقت ممكن"، وقال ردا على سؤال لقناة الحدث التليفزيونية حول ما إذا كان يطلب تدخلا بريا عربيا "نعم نحن نطلب ذلك وبأسرع وقت ممكن حتى يتم بالفعل إنقاذ البنية التحتية للبلاد.
وكشف وزير الخارجية اليمني أن "الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، سيقدم رسميا خلال أيام طلبا بانضمام اليمن لدول مجلس التعاون الخليجي".
وقال وزير الخارجية اليمني إن "طلب انضمامنا إلى مجلس التعاون الخليجي لمواجهة التمدد الإيراني"، مضيفا: "سنشكل فريق عمل مشتركا من الرياض مع الرئيس هادي وعدد من الوزراء".
كما اتهم ياسين قوات صالح بقصف مخيم اللاجئين شمال صنعاء، الذي راح ضحيته العشرات، مؤكدا أن "معظم الضربات التي تصيب المدنيين تأتي من الحوثيين وقوات صالح".
وكشف أن الحوثيين حاولوا إدخال مضادات طائرات إلى أحد السجون، وأنهم يحاولون اقتحام عدن بأي وسيلة، كما أوضح أن صالح يرتب لدخول عدن منذ فترة طويلة، وأنهم يريدون أن يدمروا اليمن بمن فيه.
تواصل القصف وتراجع حوثي:

مع دعوات التدخل البري من قبل وزير الخارجية اليمني، واصلت غارات التحالف العربي قصفها لأهداف لجماعة أنصار الله الحوثيين، وذكر تقارير اعلامية يمنية، أن مسلحي جماعة "الحوثي" أحبطوا محاولة فرار جماعي لعشرات الجنود في معسكر اللواء 33 مدرع، بمحافظة الضالع، جنوبي اليمن، بعد تعرض المعسكر لغارة جوية من قبل طائرات تحالف "عاصفة الحزم".
وفي وقت سابق اليوم، ذكر شهود عيان، أن طائرات التحالف ، قصفت مواقع عسكرية موالية للحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، شمالي مدينة الضالع التي تحمل الاسم نفسه للمحافظة، دون أن يصدر عن قيادة التحالف أي بيان رسمي حول ذلك.
وأضافت التقارير الإعلامية أن "الجنود حاولوا الفرار خوفاً من معاودة الغارات الجوية"، دون أن يتم الحصول على تعقيب فوري من قبل جماعة "الحوثي" حول هذه الأحداث أو تبين ما إذا كان إطلاق النار على الجنود أدى لإصابات من عدمه.
يأتي ذلك في غياب أي رد من قبل جماعة أنصار الله "الحوثيين" على الأرض رغم التصريحات النارية التي تهدد السعودية بالانتقام، فحتي الان يعجز قادة الحوثيين في الرد على ضربات التحالف العربي، كما يخسرون الكثير من الأرض ميدانيا.
وفشل الحوثيون في إشعال الأمور على الحدود اليمينة السعودية، فقد شهدت عدة مناطق من الحدود "اليمنية-السعودية"، تبادلاً للقصف المدفعي والصواريخ بين القوات السعودية ومقاتلي جماعة أنصار الله "الحوثيين"، إلا أنه لم يستمر طويلا بفعل القصف الجوي لتمركز الحوثيين.
وكشف الناطق الرسمي باسم تحالف عاصفة الحزم، العميد ركن أحمد عسيري، أن التحالف سيعمل على زيادة وتيرة عملياته الجوية، بهدف منع الميليشيات الحوثية من التحرك والإضرار بالسكان.
وقال عسيري إن زيادة الغارات على الحوثيين تأتي لمنع مليشيات الجماعة من استدراج العمليات العسكرية إلى مواقع وتجمعات المدنيين لإلحاق الضرر بهم، ومن ثم استغلال ذلك إعلامياً.
وذكر عسيري أن جميع القطع البحرية التي ستشارك في عمليات عاصفة الحزم أخذت مواقعها بالكامل، حيث ستعمل على إطباق رقابة بحرية على الموانئ اليمنية لمراقبة جميع التنقلات من وإلى اليمن ومراقبة عمليات تهريب الأسلحة.
وكثفت طائرات الحزم غاراتها على مواقع الحوثيين، لاسيما في العاصمة اليمنية صنعاء، حيث تم استهداف مقرات ألوية الصواريخ ومخازن الأسلحة.
تواصل الحملة:

يأتي ذلك مع تأكيد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في تصريحات نشرت اليوم الثلاثاء، إن التحالف الذي تقوده السعودية سيواصل هجومه على قوات الحوثي المعارضة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى أن تستقر الأوضاع في اليمن.
ونقل حساب مجلس الشورى السعودي على "تويتر" عن الأمير سعود قوله: "نحن لسنا دعاة حرب ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها".
ونقل عنه قوله: "عاصفة الحزم ستستمر للدفاع عن الشرعية في اليمن حتى تحقق أهدافها ويعود اليمن آمنا مستقرا وموحدا".
ظهور إيراني:

مع المساعي إلى حل للأزمة اليمنية وفي ظل الاتهامات لإيران بزعزعة استقرار الخليج ورغم التصريحات التي هاجمت السعودية من مختلف قادة إيران خرج مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ليعلن عن وجود مقترح إيراني لإنهاء الأزمة في اليمن، قائلًا: "إن إيران لديها مقترح لحل الأزمة في اليمن، وتحاول التواصل مع المملكة العربية السعودية من أجل التعاون في هذا الشأن.
وكان عبد اللهيان الذي يشارك في المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا المقام في الكويت، يتحدث بالإنجليزية.
وقال ردًا على سؤال عما إذا كانت طهران تتواصل مع الرياض من أجل حل الأزمة في اليمن: "نحن نحاول"، وحول ما إذا كان لدى بلاده خطة لحل الأزمة قال: "لدينا مقترح" لذلك.
ودعا عبد اللهيان في تصريحات للصحفيين، كافة الأطراف اليمنية إلى الهدوء والعودة للحوار.
وأضاف في تصريحات باللغة الفارسية نقلها مترجم إلى العربية: "نرى أن الهجوم العسكري السعودي ضد اليمن يعتبر خطأ استراتيجيا.. وللوصول إلى حل سياسي يجب وقف العمليات العسكرية فورًا.. وبداية حوار كافة الأطراف اليمنية".
وقال: "نوصي كافة الأطراف المتناحرة بالعودة للهدوء السلمي، ونعتبر أي تدخل في اليمن اعتداء على هذه الدولة.. ما يجري اليوم في اليمن هو اعتداء خارجي على هذه الدولة".
وقال: "نحن نعرب عن قلقنا لاستمرار الحملات العسكرية السعودية ضد اليمن.. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تبذل كل جهودها ومساعيها لاستتباب الأمن والهدوء في اليمن".
الاتحاد الأوربي يحمل إيران:

ورغم تصريحات المسئول الإيراني حول وجود مباردة لإنهاء الازمة في اليمن، حمل مل رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الأوروبي، آلمر بروك إيران "مسئولية ما تعيشه اليمن من حرب حقيقية عن طريق دعمها الحوثيين".
جاء ذلك خلال تصريحات لبروك، عقب انعقاد جلسة لجنة الشئون الخارجية التابعة للبرلمان الأوروبي والمخصصة لمناقشة "التحديات الأمنية وملامح الاستقرار الأمني في منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا".
وقال رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الأوروبي: إن "الاتحاد الأوروبي يخشى أن تكون إيران بصدد قيادة حرب بالوكالة على أراضٍ خارج أراضيها".
من جهة أخرى، دعا البرلماني إيران والسعودية إلى اتباع سياسة المفاوضات بينهما من أجل تلافي زعزعة استقرار المنطقة".
وعلى صعيد متصل، قال عضو البرلمان الأوروبي أفضال خان (بريطاني الجنسية)، لوكالة الأناضول: إن "ما يقوم به الحوثيون من استعمال للقوة أمر مستفز لاستقرار المنطقة، ودعا "كل الفاعلين السياسيين في اليمن لتغليب سياسة الحوار، والتفاوض لتجنب حرب أهلية ستسبب للشعب اليمني معاناة كبرى إضافة إلى زعزعة استقرار المنطقة".
المشهد اليمني:
صوت المفاوضات والحوار يسابق صوت الرصاص لمحاولة إلحاق به وعرقلته، لوقف الحرب في اليمن، وحتي الآن ورغم دعوات إلى الحوار ووجود أكثر من مباردة والحوار لم يخرج الحوثيين لإعلانهم قبول الحوار مع الموافقة على الشروط التي وضعتها دول مجلس التعاون الخليجي... فهل سيجلس الحوثيون إلى الحوار أم يواصلون العناد ويخسرون كل شيء؟