تصاعد الاشتباكات في عدن.. و"عاصفة الحزم" تقرع طبول "الحرب البرية"
الخميس 02/أبريل/2015 - 07:59 م
طباعة

طبول الحرب البرية باتت تسمع على جبهات واسعة من القتال بين قوات التحالف العربي التي تقودها السعودية، ضد جماعة الحوثيين المسنودة من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
إنزال بري

ومع تصاعد علميات الكر والفر في محافظة عدن بين اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي ومليشيات انصار الله "الحوثيين" مدعومة بقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، ارتفع التوقعات بتدخل بري من قوات التحالف العربي في اليمن.
نقلت "رويترز" عن شهود ومسئولين في ميناء عدن اليمني، أنه تم إنزال عشرات الجنود في الميناء اليوم الخميس بعد ساعات من تقدم المقاتلين الحوثيين صوب وسط المدينة الجنوبية.
ولم يتسن على الفور تحديد جنسية الجنود لكن تحالفا تقوده السعودية ضد الحوثيين يقول إنه يسيطر على المياه قبالة سواحل عدن.
وتشهد مدينة عدن معارك شرسة بين أنصار ومعارضي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مع اندلاع مواجهات في إحياء عدة في اليوم الثامن للعملية التي يشنها تحالف عربي ضد المتمردين الحوثيين.
وقال سكان إن المتمردين والعسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح يحاولون التقدم باتجاه القصر الرئاسي بعد سيطرتهم على خور مكسر، أحد الأحياء الرئيسية في المدينة الجنوبية. ويحاول المتمردون التقدم في اتجاه حي كريتر.
ونفى مصدر أمني في ميناء عدن، جنوبي اليمن، ما تردد عن إنزال بري لجنود أجانب في الميناء، وذلك بالتزامن مع اليوم الثامن لعملية تحالف "عاصفة الحزم" الذي تقوده السعودية ضد مواقع الحوثيين باليمن.
قوة اللجان الشعبية

ورأى محللون أنه سيكون هناك تدخل بري في اليمن، في القريب العاجل نظرا لأن اللجان الشعبية في الجنوب بحاجة إلى دعم عسكري لافتقادها المهارات القتالية خلال المرحلة الحالية بعكس الحوثيين.
واوضح المراقبون أن الخطة السعودية قد تسرع من إرسال قوات برية إلى الجنوب، من دعم قوات اللجان الشعبية.
من جهته أكد وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين أن مشكلة اليمن الرئيسية ليست المقاتلين الحوثيين الذين سيطروا على معظم البلاد ولكن علي عبد الله صالح، إذ أن «قواته أفضل تدريباً وتسليحاً». وأضاف، من مكان إقامته في السعودية، إن «النقطة المهمة الآن هي أنه إذا توقفت قوات علي عبد الله صالح عن القتال معهم فأعتقد أنهم (الحوثيون) سيبدؤون في التراجع»، وتابع ياسين أنه «بالنسبة إلى الرئيس صالح وعائلته يجب ألا يكون لهم دور، هذه الآن هي النهاية بالنسبة إليهم بعد ما فعلوه بشعبنا وبلادنا»، وأضاف أن "الحوثيين الشيعة المتحالفين مع إيران يمكنهم المشاركة في أي حوار بمجرد أن يعودوا إلى معقلهم الشمالي حول صعدة ويسلموا أسلحتهم ويتحولوا إلى حزب سياسي محض".
باكستان والتدخل البري

في ظل وجود قوات باكستانية في السعودية لإجراء مناورات مع الجيش السعودي، ومع التكنات حول مشاركة باكستان في القوة البرية التي تجهز من أجل دخول اليمن، رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف اليوم الخميس لعقد جلسة مشتركة لمجلسي البرلمان لبحث مشاركة القوات الباكستانية في التحالف العسكري إلى تقوده السعودية ضد جماعة الحوثيين في اليمن.
وجاءت دعوة شريف بعد اجتماعه مع وفد من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع اثر عودتهم من السعودية.
وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان "نظرا للروابط الدينية والتاريخية والثقافية بين شعبي باكستان والسعودية جدد (الطرفان) التأكيد على أن أي تهديد لسلامة أراضي السعودية سيسبب ردا قويا من باكستان".
وقال مسئول كبير في الحكومة الباكستانية لرويترز اليوم الاثنين إن إسلام أباد سترسل جنودًا إلى السعودية لتقديم الدعم العسكري إلى الائتلاف السعودي.
اشتباكات في صعدة

وطال القصف المدفعي العنيف للقوات البرية السعودية مديريات واسعة على الشريط الحدودي مع محافظات صعدة وحجة ومأرب.
فيما ذهب القصف الجوي للمرة الأولى نحو اقتفاء اثر زعيم انصار الله عبد الملك الحوثي في منطقتي ضحيان ومران المعقل الرئيس للجماعة الحوثية.
ومع الاشتباكات علي الحدود قتل أول عسكري سعودي من حرس الحدود، منذ انطلاق عمليات «التحالف»، وأصيب 10 آخرون خلال تبادل لإطلاق نار ، في إحدى المناطق الحدودية مع اليمن، وفقاً لما أعلنه متحدث أمني سعودي اليوم.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزارة الداخلية أن "حرس الحدود في إحدى نقاط المراقبة الحدودية المتقدمة بمركز الحصن في منطقة عسير تعرضوا لإطلاق نار كثيف من منطقة جبلية مواجهة داخل الحدود اليمنية"، ما أدى إلى مقتل العريف سلمان المالكي وإصابة عشرة آخرين بجروح طفيفة.
التداعيات الواسعة للغارات الجوية الخاطئة، تحولت إلى تظاهرات شعبية بدعوة من جماعة الحوثيين في العاصمة صنعاء وعديد المحافظات اليمنية، دون أن يلغي ذلك موقف القوى المناهضة للحوثيين والمرحبة بهذه الهجمات.
القاعدة تظهر من جديد

إلى ذلك، اقتحم مسلحون من تنظيم القاعدة، فجر اليوم 2 ابريل 2015 ، السجن المركزي في المكلا، كبرى مدن حضرموت، وحرروا حوالي 300 سجين بينهم أحد قادة التنظيم البارزين ويدعي خالد بأطرفي، المعتقل منذ أكثر من أربعة أعوام، من بين نحو 300 سجين تمكنوا من الفرار إثر اقتحام السجن.
وقد هاجمت هذه العناصر مواقع عدة في المكلا منها محيط القصر الرئاسي ومبنى المحافظة، السجن المركزي، والأمن القومي، والبنك المركزي مستخدمةً أسلحة ثقيلة ومتوسطة.
وتعيش مدينة المكلا مؤخراً انفلاتاً أمنياً كبيراً، بالتزامن مع الاشتباكات التي تشهدها محافظة عدن وعدد من المناطق الجنوبية بين القوات الجيش اليمني وجماعة الحوثيين من جهة، واللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من جهة أخرى.
انفصال الجنوب

أكد رئيس حزب الحق حسن زايد، أنه مع أي مطالب لأبناء الجنوبيين في اليمن، حتى لو طالبوا بفك الارتباط بالشمال والانفصال عن صنعاء، قائلا: "قلتها منذ العام ٢٠٠٧م، نحن مع أبناء المحافظات الجنوبية، مهما كانت مطالبهم حتى الانفصال أو فك الارتباط".
وأضاف المقرب من جماعة أنصار الله "الحوثيين": "كررت وأكرر.. أنا ضد الوحدة بالقوة، وأن ننفصل أفضل من أن تسفك قطرة دم واحدة، وطالبت وأطالب بضرورة وجود قيادة موحدة للجنوب، لكني وأي عاقل لا يمكن أن يدعو إلى ترك عدن أو أي جزء من اليمن ساحة للقتل والعصابات الإرهابية".
وحمّل رئيس حزب الحق، مسئولية أحداث الحرب والصراع الدائر في اليمن، للرئيس عبد ربه منصور هادي، متهما إياه باستخدام المسلحين من شبوة وابين منهم مقاتلون بتنظيم القاعدة لخلق حالة فوضى بالبلاد.
وطالب "زيد" بموقعه على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بوضع حد سريع للعنف في عدن، ويجب على أبناء عدن والجنوب عامة توحيد قيادتهم.
المشهد اليمني
مع اشتباكات الدائرة في عدن والقصف المتواصل في عددا من المدن اليمنية، وفي الصراع علي عدن يبدو أنه سيكون هناك قرار بالتدخل البري في جنوب البلاد مستندا إلى الظهير الشعبي لأهالي عدن وجنوب اليمن في مواجهة التدخل العسكري العربي.