"عاصفة الحزم".. دعم عسكري للجنوب۔۔ وتراجع للحوثيين في عدن

الجمعة 03/أبريل/2015 - 12:41 م
طباعة عاصفة الحزم.. دعم
 
لا يزال المشهد الميداني في اليمن يزداد تعقيدا من خلال حرب الكر والفر في اليمن، مع  دخول «عاصفة الحزم» للتحالف العربي بقيادة  المملكة العربية السعودية يومها التاسع، انسحب الحوثيين من عدن وظهور القاعدة في حضرموت، والتحالف يدعم الجنوبين بالسلاح، مع اختفاء زعيم الحوثين من المشهد اليمني.

دعم الجنوبين بالسلاح

دعم الجنوبين بالسلاح
نفذت طائرات «التحالف» الذي تقوده السعودية في عدن، فجر اليوم، عملية إنزال مظلي لأسلحة مختلفة دعماً لـ«الجان الشعبية» الموالية للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، على ما أفادت مصادر أمنية يمنية.
وكشفت تقارير إعلامية  أن «طيران «التحالف» زود، فجر اليوم، عناصر من «اللجان الشعبية» الموالية لهادي في عدن بأسلحة مختلفة ووسائل اتصال حديثة، وذلك عن طريق إنزالها بمظلات في عدد من المواقع بالمدينة»، مرجحةً أن تكون نوعية تلك الأسلحة خفيفة.
في سياقٍ آخر، أعلنت السلطات الصينية أن بحريتها أجلت عشرات الأجانب، بينهم صينيون، من اليمن عبر ميناء عدن. وأفاد مسؤولون بأنها المرة الأولى التي تجلي فيها الصين أجانب، في إطار جهودها الإنسانية على المستوى الدولي.
ومع غياب قيادات الحراك الجنوبي التي كانت بالمئات، وتعج بها الساحات والقنوات والمنصات، أدى إلى نشوء علاقة من بعيد، بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والقاعدة الشعبية الجنوبية بمختلف أطيافها، لأن هادي وحده، وعلى الرغم من عجزه عسكرياً وعدم استطاعته حتى تأمين الحماية لنفسه، إلا أنه أعطى الجنوبيين سلاح الشرعية الذي يملكه، وهو الدفاع عن أنفسهم وعن منطقتهم. 

انسحاب الحوثيين

انسحاب الحوثيين
ومع دعم القوات الموالية لرئيس هادي، انسحب مليشيات جماعة انصار الله  "الحوثيون"، صباح اليوم الجمعة، من القصر الرئاسي في مدينة عدن جنوبي اليمن بعد أن قام طيران تحالف "عاصفة الحزم" بشن عشرات الغارات على القصر ومحيطه.
واندلعت اشتباكات عنيفة في منطقة كريتر، وسط مدينة عدن، جنوبي اليمن، بين الحوثيين وعناصر اللجنان الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، وفق ما أفادت مصادر "سكاي نيوز عربية".
يأتي ذلك بعد تراجع مسلحي الحوثي من بعض المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في مدينة عدن بفعل غارات قوات التحالف على المدينة.
وقال سكان بمدينة عدن إن المقاتلين الحوثيين انسحبوا من مواقع في وسط المدينة الجنوبية الساحلية، بعد ضربات جوية نفذها التحالف بقيادة السعودية.
من جانب آخر، شنت مقاتلات تحالف عاصفة الحزم غارات جوية على مسلحين حوثيين بالقرب من مضيق باب المندب الاستراتيجي، وقصفت طيران التحالف قصف جزيرة ميون عند مضيق باب المندب بعد دخول مسلحين حوثيين إليها، كما جرى قصف اللواء 17 في باب المندب.

رفع السياج الحدودي

رفع السياج الحدودي
ذكرت تقارير صحيفة أن قوات الجيش السعودي، شرعت في إزالة الحاجز الحديدي على الحدود مع اليمن، في إشارة اعتبرتها خطوة تمهيدية لتدخل عسكري، في اليمن فيما يدخل التحالف العربي يومه التاسع وتكثيف للغارات الجوية في معظم المناطق وخاصة الشمالية منها .
وتشير المعلومات إلى أن السلطات السعودية، شرعت في نزع الحاجز الحديدي قرب منطقة "المعاين" القريبة من مديرية حرض التابعة لمحافظة حجة اليمنية.
يذكر أن السعودية نصبت هذا الحاجز منذ سنوات في حدودها مع اليمن لمنع المتسللين غير الشرعيين والمهربين من دخول اراضيها .
وتواصل طائرات الغارات على اليمن بقيادة الرياض، غاراتها على مواقع يمنية، في عدن وساحل أبين، كما عاودت قصف القاعدة الجوية بصنعاء، وجبل نقم، ومنطقة فج عطان بالعاصمة، بالإضافة إلى مواقع متاخمة لحدودها في عبس وغيرها .
ومن الجدير بالذكر أن التحركات السعودية على الأرض قابلتها نشاطات لمسؤولين سعوديين، خلال اليومين الأخيرين، تصب مجملها في ناحية الملف اليمني، والتدخل العسكري، كانت نتائجها ما أعلنه مسؤول أمريكي منتصف ليل الجمعة أن القوات البرية السعودية تتخذ وضعاً دفاعياً على طول الحدود مع اليمن .
فيما أكد ولي ولي العهد وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف، خلال لقائه قادة حرس الحدود في مناطق جازان ونجران وعسير الجنوبية، أمس الأول، «أهميّة تعزيز الإجراءات الأمنية على حدود المملكة البرية والبحرية والتعامل بحزم مع كل من يسعى إلى استغلال الظروف الراهنة للإخلال بالأمن».
وأوضحت وزارة الداخلية أنّ حرس الحدود في إحدى نقاط «المراقبة الحدودية المتقدمة في مركز الحصن في منطقة عسير، تعرّضوا لإطلاق نار كثيف من منطقة جبليّة مواجهة داخل الحدود اليمنية، ما أدى الى مقتل العريف سلمان المالكي وإصابة عشرة بجروح».

الإخوان يؤيدون الحزم

الإخوان يؤيدون الحزم
وأخيرا وبشكل رسمي أعلن حزب التجمع اليمني للإصلاح "جماعة الاخوان المسلمين"، في وقت متأخر من مساء الخميس، تأييده وللمرة الأولى، لعملية "عاصفة الحزم" العسكرية، التي يشنها تحالف عربي تقوده المملكة العربية السعودية، منذ ثمانية أيام.
وقال الحزب، في بيان صادر عن أمانته العامة، إن "تعنت الحوثيين وانقلابهم على الحوار وفرض الإقامة الجبرية على الرئيس الشرعي المنتخب وأعضاء حكومة الوفاق وتعطيل مؤسسات الدولة الرسمية واجتياح المناطق، دفع الرئيس هادي إلى البحث عن دعم ومساندة، تعيد الحياة إلى مسارها الصحيح".
وعبر الحزب في البيان عن شكره وتقديره وتأييده للأشقاء في دول التحالف وفي مقدمتهم السعودية، "الذين استجابوا لطلب الرئيس الشرعي للبلاد، المسؤول عن حماية وأمن واستقرار وسلامة الوطن وأبنائه ومقدراته".
وتابع "يحدونا الأمل أن تعيد هذه العملية (عاصفة الحزم) الأمور إلى نصابها ومسارها الصحيح، وإخراج البلاد من الأزمة التي تسبب بها الحوثيون وحلفاؤهم، الذين يتحملون كامل المسؤولية عن كافة النتائج المترتبة على هذه العملية".
يأتي ذلك، فيما أعلن حزبا "المؤتمر الشعبي العام" الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، و"الناصري"، أحد أحزاب تكتل اللقاء المشترك، رفضهما لـ"عاصفة الحزم"، والتزم الحزب الاشتراكي الصمت حيال العملية.
تواصل طائرات التحالف الخليجي العربي منذ الـ26 من الشهر الماضي، قصف مواقع عسكرية تابعة للحوثيين والجيش اليمني في البلاد، ضمن عملية "عاصفة الحزم"، استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية".

الحوثيين والعاصفة

الحوثيين والعاصفة
بدوره، اعتبر الناطق الرسمي باسم المكتب الإعلامي لـعبد الملك الحوثي، محمد عبد السلام، أنّ "شعوب المنطقة العربية والإسلامية، ترفض تماماً الحرب العدوانية الغاشمة على اليمن، وندرك أيضاً أن السعودية تستغل الضائقة المالية التي تمر بها بعض الدول، لتفرض عليها مواقف تساندها في العدوان على اليمن، ولهذا نعبّر عن شكرنا لكل المواقف المشرفة لشعوب المنطقة التي خرجت للتظاهر، أو عبّرت عن موقفها الرافض للعدوان الغاشم على اليمن".
وصرّح على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلاً "أسبوع مرّ على العدوان السعودي الصهيوأميركي الغاشم، والنتيجة تدمير المنشآت العامة والخاصة، من كهرباء ومحطات غاز، ومصانع ألبان، واستهداف مباشر لمخيمات النازحين والأحياء السكنية، ومواقع الجيش اليمني، وقتل النازحين وعمال المصانع والمواطنين في الأحياء السكنية، والأسواق وقصف المعسكرات، التي لم يعمل قادة البلد يوماً واحداً، على أساس حمايتها من العدوان الخارجي، أو تمويهها من أي قصف محتمل".
وفي اليوم التاسع لـ"عاصفة الحزم"، تتصاعد مخاوف اليمنيين يوماً بعد يوم، من استمرار الأزمة، وخصوصاً في صنعاء، حيث تعطلت المدارس والعديد من الشركات، فيما يستعد أنصار حزب "المؤتمر الشعبي العام"، الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، لتظاهرات اليوم الجمعة.

المشهد اليمني

المشهد اليمني
مع تواصل غارات التحالف العربي، في كل الأحوال، فإن أيا من الاحتمالات المتوقعة أو غير المنتظرة التي قد تنتهي إليها هذه الحرب وتداعياتها ستكون لها عواقب وخيمة سيكتوي بنارها اليمنيون أكثر من غيرهم، علاوة على شعورهم بالمرارة والحسرة جراء تدمير البنى التحتية لبلدهم الفقير أصلاً ولقواته العسكرية وجيشه الذي وقع بين سندان المغامرين به وبين مطرقة الطامحين إلى تحجيمه وشل قدراته بالضربات الجوية التي بدأت يوم 25 مارس 2015.
ويحذر المراقبون من أن غارات التحالف العربي قد تؤدي إلى تدمير المؤسسات الأمنية وخاصة الجيش اليمني، مما يسهم في بروز المليشيات المسلحة بشكل أكبر من أي وقت مضي، مطالبين بسرعة الحوار والمفاوضات لإنهاء الصراع والحفاظ علي الدولة اليمنية قبل السقوط في مستنقع صراع المليشيات المسلح.

شارك