اشتعال الصراع بين الحوثيين والإخوان.. وإيران تسعى لعرقلة الدعم الباكستاني
الأحد 05/أبريل/2015 - 06:59 م
طباعة

واصل طيران التحالف العربي بقيادة السعودية غاراته على معاقل جماعة أنصار الله "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح، لليوم الحادي عشر على التوالي، مع بدء تنفيذ السلطات السعودية إزالة 96 قرية على الحدود مع اليمن، خشية تحولها إلى مخابئ للمتسللين خلال عملية "عاصفة الحزم" واتصالات إيرانية لوقف عاصفة الحزم، فيما يبدأ الحوثيون حملة اعتقالات لرموز وقادة الإخوان، واستمرار الحرب في عدن.
إزالة القرى الحدودية

تعمل السلطات السعودية على إزالة 96 قرية مهجورة على الحدود مع اليمن، خشية تحولها إلى مخابئ للمتسللين خلال عملية "عاصفة الحزم"، حسبما نقلت صحيفة "الحياة"، الأحد، عن مصدر سعودي.
وأكد المصدر أن هذه القرى خالية من سكانها البالغ عددهم 15 ألف نسمة، إثر نقلهم إلى إسكان الملك عبد الله بن عبد العزيز، بعدما شهدت المنطقة معارك مع الحوثيين عام 2009.
وأشار إلى أن عناصر حرس الحدود "يقومون يومياً بمهمات تفتيش وتمشيط أمنية واسعة للمنازل على الشريط الحدودي".
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية "استشهاد جنديين من حرس الحدود السعوديين، الجمعة، في إطلاق نار مصدره الأراضي اليمنية"، وذلك غداة إعلان سابق عن "استشهاد عنصر آخر مساء الأربعاء في ظروف مماثلة". في أثناء وجودهم في مركز الحصن في منطقة عسير جنوب غرب المملكة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن المنازل التي تمت "إزالتها حتى بداية الأسبوع الثاني من عاصفة الحزم شملت 10 قرى حدودية، ويتم العمل بشكل متواصل على إزالة المتبقي منها خلال الأيام المقبلة".
وأكدت انعدام مظاهر الحياة في القرى منذ إجلاء سكانها، مشيرة إلى دوي الانفجارات في محيطها نتيجة قصف القوات السعودية بقذائف الهاون على التجمعات الحوثية بالقرى اليمنية المحاذية للحدود.
ونقلت الصحيفة عن قائد حرس الحدود بقطاع الحرس، حسن عقيلي، قوله إن هدف الإزالة خصوصاً في قطاع الحرث هو أنها "تشكل عائقاً من ناحية المتابعة الأمنية على الشريط الحدودي، وتعتبر ملاذاً آمناً للمهربين والمتسللين ومتجاوزي الشريط الحدودي".
وأكد أن "العمل على إزالتها يتم بشكل متتابع وفق ترتيبات الجهات المعنية".
استمرار الحرب

وعلي الصعيد الميداني استمرت الاشتباكات في عدن بين اللجان الشعبية الجنوبية في مواجهة مليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح.
ولم يحسم أي فريق النصر في عدن والحرب جولات من الكر والفر بين منتصر ومهزوم.
يسيطر مسلحون حوثيون مدعومون بوحدات من الجيش موالية لعلي عبد الله صالح، على مناطق في مدينة عدن بجنوب اليمن، اليوم الأحد، ودفعوا موالين للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى التراجع.
فيما انسحب الحوثيون من مدينة القلوعة التابعة لمحافظة عدن بعد اشتباكات عنيفة مع لجان الشعبية الموالية لرئيس عبدربه منصور هادي إلى جبل شمسان.
وقال أحد أفراد المقاومة الشعبية الموالية لهادي، في عدن إن "الحوثيين والنظام السابق كانوا يرتبون لهذا اليوم (أي السيطرة على عدن) منذ فترة طويلة، ولولا جيوبهم التي كانت في داخل عدن، لما تمكنوا من دخول مدينتنا وتدنيسها".
وأضاف المقاتل الشاب الذي أطلق على نفسه "أبو عبد الله " للأناضول عبر الهاتف: "من قاتلوا في عدن في الأيام الأخيرة ليسوا لجانًا شعبية موالية لهادي، ولكن شباب أحرار موالين لعدن ويحبون مدينتهم، كانوا يخوضون جبهات القتال بكلاشنكوف فقط، ويقتسمون صندوق الرصاص بين عشرة أشخاص ولا دعم لهم".
تواصل إجلاء الرعايا الأجانب

على صعيد آخر، تواصلت اليوم الأحد عملية إجلاء الرعايا الأجانب من العاصمة اليمنية صنعاء بسبب تردي الأوضاع الأمنية في البلاد، وقال مصدر في مطار صنعاء، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن طائرتين هنديتين وطائرة تركية وأخرى باكستانية وصلت إلى مطار صنعاء الدولي اليوم وقامت بإجلاء حوالي 200 شخص يحملون جنسيات مختلفة، وقال المصدر إن الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء متوقفة بسبب قصف المطار من قبل طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، إلا أنه يسمح للطائرات التي تقوم بإجلاء الرعايا الأجانب بالهبوط والمغادرة، وتمكن العديد من رعايا دول المغرب العربي وفلسطينيون أمس السبت من مغادرة اليمن على متن طائرة جزائرية.
الحوثيون يصعدون ضد الاخوان

وعقب بيان حزب التجمع اليمني للإصلاح "اخوان اليمن" المؤيد لعاصفة الحزم، شن مليشيا الحوثيين حملات مداهمات واعتقالات ضد رموز وقيادة الإخوان في اليمن.
واعتقل الحوثيون، "حمود الذارحي"، عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح، و"فتحي العزب"، رئيس الدائرة الإعلامية بالحزب، إضافة إلى القيادي البارز، والبرلماني السابق "أحمد شرف الدين"، واقتادوهم إلى جهة مجهولة.
كما اقتحم الحوثيون منزل "محمد الأشول"، رئيس الدائرة السياسية بالمكتب التنفيذي لحزب الإصلاح في صنعاء، ومنزل رئيس الدائرة الاجتماعية بالحزب، "عبد الله صعتر".
كما اختطف مسلحون من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، اليوم الأحد، "محمد قحطان"، القيادي البارز في حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، المحسوب على الإخوان المسلمين، بحسب مصدر في عائلته.
وكان الحوثيون فرضوا، منذ أيام، إقامة جبرية على "قحطان"، وهو ممثل حزب الإصلاح في الحوارات التي كان يشرف عليها المبعوث الأممي "جمال بنعمر" بين القوى السياسية والحوثيين، ومنعوه من الخروج.
وتعرض منزل عضو الهيئة العليا الداعية المعروف، عبدالمجيد الزنداني، للاقتحام من قبل جماعة الحوثيين في صنعاء، من جانبهم حذّر الإخوان ، اليوم الأحد، جماعة الحوثي، والرئيس السابق "علي عبد الله صالح" شخصياً، ومن يستجيب لأوامرهما، من مغبة المساس بقياداته وناشطيه المختطفين.
كما قتل 5 وأصيب 7 آخرون من مسلحي "الحوثيين"، الأحد، برصاص مسلحين من الاخوان، بمنطقة قانية التابعة لمديرية ماهلية بمحافظة مأرب (شرق اليمن) والمحادة لمحافظة البيضاء.
واستنكر حزب الاصلاح ، "حملة الاعتقالات ومداهمة المنازل، وترويع النساء والأطفال، والتي طالت العشرات من قيادات وناشطي الحزب".
وحمّل البيان "الحوثيين" و"صالح"، كل ما سيترتب على ذلك من تداعيات قد لا تحمد عقباها، على حد وصفه، داعياً الطرفين إلى سرعة إطلاق كافة المختطفين فوراً.
فيما قال الناطق الرسمي باسم الجماعة، محمد عبدالسلام في بيان نشره الأحد 5 أبريل 2015: "المسألة اليوم ليست نتيجة خلاف سياسي أو تعارض في وجهات النظر، بل هو موقف يخل بسيادة اليمن وكرامة اليمنيين، ويساند دعوات الاحتلال لليمن وانتهاك سيادته الوطنية، وهو ما يعني أن ذلك يفوق الخيانة والتآمر والعمالة إلى مستوى الشراكة الحقيقية في قتل الإنسان اليمني".
إيران والدعم الباكستاني

وفي محاولة منها لوقف الدعم الباكستاني لعاصفة الحزمة والمملكة العربية السعودية، اجري رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، اتصلا هاتفيا مع رئيس مجلس النواب الباكستاني، سردار عياض صادق، تباحثا فيه التطورات الجارية في اليمن، وعملية "عاصفة الحزم".
واعتبر لاريجاني أن "المملكة العربية السعودية تحتل اليمن"، مضيفاً: "يجب على الدول المحتلة أن تستخلص درساً من قيام الاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة الأمريكية، والناتو باحتلال أفغانستان"، بحسب وكالة إرنا الإيرانية الرسمية.
ونقلت "إرنا" عن لاريجاني قوله إن طهران تدعم الحل السياسي بين جميع الأطراف في اليمن، مضيفاً: "إن عمليات عاصفة الحزم تتسبب في مقتل المسلمين، وتؤدي إلى انهيار البنية التحتية للبلاد".
وأوضح رئيس النيابي الباكستاني، أن مجلس النواب سيناقش التطورات في اليمن خلال الجلسة المشتركة للجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ، قائلاً: "إن باكستان ليست لديها نية للتدخل في الصراع بأي شكل من الأشكال، ولا نريد الدخول في الأزمة الدائرة فيها"، مضيفاً: "من أجل مصالح العالم الإسلامي نريد الاستقرار والسلام في اليمن".
السعوديون غير قلقين

وحول الوضع السياسي والميداني بشان عاصفة الحزم والروؤية السعودية في حالة فشلها ، رات صحيفة "الواشنطن بوست" الأميركية إنه "على الرغم من أن الحملة العسكرية التي تشنها المملكة على اليمن منذ أسبوعين بالكاد حققت أي نتائج، إلا أنه حتى الآن لا تبدو على القادة السعوديين أي علامات للقلق من فشل الحملة".
وأشارت الصحيفة، إلى أن تصميم المملكة على هذه العملية العسكرية يمتد إلى ما هو أعمق من تأمين حدودها ووضع حد للتمدد الإيراني من خلال المتمردين، فالقادة السعوديون أخذوا على عاتقهم مهمة حراسة الجار الجنوبي وشبه الجزيرة العربية برمتها.
وبحسب "الواشنطن بوست" فإنه لم تكن هذه العملية مجرد نداء للحشد، بل إنها تعكس رؤية المملكة الراسخة لليمن، والتي تشكلت عبر عقود من التدخلات والتمرد والسياسة القبلية، وتعكس الإصرار العسكري للسلطات السعودية والعائلة الملكية التي تستمد شرعيتها من القيادة الدينية السنية للمملكة.
وبحسب الخبراء فإن المملكة تعتبر أن أهمية إبقاء اليمن تحت جناحها تطغى على ثمن التدخل في اليمن واحتمال زيادة التوترات الإقليمية مع إيران.
وتضيف أن "اليمن انقسم إلى قوى تعادي المملكة الموالية للغرب وكذلك تتقاتل فيما بينها، ومن بين هذه القوى تنظيم القاعدة والجماعات الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية والحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ويسعون للسيطرة على عدن".
المشهد اليمني

الضبابية تسيطر علي المشهد اليمني ، في ظل اوضاع الكر والفر بين جماعة الحوثين المدعمون من قبل الرئيس اليمني السابق علي صالحن وفي ظل عدم وجود قوة وقائد عسكري يلتف حوله اليمنيون في ربوع البلاد وخاصة في الجنوب والذي شهد اختفاء لقادة الحراك الجنوبي من المشهد، وهو ماي وضح أن الاوضاع في اليمن تزيد من تعقيد الحل العسكري في ظل غياب الظهير الشعبي او الفصيل الداعم لقوات البرية التي يستعد لإدخالها الي اليمن لمواجهة الحوثيين وهو ما يصعب من مهامه ويؤخر اشراك القوات البرية في المشهد.