بعد فوزه في انتخابات الرئاسة بنيجيريا.. هل يقضي الجنرال محمد بخاري على ما تبقى من "بوكو حرام"؟

الأربعاء 01/أبريل/2015 - 12:01 ص
طباعة بعد فوزه في انتخابات
 
بعد فوزه في انتخابات
بعد معاناة كبيرة وترقب دولي ومحاولات بوكو حرام لفشل العملية الانتخابية، أعلن حزب مؤتمر كل التقدميين المعارض في نيجيريا فوز مرشحه الحاكم العسكري السابق محمد بخاري في انتخابات الرئاسة اليوم الثلاثاء،  وقال المتحدث باسم الحزب لأي محمد في منزل بالعاصمة حيث يتابع زعيم الحزب محمد بخاري نتائج الانتخابات "هذه أول مرة يتم فيها إزاحة حكومة من السلطة عبر السبل الديمقراطية... الشعب النيجيري قال كلمت،" وأضاف أن الحزب لا يرى أي سبب للشك في أن الرئيس جودلاك جوناثان سيقر بالهزيمة، وأضاف محمد "لقد قال عدة مرات إنه سيتخلى عن السلطة إذا لم يتم انتخابه في انتخابات حرة ونزيهة."
وكان الجنرال السابق محمد بخاري قد حكم البلاد بين عام 1983 و1985 بعد أن وصل إلى السلطة في انقلاب عسكري. وأطيح به في انقلاب عسكري قاده الجنرال إبراهيم بابانجيدا في أغسطس 1985، وأعلن بعدها انحيازه للديمقراطية ومنذ ذلك الحين ترشح وخسر عدة انتخابات سابقة.
وشهدت أعوام حكم جوناثان الخمسة فضائح فساد وانطلاق الحملة العسكرية التي تقودها جماعة بوكو حرام. ويتولى حزب الشعب الديمقراطي الذي ينتمي اليه إدارة البلاد منذ انتهاء الحكم العسكري عام 1999.
ويبدو أن مقتل أكثر من 12 ناخبا على يد متشددي بوكو حرام في الشمال الشرقي بالإضافة إلى بعض المشاكل التقنية كانا من العوامل التي لعبت دورا في هذه النتيجة.
وقال أنتوني جولدمان وهو مستشار تجاري لديه صلات رفيعة المستوى في نيجيريا "ربما تكون هناك أسباب عديدة لخسارة حزب الشعب الديمقراطي.. ولكنني أعتقد أن السبب الرئيسي هو أن الانتخابات لم تشهد تلاعبا... عندما تترك الأمر للشعب النيجيري فهو مستعد لاتخاذ قرارات كبيرة ولجعل نيجيريا تبدو أقرب لديمقراطية تقليدية."

خسائر بوكو حرام:

خسائر بوكو حرام:
وعلى صعيد العمليات العسكرية لمواجهة بوكو حرام أعلن مصدر عسكري تشادي، اليوم الثلاثاء، أن جيشي تشاد والنيجر، تصديا لمحاولة توغل مسلحين من جماعة (بوكو حرام) المتشددة في النيجر.
ومن جانبه، قال عضو في مجلس بلدي جنوب شرقي النيجر، "إنه تم تدمير أربع آليات للمهاجمين كان يستخدمونها في الاشتباكات التي وقعت بينهم في منطقة (بوسو) القريبة من الحدود بين النيجر ونيجيريا". وأضاف المسئول، أن المسلحين من جماعة بوكو حرام لاذوا بالفرار حتى مدينة "مالام فاتوري" النيجيرية القريبة من بوسو.
ومن الجدير بالذكر أن الجيشين النيجيري والتشادي يسعيان لاستعادة مدينة "مالام فاتوري" النيجيرية من "بوكو حرام"، لكن جيش نيجيريا يؤكد أنها تقع تحت سيطرته.
بعد فوزه في انتخابات
وقد طردت حملة للقوات المسلحة النيجيرية وقوات من تشاد والنيجر المجاورتين بوكو حرام من معظم المواقع التي سيطرت عليها الحركة في وقت سابق هذا العام مما أدى لخسارتها المكاسب التي أجبرت نيجيريا على إرجاء انتخابات كان مقررا أن تجرى في فبراير.
وقال جندي من النيجر مقره في العاصمة الإقليمية ديفا لرويترز "ليس من السهل الوصول إلى الجزر لكننا حددنا المواقع المعادية، القوات الجوية تقصفها الآن"، وقال مصدر عسكري آخر إن عددا من "الإرهابيين" قتلوا في الهجمات التي تم خلالها الدفع بقوات في زوارق سريعة بالإضافة إلى ضربات جوية. وقال "سنطهر كل الجزر في بحيرة تشاد، بوكو حرام اختارت السعي لملجأ في أركان معينة مخفية لكننا سنطردهم ونقضي عليهم."
فيما أكدت المصادر العسكرية إن القوات النيجيرية غير مشاركة، ولم يصدر تعليق رسمي من نيجيريا على العملية.
وقال ضابط تشادي إن نحو 50 من مقاتلي بوكو حرام قتلوا إلى جانب جنديين تشاديين في اشتباكات للسيطرة على بلدة أبالام يوم الأحد.
ومن المتوقع أن يكون الهدف القادم لقوات تشاد والنيجر بلدة مالام فاتوري الواقعة على حدود نيجيريا مع النيجر.
بعد فوزه في انتخابات
وطردت حملة القوات النيجيرية والقوات الإقليمية بوكو حرام التي تسعى لإقامة خلافة إسلامية في شمال نيجيريا من 17 منطقة من بين 20 منطقة للحكم المحلي استولت عليها الحركة في بداية العام.
ومن ناحية اخرى قال المتحدث باسم الحكومة الكاميرونية إن الكاميرون وافقت على إلحاق سرية اتصال فرنسية بقواتها المتمركزة في ماروا بأقصى شمال البلاد والتي تقاتل بوكو حرام في اطار القوة الاقليمية.
وتشكو تشاد والنيجر من إن القوات النيجيرية لا تسارع للسيطرة على المناطق التي تطرد بوكو حرام منها.
ويقول محللون إن مقاتلي بوكو حرام قد يلجأون إلى حملة من هجمات الكر والفر بعد طردهم من معظم المدن التي استولوا عليها.

محمد بخاري رئيسا للجمهورية:

محمد بخاري رئيسا
وحول الانتخابات الرئاسية فقد فاز رئيس حزب المؤتمر المعارض في نيجيريا، محمد بخاري، بمنصب رئيس الجمهورية بحصوله على 15.4 مليون صوت مقابل 13.3 مليون لجوناثان الرئيس النيجيري السابق.
من هو محمد بخاري
ومحمد بخاري لمن لا يعرفه هو الجنرال المتقاعد (72 عاماً) الذي كان في السلطة بين 1983 و1985 في عهود الأنظمة العسكرية، مسلم ينتمي إلى قبيلة فولاني وينحدر من كاتسينا في شمال البلاد.
الجنرال بخاري الذي وصل إلى سدة الرئاسة في نيجيريا في 31 ديسمبر 1983 على أثر انقلاب عسكري أطاح بالرئيس شيخو شاجاري، وقد أطيح به بدوره في انقلاب في أغسطس 1985 قاده الجنرال إبراهيم بابنجيدا. وكان ذلك قبل عودة الديموقراطية إلى البلاد في 1999.
الفترة الرئاسية السابقة
وصرح آنذاك "الحرب على عدم الانضباط". ويتذكر خصومه خصوصا "بطش" نظامه العسكري حتى إن البعض يتحدث عن "دولة بوليسية".
وتخلل نظامه إعدام ثلاثة نيجيريين محكومين بتهريب المخدرات في الساحة العامة في وسط لاغوس العاصمة الاقتصادية.
كما أمر بخاري أيضا بتوقيف فيلا كوتي المغني الشهير والناشط في الدفاع عن الحقوق المدنية الذي توفي في 1997.

مواجهة بوكو حرام:

ورغم أن تاريخه كرجل عسكري جعله دائما محل انتقاد، غير أنه متهم بقمع الحريات، إلا أن معظم الشعب النيجيري يشعر الآن أن خلفيته العسكرية، وانضباطه الزائد هو ما تحتاجه البلاد للسيطرة على التمرد الإسلامي في الشمال.
وجاء وعد بوخاري، بعد أن نجا من محاولة اغتيال استهدفت موكبه في كادونا يوليو الماضي، بإنهاء وجود حركة بوكو حرام في غضون أشهر في حال انتخابه، ليعطي أملا جديدا للشعب النيجيري الذي أنهكته الهجمات البشعة للتنظيم الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من الشمال النيجيري. 
أن بوخاري بخلفيته العسكري، قد كسب احترام الجيش النيجيري، الذي يشعر بإحباط شديد بعد الانتصارات المتكررة للتنظيم الارهابي في الوقت الاخير.

الخوف من العنف:

وقد سبق أن كان بخاري المنافس الرئيسي لجوناثان في الانتخابات الرئاسية السابقة في 2011.
وأدت اشتباكات وقعت على أثر الانتخابات إلى سقوط نحو ألف قتيل، وأثار فوز جوناثان غضب المسلمين في الشمال الذين كانوا يريدون أن تعود الرئاسة إلى أحد منهم. وأثناء الحملة الانتخابية وصف الحزب الديمقراطي الشعبي بزعامة رئيس الدولة بخاري بأنه إسلامي خطر. فيما لم يكف المعارض عن مهاجمة الحكم الذي تجاوزته أعمال العنف.
فهل يستطيع  الجنرال محمد بخاري بالتحالف مع النيجر وتشاد القضاء فعليا على بوكو حرام خلال أشهر، مع النجاحات التي يحققها جيش "النيجر وتشاد" على الأرض، وطرد بوكو حرام من مجموعة مدن كانوا سيطروا عليها في وقت سابق؟

شارك