الخلافات تؤجل تدريب المعارضة السورية للمرة الثانية.. و3.8 مليار دولار تبرعات للسوريين
الثلاثاء 31/مارس/2015 - 09:23 م
طباعة


السلاح في يد الجميع
في إطار التخبط وتضارب المعلومات بشان تدريب المعارضة السورية المعتدلة، أعلنت تركيا تأجيل تدريب قوات المعارضة السورية وتجهيزها إلى مايو المقبل، بعد أن كان مقررا البدء فيها في أول مراس الجاري، ثم تأجيلها لأسابيع، حتى اعلن وزير الدفاع التركي عصمت يلماز أن البرنامج سيتم البدء فيه في مايو المقبل، وسط توقعات بتأجيل الموعد لإشعار آخر، في ظل الخلاف بين الإدارة الأمريكية والحكومة التركية، بشأن أولويات تحديد الأهداف التي ستعمل المعارضة على مواجهتها بعد الانتهاء من تدريبها.
أكد يلماز أن تدريب قوات المعارضة السورية سيكون في وسط تركيا، موضحا ان بلاده ستجري مباحثات مع الولايات المتحدة بشأن اختيار العناصر التي سيتم تدريبها، وأن الاختيار سيكون مشتركا بالاتفاق مع الدول الحليفة، مشيرا الى ان تدريب قوات المعارضة السورية يأتي في اطار الاتفاقية الموقعة بين تركيا والولايات المتحدة.
وسبق وأن أكد مسئولون أمريكيون قالوا إنهم يعتزمون تدريب نحو خمسة آلاف مقاتل سوري سنويا لمدة ثلاث سنوات في إطار حملة على مقاتلي تنظيم داعش في العراق وسوريا.

المعارضة السورية بحلب
ويرى مراقبون أن تأجيل تدريب المعارضة السورية يعود إلى خلاف جوهري غير معلن بين الحكومة التركية والادارة الأمريكية، حيث ترغب تركيا في تدريب المعارضة السورية على أن تواجه هذه المعارضة قوات بشار وكذلك تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة وغيرها من الجماعات المتطرفة، بينما ترغب الادارة الأمريكية في أن تقوم المعارضة بمواجهة التنظيمات والجماعات المتطرفة فقط.
في هذا الإطار قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن بلاده ستوفد نحو 75 من العسكريين للانضمام إلى برنامج تقوده الولايات المتحدة لتدريب قوات المعارضة السورية، حيث يتضمن البرنامج تدريب وتجهيز آلاف من عناصر المعارضة خلال الأعوام الثلاثة القادمة لمساعدتهم في الدفاع عن التجمعات السكانية السورية ضد مقاتلي تنظيم داعش قبل قيام هذه العناصر بقيادة الهجمات في نهاية المطاف.
قال فالون يتعين دحر تنظيم "داعش" في كل من العراق وسوريا، ويقع إلحاق الهزيمة "داعش" في نهاية الأمر على عاتق القوات المحلية ونحن نعمل على تشكيل قوات برية فعالة في سوريا وأيضا في العراق حتى يتسنى لها تولي مهمة محاربة التنظيم.

الميليشيات السورية
شدد على أن التدريب سيشمل قيام القوات البريطانية بتوفير الإرشادات لاستخدام الأسلحة الصغيرة وتكتيكات المشاة والمهارات الطبية، وسيجري هذا التدريب في تركيا ودول أخرى بالمنطقة في إطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، وسترسل بريطانيا أيضا طائرتين إلى المنطقة لتوفير مزيد من عمليات المراقبة الجوية في العراق.
وعلى صعيد المواجهات المسلحة، قال التلفزيون السوري إن قوات الجيش نجحت في تأمين منطقة جبلية قرب دمشق في عملية ضد المسلحين، وبهذا التطور يحكم الجيش سيطرته على منطقة مهمة للرئيس بشار الأسد بعد أن فقدت الحكومة مدينة في شمال غرب البلاد.
ونقل عن مصدر عسكري قوله إن الجيش "يحكم سيطرته الكاملة على السلسلة الغربية لجبال الزبداني، وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان إن الاشتباكات مستمرة بين جماعات إسلامية والقوات الحكومية المدعومة بمقاتلين متحالفين معها في المنطقة الجبلية، وأن ثمة أنباء عن إرسال الجيش لتعزيزات.

التخريب مازال مستمرا
ويأتي التقدم في الزبداني بعد أيام من استيلاء جبهة النصرة والمسلحين المتحالفين معها على مدينة إدلب في الجزء الشمالي الغربي من سوريا قرب الحدود مع تركيا، وهذه هي المرة الثانية التي تفقد فيها الحكومة عاصمة اقليمية في الصراع السوري.
من ناحية أخرى، وعلى هامش المؤتمر الدولي للمانحين في سوريا، قال بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة إن دولا تعهدت بتقديم 3.8 مليار دولار للمساعدة في الأزمة الإنسانية في سوريا.
يأتي ذلك في الوقت الذى تعمل فيه الأمم المتحدة على جمع أموال لتمويل جهود الإغاثة لمساعدة 18 مليون شخص داخل سوريا واللاجئين في أنحاء المنطقة جراء حرب أهلية مستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام ومساعدة الدول والمجتمعات التي تواجه صعوبات في استضافتهم.
وتقول الأمم المتحدة إن الدول المانحة كانت اكثر ميلا في الأشهر الـ 12 الأخيرة بالوفاء بالالتزامات التي قطعتها على أنفسها فيما يخص مساعدة الشعب السوري.
والمؤتمر الذي هو ثالث مؤتمر من نوعه في ثلاث سنوات تستضيفه الكويت، ويحضره ممثلون من 60 دولة و40 منظمة اغاثة دولية، وتعهد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بالتبرع بمبلغ 500 مليون دولار بعد أن وصف الأزمة السورية بأنها "أكبر كارثة انسانية في التاريخ الحديث."

متى تنتهى الازمة السورية
كما أعلن الاتحاد الأوروبي عن نيته التبرع بمبلغ يزيد عن مليار دولار، فيما تعهدت الولايات المتحدة بالتبرع بمبلغ 507 ملايين دولار، ودولة الامارات بـ 100 مليون دولار والعربية السعودية بـ 60 مليون دولار.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أن السوريين ما زالوا بحاجة إلى المزيد من المساعدات من المجتمع الدولي، وأن 4 من كل 5 سوريين يعانون من الفقر والحرمان، وأن بلادهم خسرت ما يعادل 40 سنة من التنمية الإنسانية.
يُذكر أن الحرب التي مرت عليها 4 سنوات قد فتكت بأرواح أكثر من 200 الف سوري، كما أجبرت الحرب بين قوات الجيش السوري والمعارضة المسلحة أكثر من 11 مليونًا من المواطنين السوريين على النزوح.