عاصفة الحزم.. هل تعيد الإخوان للحياة السياسية في اليمن؟

الأربعاء 01/أبريل/2015 - 02:04 م
طباعة عاصفة الحزم.. هل
 
عادت حملة عاصفة الحزم، بردا وسلاما علي حزب التجمع اليمني للإصلاح الذراع السياسي لجماعة الإخوان في اليمن، عقب إعلان اللجان الثورية التي تقودها جماعة أنصار الله "الحوثيين"  حل الحزب في وقت سابق وهجوم زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي علي حزب الإصلاح، ووصفه بالتفكريين، وجاءت عاصفة الحزم لتنقذ الإخوان من السقوط.

تأييد إخواني

تأييد إخواني
رغم الاختلاف بين فروع جماعة الإخوان المسلمين حول  الموقف من  الحملة العسكرية التي تقودها السعودية ضد جماعة أنصار الله "الحوثيين" المعروفة بـ"عاصفة الحزم"، إلا أن حزب التجمع اليمني للإصلاح أيد الحملة العسكرية معتبرا أنها تؤدي إلى دعم الشرعية في البلاد.
وأصدر حزب التجمع اليمني للإصلاح، بيانا مساء الثلاثاء 31 مارس 2015، قال فيه: "بقلق بالغ يتابع التجمع اليمني للإصلاح بأمانة العاصمة صنعاء الانزلاقات الخطيرة التي ينزلق إليها المواطن منذ إعلان التعبئة العامة بما يسمى اللجنة الثورية التابعة لأنصار الحوثي، مما يعني إعلان حالة الحرب على الشعب اليمني عامة والمحافظات الجنوبية خاصة وعلى رأسها عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن، فهي حاضنة الأحرار وملهمة الثوار ضد حكم الإمامة والاستعمار البغيض".
وأضاف: "والإصلاح وهو يدين بأشد عبارات الإدانة هذه الحرب ضد عدن والجنوب، ليطالب بسرعة وقف هذه الحروب المجنونة والطائشة فوراً ويحمل ميليشيات الحوثي وحلفائهم كامل المسئولية الأخلاقية والجنائية عما يترتب عليه من نتائج كارثية وخطيرة جراء ما يرتكب من جرائم ضد السكان المدنيين الأبرياء في عدن وباقي المحافظات الجنوبية. وبما يتركه هذا الاجتياح من آثار وخيمة في جدار الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي اليمني".
بل أن إخوان اليمن ذهبوا إلى أكثر من ذلك، حيث دعا عضو الهيئة العليا والقيادي البارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح محمد قحطان، إلى "ضرورة دعم الجبهات في مأرب والجوف وشبوة وإمدادها بالأسلحة والخبرات باعتبارها عنصر حاسم في المعركة الدائرة حاليا بين الحوثيين وصالح والجيش واللجان الشعبية الموالية للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، التي أكد على ضرورة دعمها بقيادات عسكرية ميدانية تساعدها على إعادة ترتيب أوضاعها.
 وواصل قحطان الهجوم على خصوم حزبه بالقول :"بأن القيادات الحوثية تنهج في صنعاء أساليب العصابات سواء في تحركاتها أو في تعاملها من سكان صنعاء، بعد أن أفقدتها ضربات التحالف الجوية توازنها وأجبرتها على هجر القصور الرئاسية والوزارات والهيئات والمؤسسات، واللجوء إلى الاختباء في منازل اليمنيين المغلوب على أمرهم."

لماذا التأييد؟

لماذا التأييد؟
رغم خروج بيان متأخر من حزب التجمع اليمني للإصلاح يدين فيه الحرب، ومرت العلاقة بين الحوثيين وجماعة الاخوان في اليمن بالعديد من الهدء والصراع ، كان أبرزها في الثامن والعشرين من نوفمبر2014 تم الإعلان عن أن حزب التجمع اليمني الوطني للإصلاح وغريمهم جماعة الحوثي توصلوا إلى اتفاق تهدئة، يقضي بوقف المعارك، والمواجهات المستمرة بينهما. وينص الاتفاق المبرم بينهم على الاتفاق على إنهاء المعارك، والتنسيق فيما بينهم لإنهاء الخلافات، وإطلاق المعتقلين، وإعادة ممتلكات الحزب، ودوره ومنازل قياداته التي استولى عليها الحوثيون خلال الأشهر الماضية. 
ولكن عقب محاصرة قصر الرئيس اليمين عبدربه منصور هادي، وهروبه إلى عدن أعلن الإخوان دعمهم للرئيس هادي، نكاية في الحوثيين الذين أعلنوا حل حزب الجماعة.
الأمر الذي أدي إلى أن يقوم زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي، باتهام لحزب التجمع اليمني للإصلاح المحسوب على الإخوان بالتحالف مع القاعدة والاشتراك في بعض عملياتها الميدانية، وهو ما أدي إلى أن جماعة الإخوان تؤيد عاصفة الحزم، أملا منها في العودة إلى السلطة عقب سقوط حكومة محمد سالم باسندوة في 21 سبتمبر 2014 علي إثر اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي تم توقيعه بين الحوثيين والقوي السياسية اليمنية والرئيس عبدربه منصور هادي.

الإخوان والحوثيين

الإخوان والحوثيين
جماعة الإخوان والحوثيين هما وجهان لعملة واحدة وهي الاسلامي السياسي، والاثنان لا يختلفان في الانتهازية السياسية والسعي إلى الحكم والسلطة حتي ولو علي أنقاض الوطن، لذلك سعى الاثنين إلى محاربة بعضهما البعض حيث لا تقبل أي جماعة بالأخرى في الحكم، ولا يكفان عن استخدام وتطويع النصوص الدينية من أجل حربهما التي يعتقد أنها مقدسة.
كما أن كلاهما يستدعيان التدخل الأجنبي والأمريكي بشكل خاص، بصورة أو بأخرى، حيث أن وجود الأمريكي يتيح لهما مزيد من المتاجرة بالقضية وتوسيع النفوذ واستدعاء قوى مقاتلة، للتحويل القضية إلى قضية أكبر من صراع سياسي في الداخل، حتي لو وصل الأمر إلى صراع مذهبي طائفي يحرق الأخضر واليابس ليس في اليمن فقط ولكن في المنطقة والعالم الإسلامي.

المشهد اليمني

المشهد اليمني
ومع استمرار عمليات عاصفة الحزم، وفي ظل تأكيد السعودية علي أن أبواب الرياض والحوار مفتوحة لجميع أطياف الشعب اليمني، ومع وجود أنباء عن وصول أولاد الشيخ الأحمر إلى الرياض وعلى رأسهم حميد بعد قطيعة مع قيادة المملكة يشير إلى أن جماعة الاخوان سيكون لها دورا في المرحلة القادمة.. فهل تعيد عاصفة الحزم الإخوان للحياة السياسية في اليمن؟

شارك