لصالح السلفيين۔۔۔ الازهر يمارس حرب بالوكالة ضد أبنائه التنويريين
الجمعة 03/أبريل/2015 - 02:25 م
طباعة


ما يقوم به الأزهر الان من شن هجوم على التنويريين من ابنائه انما هو حرب بالوكالة لصالح التيار السلفي، به شبهة توصية سعودية وكويتية لا محالة، حيث ان هذا التيار السلفي مرجعيته الأساسية الفكر الوهابي وشيوخ السعودية هذا من جهة المرجعية الدينية بجانب الدعم المالي واللوجستي المقدم له من المملكة ومن جمعيات خيرية في دولة الكويت، ومن هنا يصبح اي خروج او نقد يوجه للتيار السلفي او مرجعياته الوهابية لابد من استئصاله والقضاء عليه، حدث هذا أمس الاول مع الباحث اسلام البحيري وهو من خارج المؤسسة الأزهرية والذي قدم 350 حلقة تليفزيونية لقرائته للتراث الاسلامي فلم ينتبه الازهر الا هذه الايام بعدما تحرك التيار السلفي وتقدم بدعاوى قضائية ضد اسلام البحيري وكان ينقص هذه الدعاوى غطاء من الازهر ليس الا فقام المستشار القانوني لشيخ الازهر بارسال طلب مقدم لهيئة الاستثمار بوقف برنامج البحيري، ثم أرسل الأزهر الشريف، للمحررين المعنيين بتغطية أخبار المشيخة، قائمة تحتوى على عدد من العلماء، المبتغى التعامل معهم من قبل وسائل الإعلام، حال الاستفسار عن أي شيء في الأمور الدينية.

وتجاهل الأزهر للمرة الثانية الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، والدكتور سعد الدين هلالى أستاذ الفقه المقارن بكلية أصول الدين بالدراسة، والدكتور صبرى عبد الرءوف أستاذ الفقه المقارن، والدكتورة آمنة نصير أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر، والذين يعدون من أبرز علماء الأزهر ظهورا على الساحة الإعلامية، ويتمتعون بقاعدة جماهيرية عريضة.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي يتجاهل فيها الأزهر، كريمة والهلالى وعبد الرءوف، وعدم وضعهم في القائمة التي تحتوى على أسماء العلماء المتحدثين في وسائل الإعلام.
من جانبه، قال الدكتور أحمد كريمة، إنه يكن كل احترام وتقدير للمؤسسة الأزهرية، ولا توجد بينه وبين قيادات الأزهر أي خصومات شخصية، منوها إلى أن ما بدر منه تجاههم، هو نقد في حدود المباح، من واقع غيرته الشديدة على صحيح الإسلام.
ووجه كريمة رسالة للأزهر الشريف، تفيد ذكر مبررات إبعاد العلماء من القائمة المرسلة للإعلاميين، على الرغم من أنهم هاجموا الإخوان في الوقت الذي جاملهم فيه قيادات المشيخة.
ولفت كريمة إلى أن هناك العديد من علماء الأزهر، الإصلاحيين المستنيرين تم تهميشهم منذ سنوات، لمجرد إبدائهم رأيهم حول العمل داخل المشيخة.
ووجه نداءً لرئيس الجمهورية، المؤتمن على تجديد الخطاب الدينى، بألا يسمح لدولة المؤسسات بالاحتكار والتهميش لتصفية الحسابات، لأن مصلحة الدين والوطن أهم من ذلك.
اسباب غضب الازهر على الدكتور كريمة:

ومن اهم الاسباب التي دعت المؤسسة الأزهرية لاتخاذ موقف غاضب من الدكتور أحمد كريمة غير انه من اشد واشرس المهاجمين للتيار السلفي الذي تربطه الان اواصر صلة مصلحية مع الأزهر من ناحية والدولة من ناحية اخرى بتوصية من السعودية احد اهم الداعمين للنظام الحالي، كشفه فى حوار له ببرنامج "على مسئوليتى" مع أحمد موسى، المذاع على صدى البلد، السبت 14 فبراير 2015 عن أن مصر لا يوجد بها مجمع فقهى في الوقت الذى يوجد فيه في السعودية والأردن مجامع فقهية، مشيرًا إلى أن تجديد الخطاب الديني لابد أن يكون بيد الفقهاء. وطالب أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، بضرورة تخصيص مجمع فقهى متخصص، وتشكيل فريق لتولى هذا الأمر، واصفاً ما يحدث من خطابات وقوافل دعوية بالحرث في البحر. وأكد الدكتور أحمد كريمة، استاذ الشريعة الاسلامية في جامعة الأزهر، أنه في حالة انتخاب التيارات السلفية سيكون معنى ذلك دخول "داعش" مجلس النواب، قائلا: "السلفية تنفق رشاوى أكثر من الإخوان، وهناك محافظات اتقفلت على السلفية". وكشف أستاذ الشريعة الإسلامية، عن قيام التيارات السلفية بتقديم خدمات وبناء بيوت في محافظات الصعيد على قدم وساق، متابعاً "كنت في ندوة مع المجلس القومي للمرأة لتوعية الناس بالانتخابات، وربنا يعوض في مطروح مقفولة سلفي". وفى ذات السياق، قال الدكتور أحمد كريمة، أن هناك جمعية شهيرة في الكويت تدعم علناً التيار السلفي، وقامت بعمل ذراع مالي في منطقة زيزينيا بالإسكندرية باعتراف مجلة الفرقان لسان حال جمعية التراث الإسلامي بالكويت، مؤكدا أن هناك مليارات الآن بيد السلفيين في الإسكندرية، كما أشار الدكتور أحمد كريمة، إلى أن الشريعة تمنع قطع الطرق ومنع المارة من المرور وإرهاب الناس، وهناك قنوات شرعية تنظمها القوانين والأعراف لإبداء الرأي، قائلا "لا ضرر ولا ضرار، ومن يقصف السيارات بالأحجار ويقوم على اتلاف الممتلكات والاعتداء على الأموال والأعراض يرتكب جرائم، ومن يموت عليها هنا ليس شهيدا".
الدكتورة أمنة نصير:

اما ما اغضب الازهر من الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، انها شنت هجومًا علي شيوخ السلفية بشكل عام، والدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، بشكل خاص، بسبب ما وصفته بخاطبهم المعادي للمرأة. وقالت 'نصير' في تصريحات لبرنامج 'السادة المحترمون'، الذي يعرض علي فضائية 'أون تي في'، مساء الاثنين 30 مارس، 'أشعر بالغثيان عندما أسمع حديث هؤلاء الشيوخ عن المرأة، فما وصلوا إليه من انحطاط لم تصل إليه سخافة الجاهلية، فهم غير طبيعيون، ولا أعرف من أين أتوا بفتاويهم ضد المرأة'.
وتوجهت بحديثها لشيوخ السلفية، قائلة: 'لا جزاكم الله خيرًا، ولا أعطاكم الخير في الدنيا ولا في الآخرة، بسبب إهانتكم للمرأة، استنادًا لفتاوي لا يعلم أحد مصدرها'.
وحمّلت الأزهر جزء من المسؤولية، قائلة: 'مع احترامي لمؤسسة الأزهر، إلا أن هؤلاء الشيوخ تربعوا علي الساحة، بسبب غيابها أكثر من نصف قرن، وتقصيرها في تشكيل العقل المصري بالوسطية والاستنارة'.
وطالبت الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بمنع هؤلاء الشيوخ من اعتلاء المنابر، قائلة: 'أنت شجاع، ولذلك يجب أن تقوم بدورك في إسكات هؤلاء، وأن تساهم في مساعدة المرأة في استكمال مشوارها'
سعد الدين الهلالي:

الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجماعة الأزهر، فانه دائم الهجوم على هذا التيار ومن بين هجومه اللازع على السلفيين، قال: إن الفكر السلفى هو إلغاء للعقول وعدم عبادة الإنسان لله منفردا، مشيرا إلى أن النموذج السلفى والإخوانى هو قائم على البيعة وتصديق وتقديس الأئمة.
وأضاف الهلالى، أن الفكر السفلى لديه كبت شديد وحديثهم يكون عن النصف الأسفل من الإنسان، أو المرأة، أما بناء الحضارة والمستقبل بعيد عن تفكيرهم، وتابع: هم يتحدثون باسم الدين للسيطرة على المصريين، وتساءل هل مثل هذا الفكر يتولى حزبا من أجل أن يقود مصر للإعمار والمستقبل، فمثل هذا الفكر هل يكون هو السائد وصاحب البرامج المستقبلية لأجيالنا وأحفادنا؟.
وفي حوار له في جريدة التحرير 10 يناير 2015 قد شن هجوما على الأزهر حيث قال " المصريون لا يعرفون من الأزهر إلا شيخه واسم الأزهر ويحترمونه فقط، أنا أقصد المؤسسة، شاملةً الذين يحاولون التعتيم عليها لصالح أشخاص معينة واختصار الأزهر فيهم، فالمصريون لا يعرفون كم عدد أساتذة الفقة المالكى والشافعى والحنبلى والحنفى، وكم عدد أستاذة علم الحديث والعقيدة والفقة المقارن وغيرها من علوم الأزهر، كل ما نعرفه عن فلان أنه عالم فى الأزهر، وكأن الأزهر عبارة عن فرع علمى واحد، أين كل هؤلاء العلماء؟ ولماذا تغلقون الباب أمامهم وتحرِّمون عليهم الفتوى والإسهامات العلمية؟ لماذا تكممون أفواههم ولا تعطونهم حق الحديث، كلٌّ فى علمه وفى مجاله؟ مصر مليئة بالفقهاء، لكن أين هم؟ الباب مغلق أمامهم، فبالتالى لا يجد المصريون أمامهم إلا بعض مدَّعى العلم من السلفيين والإخوان، لذلك سقط الشعب فريسة فى أيدى هؤلاء من تجار الدين." وعن دور الازهر فيما نحن فيه يقول في نفس الحوار "الأزهر يتحمل ما نحن فيه، لأنه أهمل الدور المنوط به فى نشر العلم والدعوة وترك المساحة لعلمائه للحوار والحديث مع الناس وإعطائهم الحق فى البحث ونشر القضايا الدينية وتنوع الفقه والاختلاط بالناس، أمر الفتوى وأحكام الحلال والحرام تصدى لها كل من هبّ ودبّ، أمر الفتوى ليس دور أستاذ البلاغة والفلسفة، لدينا 500 شخص على الأقل يملكون الفتوى، لكنهم همشوا لصالح أشخاص آخرين وتركت الساحة للسلفيين والمتشددين."

وتسائل الهلالي "هل دور الأزهر هو عقد مؤتمرات ثم نذهب إلى منازلنا بلا نتيجة، هذا هو حال المؤتمرات التى يعقدها الأزهر الشريف «مَكْلَمة» نستدعى بها كل من يتفق مع أفكارنا ويوافق عليها ليتحدث ويشرح، وفى النهاية نعود إلى بيوتنا ولا نخرج بأى نتيجة، لا يليق أبدًا بالأزهر الذى تجاوز عمره أكثر من 1000 عام ولديه نصف مليون طالب فى جامعاته وغيرهم فى المعاهد الأزهرية والآلاف من العلماء أن يهتم بـ«الشو الإعلامى» ولا نستغل هؤلاء العلماء فى تطوير الخطاب الدينى وفتح باب تطوير المناهج الدينية، وعندما ننتقد ذلك يخرج لنا الأزهر ليعلن عن تنظيمه مؤتمرًا عالميًّا."
وعن كيفية مواجهة الأفكار التكفيرية قال "أنا أتساءل: هل دور الأزهر هو عقد مؤتمر لأساتذة متوافقين فى المنهج والفكر، حتى لو كان من مختلف دول العالم، فجميعهم أصحاب فكر سوىٍّ وناضج، وخطابنا فى المؤتمر عبارة عن حديث لأنفسنا، فكرة المؤتمر سياسية وليست تعبوية حقيقية من أجل الدين والمجتمع، بل هى تجارة سياسية بالأساس، فإذا أردنا مواجهة الأفكار التكفيرية فعلينا التعاون مع الوزارات المختلفة، وأن يحتضن الأزهر وزارة التعليم وغيرها من الوزارات، كما أن دور الأزهر هو النصيحة وليس الإجبار.
الأزهر فتح الباب واستقبل مشايخ الفتنة والمتعصبين والمتطرفين، ولم يقف ضدهم، كان على الأزهر من البداية منع جماعة الإخوان وأصابعها فى الجمعية الشرعية وأنصار السنة والدعوة السلفية، لأنها جماعات تم تشكيلها من قبل أيادٍ خبيثة لتدمير مصر وإحداث فتنة وتفتيت المنطقة العربية، والأزهر يعرف ذلك جيدًا، ومع ذلك لم نسمع رأيا مضادًّا لهم، وكان هناك توافق كبير فى وقت ما بينهم وبين الأزهر، وأذكر مثلًا الاجتماعات اليومية والمستمرة بين الأزهر ورجاله فى لجنة إعداد دستور 2012، كذلك التعاون السلفى الأزهرى فى لجنة الخمسين لدستور 2014 ووضع مواد تعسفية."
كل هذا وغيره يجعل من هؤلاء العلماء والباحثين حجر عثرة في طريق المؤسسة الازهرية لعقد صفقاتها السياسية مع هؤلاء المتشددين ولا يوجد خاسر في المعركة سوى المواطن المصري اولا والاسلام كدين ثانيا حيث يتم تشويهه بتلك الافكار التي تطرحها هذه الجماعات، وبدلا من ان يتخذ الازهر دوره الحقيقي في تقديم خطاب ديني يتناسب مع الواقع ويحل تلك الاشكالات المتعددة التي انتجها تخازلة خلال نصف قرن تقريبا كما اشارت دكتورة أمنة نصير فهو على العكس تماما يغض الطرف عن تلك الافكار ليس هذا فقط بل يسلم المساجد لهؤلاء السلفيين ليبثوا افكارهم ودينهم الوهابي في عقول شبابنا.!!